|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() نصائح وضوابط إصلاحية (51) كتبه/ سامح بسيوني خطوات تحقيق الهدف الخاص بتماسك الكيان وزيادة تأثيره الإصلاحي: 1- التنسيق مع أعضاء ملف تربية النشء للوجود؛ بحيث يمكنهم التعامل مع الأبناء المصاحبين لأمهاتهم والتعرُّف عليهم. 2- التنسيق مع الملف العلمي لإعداد المواد المطلوبة في التوعية. 3- التنسيق مع الملف الإعلامي لعرض بعض المقاطع الخاصة بالفاعليات أو الخدمات الأخرى المقدَّمة من الكيان للمجتمع. 4- التنسيق مع الملف الاجتماعي لإعداد دراسة حالة لمن يتواجد في تلك القوافل المدعمة لإمكانية متابعته خدميًّا بعد ذلك في أماكنهم عبر الجمعيات الخيرية المتاحة. 5- التنسيق مع الإدارة الجغرافية المعنية لأخذ الموافقات اللازمة للقافلة وتوفير الميزانية المطلوبة لتقديم الخدمة، وتحضير بعض الهدايا البسيطة للمستفيدين من الخدمة، تعمل على حفر الذكريات الطيبة في نفوس المستفيدين تجاه الكيان الإصلاحي. 6- عمل جلسات تحضيرية وترتيبية بين الأعضاء في الإدارة والملفات؛ لتوزيع الأدوار داخل إدارات وملفات الكيان المختلفة، والعمل على ربط المستفيدين ومحبيهم بالأعمال والملفات التي يمكنها تعظيم الاستفادة لهم في مجالات أخرى يحتاجونها. تنبيهات مهمة بتهديف الأنشطة: 1- لا توجد إنجازات ونتائج حقيقية ملموسة في أي نشاط بدون أهداف واضحة. 2- كلما كانت الأهداف مرتبطة بالواقع وعلاج مشاكله، كان الأمر دافعًا للقائمين على العمل أن يحرصوا على النجاح، وكان أكبر جذبًا للمستفيدين، وأعظم أثرًا في المجتمع. 3- الإنجازات هي أعظم المحفِّزات على الاستمرار. 4- الأهم من تأدية النشاط هو: أن يكون النشاط مثمرًا؛ فليست العبرة أن تتقدَّم بسرعة في أي اتجاه، بل العبرة أن تتقدَّم في الاتجاه الصحيح. 5- الرؤية الواضحة تصنع هدفًا مناسبًا؛ فاحذر أن تجعل من أهدافك حلمًا، بل اجعل من أحلامك عبر إدراكك للواقع هدفًا. 6- التكاملية في الأداء من أهمِّ وسائل تحقيق الأهداف، وتماسك الكيان، وجودة الأداء؛ فلا بد من الحرص الدائم على تحقيق التعاون بين الإدارات والملفات المختلفة داخل الكيان الإصلاحي؛ فالكيان هو صانع الإدارات ومنشئ الملفات وَفْقًا لرؤيته الإصلاحية الجماعية، وليس العكس؛ بمعنى أن النظرة الفردية لأحد الإدارات أو الملفات المعنية بنشاطٍ ما، لا يمكن أن تكون حاكمة على الرؤية الجماعية الإصلاحية للكيان؛ لأن هذا قد يتسبب في شرذمة الكيان ووجود صراعات، ومِن ثَمَّ إضعاف المسار الإصلاحي المراد. ضمان الاستمرارية: من أكبر المهام الفارقة في تحقيق الإصلاح المنشود في المجتمع: استمرارية الإصلاح وعدم الانقطاع؛ فإحداث التغيير الإصلاحي المنشود في المجتمع بوجهٍ عامٍّ، لا يكون بضربة حظٍّ تحدثُ فجأة، بل هو عمل دؤوب متتابع عبر أجيال وأجيال؛ لذلك لا بد للمؤسسات والكيانات الإصلاحية أن تحرص على استمرارية رسالتها وعدم انقطاعها بموت الرعيل الأول فيها، بل يجب عليها أن تعمل على عِدَّة محاور في هذا المضمار من أول يوم، وذلك عبر الاهتمام بعدة أمور مهمة كما يأتي: 1- التوريث الدعوي الإصلاحي. 2- المعايشة الدعوية والتربوية. 3- التفويض والمتابعة. 4- حسن اكتشاف الطاقات وبناء الكوادر. 5- بناء فِرَق عمل ناجحة. 1- التوريث الدعوي الإصلاحي: كثيرًا ما نستمع لتلك المقولة الواقعية التي تدعو إلى عدم إهدار الجهود السابقة المبذولة والتي تتلخص في: "فلنبدأ من حيث انتهى الآخرون"، وفي المؤسسات الإصلاحية نحتاج إلى تطوير هذه المقولة بأن ننبِّه على ضرورة التمسك بشعار ومقولة جديدة مهمة؛ تضمن الاستمرارية الإصلاحية في المجتمع، وهي: "قم وأصلح واقعك، وأكمل ما بناه الأولون"، ونعني بذلك استمرارية الإصلاح المجتمعي وَفْقًا للمنهج الصحيح، بناءً على المكتسبات والخبرات المتراكمة التي تحصَّلت عند القادة المصلحين الأولين، وذلك من خلال إيجاد كوادر وصفوف متتالية من الأفراد المصلحين في المؤسسة الإصلاحية قادرين على استمرارية حمل مشاعل الإصلاح المجتمعي، ونشر الخير في الناس وَفْقًا للمنهج الإصلاحي الصحيح. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() نصائح وضوابط إصلاحية (52) كتبه/ سامح بسيوني مفهوم التوريث الدعوي: ما نعنيه هنا بالتوريث الدعوي -المحقق للاستمرارية- هو: بناء منظومة إجراءات متكاملة داخل المؤسسات الإصلاحية عبر الإدارات المختلفة فيها، أو عبر قياداتها أو المؤثرين فيها، بما يسهم بشكل سلس في توريث المنهج والخبرات والمكتسبات الإصلاحية إلى الأجيال القادمة، مع العمل على تطويرها وزيادة كفاءتها، لتسهم في تحقيق الغاية الإصلاحية الكبرى التي من أجلها خُلِق الخَلق، وهي: العبودية. فالتوريث الدعوي -بهذا المفهوم- يعد ضرورة ملحة وليست كمالية، بل هو واجبٌ على كل الدعاة والمؤسسات الإصلاحية، ففيه يُقدِّم السابق للاَّحق خلاصة تجاربه، وعصارة خبراته الإصلاحية، ليكمل اللاحق من حيث انتهى الأول، وبهذا لا تُهدَر الجهود، ويستمر المسير، ويُطمئَن معه على عدم الوقوع في الزلل والخلل -بعد فضل الله-؛ لا سيما مع عِظَم المكر من أهل الباطل، وكثرة الشبهات، وانتشار الشهوات في المجتمعات والأجيال عبر آليات ووسائل متنوعة. إن من الخطورة الشديدة والتحديات الكبيرة التي تتعرَّض لها المؤسسات الإصلاحية: أن يغادر المسئولون مواقعهم التي مكثوا فيها سنوات -بسبب الموت أو المرض أو خلافه- فيأتي مَن لا خبرة له، أو صاحب خبرة ضحلة ليتولى مسئولية عمل لم يتقنه، ولم يحط به علمًا من كافة جوانبه كما ينبغي، أو يأتي مَن شارك في فريق ذلك المسئول عن العمل، ولكن بلا همة عالية لازمة لتحمل المسئولية -كالتي كانت من مميزات مسئوله السابق-، وفي كلتا الحالتين فإن هذا يعرض المؤسسة كلها لهزات عنيفة؛ إما لأنه في أكثر الأحيان سيبدأ طريقًا طويلًا يكاد يكون لا صلة له فيه بمَن سبقه، بل قد يخالفه، أو نظرًا لثقل التركة الإصلاحية التي تحتاج إلى همة وتحمل مسئولية حقيقة. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() نصائح وضوابط إصلاحية (22) كتبه/ سامح بسيوني مظاهر الإخلاص في العمل المؤسسي: 1- تأدية الدور المنوط بالفرد على الوجه الأكمل دون النظر لنوع العمل المكلف من حيث كونه في صدارة الأعمال أم لا، ودون النظر إلى موقع الفرد من العمل هل هو في الصدارة أم لا؛ فقد مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- من كان هذا ديدنه، وبيَّن عظيم جزائه ونفعه، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ) (رواه البخاري). وهذا المظهر يحتاج إلى دِقَّة من الإنسان في ملاحظته لنفسه وإدراكه لمكنونها؛ فمن الأعراض التي قد تدل على وجود خلل في هذا المظهر من مظاهر الإخلاص: أن يجد الفرد العامل نفسه متحمسًا بشدة إلى الأعمال التي يكون فيها دوره ظاهرًا أو مقدَّمًا، ويكون حريصًا على إتمامها على أكمل وجه، بينما يجد نفسه أقل حماسًا أو أقل اهتمامًا في ذات العمل إن كان دوره فيها ليس ظاهرًا أو لم يكن فيه مصدرًا. 2- عدم الحرص على الرئاسة والتصدر في الأعمال، مع تمام الاهتمام بسد الفجوات التي يحتاج إليها الكيان الإصلاحي؛ فالحرص على الرئاسة والوجاهة والتصدر أمر ليس بالبعيد عن أي إنسان بحكم بشريته كما قال سفيان الثوري -رحمه الله-: "ما رأيت زهدًا في شيءٍ أقل منه في الرئاسة، ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب فإن نوزع الرئاسة تحامى عليها وعادى". وقال يوسف بن أسباط: "الزهد في الرئاسة أشد من الزهد في الدنيا". وكتب سفيان إلى صاحبه عباد بن عباد رسالةً فيها: "إياك وحب الرئاسة، فإن الرجل تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة"؛ فهو مرض عضال يفسد الدِّين كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ والشرف لدينِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني). لذلك فمن مظاهر الإخلاص الواضحة في الأعمال الإصلاحية في هذا الباب: أن يكون الحرص في العمل على سدِّ الفجوات أولى بكثير عند الفرد العامل من المنافسة على البارز المتاح من المساحات، كما أنه لا يطلب الرئاسة والتصدر فإن جاءته وكلف به رغمًا عنه، استعان بالله على أدائها على أكمل وجه، وهذا امتثالًا لوصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الرحمن بن سمرة حينما أوصاه قائلًا: (يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا) (متفق عليه). وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() نصائح وضوابط إصلاحية (25) كتبه/ سامح بسيوني فإن الإنسان كلما علت رتبته الإدارية الإصلاحية كان مقصدًا للناس للسؤال والاستفسار، وهذا مما يتطلب منه الحرص على بناء نفسه علميًّا باستمرار؛ حتى لا يُفتي أو يوجِّه غيره بغير علم؛ فيكون سببًا في إضلال الناس، وفساد المجتمعات، لا سيما أن الإنسان كلما علت مرتبته الإدارية دخل عليه الشيطان من باب الحرج أن يقول: "لا أدري"؛ خوفًا على مكانته بين الناس، وقد جاء التنبيه على مثل ذلك في صحيح البخاري (باب الاغتباط في العلم والحكمة): "وقال عمر تفقهوا قبل أن تسودوا. قال أبو عبد الله - أي: البخاري - وبعد أن تسودوا. وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنهم". قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "قوله: (وَقَالَ عُمَرُ: تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا) أي: تُجْعَلوا سادة. زاد الكشميهني في روايته: قال أبو عبد الله - أي: البخاري -: (وَبَعْدَ أَنْ تُسَوَّدُوا)، وإنما عقبه البخاري بقوله: (وَبَعْدَ أَنْ تُسَوَّدُوا)؛ ليبيِّن أن لا مفهوم له؛ خشية أن يفهم أحدٌ من ذلك أن السيادة مانعة من التفقه، وإنما أراد عمر أنها قد تكون سببًا للمنع؛ لأن الرئيس قد يمنعه الكبر والاحتشام أن يجلس مجلس المتعلمين" (فتح الباري شرح صحيح البخاري). لذلك فليحذر كلُّ مسئول إصلاحي من أن يقع في ذلك؛ وليتَّقِ الله عز وجل في نفسه وفي الأمانة التي بين يديه، وليواظب على بناء نفسه علميًّا مهما علت رتبته الإدارية حتى لا يقع - ولو جزئيًّا - فيمَن ذمهم الله عز وجل بقوله: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (الكهف: 103، 104). وقد حَذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من وجود الرؤوس الجهال، وأثر ذلك على ضياع وإضلال الناس؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا) (متفق عليه). وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() نصائح وضوابط إصلاحية (26) كتبه/ سامح بسيوني تحقيق التوازن بين المسئوليات الدعوية والواجبات الحياتية: العمل الإصلاحي التطوعي عمل له تبعاته من حيث الانشغال الوقتي والذهني، بل والبذل المالي الذي يتطلبه العمل الإصلاحي، وهذا - بلا شك - يتعرَّض له جميع الأعضاء العاملين، والأفراد المسئولين عن العمل دائمًا هم في القلب من هذا، بل هم أكثر من يتعرض لهذا؛ نظرًا لمسئوليتهم عمن خلفهم وعن تحقيق المستهدفات الإصلاحية المراد تفعيلها في المجتمع. وفي هذا الصدد لا بد أن نؤكد على أن هذا الانشغال الذي يقوم على الاحتساب لا بد معه من مراعاة الواجبات الشرعية والحياتية اللازمة في حياة المسئول؛ بحكم بشريته، وبحكم مسئوليته عن أهله وعن أسرته؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (متفق عليه). والحقيقة المهمة في هذا الصدد: أن يدرك كل مسئول إصلاحي أن عمله التطوعي الإصلاحي بأهميته الكبرى هذه يحتاج إلى دعم حقيقي من كلِّ الدوائر المحيطة به، وأولها وأولاها: دائرة الأسرة وذوي القربى؛ وقد بدأ الله عز وجل في الأمر لنبيه صلى الله عليه وسلم بالبلاغ بالاهتمام بهذه الدائرة؛ فقال -عز وجل-: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء:214). وقد رتَّب الله -عز وجل- أولويات الإحسان المطلوبة للخلق، فقدَّم الوالدين وذوي القربي على غيرهم؛ حيث قال تبارك وتعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) (النساء: 36). لذلك فاهتمام المسئول بدائرة أسرته أولًا بدءًا من والديه، ثم زوجته وأولاده أمرٌ في غاية الأهمية للمسئول؛ فهم أول دوائر الدعم الحقيقي التي تساعده في نجاحه في مسئوليته الإصلاحية، ومن المعلوم من صحيح السيرة النبوية: أن السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي أول من أعانت النبي صلى الله عليه وسلم وعملت على تثبيته، ومن ذلك ما جاء في الصحيحين: لما نزل الوحيُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء لأول مرة، رجع إلى خديجةَ رضي الله عنها فأخبَرَها الخبر وقال: (لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي)، فقالت له رضي الله عنها: "كَلَّا! أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، فَوَاللهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ" (متفق عليه). قال ابن حجر -رحمه الله-: "وفي رواية هشام بن عروة عن أبيه في هذه القصة: "وَتُؤَدِّي الْأَمَانَةَ" (فتح الباري). ولذا؛ فنجد دائمًا أنه كلما كانت الأسرة داعمة للمسئول؛ فإن هذا مما يهون عليه كثيرًا ما يجده من عقبات ومصاعب في مسيرته الإصلاحية، والعكس بالعكس؛ فكلما كانت الأسرة غير متعاونة مع المسئول الإصلاحي زادت الصعوبات عليه، وصارت تمثِّل في ذاتها جهة ضغط عليه قد تتسبب -إن لم يوفِّقه الله لحسن التعامل مع الأمر- في انقطاعه والتخلي عن مسئولياته. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() نصائح وضوابط إصلاحية (28) كتبه/ سامح بسيوني فمن أهمِّ العوامل والسمات الشخصية التي تؤثر في نجاح المسئول الإصلاحي هو حسن سمته الأخلاقي، وحسن تعاملاته السلوكية مع الدوائر الاجتماعية المحيطة به، والتي يتعامل معها بشكل دوري ويؤثر فيها. ومن تلك الدوائر المهمة: - دائرة الأفراد المحيطة به في محيط سكنه أو عمله؛ مِن: الزملاء والجيران وأهل الحي؛ هذه الدائرة المكانية القريبة من المسئول الإصلاحي هي المؤشر الأول في نجاحه الدعوي وقبوله المجتمعي، وهذه الدائرة تحتاج من الفرد الصادق في تحقيق العبودية إلى حسن التفاعل المجتمعي من حيث التواجد الخدمي، والإصلاح بين الناس، والتعليم والتعلم، والمواساة في المدلهمات والأحزان، والمشاركة في المناسبات والأفراح. وهذا التفاعل المجتمعي لا بد أن يُبنى على قاعدة الإحسان لا على قاعدة المقابلة، وعلى التعامل مع الناس بالفضل لا بالعدل. فالإحسان الذي هو أن تعبد الله كأنك تراه؛ سيكون في باب المعاملات هنا بمعنى: أن لا تكون معاملاته من باب المقابلة وأداء الواجب فقط؛ فيكرم من يكرمه، ويصل من وصله، ويعطي من أعطاه، ويبذل لمن بذل له، بل ستكون من باب العطاء والبذل من أجل رضا الله وحده، وتحبيب الناس في دين الله؛ فـيصل مَن قطعه، ويعطي مَن حرمه، ويبذل المعروف لمن أساء إليه، مستشعرًا في ذلك لذة العطاء -ولو كان بلا عوض-، مستشعرًا في ذلك استجلاب محبة الله كما قال -تعالى-: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة: 195). فمحبة الله -عز وجل- هي أولى الغايات، وأعظم الواجبات، وهي خيرٌ مِن أي عطاء دنيوي أو عوض بشري، وهي سبب للنجاح في المسار الإصلاحي المحقِّق للسعادة والهناء الأبدي. ثانيًا: المتطلبات المهارية اللازمة للمسئول الإصلاحي: المسئولية -كما أوضحنا في التعريفات السابقة-: هي حالة يكون فيها الإنسان صالحًا لأداء أعماله والمؤاخذة عليها، وملزمًا بتبعاتها المختلفة؛ لذلك فالمسئول الإصلاحي يحتاج إلى زيادة نموه المهاري المستمر بالقراءة والتعلُّم الدائم في مجالات الأعمال الدعوية، والإدارية والفنية المنوطة بعمله الإصلاحي، مع فاعلية التدريب الدائم واللازم في مجالات عمله ومسئولياته. فالمسئولية الإصلاحية الناجحة ليس من مقوماتها ابتداءً مراعاة الأقدمية دون نظر إلى المهارات والسمات الشخصية، ولا يمكن أن تستمر بالذكريات التاريخية، بل تستمر وتنمو وتزداد بزيادة البناء المهاري الفني المستمر مع التحلي بالسمات الشخصية اللازمة للاستمرارية، حيث يعد ذلك من أكبر وسائل جذب والتفاف الناس حول المسئول؛ فكما قيل: "مَن لا ينمو يضمحل". والمسئولية ليست تشريفًا نظريًّا، بل هي تكليف عملي يحتاج صاحبها أن يحرص على تحصيل مقومات نجاحه في مهامه وواجباته. لذا يحتاج المسئول الإصلاحي إلى عِدَّة مهارات؛ منها: أ- الإلمام بالوظائف الإدارية الأساسية والحرص على نشرها وتفعيلها: من الأمور التي قد تهدِّد استمرارية وفاعلية أي كيان إصلاحي هو عدم إدراك الأفراد العاملين فيه -لا سيما القادة والمسئولين- للوظائف الأساسية للعمليات الإدارية التي تمارس بغرض تحقيق نتائج إصلاحية إيجابية أو الاكتفاء بتلك المعرفة للبعض دون الآخر؛ مما يتسبب في وجود تفاوتات في أداء الأفراد والمسئولين داخل الهياكل الإدارية العاملة، بل قد تظهر في بعض الأحيان مقاومة عنيفة من البعض في الاستجابة لتنفيذ تلك الوظائف الإدارية المطلوبة مما يؤدي إلى حدوث اختلافات حركية بين الأفراد في ذات الكيان أو الهيكل الإداري العام تتشتت معها الجهود وتُهدر معها الأوقات وتضعف بسببها النتائج. لذا فإن من المهارات اللازمة للمسئول الإصلاحي الناجح أن يكون هو في نفسه عنده مؤهلات معرفية وعملية قوية بوظائف الإدارة؛ ليس ذلك فحسب، بل يحتاج إلى العمل على نشر تلك الثقافة الخاصة بوظائف العمليات الإدارية عند جميع المدراء والعاملين معه سواء بسواء حتى يتعاون الجميع كلٌّ في دوره في منظومة متناسقة مثمرة. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() نصائح وضوابط إصلاحية (29) كتبه/ سامح بسيوني فمن المهارات والوظائف الإدارية الأساسية التي يحتاجها المسئول الإصلاحي: التخطيط: وهي عملية رفع الواقع، ووضع الأهداف، وتحديد آليات تحقيقها وكيفيتها؛ فالتخطيط في أبسط تعاريفه: هو النشاط الذي يساعدك على الانتقال من وضعك الحالي إلى ما تطمح بالوصول إليه. ويشتمل هذا النشاط أو تلك العملية على عدة مراحل: رفع الواقع: وذلك بما فيه عن طريق عمل الآتي: 1- حصر الموارد البشرية المتواجدة (الأفراد) والمتاحة للعمل. 2- حصر مساحات التأثير المجتمعية المتاحة 3- ملء لنموذج تحليل الواقع swat كأحد نماذج تحليل الواقع المنتشرة من حيث (نقاط القوة - نقاط الضعف - الفرص المتاحة - التحديات الموجودة). وفي ذلك كله يجب أن ننتبه إلى الآتي: - أن يكون هذا الواقع المرفوع واضحًا حقيقيًّا غير مضلل أو مُجَمَّل؛ طلبًا لراحة النفس، وعدم وغز الضمير؛ حتى ولو كان مؤلمًا؛ فـألم الحقيـقة الأنيــة أخـف ضـــررًا على الجميــع من آلام المستقبل الناتجة عن النظرات الخادعة. - رفع الواقع يجب أن يكون مفصلًا يتيح للمخطط تحديد الأهداف اللازمة للانتقال من نقطة حالية معلومة محددة إلى نقطة أخرى مستقبلية مستهدفة؛ فالأزمة الكبرى ليست في وجود واقع ضعيف أو مؤلم، بل الأزمة الحقيقية تتمثل في استمرار هذا الواقع الضعيف المؤلم أو ازدياده بعد مرور سنوات وسنوات بدون عمل، أو بعمل مُجَمَّل خادع. ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حريصًا على ترسيخ أهمية رفع الواقع في مفاهيم أصحابه -رضي الله عنهم أجمعين- كما جاء في الحديث عن حذيفة بين اليمان -رضي الله عنهما- قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: (أَحْصُوا لِي كَمْ يَلْفِظُ الْإِسْلَامَ؟)، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّمِائَةِ إِلَى السَّبْعِمِائَةِ؟ قَالَ: (إِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ أَنْ تُبْتَلَوْا)، قَالَ: فَابْتُلِينَا حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا لَا يُصَلِّي إِلَّا سِرًّا. (متفق عليه). وقد بوَّب الإمام البخاري -رحمه الله- على هذا الحديث بقوله: "باب كتابة الإمام الناس"، وفيه تأصيل شرعي لأهمية الحصر والإحصاء للواقع على ما هو عليه، وما يترتب عليه من أمور مهمة في استشراف المستقبل. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() نصائح وضوابط إصلاحية (30) كتبه/ سامح بسيوني فمن المهارات والوظائف الإدارية الأساسية التي يحتاجها المسئول الإصلاحي، تحديد الأهداف طبقًا للواقع المرفوع والإمكانات المتاحة، ويجب الانتباه هنا إلى أن الأهداف الموضوعة يجب أن تتميز بالآتي: - الواقعية: فيجب أن تكون الأهداف الموضوعة يمكن تحقيقها في الواقع المحيط؛ لا أن تكون حالمة تصيب العاملين بالإحباط؛ نتيجة عدم القدرة على تحقيقها. - الوضوح المبدد للعمومية والقابل في ذات الوقت للتعديل والقياس: والذي يساعد على اختيار الآليات، والوسائل الملائمة والمناسبة لتحقيق إنجاز ملموس يساهم في تحقيق التحفيز المطلوب للأفراد على استمرارية العمل. - الزمنية: بمعنى أنه يجب تحديد مدة زمنية مناسبة لتحقيق الهدف طبقًا للواقع المرصود مسبقًا. تحديد الآليات اللازمة لتحقيق الأهداف ووضع البرنامج الزمني للتنفيذ: نعني بذلك تحديد الأنشطة والوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف الموضوعة في إطار زمني تفصيلي، وهذا الأمر -في الحقيقة- يحتاج إلى خبرات متراكمة، وقدرة على تحديد تلك الوسائل والأنشطة المتاحة -النمطية وغير النمطية- التي تصلح في التخديم على الأهداف المطلوبة بطريقة سهلة ومباشرة قدر المستطاع، مع وضع برمجة زمنية تفصيلية لتلك الأنشطة والوسائل على طول مدة الخطة. ولذلك فقد يحتاج الأمر في بعض الأحيان إلى وجود دليل تشغيلي تراكمي شامل لكل الآليات والأنشطة المتاحة، وكيفية تنفيذها؛ مما يساعد الإدارة التنفيذية المباشرة على القيام بمهمة التنفيذ على الوجه المراد. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() نصائح وضوابط إصلاحية (33) كتبه/ سامح بسيوني الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فتتمثل وظائف عملية المتابعة والرقابة في: 1- التأكد من وصول الخطة إلى كلِّ مستويات تنفيذها. 2- توثيق مراحل تنفيذ الخطة. عمل تغذية عكسية للإدارة أثناء تنفيذ الخطة لسرعة اتخاذ القرارات التصحيحية الآتية: - اكتشاف أوجه القصور المهددة للكيان أو المضيعة للأهداف. - التقييم النهائي طبقًا لمؤشرات الأداء، والنتائج النهائية لاتخاذ القرار السليم المنوط به تثبيت أو تعديل الرؤى والأهداف المرحلية. - حصر الإيجابيات والسلبيات، واكتشاف الطاقات وجمع الخبرات المكتسبة للمساعدة في وضع الخطط المستقبلية. التقييم والتقويم: في هذه الخطوة، يقيس المسئولون الأداء ويحدِّدون إن كان يتناسب مع المعايير المحدّدة الموضوعة؛ فإذا كانت نتائج المقارنة أو القياسات مقبولة -خلال الحدود المفترضة- فلا حاجة لاتخاذ أي إجراء، أما إن كانت النتائج بعيدة عما هو متوقع أو غير مقبولة، فيجب اتخاذ الإجراء اللازم للتصحيح، وهذا التصحيح -الذي نعني به تصحيح الانحرافات عن المعايير عبر تحديد الإجراء الصحيح الواجب اتخاذه- يعتمد على ثلاثة أشياء: - المعيار الموضوع: ويجب أن يكون موافقًا للشرع متماشيًا مع منهج الكيان الإصلاحي، مراعيًا للوقع الذي يتم فيه العمل. - دقّة القياسات التي بيّنت وجود الانحراف، وذلك عن طريق المعلومات والأرقام والحقائق، لا عن طريق التحليلات والظنون والعواطف. - تحليل أداء الشخص المؤدي للعمل لمعرفة سبب الانحراف الحقيقي. هذا مع الأخذ في الاعتبار في تلك المعايير الموضوعة للتقييم أنها في إطار عمل إصلاحي تعاوني، فيجب ألا تكون صارمة جدًّا أو مرخاة جدًّا؛ حتى لا نحكم على الأفراد العاملين أو الأعمال بأحكام رديئة قاسية تدفع القائمين على الأعمال إلى عدم الاستمرار، أو تؤدي إلى عدم جودة الإجراءات التّقويميّة الواجب اتخاذها. وأخيرًا: فبعد انتهاء مرحلة التقييم والتقويم يتم إعادة النظر في الواقع الجديد، وبهذا تكون الدورة الإدارية قد أدَّت وظائفها وتحققت مبادئها، ومن ثم تبدأ دورة إدارية الجديدة بمراحلها الأربعة من جديد: (تخطيط، وتنظيم وتوجيه، ومتابعة ورقابة، ثم تقييم وتقويم)، وهكذا حتى يتم الوصول إلى الأهداف الإصلاحية المرجوة بمسارات واضحة ثابتة، وخطوات تدريجية مناسبة، وبما يتوافق مع مبدأ الإحسان والإتقان المهاري المطلوب من المسؤول الإصلاحي. الإلمام باللوائح المنظمة للعمل مع فهم للتوصيف الوظيفي المنوط به: لا شك أن أي كيان إصلاحي ناجح لا بد أن تكون له لائحة عمل تنظيمية واضحة يتم نشرها على جميع أعضائه، وأولى الناس بالإلمام بهذه اللائحة هم القادة والمسئولون الإصلاحيون؛ ليكون المسئول على دراية واضحة بحدود مسئولياته طبقًا لتوصيفه الوظيفي هو أولًا، وليكون عنده القدرة عند تكليف من وراءه أن يوضِّح لهم حدود مسئولياتهم وحدود وظائفهم، وذلك حتى يحدث التناغم التكاملي في العمل بين الإدارات المختلفة داخل الكيان أو المؤسسة، وحتى لا يقصر أحد فيما يجب عليه، أو لا ينشغل أحد بما ليس إليه، فيؤثر على ما سواه مِن واجبات عليه. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() نصائح وضوابط إصلاحية (36) كتبه/ سامح بسيوني الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ وضوح آلية اتخاذ القرار داخل المؤسسة والحرص على أخذها بطريقة صحيحة: من أعظم أسباب قوة الكيانات الإصلاحية: القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، فمعادلة التأثير الناجح تتمثل في: (قرار صحيح + توقيت صحيح + آلية وأسلوب طرح صحيح = تأثير ناجح). وأي اختلال في أي حدٍّ من حدود تلك المعالة يؤدي إلى خلل في النتائج؛ لذلك فإن عدم إدراك القيادة بأسس اتخاذ القرار الصائب داخل أي كيان أو عدم معرفة الأتباع بتلك الأسس التي يتم اتخاذ القرار بها من القيادة يؤدي إلى سوء القرار المتخذ أو إلى ضعف التأثير المنشود بعد اتخاذ القرار المناسب، وقد يؤدي إلى حدوث خلافات داخلية مؤثرة على التزام الأعضاء بتنفيذ القرار، ومن ثم على استقرار الكيان. وقد جاء قول الله -عز وجل- في سورة الكهف ما يشير إلى مثل هذا المعنى؛ حيث قال الله -سبحانه وتعالى- على لسان الخضر -عليه السلام-: (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ به خُبْرًا) (الكهف: 68)، فمعرفة الأتباع والأعضاء بحيثيات القرارات وأسس الأعمال هو من أعظم الأسباب في صبرهم على ما يجدونه من آثار للقرارات، وفي ثقتهم في قيادتهم، ومن ثم في نجاح واستمرار قوة الكيان الإصلاحي. والقرار لغةً: مشتق من القر أي: "التمكن"، فيقال: قرَّ في المكان؛ أي: "استقر به وتمكن منه". واصطلاحًا: القطع أو الفصل؛ فالقرار هو قطع أو وقف لعملية التفكير، والنظر في الاحتمالات المتعددة والاستقرار على البديل المناسب. ويعرف أيضًا بأنه: "اختيار من بين بدائل مختلفة" بمعنى اختيار بديل من بين بدائل متعددة للوصول إلى هدف مرغوب. اتخاذ القرار: هو نشاط أو عملية محددة مطلوبة لحسم الحيرة التي تنتاب متخذي القرار تجاه مشكلة ما يجب التعامل معها، مع وجود البدائل المتعددة والنتائج المختلفة المترتبة على كل بديل. عملية صنع القرار: سلسلة من الخطوات المترتبة المؤدية إلى اتخاذ القرار المناسب طبقًا لنوع القرار، مع العمل على تنفيذه ومتابعة تحقيق نتائجه. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |