|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من أقوال السلف في غضّ البصر
من أقوال السلف في غضّ البصر فهد بن عبد العزيز الشويرخ الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فغض البصر مما جاء الأمر به في القرآن والسنة, قال الله تعالى: {﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾} [النور:30] وقال الله عز وجل: {﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ } [النور:31] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « (( إياكم والجلوس في الطرقات ) قالوا: ما لنا بدّ, إنما هي مجالسنا نتحدث فيها, قال: (( فإذا أبيتم إلا ذلك, فأعطوا الطريق حقها )) قالوا: وما حق الطريق ؟ قال: (( غض البصر, وكف الأذى, ورد السلام, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ))» [أخرجه البخاري] ومن أطلق لعينيه العنان في النظر إلى ما حرم الله عز وجل, فقد جعلهما تزنيان فعن أبي هريرة رضي الله عنه, « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( العينان تزنيان وزناهما النظر ))» [أخرجه البخاري ومسلم.] والإنسان يمدح بغض بصره عن نساء الآخرين, يقول عنترة: وأغضُّ طرفي ما بدت لي جارتي حتى يوارى جـــــــــــــــارتي مأواهـــــــا فينبغي أن يجاهد الإنسان نقسه في غض البصر, فهو داء مهلك, يؤثر على قلب الإنسان, وعلى تلذذه بطاعة الله جل وعلا, وقد يكون من أسباب انتكاسة البعض عن طريق الهداية الاستقامة, نسأل الله الكريم أن يعيننا على مجاهدة أنقسنا في غضّ أبصارنا عما حرم الله. للسلف رحمهم الله, أقوال في غضّ البصر, جمعت بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& عن الربيع رحمه الله, في قوله تعالى: { ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ } قال: لا ينظر إلى عورة أحد.
غض طرفك عما هو عليك من أعظم الآثام, وهو النظر إلى ما لا يحل لك من حرم الأنام,...وليكن بصرك من النظر إلى المحارم معدولاً
& خرج الثوري في يوم عيد, فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر.
الأول: غض البصر...إلى كل ما يذم ويكره, وإلى كل ما يشغل القلب عن ذكر الله ـــــــــــــــــــــــــــ
& عن العلاء بن زياد رحمه الله قال: كان يقال: لا تتبعن بصرك حسن رداء امرأة, فإن النظر يجعل شبقًا في القلب. & قال الإمام السمعاني رحمه الله: عن بعض السلف قال: إن النظر يزرع الشهوة في القلب, ورب شهوة أورثت خزنًا طويلًا. & قال الإمام ابن عطية الأندلسي رحمه الله: البصر هو الباب الأكبر للقلب, وأُعمر طرق الحواس إليه, وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته, ووجب الحذر منه & قال العلامة ابن القيم رحمه الله: أضرُّ شيءٍ على القلب إرسال البصر, فإنه يُريه ما يشتدُّ طلبُه, ولا صبر له عنه, ولا وصول له إليه, وذلك غاية ألمه وعذابه. وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقبـك يــــــــــوماً أتعبتك المنـــــاظرُ رأيت الذي لا كلُّه أنت قـــــــــادر عليه ولا عن بعضه أنت صـابرُ النظرة تفعلُ في القلب ما يفعلُ السهم في الرميّة, فإن لم تقتله جرحته, وهي بمنزلة الشَّرارة من النار تُرمى في الحشيش اليابس فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه, كما قيل: كلُّ الحوادث مبداها من النَّـــــــــــظر ومُعظم النار من مُستصغر الشررِ كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوسِ ولا وتــــــــرِ والمرءُ ما دام ذا عــــــــــين يُقلـــــــــــبُهـا في أعين الغيد موقوف على الخطر يسُـــــــــرُّ مقلــــــــــــتـه ما ضـرَّ مهجـته لا مرحباً بسرورٍ عاد بالضــــــــــررِ الناظر يرمي من نظره بسهام غرضها قلبه وهو لا يشعر, فهو إنما يرمي قلبه. ـــــــــــــ & قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: النظر داعية إلى فساد القلب. & قال بعض السلف: النظر سهم سم إلى القلب & قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: النظر يجعل القلب شيئاً فشيئاً في ظلمة.
& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: أمر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم,...ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدماً على حفظ الفرج, فإن الحوادث مبدأها من النظر, كما أن معظم النار من مستصغر الشرر, فتكون نظرة, ثم خطرة, ثم خطوة, ثم خطيئة. وقال رحمه الله: الله سبحانه ابتلى...الإنسان بعدو لا يفارقه طرفة عين, ينام ولا ينام عنه, ويغفل ولا يغفل عنه, يراه هو وقبيلُه من حيث لا يراه, يبذل جهده في معاداته في كل حال, ولا يدع أمراً يكيده به يقدر على إيصاله إليه إلا أوصله, ويستعين عليه ببني أبيه من شياطين الجن وغيرهم من شياطين الإنس, قد نصب له الحبائل,...والفخاخ والشباك, وقال لأعوانه: دونكم عدوكم وعدو أبيكم, لا يفوتنكم,....ودونكم ثغر العين, فإن منه تنالون بغيتكم, فإني ما أفسدت بني آدم بشيء مثل النظر, فإني أبذر به في القلب بذر الشهوة, ثم أسقيه بماء الأمنية, ثم لا أزال أعدُه وأمنّيه حتى أقوى عزيمته, وأقوده بزمام الشهوة إلى الانخلاع من العصمة. & قال الإمام الشوكاني رحمه الله: بدأ سبحانه بالغض...قبل حفظ الفرج, لأن النظر وسيلة إلى عدم حفظ الفرج, ـــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــ
& قال العلامة السعدي رحمه الله {﴿ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾} عن النظر...إلى المردان الذين يخاف بالنظر إليهم الفتنة. & قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: اعلم وفقك الله, أن هذا الباب من أعظم أبواب الفتن...فإن الشيطان إنما يدخل على العبد من حيث يمكنه الدخول, إلى أن يُدرجه إلى غاية ما يمكنه من الفتن, فإنه لا يأتي إلى العابد فيحسن له الزنا في الأول, وإنما يزين له النظر, والعابد والعالم قد أغلقا على أنفسهما باب النظر إلى النساء الأجانب, لبعد مصاحبتهن وامتناع مخالطتهن, والصبي مخالط لهما, فليحذر من فتنته. نظر...إلى غلام في بعض الأسواق, فبلي به...وطال به البلاء...ولما سئل عن قصته, قال: رب ذنب استصغره الإنسان هو أعظم عند الله من ثبير, وحقيق لمن تعرض للنظر الحرام أن تطول به الأسقام ثم بكى وقال: أخاف أن يطول في النار شقائي.
& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: غضُّ البصر عن الصورة التي نُهي عن النظر إليها يورث ذلك ثلاث فوائد جليلة القدر: حلاوة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب مما تركه لله, فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه, ويورث نور القلب والفراسة, وقوة القلب وثباته وشجاعته ـــــــــــــــ & قال الإمام القرطبي رحمه الله: غض البصر وحفظ الفرج أطهر في الدين, وأبعد عن دنس الأنام. & قال العلامة ابن القيم رحمه الله: في غضِّ البصر عدة منافع: أحدها: أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده. الثانية: أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه. الثالثة: أنه يورث القلب أنساً بالله وجمعية على الله. الرابعة: أنه يقوي القلب ويفرحه, كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه. الخامسة: أنه يكسب القلب نوراً, كما أن إطلاقه يكسبه ظلمةً السادسة: أنه يورثه فراسة صادقةً يتميز بها المحق والمبطل, والصادق والكاذب. السابعة: أنه يورث القلب ثباتاً وشجاعةً وقوةً. الثامنة: أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب, فإنه يدخل مع النظرة. التاسعة: أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحة والاشتغال بها, وإطلاق البصر يشتته & قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: قيل: من حفظ بصره أورثه الله نوراً في بصيرته. & قال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: يقال: إن كل من كان أتقى لله فشهوته أشد, لأن الذي لا يتقي يتفرج بالنظر ونحوه. & قال العلامة السعدي رحمه الله: من ترك شيئًا لله, عوضه الله خيرًا منه, ومن غضّ بصره أنار الله بصيرته.
ــــــــــــــــــــ
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |