هَمَسات .. في كلمات ... - الصفحة 4 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13107 - عددالزوار : 347640 )           »          معركة شذونة.. وادي لكة.. وادي برباط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 96 )           »          أخــــــــــلاق إسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 475 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2490 )           »          من أساليب التربية في القرآن الكريم ، أسلوب الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 136 )           »          موقظة في تعريف عقد البيع في الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          الوجيز في أحكام التداولات المالية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 107 )           »          حكم التورق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          حكم التلفيق بين أقوال المذاهب الفقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 116 )           »          فائدة في كفارة اليمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 139 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 15-05-2024, 09:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,229
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هَمَسات .. في كلمات ...





هَمَسات .. في كلمات ... (31)

سالم محمد



(هَمَسات .. في كلمات) في نسختها الـ (31) بفضل الله وتوفيقه:
➊ مما يفرح النفس، ويبهج الفؤاد، تسابق المسلمين لخدمة القرآن الكريم، هذا على مستوى الشعوب جلي وواضح، أما على مستوى الحكومات، فإن أغلب الحكومات الإسلامية، تأخذ من القرآن وتترك، وهذا من سمات اليهود قال الله عنهم: {(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)} ، فترى الكثير من الحكومات الإسلامية تغدق الأموال والتكريم لحفَّاظ القرآن ولا تبخل بالأموال لإقامة المسابقات المحلية والدولية، مع أن القرآن نزل ليطبق في حياة الناس، لا أن يفصل عن الحياة أو الحكم كما يزعم كهنة العلمانية، فالحاكم المسلم سيسأله الله عن تطبيق القرآن والحُكم به بين الناس، ولن يسأله لمَ لمْ يقم مسابقة دولية في الحفظ، أو لم يطبع ملايين النسخ من المصاحف، وإن كان هذا عمل جليل ومطلوب، ولكن علينا العِلم بـ(أن المقصد من إنزال القرآن هو الهداية بإخراج الناس من ظلمات الباطل إلى نور الحق)، ولا يتأتى ذلك إلا بتطبيقه وجعله نبراسًا في جميع شئون الحياة، وعلى رأسها الحُكم، إذ من المستحيل أن يكون القرآن منهج لحياة المسلمين ولا دخل له في الحكم.
********
➋ ذم الله تعالى مشركي العرب في الجاهلية لقتلهم أولادهم خوفًا من الإملاق (الفقر)، وكثير من المسلمين في هذا الزمن للأسف يخشى كثرة الأولاد لأنه قليل ذات اليد، وربما لن يجد ما يطعمهم به كما يزعم، وهذا تناقض عجيب، فالحقيقة أن الأب لا يرزق نفسه فضلًا عن غيره، ومن عنده ولد واحد لا يرزقه هو، وإنما الرزاق هو الله تعالى، ولو قيل لأحدهم إن الأمير الفلاني أو الملك الفلاني سيتكفل بأولادك، أو هم في ذمة تاجر فاحش الثراء، ربما لاطمأنت نفسه لكثرة الولد، وهنا المصيبة العظمى، والبلية الكبرى، لأننا يقيننا قوي في وعد المخلوق الضعيف الفقير، وضعف يقيننا في وعد الخالق الغني الزراق ذو القوة المتين، وهناك جانب آخر لهذه المأساة وهو أن حكام بعض الدول الإسلامية يدعوا الناس صراحة للاكتفاء بولدين فقط، ويرى - جهلا أو خبثًا- أن ذلك في صالح الاقتصاد، والحقيقة أن مثل هذا الجاهل لا يملك رزق نفسه، فكيف يطلب من الناس تقليل النسل، والحق أن من أسباب قوة المسلمين كثرتهم، ولم ولن يكون عدد السكان سبب للفقر، وإنما هناك أسباب أخرى كالفساد بأنواعه، والاستغلال السيء للثروة، والتدخل السافر للأعداء في شئون المسلمين وغيرها.
********
➌ نعمة الأمن من أجل النعم وأعظمها، فمع الأمن يسعى الناس لتحصيل أرزاقهم، ومع الأمن يداوي الناس مرضاهم، ومع الأمن ينشرون رسالة ربِّهم، ومن فقد الأمْن لا يكاد يهنئ له عيش، ولا يقرُّ له قرار، فإذا ألبسك الله لباس الأمان فاشكر ربك وأخلص له العبادة، وهذه النعمة فقدها كثير من المسلمين في السنوات السابقة بسبب ما يسمى بـ (الثورة الشعبية)، والمطالبة بالتغيير، وحصل التغيير فعلا ولكن إلى الأسوأ، كان هناك ظلم، وفساد، واستئثار بالثروات، ومحاباة بالباطل، وقتل ومنكرات، فطالبوا بالتغيير، فحصل التغيير ولكن إلى الوراء، فكل ما طالبوا بتغييره زاد واستشرى، وأصبح علانية، والداعين إلى المظاهرات والثورات حتى ولو حسنت نيتهم، فإن المظاهرات غالبا ما يفلت زمامها ممن أشعلها، ويصبح هو نفسه يقاد من حيث لا يدري، والشريعة جاءت بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الظلم والفساد، لكن بالحكمة وليس استبدال ظلم بظلم أكبر منه بكثير، فأمنٌ منقوص خير من عدمه، فالحكمة الحكمة وأموال وأعراض ودماء الناس ليست مختبر للتجارب.
********
➍ إذا ذُكرت مرحلة الشباب جاء معها ذِكْر أمور منها الملل، وملل الشباب ناتج من الفراغ غير المستغل، والشاب يجتمع له مع الفراغ الصحة غالبًا، ولكن للأسف يعتبر كثير من الشباب أن الفراغ مشكلة فيحاولون قتله بأي وسيلة، سواء كانت تافهة كالشغف بمتابعة المباريات أو محرمة كمتابعة المسلسلات والأفلام الهابطة وقبل ذلك الأغاني الماجنة أو ربما قتلوا فراغهم بالمهلكات كالإدمان على الخمور والمسكرات، ولو أن الشاب حُبب إليه ما يملئ فراغه بالمفيد كقراءة الكتب والمنافسات النافعة، فإن القراءة النافعة عالم من المتعة والفائدة، ولن تجد محبًا للقراءة إلا ويشكوا من قلة الوقت ولو كان شابًا يافعًا، كما أن الشباب لديه شغف وحُب للمنافسات بمختلف أنواعها، المسابقات التنافسية بمختلف أنواعها تجذب الشباب وتستهويهم، فإذا كانت مسابقات هادفة حققت الكثير من الأهداف ومن أهمها الاستغلال الأمثل لفراغ الشباب الذي يحاولون قتله.
********
➎ (مَن بدَّل دينَه فاقتُلوه) هذا الحكم العادل من كلام سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عنه (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) لكن هذا الحكم لا يعجب كهنة العلمانية والديمقراطية والليبرالية وأذنابهم بل ويعتبرونه انتهاك وتعدي على حقوق الإنسان حيث جاء في مرجعتيهم الظالمة المسماة بـ (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) ما نصه: ( لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه ، أو معتقده) والواقع وبكل أسف فإن معظم حكام المسلمين يقبلون كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرًا ولكن عند التطبيق فالكلمة تكون أحيانًا لـ (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) وهكذا في كثير من أوامر الرسول ﷺ يتم قراءتها لكن مع وقف التنفيذ، بينما تنفذ اتفاقيات ما يسمى بالمجتمع الدولي الذين شريعتهم أهواؤهم كما وصف الله تعالى (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) بالمقابل حذَّر الله من اتباع أهواء هؤلاء الظلمة (وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ).
وصلى الله على المصطفى وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين والتابعين لهم بإحسان.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 18-09-2024, 10:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,229
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هَمَسات .. في كلمات ...

هَمَسات .. في كلمات ... (32)

سالم محمد




➊ رأيت رجل كبير في السن، له أولاد، ولأولاده أولاد، أي أنه أصبح جَدًّا، قد رقَّ عظمه، وانحنى ظهره، وغزى الشيب شعر رأسه، كان يصطحب أحد أحفاده معه إلى المسجد ليشهد الجماعة مع المصلين، وهذا الرجل لكبر سِنِّه لا يستطيع أن يجلس في التشهد إلا متربِّعًا، العجيب أن المسجد مليء بالمصلين الذي لا يجلسون متربعين أثناء الشهد لكنَّ الولد الصغير تجاهل كل هؤلاء العشرات من الكبار والشباب والصغار ليجلس في التشهد متربعًّا محاكيًا جدَّه ومخالفًا -بلا مبالاة- كافة الموجودين في المسجد، انتبه يا صغيري! جَدُّك مجرد واحد فقط وغيره في المسجد الكثير والكثير فيا سبحان الله! إنه اقتداء الأبناء – لا سيما الصغار منهم – بوالديهم وإخوانهم الكبار، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أشار بوضوح إلى هذا المعنى بقوله ( «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» )[1]فإذا كان الوالدين قدوة حسنة لأولادهم فقد اختصروا مسافات طويلة وجهود مضنية، من عناء التربية ووعثائها، فعند أولادنا الأفعال أبلغ وأعمق تأثيرًا من الأقوال.
********
➋ الناس مع الحق أزواجٌ ثلاثة، فمنهم من جهِله، ومنهم من عرَفه ولم يوفق لاتِّباعِه، وطائفة بأعلى المنازل عرفوا الحق واتبعوه، والصنف الأول أقرب إلى الحق من الصنف الثاني، أما أسوأ الطوائف فهم الذين عرفوا الحق ونبذوه إما لكبْرٍ أو إعراض أو شهوة أو غيرها، ولذا فالفئة الأولى بحاجة إلى إرشاد ودلالة وثاني الفئات قد يفيد معها التخويف والإنذار من عذاب الله وعقابه، والتخويف من عذاب الله يفيد أكثر مع صاحب الشهوة أكثر من صاحب الكِبْر والهوى والإعراض، وهذه التقسيمات مهمة ولأهميتها ذكرها الله في أعظم سور القرآن سورة الفاتحة، فالعارفين للحق والمتبعين له هم الذين أنعم الله عليهم، والذي جهلوا الحق هم الضالون، أما المغضوب عليهم فيعرفون الحق ويخالفونه والعياذ بالله.
********
الابتلاء سنة إلهية وما سلِم منه أحد حتى الأنبياء، فقد سئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً؟ قال : الأنبياءُ ، ثم الصالحون ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ ، يُبتلى الرجلُ على حسبِ دِينِه ، فإن كان في دِينِه صلابةٌ ، زِيدَ في بلائِه ، وإن كان في دِينِه رِقَّةٌ ، خُفِّفَ عنه ولا يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ حتى يمشي على الأرضِ وليس عليه خطيئةٌ) وبعض أنواع الابتلاء لا يدرك المسلم حقيقتها إلا إذا وقع فيها، فليست النائحة الثَّكْلى كالنائحة المستأجرة، من ذلك مسألة الذهاب إلى السحرة والعرافين والكهان، وحكمهم معروف في شريعة ربنا عز وجل فـ ( «من أتى عرَّافًا فسأله عن شيءٍ؛ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» ) و( «مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ؛ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ» ) وحذرنا رسولنا من ذلك بقوله «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هنَّ ؟ قال: الشرك بالله، والسحر» ) والكثير - والحمد الله- يدرك خطورة إتيان هذه الفئات الضالة المفسدة، ويعرف المحذور الشرعي في الذهاب إليهم لكن المشكلة أن هناك من يسقط عند أول ابتلاء، فإذا مرض ابنه أو اختفت ابنته أصبح مستعد للتعلق بأي شيء ولو كان الذهاب إلى السحرة والعرافين والكهان الذين بالأمس كان يحذر الناس منهم بلسانه، والمعصوم من عصمة من الانزلاق في مثل هذه المهالك، وبعض الناس يصبح عونًا للشيطان على أخيه بحيث يستحثه للذهاب للساحر الفلاني أو تلك العرافة لعله يجد عنده أو عندها حلّ، والله وبالله وتالله ما عند هؤلاء المجرمون إلا سراب يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فلا شك أن ضياع الابن أمر مهول لكن علينا أن نقف إلى جانب إخواننا لنثبتهم ونرشدهم للتعلق بالله القوي العزيز، وذلك لأن شياطين الأنس والجن يستغلون حاجة الناس وضعفهم لإيقاعهم في شباكهم وسرقة آخرتهم.
********
➍ العبد في حاجة دائمة ماسة إلى خالقه سبحانه، واستشعار هذا المعنى يسمو بالنفس البشرية عن الكِبْر واحتقار الآخرين والتعالي عليهم، كما أنه يقطع تعلق النفْس بالمخلوقين، فلا قوة إلا بإذن القوي العزيز وإنما هم مجرد أسباب، وحاجة العبد لمولاه تشمل كل شيء في أمْنه وحفظه وصحته ورزقه وسعيه وفي تعلمه وعبادته وفي شأنه كله، وتظهر هذه المعاني جلية عند حالات الضعف كالمرض والخوف والفاقة وعند حلول المصائب والكوارث، كما أن التالي لكلام ربِّه بتأمل يمتلئ قلبه من الخضوع والخشوع لخالقه ومالكه والافتقار إليه، وأهم ذلك ما في كتاب الله من أسمائه الحسنى وصفاته العلى التي تجعل العبد يعرف حقيقته نفسه وعظمة خالقه ونتيجة لذلك يلجأ إليه في كل أحواله، بالإضافة إلى أن الصلاة بخشوع تطهِّر النفس من أدران الكبر والإعراض عن الله ونسيان نعمه، ومرد ذلك كله إلى ذكر الله بذهن حاضر، وقلب خاشع، فتلاوة القرآن والصلاة ما هما إلا ذكر لله العزيز الرحيم.
********
➎ مكانة العلم لا ينكرها عاقل، ولذا تبذل الدول الكثير الأموال والمجهودات وتضع الخطط المُحْكمة ليحصل رعاياها على تعلُّم أفضل، ونجاح أحسن في حياتهم الدراسية، لكن للأسف النظام التعليمي في المناهج الحكومية يجعل المركزية للدرجات لا العلْم، حيث يقاس النجاح بالدرجات التي بدورها تؤدي للحصول على الشهادات ومن ثَم الوظيفة والعمل، فالهدف غالبًا يكون المال الذي يأتي من الوظيفة المرتبطة بالشهادة، والشهادة بتحصيل الدرجات والنجاح في الامتحانات، وهذا خطأ فادح ومن نتائجه أن الطالب بعد الاختبار بمدة تطول أو تقصر يتبخَّر ما لديه من معارف خزنها في ذهنه من أجل الاختبار والحصول على الدرجات والدرجات فقط، ولو تأملنا قليلا في ديننا العظيم نجد أن العلم وسيلة لمرضاة الله، وطريق إلى الجنة، ونوع عظيم من أنواع الجهاد في سبيل الله وذلك لمن صلحت نيته، أما من كانت همته ونيته في تحصيله العلمي في الدنيا وللدنيا فقد فوت على نفسه خيرًا كثيرًا، بل قد خسِر خسرنًا مبينا، ولذا تعوّذ الرسول صلى الله عليه وسلم من علْم لا ينفع، فالمسلم يطلب العلم عبادة لله، وإذا فعل ذلك نجح ونجاحه يعني وصوله إلى الجنة، فمتى سنربي أولادنا على أن يكون شعارهم في الحياة { ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)}
وصلى الله على المصطفى وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين والتابعين لهم بإحسان.

[1] البخاري ومسلم




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.69 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]