|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#61
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1214 الفرقان احذر هذه العوائق الثلاث! الواجب على الشباب أن يحذروا من العوائق التي تعوقهم في السير إلى الله -تعالى- وبلوغ رضوانه، وهي عوائق ثلاثة خطيرة: الشرك بالله، والبدعة في الدين، والمعاصي بأنواعها، أما عائق الشرك فإن التخلص منه يتم بإخلاص التوحيد لله وإفراده -جلّ وعلا- بالعبادة، وأما عائق البدعة فيتم التخلص منه بلزوم السنة والاقتداء بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما عائق المعصية فيتم التخلص منها بمجانبتها وبالتوبة النصوح منها عند الوقوع فيها. شبابنا والإيجابية القرآن الكريم جاء ليغرس الفضائل في نفوس المؤمنين، ويشحذ الهمم إلى معالي الأمور، وينهى عن السلبية وعن سفاسف الأمور، ومن الأمور التي دعا إليها القرآن الكريم وربى المؤمنين عليها الإيجابية، وهي حالةٌ في النفس تجعل صاحبها مهمومًا بأمر ما، ويرى أنه مسؤول عنه تجاه الآخرين. ولا يألو جهدًا في العمل له والسعي من أجله، ومن مظاهر الإيجابية في القرآن الكريم الدعوة إلى التعاون على البر والتقوى: قال -تعالى-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ} (المائدة: 2)، فهو يدعو إلى أن يكون المجتمع مجتمعا مثاليا يتعاون الجميع في رقيه والنهوض به، ولا يكون ذلك إلا بالبر والتقوى، ومن أقوى المشاعر الإيجابية أن المسلم يتربى على الإيمان بأن المسلمين جميعًا إخوانه يقول -تعالى-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات: 10)، ومن مظاهر الإيجابية في القرآن الكريم أن يعمل المسلم ولا يكون كلاًّ على غيره؛ فالإسلام يدعونا للنشاط والحيوية وحب العمل يقول -تعالى-: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الجمعة:10) وفي هذا المعنى يقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: «لأن يأخذ أحدكم أحبله، ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه». إِنَّمَا الْخَيْرُ فِي الشَّبَابِ عن مالك بن دينار -رحمه الله- أنه قال: «إِنَّمَا الْخَيْرُ فِي الشَّبَابِ»؛ وهذا تنبيهٌ عظيم منه -رحمه الله- لأهمية هذه المرحلة، وأن الشاب إذا أحسن استغلال هذه المرحلة حصَّل خيرًا عظيمًا، وأصبح ما حصَّله في شبابه ركيزةً وعمدةً وأصلًا ثابتا يبقى معه إلى مماته نفعًا لنفسه ونفعًا لأمته ونصحًا لغيره، بينما إذا لم يحسِن ذلك أضاع على نفسه خيرية هذه المرحلة وبركتها. لماذا يقع بعض الشباب في السلبية؟ الوقوع في السلبية يرجع إلى أسباب عدة، أهمها: عدم الفهم الصحيح للعقيدة الإسلامية، كمن يظن أن الإسلام والالتزام هو الانزواء جانبا والجلوس في المساجد وترك العمل، وهذا هو الفهم الخطأ للإسلام؛ فالتدين الصحيح هو الذي يدفع صاحبه للعمل والسعي في الأرض، قال الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الجمعة: 9-10). الواجب على الشباب المسلم قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: الواجب على الشباب المسلم هو الجد والاجتهاد في طلب العلم، والتفقه في الدين بنية صالحة وقصد صالح، كما أن هذا هو الواجب على الشيوخ من المعلمين والمرشدين ومن غيرهم أن يتفقهوا في دين الله، وأن يعنوا بتطبيق كتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم - على أنفسهم وعلى غيرهم في أقوالهم وأفعالهم، حتى يكون الجميع قدوة صالحة، وحتى يكونوا هداة مهتدين، وحتى يرشدوا الناس إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة. إيجابية نملة ضرب الله تعالى لنا مثلاً عجيبًا يلفت أنظار الناس إلى الإيجابية وأهميتها في حياة المسلم، ففي سورة النمل ذكر -تعالى- قصة النمل مع سليمان، يقول -سبحانه-: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ(17)، حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} من فوائد هذه القصة ما يلي:
العبد سائر لا واقف قال ابن القيم -رحمه الله-: العبد سائر لا واقف؛ فإما إلى فوق وإما إلى أسفل، إما إلى أمام وإما إلى وراء، وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البتة، ما هو إلا مراحل تطوى أسرع طي إلى الجنة أو إلى النار، فمسرعٌ ومبطئ، ومتقدمٌ ومتأخر، وليس في الطريق واقف البتة، وإنما يتخالفون في جهة المسير، وفي السرعة والبطء {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}(المدثر:35-37) ولم يذكر واقفًا؛ فمن لم يتقدم إلى هذه بالأعمال الصالحة فهو متأخرٌ إلى تلك بالأعمال السيئة. من وصايا السلف للشباب قال أَيُّوبُ السختياني -رحمه الله-: «يَا معشر الشباب احْتَرِفُوا، لَا تَحْتَاجُونَ أَنْ تَأْتُوا أَبْوَابَ هَؤُلاءِ»، فانظر هذه الوصية التي تؤكد للشباب أن يكون لهم حرفة يكتسب بها مالًا ينفق به على نفسه وعلى أهله وولده، وألا يكون عالة على الآخرين، وأبرك الرزق وأنفعه وأطيبه ما كان من كسب يد المرء؛ فيجعل له في مرحلة شبابه حرفةً يتقنها ويمضي في هذه الحرفة أو هذا العمل أو هذه الصناعة يكتسب منها رزقا وأيضا يمضي في طلبه للعلم وتحصيله له. من وصايا السلف من آثر الكسل أضر بنفسه للشباب عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «إِنِّي لأَمْقُتُ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ فَارِغًا لا فِي عَمِلِ دُنْيَا، وَلا آخِرَةٍ». المعجم الكبير للطبراني (8461)، هذه هي البطالة، ومن آثر البطالة والكسل وترك العمل أضر بنفسه مضرة عظيمة وخسر بسببها دنياه وأخراه. نموذج للإيجابية والسعي في الخير قال -تعالى-: {وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}، ولنركّز معًا على كلمة (يسعى) وما تحمله من معاني بذل هذا الرجل من جهده لإنقاذ قومه من الهلاك، {إنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ}، ولنتأمل كلمة «فاسمعون» التي تدل على شخصية هذا المؤمن الصالح؛ فإنها تضمنت الإيجابية الفاعلة ومعاني الشعور بالمسؤولية والرحمة والإشفاق وإرادة الخير للناس.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 01-09-2024 الساعة 12:07 PM. |
#62
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1215 الفرقان المرء مع من أحب ينبغي للشباب أن يتأسّى بالقدوات من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والتابعين لهم بإحسان؛ فالمرء مع من أحب يوم القيامة، والمرء يحشر مع من أحبّ، ومن تشبه بقوم حشر معهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المرء مع من أحب يوم القيامة»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ولا يحب رجل قومًا إلا حشر معهم». بين النبي - صلى الله عليه وسلم - فضل الشاب الذي ينشأ في طاعة ربه -عزوجل- ويخالف الهوى والنفس الأمارة بالسوء ويعرف مكائد الشيطان وحبائله وإغواءاته، قال - صلى الله عليه وسلم -: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ..». فتأمل كيف كانت منزلة الشاب الذي نشأ في طاعة الله بعد الإمام العادل مباشرة قبل الأصناف السبعة؛ ليبين لنا النبي - صلى الله عليه وسلم بما لا يدع مجالاً للشك- أنّ الشاب الذي ينشأ في طاعة الله رجل عظيم، ذو همة عالية، قد طلَّق الدنيا والهوى والشيطان والشهوات والشبهات، وأقبل على ربه -عز وجل-؛ ولذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك»، ولقد كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - شبابًا نشؤوا على طاعة الله -عز وجل- منذ عرفوا الإسلام، نشروا الدين، وذادوا عن حياضه، ورسموا لنا أوضح القدوات في التاريخ، فمن منا ينسى عبدالله بن عمر وعبدالله بن عباس وعبدالرحمن بن عوف وسمرة بن جندب ورافع بن خديج -رضي الله عنهم أجمعين-، وغيرهم كثير من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - الذين لم يكن يتجاوز عمر أحدهم عشرين عاما، وكانوا قدوات في دينهم وفي عبادتهم وفي جهادهم وفي صلاتهم وفي ذكرهم وفي دفاعهم عن محمد - صلى الله عليه وسلم . الشباب الذين يُقتدى بهم حكم الشرع في المراسلة بين الشباب والشابات
نماذج من الرعيل الأول تعالوا معي إلى الصفحات العطرة، وقبس من حياة شباب الرعيل الأول الذين أفنوا أعمارهم في عبادة الله وطاعته، فهذا نجم النجوم الزاهرة، أقسم له النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه يحبه، إنه معاذ بن جبل - رضي الله عنه -، إنه يوم مات لم يتجاوز عمره ثلاثا وثلاثين عامًا وقد حصّل ما حصّل، وسبق الأمة في الفقه وعلم الحلال والحرام في تسع سنوات، وكان في الوقت نفسه مجاهدًا مغوارًا فارسًا مشتاقا إلى ربه في ميادين الجهاد كافة. الصحبة السيئة من أخطر المشكلات إن الصحبة السيئة من أخطر المشكلات التي تواجه الشباب؛ ولذا يقول النبي- صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل»، وقال أبو حاتم بن حبان: وما رأيت شيئا أدل على شيء، ولا الدخان على النار، مثل الصاحب على الصاحب! ولخطورة ذلك يوضح النبي- صلى الله عليه وسلم - صفات الصديق الطيب فيقول: «لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ»، ويحذر القرآن من مصاحبة الأشرار وترك مصاحبة الأخيار، فقال الله -تعالى-: {وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيْدُ زِيْنَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتََّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف 28)، فالصحبة السيئة تجلب المفسدة في الدنيا والندم في الآخرة، كما قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً(27) يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً} (الفرقان: 27- 29). احذروا هذه العلاقات المحرمة! ليست هناك في الإسلام علاقةٌ بين الرجل والمرأة اسمها الصداقة والمصاحبة البريئة؛ فالعلاقات منها ما أحلها الله -تعالى- إما بالزواج أو علاقات الأرحام والمحارم، ومنها ما حرمها الله -تعالى- مثل ما يسمَّونه بعلاقة الخل، والخدن، أو الرفيق، وهذه العلاقات والألفاظ لا تمتُّ للإسلام بصلةٍ، وإنما تصب في مصبِّ العلاقات المحرمة، التي ربما قادت إلى ما لا يحمد عقباه من الكبائر. الوقت رأس مال العبد الشباب مطالبون بأن يستغلوا أوقاتهم وأن يحولوها إلى عمل صالح، وإلى إنتاج مثمر، يعود عليهم وعلى أمتهم بالخير والتوفيق، ولا سيما وهم مقبلون على إجازة طويلة؛ فالشباب على أبواب كفاح طويل، يحاولون أن يؤكدوا به وجودهم وهويتهم في مواجهة فتن الشبهات والشهوات، ولا سلاح لهم إلا استغلال رأس مالهم الحقيقي وهو الوقت في النافع المفيد. خطورة انحراف الشباب إن الانحراف في مرحلة الشباب خطير ومخيف، ومن الانحراف ما يهدد الأخلاق، ويحطم القيم، ويكون له أضرار جسيمة على المجتمع وسلامته، والانحراف قد يكون فكريا، وهذا من أخطر أنواع الانحرافات، وقد يكون أخلاقيا وهذا أيضا من الخطورة بمكان؛ لأن سلامة القاعدة الأخلاقية في حياة الأمة سبيل استقرارها، ومناط قوتها، وإذا انحرف سلوك الأفراد، كادت الأمة أن تشرف على الهلاك وآذنت بالزوال، قال -تعالى-: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (الاسراء: 16). الوعي بالأخطار المحدقة بالشباب لابد للشباب أن يكون لديهم وعي وتصور بالأخطار التي تحدق بهم وبأمتهم، وألا يُستغفلوا، من خلال ما يكاد لهم عبر مواقع الإنترنت ووسائل التواصل، بأساليب معاصرة ومتعددة، وغزو فكري وعقدي وأخلاقي أقوى وأشدّ بكثير من الغزو العسكري، إنها جيوش تسعى للتأثير على الشباب في: عقيدتهم وقيمهم ومبادئهم وأخلاقهم.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 01-09-2024 الساعة 12:10 PM. |
#63
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1216 الفرقان دور الشباب في النهوض بالأمة قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: الشباب عليه واجب عظيم، وهو أمل الأمة بعد الله، إذا استقام على دين الله، وجاهد في سبيله، وبدأ بنفسه فأصلح شأنه، واستقام على أمر ربه، وتطلع لإصلاح الأمة. الشباب وتحمل المسؤولية دور الشباب في المجتمع دور حيوي ومؤثر؛ فالشباب هم رأس المال الأغلى لأي مجتمع، وهم المورد الأكثر قدرة على التغيير والابتكار؛ لذا على كل شاب أن يدرك قيمة نفسه وأهمية دوره، وأن يعمل بجد وإخلاص لخدمة مجتمعه ووطنه. وقد اهتم الإسلام بتنمية الشباب وتوجيههم نحو ما يفيد أنفسهم ومجتمعاتهم؛ فالإسلام يربي الشباب على الأخلاق الحسنة والسلوك الراشد والتعاون مع الآخرين والتسامح والعدل، ويوجههم إلى استغلال طاقاتهم ومواهبهم في مجالات العلم والإبداع، كما يحذر الإسلام الشباب من الانحرافات والمخاطر التي تهدد سلامتهم وأمنهم ودينهم، مثل المخدرات والجريمة والإرهاب والفساد؛ فسن الشباب في الإسلام أمانة في أعناقهم، يجب أن يحافظوا عليها، وأن يؤدوا دورهم في بناء حضارة إسلامية رائدة تنير العالم بنور الإيمان، والسيرة النبوية وكتب التاريخ الإسلامي مليئة بالنماذج المضيئة والمشرقة لشباب تحملوا مسؤوليتهم تجاه دينهم وأمتهم، منهم على سبيل المثال: محمد بن مسلمة -رحمه الله- فهو واحد من أبرز القادة العسكريين في العصر الإسلامي الأول، فقد قاد حملات عدة في خراسان والسند والهند، وأسس الحكم الإسلامي في هذه المناطق، وكان -رحمه الله- رجلاً شجاعاً وذكيا ومخلصاً لدينه، استطاع أن ينشر الإسلام من خلال الفتوحات الإسلامية بالحكمة والرفق، ويعد محمد بن مسلمة من أعظم الفاتحين في التاريخ الإسلامي، وقد ترك إرثاً عظيماً في الحضارة الإسلامية رغم صغر سنه. الشباب هم مصابيح الهدى ومشاعل النور أيها الشباب،
شباب رباهم النبي صلى الله عليه وسلم في المدرسة النبوية نشأ جيل من الشباب المسلم الذين استفادوا من سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن توجيهاته التربوية، منهم على سبيل المثال، على بن أبي طالب - رضي الله عنه - الذي شب وترعرع في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فورث عنه الأخلاق الحميدة، والشمائل المجيدة، والرأي الصائب، والشهامة الإسلامية من شجاعة ونجدة وإغاثة، وهو الذي أعطاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - راية القيادة يوم غزوة بدر، فحمل مسؤولية الجهاد في سبيل الله وهو شاب، وهو الذي كافح وجاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أغلب حروبه، واهبا قوته وشبابه في سبيل الله، ومثل الصحابي الجليل العالم المجاهد زيد بن ثابت - رضي الله عنه - الذي كان قائدا في غزوة تبوك وهو في العشرين من عمره، والصحابي الجليل أسامة بن زيد حب وابن حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تحمل المسؤولية وهو ابن السابعة عشرة من عمره، وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- الصحابي الفاضل العابد الزاهد الذي شهد له الرسول -عليه السلام- بالصلاح، ودعاه إلى قيام الليل، فعاش متشبثا بآثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طول حياته، ومعاذ بن جبل - رضي الله عنه -، الشاب الصحابي الجليل الوسيم الجميل الذي خاطبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: يا معاذ، إني لأحبك، فقل في دبر كل صلاة: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» رواه الإمام أحمد في المسند. اليأس مما في أيدي الناس قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: مَن كان يائسًا ممَّا في أيدي النَّاس عاش حياتَه مهيبًا عزيزًا، ومَن كان قلبه معلَّقًا بما في أيديهم، عاش حياته مهينًا ذليلًا، ومَن كان قلبه معلَّقًا بالله لا يرجو إلَّا الله، ولا يطلب حاجته إلَّا من الله، ولا يتوكَّل إلَّا على الله، كفاه اللهُ في دنياه وأخراه، والله - جلَّ وعلا - يقول: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} (الزمر: 36)، ويقول - جلَّ وعلا -: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (الطلاق: 3)، والتَّوفيق بيد الله وحده لا شريك له. احذروا هذه العوائق! على الشباب أن يحذروا في كلِّ حين من العوائق التي تعوق استقامتهم وسيرهم إلى الله وبلوغهم رضوانه، وهذه العوائق كثيرة أخطرها ثلاثة: الشرك بالله، والبدعة في الدين، والمعاصي بأنواعها، أما عائق الشرك فإن التخلص منه يتم بإخلاص التوحيد لله وإفراده -جلّ وعلا- بالعبادة، وأما عائق البدعة فيتم التخلص منه بلزوم السنة والاقتداء بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما عائق المعصية فيتم التخلص منها بمجانبتها وبالتوبة النصوح منها عند الوقوع فيها. تَمَيُّزُ الأنْبِيَاءِ في شَبَابِهِمْ من تأمل أنبياء الله -تعالى- وجدهم بعثوا على أوج الشباب في سن الأربعين، فما بعث الله -تعالى- نبيا إلا على رأس هذه السنِّ إلا عيسى ابن مريم -عليه السلام-، وكان شبابهم ملؤه الكفاح والعمل والنشاط، وكانوا لا يـأنفون من أي عمل ما دام في دائرة الحلال فكلهم قد رعوا الأغنام، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم؛ فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة». الاستغناء عن الناس هو العز إن الاستغناء عن الناس هو العز وصيانة النفس وحفظ ماء الوجه، قال لقمان لولده: يا بني، إياك والسُّؤالَ! فإنه يُذهِب ماءَ الحياء مِن الوجه، وأعظمُ مِن هذا استخفافُ الناسِ بك، وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: لَنَقلُ الصخر من قُلَلِ الجبالِ أخفُّ عليَّ من مِنَنِ الرجالِ يقول الناس لي في الكسب عارٌ فقلت العار في ذُل السؤالِ وذقت مرارة الأشياء طرا فما طعمٌ أَمَرُّ من السؤال من الجميل بالمرء أن يتفكر في كلامه قبل أن يتكلم به؛ فإذا تفكر وجد أنَّه لا يخرج عن ثلاث أحوال: تفكر في كلامك قبل أن تنطق به
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 01-09-2024 الساعة 12:11 PM. |
#64
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1217 الفرقان العقيدة أوَّل واجبٍ على المكلف العقيدة هي أهم علوم الدين على الإطلاق؛ إذ هي أوَّل واجبٍ على المكلف، فعند دخول الشخص الإسلامَ يجب عليه معرفة التوحيد قبل تعلُّم العبادات، وعندما بعَث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذًا إلى نحو أهل اليمن، قال له: «فليَكن أوَّل ما تدعوهم إليه أن يُوحدوا الله -تعالى-، فإذا عرَفوا ذلك، فأخْبِرهم أن الله فرَض عليهم خمس صلوات». ما لا يسع الشباب جهله في العقيدة
الحث على العلم والعمل به قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: تعلموا ما أنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء ما ورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر من ميراثهم، تعلموا العلم فإنه رفعة في الدنيا والآخرة، وأجر مستمر إلى يوم القيامة، قال الله -تعالى-: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة:11) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، من بعده أو ولد صالح يدعو له». رسولي قدوتي لكل أمّة رسول تقتدي به في جميع شؤونها، ولكل فرد شخصية تكون مثله الأعلى في هذه الحياة ويحب أن يكون مثلها، ونحن المسلمين نملك أفضل قدوة، وأعظم مُعَلّم، وهو الشخصية المثالية التي يجتهد الجميع للاقتداء بها، فصاحب هذه الشخصية رمز الصدق والأمانة والأخلاق الفاضلة وقد جاء - صلى الله عيله وسلم - بدين الإسلام الذي هو خاتم الأديان، وقد أرسله الله -تعالى- ليأمرنا بالأخلاق الحسنة وينهى عن الأخلاق السيئة، وكان صادقاً أميناً يحب الخير لجميع الناس، وكان متواضعًا رحيمًا، فكان أحسن الناس خلقاً وأشجع الناس، لذلك نحن نسير على سنته ونهتدي بهديه في حياتنا كلها وفي جميع شأننا، قال الله -تعالى-: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. من أخطاء بعض الشباب مِن المؤسف أن نرى كثيرًا مِن الشباب لا يعرف الفرقَ بين أركان الإسلام وأركان الإيمان، ومنهم من لا يعرف إلا القليل عن آداب الطعام والشراب، والنوم، وآداب معاملة الكبير، وأدب الحوار مع الناس، ومِن الشباب مَن لا يعرف آداب تلاوة القرآن الكريم، ولا آداب المساجد واستماع دروس العلم، ولقد حثَّنا نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - على التفقه في أمور الدين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا، يُفقِّهه في الدين»، قال الإمام النووي -رحمه الله-: هذا الحديث فيه فضيلةُ العلم والتفقُّه في الدين والحث عليه، وسببه أنه قائدٌ إلى تقوى الله -تعالى. مواقف من حياة الصحابة -رضوان الله عليهم عندما سأل النجاشي جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن الدين الذي اعتنقوه، فقال له جعفر - رضي الله عنه -: أيها الملك، كنا قومًا على الشرك: نعبد الأوثان، ونأكل الميتة، ونسيء الجوار، ونستحل المحارم، بعضنا من بعض في سفك الدماء، وغيرها لا نحل شيئًا ولا نحرمه، فبعث الله إلينا نبيًّا من أنفسنا، نعرف وفاءه، وصدقه، وأمانته، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له، ونصل الرحم، ونحسن الجوار، ونصلي، ونصوم، ولا نعبد غيره. من أدب الحديث قال الشيخ عبدالرحمن السعدي -رحمه الله-: «ومن الآداب الطيبة إذا حدَّثك المحدِّث بأمر ديني أو دنيوي ألا تنازعه الحديث إذا كنت تعرفه، بل تصغي إليه إصغاء من لا يعرفه ولم يَمُرَّ عليه وتريه أنك استفدته منه، كما كان أَلِبَّاءُ الرجال يفعلونه، وفيه من الفوائد: تنشيطُ المحَدِّث وإدخالُ السرور عليه، وسلامتك من العجب بنفسك، وسلامتك من سوء الأدب؛ فإن منازعة المحَدِّث في حديثه من سوء الأدب». أنواع التوحيد (1) توحيد الربوبية: يعني: لا رب سوى الله -تعالى-؛ فهو الخالق المالك المدبر. (2) توحيد الألوهية: يعني: لا معبود بحق إلا الله. (3) توحيد الأسماء والصفات: يعني أن الله -تعالى- ليس كمثله شيء في أسمائه وصفاته. الإيمان قول وعمل من عقيدة أهل السنة والجماعة أنَّ الإيمان قول وعمل واعتقاد، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من الإيمان». جماع الخلق الحسن قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «جماع الخلق الحسن مع الناس أن تصل من قطعك بالسلام والإكرام والدعاء له والاستغفار والثناء عليه والزيارة له، وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال، وتعفو عمن ظلمك في دم أو مال أو عرض، وبعض هذا واجب وبعضه مستحب». لماذا ندرس العقيدة الصحيحة؟ نحن ندرُس العقيدة؛ لكي ننجوَ من فِتن الشُّبهات التي تَموج كموج البحر، فالعالم مليء بال مذاهب الباطلة الهدَّامة، والأفكار المنحلة، والمناهج الفاسدة، فلابدَّ للمسلم أمام هذه المذاهب والأفكار والمناهج، أن يكون لديه علمٌ صحيح بالعقيدة، وأن يكون لديه فَهمٌ صحيح بها؛ حتى يَميز الخبيث من الطيِّب، والضعيف من الصحيح، والباطل من الحق.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 07-09-2024 الساعة 09:25 PM. |
#65
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1218 الفرقان الأخلاق ثمرة من ثمرات العقيدة إنَّ الأخلاق للعقيدة كالثِّمار للشجرة، فثمرة العقيدة ونتاجها هو خُلقٌ قويمٌ، وتصرّفات نبيلة، وهذا مصداق لقول النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: «أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا». تكامل أركان الإسلام والإيمان من الأصول التي يجب على الشباب معرفتها وتعلمها واليقين بها، أن لكل أمة معتقدات خاصة بها تميزها عن الآخرين، ولقد منّ الله علينا بنعمة الدين الإسلامي بعقيدته السامية وركائزه القوية الثابتة. وذلك فضلٌ من الله علينا، وتعتمد ركائز عقيدتنا وديننا الإسلامي على التوحيد، بمعنى عبادة الله -عز وجل- وحده لا شريك له والإيمان بذلك، ودعونا يا شباب نتخيل الدين الإسلامي كأنه بناء، أركانه هي أركان الإسلام الخمسة: (قول الشهادتين وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا)، فهذه هي الأركان التي يقام بها البناء، وأركان الإيمان الستة هي الركائز التي تدعم البناء، ولقد بقي بناء الإسلام قويا ثابتا على مر العصور لتكامل أركان الإسلام وأركان الإيمان؛ لنقف أمام صرح عظيم مترابط متكامل الأركان والأجزاء، ألا وهو الدين الإسلامي، ومراتب الدين الإسلامي ثلاثة هي الإسلام والإيمان والإحسان. معنى الإيمان وحقيقته الإيمان هو التصديق والاطمئنان وأركانه ستة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، قال -تعالى-: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } (سورة البقرة). الركن الأول من أركان الإيمان الإيمان بالله هو الركن الأول من أركان الإيمان، وهو أن الإنسان يؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد، قال -تعالى- في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، وسورة الإخلاص هي أساس التوحيد والعقيدة في الإسلام؛ فيجب على كل مسلم أن يعرف أسماء الله الحسنى، ويشعر بمعانيها؛ حتى يصل إلى درجة عالية من الإيمان بالله ثم إلى درجة الإحسان، وهي أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وعلينا أن نتعلم الشهادتين؛ لأنها أساس التوحيد والعقيدة، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله، فليس هناك من يستحق العبادة غير الله -سبحانه وتعالى- ولا أحد يشارك الله -عز وجل- في الحكم. عقيدتنا منبع الأخلاق تُعَدُّ العقيدة الإسلامية المنبع الرَّئيسي لكلِّ ما يَصدر عن الإنسان من أفعالٍ وتصرّفات؛ فالشاب الذي يَمتلك العقيدة الصحيحة التي تدعوه إلى الصِّدق، والأخلاق النَّبيلة، والعفو، والتسامح، والأمانة، لا تكون تصرُّفاته بخلاف ذلك؛ إذ إنَّ الأخلاق والآداب التي يتحلَّى بها في حياته وتعاملاته مع الآخرين هي التَّجسيد الفعلي والحقيقي لما يُؤمن به من عقائدَ وأفكارٍ دينيَّة، والدَّليل الفعليُّ على صِدق إيمانه، فلا انفكاك بين العقيدة والأخلاق، بل هُما يسيران جنبًا إلى جنب، ويدعم كلٌّ منهما الآخر، كما أنَّ هذه العقيدة هي الرَّادع الأول للمسلم والمانع الأقوى له الذي يَصرفه عن الشَّهوات المُحرَّمة، والأفعال الخطأ، ويتجلَّى دور العقيدة وانعكاسها على الأخلاق في كل جانبٍ من جوانب حياة المسلم اليوميَّة مع أهله وجيرانه وأصدقائه، ومع من يخالفونه الرَّأي، بل حتى مع أعدائه إن وُجدوا. التَّمسك بالأخلاق الفاضلة يُعدُّ التَّمسك بالأخلاق الفاضلة أحد العبادات المُهمَّة في الإسلام، ويبلُغ بها المسلم مَبلغ الصَّائم القائم، كما جاء في قول الرَّسول - صلى الله عليه وسلم -: «إن المؤمنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه درجةَ الصائمِ القائمِ»، ويَحظى المسلم الخلُوق يوم القيامة بشرف القُرب من الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الحديث الصَّحيح: «إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا»، وتكون أخلاقه الحميدة من أثقل ما يُوضع في ميزانه يوم القيامة، كما قال الرَّسول - صلى الله عليه وسلم -: «ما مِن شيءٍ أثقل في الميزانِ مِن حُسْنِ الخُلُقِ». هذا ما توجبه معرفة الله -تعالى قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: إن الواجب على العبد أن يعبد الله وحده لا شريك له، وأن نفرد الله -جل وعلا- بالعبادات القولية والفعلية والقلبية، ولا نلتفت إلى غيره، كما يفعل المشركون قديما وحديثا؛ حيث يتعلقون بغير الله من الأموات والأضرحة ويدعونهم من دون الله {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ} (يونس: 18). الفرق بين الأنبياء والرسل الرسول: هو الذي جاءه وحي من السماء، وأمره الله -تعالى- بتبليغه إلى الناس، مثل سيدنا موسى -عليه السلام-، أمره الله -عز وجل- بتبليغ رسالة التوراة، أما النبي: فهو الذي جاءه وحي السماء ولم يؤمر بتبليغه مثل أنبياء بني إسرائيل؛ حيث دعوا جميعًا إلى شريعة واحدة وهي التوراة، وأيّد الله -سبحانه وتعالى- الرسل والأنبياء بالمعجزات؛ حتى تكون حجة على الناس، وكانت معجزة كل نبي تناسب بيئته والزمن المرسل فيه. من علامات السعادة قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: من علامات السعادة على العبد: تيسير الطاعة عليه، وموافقة السنة في أفعاله، وصحبته لأهل الصلاح، وحسن أخلاقه مع الإخوان، وبذل معروفه للخلق واهتمامه للمسلمين، ومراعاته لأوقاته. معاملة الناس باللطف قال ابن القيم -رحمه الله-: «فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف، فإن معاملة الناس بذلك: إما أجنبي فتكسب مودته ومحبته، وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومحبته، وإما عدو ومبغض، فتطفئ بلطفك جمرته، وتستكفي شره، ويكون احتمالك لمضض لطفك به دون احتمالك لضرر ما ينالك من الغلظة عليه والعنف به». أخطاء يقع فيها الشباب مِن المؤسف أن تنتشر ظاهرة عقوق الشباب لآبائهم في المجتمع المسلم، وبعض الشباب قد يتطاول على والدَيْه بالقول أو بالفعل، والكثير من الآباء يشتكون مِن عدم طاعة أبنائهم لهم، مما يترتَّب عليه كثير من المشكلات داخل الأسرة، فليحذر الشباب من الوقوع في هذه الكبيرة العظيمة، وليحرِصوا على طاعةِ آبائهم، طالَما يأمرونهم بما فيه طاعةُ الله -تعالى- ورسولِه - صلى الله عليه وسلم -، وليحذَروا مِن سوء عاقبة عقوق آبائهم في الدنيا والآخرة، وليعلَموا أنهم كما يفعلون مع آبائهم سيُفعَل بهم في المستقبل.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 07-09-2024 الساعة 09:26 PM. |
#66
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1219 الفرقان التوحيد شرط لدخول الجنة اعلموا يا شباب المسلمين، أن الله -عز وجل- جعل التوحيد شرطا في دخول الجنة، ومانعا من الخلود في النار، قال الله -تعالى-: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}(المائدة:72)، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومَن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار» رواه البخاري. أقسام التوحيد ثلاثة التوحيد من أهم العلوم التي يجب على الشباب معرفتها حتى يحققوا العبودية لله -تعالى- التي تنجيهم من النار وتكون سببًا في دخولهم الجنة، والتوحيد أقسام ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
يا شباب احفظوا أسماعكم وألسنتكم يا شباب الإسلام، احفظوا أسماعكم، وألسنتكم عن سماع الغيبة والنميمة والكلام المحرم أو قوله! واحذروا من سوء الظن بالآخرين! قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} (الحجرات: 12). من فضائل المسجد الأقصى من فضائل المسجد الأقصى المبارك أن الصلاة فيه مضاعفة، قال أبو ذر - رضي الله عنه -: أيهما أفضل: مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو مسجد بيت المقدس؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم الْمُصَلَّى»، وهذا معناه أن الصلاة في المسجد النبوي أربعة أضعاف الصلاة في المسجد الأقصى، ويعني أن الصلاة في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاة. ثمرات التوحيد التوحيد له فضائل وثمرات عظيمة وكثيرة في الدنيا والآخرة، وهو حق الله الأعظم على عباده، وبالتوحيد يدخل الإنسان الجنة، وبضده وهو الشرك يدخل به النار، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه -: «يا مُعاذ، أتَدْرِي ماحَقُّ اللَّه على العِباد؟ قال: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلم، قال: أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئا، أتَدْرِي ما حَقُّهُمْ عليه؟ قال: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلم، قال: أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ» رواه البخاري. تعلمت من مشايخي تعلمت من الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: أنّ الإسلام ليس تقييدًا للحريات، ولكنه تنظيم لها، وتوجيه سليم، حتى لا تصطدم حرية شخص بحرية آخرين عندما يعطى الحرية بلا حدود؛ لأنه ما من شخص يريد الحرية المطلقة بلا حدود إلا كانت حريته هذه على حساب حريات الآخرين، فيقع التصادم بين الحريات وتنتشر الفوضى، ويحل الفساد؛ ولذلك سمى الله الأحكام الدينية حدودًا، فإذا كان الحكم تحريما قال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا}، وإن كان إيجابا قال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا}. الإيمان أجلّ النعم وأعظمها قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: إنَّ أجلّ النعم وأعظمها، وأعظم الأهداف وأرفعها نعمةُ الإيمان؛ فبه ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة، ويظفر بنيل الجنَّة ورضى الله -عز وجل-، وينجو من النار وسخط الجبار -سبحانه-، والإيمان هو الغاية التي خُلقنا لأجلها وأُوجدنا لتحقيقها، فأهل الإيمان هم أهل السعادة، والبعيدون عن الإيمان هم أهل الشقاء قال الله -تعالى-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. الفراغ داء قاتل فاحذروه! اعلموا يا شباب، أنَّ الفراغ داء قاتل للفكر والعقل والطاقات الجسمية؛ إذ النفس لابد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وتعطل العقل، وضعفت حركة النفس، واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة يُنَفِّس بها عن هذا الكبت الذي أصابه من الفراغ، وعلاج هذه المشلكة، أن يسعى الشاب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة أو تجارة أو كتابة أو غيرها، مما يحول بينه وبين هذا الفراغ، ويستوجب أن يكون عضوًا سليما عاملاً في مجتمعه لنفسه ولغيره. ما الأشهر الحرم؟ الأشهر الحرم هي شهور مباركة محددة في التقويم الهجري، اختصها الله ووردت في كتابه العزيز: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} (التوبة: 36)، وهي: (شهر رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم)، وسميت حرما لزيادة حرمتها، وتحريم القتال فيها. معرفة الله غاية مطالب البرية إن من مقامات دين الإسلام العظيمة ومنازله العلية الرفيعة معرفةَ الرب العظيم والخالق الجليل بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلا، وما تعرَّف به إلى عباده في كتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، بل إنّ هذا أساسٌ من أسس الدين العظيمة، وأصل من أصول الإيمان المتينة، وقِوام الاعتقاد وأصلُه وأساسُه. هكذا يعلمنا الصحابة -رضي الله عنهم عندما سأل النجاشي -رحمه الله- جعفر بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - عن الدين الذي اعتنقوه، فقال له جعفر - رضي الله عنه -: أيها الملك، كنا قومًا على الشرك، نعبد الأوثان، ونأكل الميتة، ونسيء الجوار، ونستحل المحارم، بعضنا من بعض في سفك الدماء، وغيرها لا نحل شيئًا ولا نحرمه، فبعث الله إلينا نبيًّا من أنفسنا، نعرف وفاءه، وصدقه، وأمانته، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له، ونصل الرحم، ونحسن الجوار، ونصلي، ونصوم، ولا نعبد غيره.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 07-09-2024 الساعة 09:27 PM. |
#67
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1220 الفرقان الإجازة نعمة تحتاج إلى شكر وعمل الإجازة الصيفية من النعم التي امتن الله بها علينا، وهي تحتاج إلى شكر وعمل، فلا يضيعها الإنسان في غير ما يقربه إلى الجنة ويباعده عن النار؛ لذلك فإن أبواب استثمار وقت الإجازة كثيرة جدا ولا سيما للشباب والفتيات؛ فعليهم أن يجتهدوا في تحصيل أكبر فائدة دينية ودنيوية مباحة في تلك الأوقات الثمينة. الشباب واستثمار الإجازات ها هو ذا العام الدارسي على وشك الانتهاء بما فيه من تعب ونصب، وجد اجتهاد، وجميع الشباب الآن يفكرون في كيفية قضاء الإجازة الصيفية، وكيف يستفيدون من أوقاتهم الكثيرة؟ وهنا تختلف الهمم والإرادات. فبعضهم يستغل الإجازة في اللعب واللهو والنوم، وبعضهم الآخر يقسم وقته فيما يعود عليه بالفائدة في دينه ودنياه، وإذا عرف المسلم قيمة الوقت وأهميته حرص عليه وعزَّ عليه ضياعه وفواته، ولأهمية الوقت فقد أقسم الله -تعالى- به في آيات عديدة منها: {وَالعَصْر}، {والضُّحَى}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} (الليل: 1، 2)، {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} (التكوير: 18)، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} (الشمس: 1)، {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} (التكوير: 17)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ منَ الناس: الصِّحة والفراغ»؛ لذلك فإن الاستغلال الأمثل للإجازة يكون في طاعة الله -عزوجل-، من: تلاوة القرآن وحفظه، وطلب العلم، والمشاركة في الدورات الشرعية، والدعوة إلى الله، وزيارة العلماء والدعاة، والصالحين والأقارب والأرحام، وإخوانك المسلمين، والمشارَكة في الأنشطة التعليميَّة المُفيدة، ولا بأس بالترفيه المباح إذا انضبط بضوابط الشرع، والسفر المباح للترويح عن لنفس، والاشتراك في النوادي الإسلامية، والبرامج الصيفية النافعة والمفيدة. أفكار لإجازة مفيدة (1) تعلم مهارة جديدة: لكل منا مهارات حياتية معينة يرجو إتقانها، وتُمثل الإجازة فرصة لاكتساب هذه المهارات وتطويرها. (2) تعلم البرمجة: تُعدّ البرمجة من أكثر المهن التي ستزداد أهميتها في المستقبل، وفي أيامنا هذه لم يعد الأمر صعبًا؛ فالأطفال الصغار يتعلمونها في المدارس وعلى الإنترنت. (3) شاهد محتوى مفيدا: فلا تقع فريسة للمحتوى التافه على يوتيوب، وشاهد محتوى ينمي معارفك ويوسع أُفقك. (4) تطوع في أعمال خيرية: إذا أردت صقل خبراتك الإنسانية ومساعدة الفئات الأكثر احتياجًا في مجتمعك، اشترك في إحدى الأعمال التطوعية المنتشرة في بلدك وهي كثيرة ولله الحمد. (5) مارس الرياضة: تُعدّ ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها إحدى أكثر الأساليب المُهمّة والفعّالة لضمان الحفاظ على الصحة البدنية والعقلية؛ إذ تتعدّد فوائد الرياضة على الصعيدين النفسي والجسدي. أهم محاذير الإجازة أخطر ما في الإجازة الصيفية مرافقة أصدقاء السوء، فكَمْ مِن إنسان كان صالحاً ناجحاً مُسدَّداً أَخْلَد إلى الدَّعة والكَسَل بسبب صديقه ورفيقه! وكَمْ مِن إنسان مُهذَّب مُؤدَّب تَغيَّرتْ أخلاقُه، وفَسَدَتْ طِباعُه بسبب جليسه وصديقه! قال - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالجليس السَّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحاً خَبِيثَةً». نصيحة الشيخ ابن باز للشباب قال الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: أنصح أبنائي في الإجازة أن يستغلوها في كل ما يرضي الله: في حفظ القرآن الكريم والإكثار من تلاوته، وفي عمارة المكتبات للمطالعة والاستفادة بحضور المحاضرات العلمية والندوات المفيدة، وفي التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه، وفي النصائح، إلى غير هذا من وجوه الخير، كالتزاور في الله فيما بينهم في أنحاء هذه البلاد؛ لأنها فرصة ينبغي أن تستغل في الخير. محطات من تاريخ المسجد الأقصى في عام 583هـ استطاع السلطان صلاح الدين الأيوبي أن يخلص مدينة القدس من أيدي الصليبيين ويرجعها إلى حوزة المسلمين، وحمل معه إلى المسجد العديد من المصاحف، وأوقف عليه أوقافًا لإصلاحه وترميمه، وسجَّل هذه الأعمال على المحراب الأصلي للمسجد، وكان السلطان نور الدين محمود قد بنى منبرًا للمسجد الأقصى، لكن المنية وافته قبل أن يحضره إلى المسجد، فلما انتصر صلاح الدين الأيوبي، وعادت القدس للدولة الإسلامية أحضر صلاح الدين هذا المنبر من حلب ووضعه في مكانه إلى جدار المحراب، ومن المؤسف أن اليهود قاموا بإحراق هذا المنبر عام 1969م، فبيت المقدس فتحه عمر - رضي الله عنه -، وحرره صلاح الدين -رحمه الله-، فمن له اليوم؟ اعرف شرف زمانك يقول ابن الجوزي - رحمه الله -: «ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل». فن التواصل مع الآخرين يُعد التواصل مع الآخرين بأمانة وصدق من الأخلاقيات التي حثَّ عليها الإسلام؛ حيث أكد ضرورة إحياء الروابط الإنسانية وزرع المحبة وتنميتها في النفوس، لتؤدي بدورها إلى تقوية التعاون في إطار العلاقات الطيبة البناءة، ومن ثم خَلق مجتمعات فاضلة متماسكة ومتمسكة بدينها وقيمها، وفي الوقت نفسه تخلو من المنازعة والمشاجرة. الاستجمام باللهو غير المحرم قال أبو الدرداء: «إني لأستجم نفسي بشيء من اللهْو غير المحرَّم، فيكون أقوى لها على الحق»، وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «روِّحوا القلوب، فإنها إذا أكرهتْ عميتْ»، وقال - أيضًا -: «أجمُّوا (روِّحوا) هذه القلوب، والتمسوا لها طرائفَ الحكمة؛ فإنها تملُّ كما تمل الأبدان». وقت الإنسان هو عمره الحقيقي قال الإمام ابن القيم - رحمه الله يبين لنا هذه أهمية الوقت-: «وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمرُّ مرَّ السحاب، فمن كان وقته لله، وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته.... فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته».
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 12-09-2024 الساعة 05:06 AM. |
#68
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1221 الفرقان الدعاء من أسباب الثبات من أهم أسباب الثبات والاستقامة في زمن الفتن والمتغيرات، سؤال الله -عزوجل-، والإلحاح عليه بطلب الهداية والاستقامة والثبات؛ فهو القائل لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} (الإسراء: 74). من محفزات الشباب للاستقامة روى الإمام مسلم في صحيحه عن سفيان بن عبدالله الثّقفيّ قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، قال - صلى الله عليه وسلم -: «قل: آمنت بالله، ثمّ استقم»؛ لذلك على الشباب أن يحرص على هذه الاستقامة بكل الوسائل والسبل، وأهم هذه الوسائل أن يدرك حقيقة الاستقامة وأهميتها، ويضع نصب عينيه بعض الأمور الآتية:
العوامل المعينة على الاستقامة والثبات من العوامل المعينة للشباب على الاستقامة والثبات ما يلي:
حقيقة الاستقامة إنَّ الاستِقامة هي لُزُوم طاعة الله -عزوجل-، وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومن جوامِع كلامه -صلى الله عليه وسلم -: قولُه -للصحابي سفيان بن عبدالله - رضي الله عنه - حين سألَه قائلًا: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرَك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «قُلْ: آمنتُ بالله، ثم استقِمْ»، أي: استَقِم بعد الإيمان بالله، وهو لُزُوم طاعة الله؛ حيث لا يجدك حيث نَهاك، ولا يفقدك حيث أمرك. حافظ على فرائض الإسلام من وصايا الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر للشباب: عليك -أيها الشاب-، أن تكون محافظًا تمام المحافظة غلى فرائض الإسلام وواجبات الدين ولاسيما الصلاة؛ فإن الصلاة عصمةٌ لك من الشر وأمَنَةٌ لك من الباطل، ومعونة على الخير ومزدجر عن كل شر وباطل، وعليك -أيها الشاب- أن تكون مؤديا حقوق العباد التي أوجبها الله عليك، وأعظمها حق الأبوين؛ فإنه حق عظيم أوجبه الله -عز وجل- على عباد الشباب وقضاء حوائج الناس أكد الله- عز وجل- في القرآن الكريم أن قضاء حوائج الناس من أبواب الفلاح، فأوصى بذلك في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الحج: 77)، وقضاء الحاجة للآخرين من أبواب التعاون على الخير، قال -سبحانه-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (المائدة: 2)، ولا شك أن الشباب لديه من الطاقة والقوة والحماس ما يجعله أولى الناس بهذا الخلق العظيم، والقيمة السامية. مواقف خالدة لصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أنه قال: كنت بارًّا بأمي، فأسلمت، فقالت: لتدعنَّ دينك، أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت، فتُعيَّر بي، ويقال: يا قاتل أمه، وبقيت يومًا ويومًا، فقلت: يا أماه، لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسًا نفسًا ما تركت ديني هذا، فإن شئت فكلي، وإن شئت فلا تأكلي، فلما رأت ذلك أكلت، ونزلت: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (العنكبوت: 8). من الأخطاء التي يقع فيها الشباب من الأخطاء التي يقع فيها الشباب إساءة استخدام وسائل الاتصال الحديثة؛ مما يترتَّب عليه كثير من المفاسد في الدين والدنيا، فيجلس أحد الشباب بمفردِه في غرفته ويُغلِق الباب على نفسه، ليشاهد المواقع الإباحية التي تنشر الرذيلة بين الناس، وينسى هذا الشابُّ أن الله -تعالى- يراه، قال -سبحانه-: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (غافر: 19). عطِّر فمك بذكر الله ذِكر الله من أعظم الأعمال المُثبتة للعبد، فبذكر الله يتجدَّد الإيمان وتجدَّد الصِّلة بالله -تعالى-، أخرج الإمام أحمد والنسائي وابن حبان في «صحيحه» من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «استكثِروا من الباقيات الصالِحات» قيل: وما هنَّ يا رسول الله؟ قال: «التكبير والتسبيح والتهليل والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله». قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: «إذا انكشف الغطاء يوم القيامة عن ثواب أعمال البشر، لم يروا ثوابًا أفضل من ذكر الله -تعالى-، فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون: ما كان شيء أيسر علينا من الذكر». يا شباب: احذروا التكبر على الناس! بعضُ الشباب يُعجَب بنفسه، فيتكبَّر على الناس بعائلته، أو بعلمه، أو بماله، أو بجماله، أو بقوَّته، أو بغير ذلك، هذا أمر خطير؛ لأنه ينشر الحقد والحسد والكراهية بين الناس، وليَعلَمِ الشابُّ أن كل هذه الأمور هبةٌ مِن عند الله -تعالى-، فيجب عليه أن يشكر الله -تعالى- على فضله، ولا يستخدم نعمة الله في التكبُّر على غيره من الناس، ولقد حذَّرنا نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم - من التكبر على الناس، روى مسلم عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يدخلُ الجنةَ مَن كان في قلبه مثقال ذرة مِن كِبْرٍ»، قال رجلٌ: إن الرجل يحبُّ أن يكونَ ثوبُه حسنًا ونعله حسنةً؟ قال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْر بَطَرُ الحقِّ، وغَمْطُ الناس».
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 12-09-2024 الساعة 05:08 AM. |
#69
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1222 الفرقان قاعدة مهمة في حسن الخلق من القواعد المهمة في حسن الخلق عدم مقابلة السيئة بالسيئة، ولكن مقابلة السيئة بالحسنة، مما يترتب عليه احتواء المسيء وتجاوز الإساءة، فعلى الشباب أن يضبطوا انفعالاتهم وردود أفعالهم، فيقابلوا الغضب بالهدوء، والكلمة الطائشة بالكلمة الطيبة، والنبرة الصاخبة بالنبرة الهادئة، والجبين المقطب بالبسمة الحانية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «ليسَ الشَّديدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّما الشَّديدُ الَّذي يملِكُ نفسَه عندَ الغَضبِ». صفات يجب أن يتحلى بها الشاب المسلم الشابُّ المسلم الدَّيِّن لابد أن يكون رحيمًا في كلامه، مُهذَّبًا في أقواله، حليما في أفعاله، ليس بفظٍّ ولا مُنفِّر، لقول الله -عز وجل- لنبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: 159)، «ولَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا»، ولا يغضب، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم - أَوْصِنِي، قَالَ: «لَا تَغْضَب، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: لَا تَغْضَبْ»، وإذا غضب لا يغضب إلَّا لدين الله -عز وجل. والشاب المسلم الدَّيِّن متواضَع، لأنه يعلم أن التواضُع من شِيَم الكِبار، وما تواضَعَ عبدٌ إلَّا رَفَعَه الله، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ»، وإذا تكلَّم لا يتكلم إلا بالحقِّ والصِّدْق، لقول الله -عز وجل-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق: 18). وشعاره الرفق واللين، فالله يقول لموسى وهارون -عليهما السلام لما أرسلهما إلى طاغية الأرض فرعون- قال -تعالى-: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طه: 44)، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - مادِحًا للرِّفْق ذامًّا لغيره: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ»، فلا يقابل السيئة بالسيئة، وإنما يقابلها بالحسنة؛ لأنه يريد أن يكون من ذوي الحظ العظيم، كما قال الله: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت: 34، 35)، ولا يرفع صوته على أبٍ أو أمٍّ، لقوله -تعالى-: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23). قدوتنا في مكارم الأخلاق الشابُّ المسلم لابد له أن يقتدي بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل شؤونه وأحواله، ومن ذلك اقتداؤه به في مكارم الأخلاق ورفيع الآداب، فهو شابٌّ يتخلَّق بأخلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، الذي كان خُلُقه عظيمًا بشهادة الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، وكان -صلى الله عليه وسلم - خُلُقُه القرآن، كما قالت أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال في التفضيل بين الصحابة: «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ - أي: أفضلكم - أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا»، فالشابُّ الدَّيِّن يكتسب أخلاقه من أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم -، لكي يسعد بأخلاقه، ويتأدَّب بآدابه، ولأنها من أكثر الصفات التي يُحبُّها الرسول -صلى الله عليه وسلم - كما قال: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاقًا». الشباب والفراغ الفراغ هو ذلك الغول المخيف الذي يفترس الإنسان العاطل، وهو من أقوى أسلحة الشيطان ضد الشباب، ولا سيما في فترة الإجازة الصيفية، التي تعد من أهم الأوقات التي ينبغي للشباب استغلالها استغلالا حسنا، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود خطط أو برامج نافعة، حتى يستغل الشباب هذه الأيام وتلك الساعات الاستغلال الأمثل، فعليهم أن يدركوا أن الوقت من النعم التي لا يشعر بها الإنسان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، وأن هذا الوقت إذا لم تشغله بالحق والأمور النافعة، سيشغل بالباطل والأمور التافهة، فالشاب الرابح في الإجازة هو مَن عمَّرها بالنافع المفيد، فاكتسب علما، أو تعلم حِرفة، أو أتقن مِهنة، أو حفظ آية، أو علم حديثا، أو قرأ كتابا نافعا، أو التحق بمركز صيفي يزيده إيمانا وثقافة، ويكسبه مهارة، ويملأ وقته بالمفيد. من مقاصد العيد قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: من المقاصد المهمة للعيد: تقوية الأخوة الإيمانية بين المسلمين، وطرح الخلافات جانبًا؛ فإنّه يوم الصَّفاء، يوم النَّقاء، يوم الإخاء، يوم الصِّلات، يوم السَّلام؛ فواجب على كلِّ مسلم وعلى الشباب خاصة في هـذا اليوم المبارك أن يحرصوا أشدّ الحرص على تقوية صلتهم بإخوانهم، زيارةً ومودّةً ومحبّةً ودعاءً واطّراحًا لما قد يكون بين المتآخين من شقاق وخلاف، وإذا لم يُطّرح الشِّقاق والخلاف في مثل هـذا اليوم المبارك فمتى يطّرح؟! بر الوالدين سعادة في الدنيا والآخرة اعلموا -يا شباب-، أنَّ من أحب ما أنفقت فيها الأيام والليالي بر الوالدين؛ فإن المسلم يحرص ولا سيما في العطلة وفي هذه الأوقات التي لديه فيها متسع على إدخال السرور على الوالدين، وأن يقضوا حوائجهما وأن يستغلوا هذه الفترة من الفراغ في القرب منهم، حتى ولو فاتك الأصحاب والأحباب، ولو فاتتك الزيارات والسفرات، عليك أن تحرص على إرضائهما؛ فذلك خير لك في الدين والدنيا. أفكار لاستثمار الإجازة الصيفية
كن طالب علم نافعا إنّ خير ما ينفق فيه الشباب أعمارهم وأحب ما يمضي فيه ليلهم ونهارهم طلب العلم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة»، فطلب العلم رحمة من الله -سبحانه وتعالى- ومنَّة وفضيلة إذا اصطفى الله-عزوجل - لها العبد، فقد اختاره لخير الدنيا والآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم -: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين»، فأنت أيها الشاب طالب علم ما جالست العلماء، وذاكرت طلاب العلم والفضلاء، وأنت طالب علم ما فتحت كتابًا تستفيد منه حكمةً أو تقرأ فيه آية أو يُشرح لك فيه حديث من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم . ما أجمل أعياد المسلمين! من الأمور المهمة التي يجب أن يعلمها الشباب، أن لكل أمة من الأمم أعيادًا مختصة بهم، تتناسب مع عقائدهم، ويبقى أن أعياد المسلمين تتميز بأنها عبادة لله -تعالى-، تتلألأ بصفاء الإيمان ونقاء العقيدة والتوحيد وكمال الطاعة لله -عزوجل-، شُرع لنا فيها مظاهر مباركة، منها: الاجتماع والألفة، والتحاب في الله، والاجتماع لصلاة العيد، والتواصل والتزاور والتصافي والتحاب، فما أجملَ هذا العيد! وما أحسنَ كماله! وما أروعَ بهاءه وحسنه وجماله! فشتان بين أعياد المسلمين وبين أعياد غيرهم.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 12-09-2024 الساعة 05:09 AM. |
#70
|
||||
|
||||
رد: تحت العشرين
تحت العشرين -1223 الفرقان غض البصر عفة إن إطلاق البصر إلى ما حرم الله من أعظم أسباب الوقوع في الفواحش، ولهذا أمر الله بغض البصر: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (النور:30)، ولما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن نظر الفجأة قال: «اصرف بصرك». فمن غض بصره عف فرجه. العفاف كلمةٌ عظيمة ومطلبٌ جليل، أمر الله -عزّ َوجل- عباده به، وأمر به نبيُه - صلى الله عليه وسلم -، ويترتب على العفاف من الآثار والخيرات الغِزار في الدنيا والآخرة ما لا يحصيه إلا الله -تعالى- قال الله -عز وجل-: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (النور:33)، أي ليعمل كلُّ مسلم وليسْعَ لتحقيق العفاف والبعد عن نواقضه ونواقصه، وليجاهد نفسه على ذلك، والله معه مُعِينًا ومسدِّدًا وحافظاً ومغْنيا، فجاهد نفسك يا بني واستعن بالله، وتوكل عليه وكفى بالله وكيلاً، وهذه بعض النصائح المهمة التي سوف تعينك - بعد توفيق الله - على العفاف وهي كما يلي: الشباب وخلق العــفاف
من أسس النجاح في الحياة
سلامة العقيدة على الشباب أن يدركوا أن من أهم أسباب اكتساب محاسن الأخلاق سلامة العقيدة، فالسلوك- في الغالب- ثمرة لما يحمله الإنسان من فكر، وما يعتقده من معتقد، وما يدين به من دين، والانحراف في السلوك إنما هو ناتج - في الغالب - عن خلل في المعتقد، ولا شك أن هناك ارتباطا وثيقا بين الأخلاق والإيمان، فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا، فالعقيدة الصحيحة تحمل صاحبها على مكارم الأخلاق من صدق، وكرم، وحلم، وشجاعة، ونحو ذلك، وهذه العقيدة الصحيحة تمنع صاحبها من كثير من مساوئ الأخلاق من طغيان وكذب وكبر وجهل وظلم، وغيرها. نصائح مهمة للشباب من النصائح المهمة التي يجب على الشباب أن يتحلى بها ولا سيما في هذه الفترة الحركة التي تمر بها الأمة هي التحلّي بالوعي، والانطلاق في سبيل الدّعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والخوض في النّقاشات المعرفيّة المثمرة والهادفة، وتغليب مصلحة الإسلام على ما عداها، وعدم الانشغال بالأمور الهامشيّة والجزئيّة على حساب قضايا الأمَّة، فالشّباب يمثّلون طاقة الأمَّة، وعليهم توظيف كلّ ذلك في خدمة الإسلام، فلا يضيّعوا أوقاتهم في الفراغ والعبث واللّهو واللاجدّيّة، فيصبحوا بالفعل من قاتلي الوقت المحترفين، بدل أن يكونوا العاملين على استنفاده بكلّ خير ووعي. عبرة وعظة قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: رأيتُ في قريةٍ صغيرةٍ شرق المدينة حبلًا ممدودًا من بيت إلى باب المسجد فسألتُ عنه، فقيل: هذا بيتُ رجلٍ كبير سنٍّ كفيفِ البصر ليس له قائدٌ، فيُمسك بهذا الحَبل عند كلِّ صلاةٍ ذهابًا للمسجد وإيابًا لبيته، فما حال معاشِر الشَّباب الأصِحَّاء الأقوياء المبصِرين؟! الإجازة استراحة لا بطالة كثير من الشباب يفهم الإجازة الصيفية فهمًا خطأ، فمفهومُها عندهم مرتبط باللهو واللعب، والنوم والمرح، والسفر والسهر، أو تسكع في الأسواق وأماكن التجمعات، أو جلوس وقبوع أمام الشاشات والفضائيات، أو حتى جلوس على المقاهي إلى أول ساعات النهار، إلا أنَّ الإجازة في حقيقتها استراحةُ محارب يطلب فيها إراحةُ الأبدان، وتصفيةُ الأذهان، وتعليلُ النفس، واستعادةُ النشاط، ودفعُ الكآبة، ورفعُ الملل والسَّآمة، ليعودَ بعدَها الطالبُ إلى مقاعِدِ الدِّراسة، والموظف إلى كرسي العمل بهمَّة وقَّادة، وعزيمةٍ وثَّابة، وإقبال ونشاط، في غير كلل ولا ملل. الفراغ داء قاتل للفكر والعقل قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: الفراغ داء قتَّال للفكر والعقل والطاقات الجسمية؛ إذ النفس لابد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وثخن العقل، وضعفت حركة النفس، واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة يُنَفِّس بها عن هذا الكبت الذي أصابه من الفراغ. الإجازة جزء من حياتك إن الإجازة جزء من حياة الإنسان، وإن كان لا يذهب فيها إلى الدراسة والعمل، فهي محسوبة من عمره، مكتوب عليه عمله، ومسجل عليه قوله، ومرصود عليه فعله وجميع أمره، وسيحاسب عليها أمام الله كما سيحاسب عن بقية عمره ففي الحديث الشريف «لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه». حافظ على صديقك الصالح قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: « الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»، وإذا حاز الشاب صاحبًا صالحًا فعليه أن يتمسك به وأن يتجنب كل ما يفسد علاقته به، فعليه ألا يعاتبه في كل صغيرة وكبيرة، وأن يغض الطرف عن زلاته؛ فإن الكمال لله -تعالى- وحده، حافظ عليه فإنك إن ضيعته فقد لا تجد من يشاركك هموم الحياة ويدلك على الخير، قال أحد الصالحين: «عليك بصحبة من إذا صحبته زانك، وإن غبت عنه صانك، وإن احتجت إليه عانك، وإن رأى منك خلة سدها أو حسنة عدها وأصلحها».
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 19-09-2024 الساعة 05:52 AM. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |