|
|||||||
| ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
المرأة والأسرة – 1287 الفرقان الأم ليست مجرد فرد في الأسرة، بل هي قلبها النابض وروحها الموجهة، هي التي تغرس القيم في نفوس الأبناء، وتعلّمهم الصبر والرحمة، وتفتح لهم أبواب العلم والإيمان؛ لذك فإن صلاح المجتمع يبدأ من صلاح الأم؛ فهي التي تصنع الرجال، وتربي النساء الصالحات، وتبني أمة متماسكة قوامها الأخلاق والدين. استقامة الأسرة طريق سعادتها قال الله -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الأحقاف: 13)؛ فالاستقامة على أمر الله -تعالى- هي مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة، وهي الضمان الحقيقي لأسرة متماسكة ولِمجتمع قوي. فسعادة الأسرة لا تُبنى على زخارف الحياة ولا كثرة المتاع، بل تقوم على قاعدة راسخة من القيم والمبادئ التي تحفظ لها توازنها واستقرارها. وكلما كانت الأسرة مستقيمة في أخلاقها، ثابتة على مبادئها، مترابطة بروح المسؤولية، اقتربت من السعادة الحقيقية التي لا تهزّها العواصف. إن الاستقامة الأسرية تعني أن يعيش أفراد البيت في وعيٍ بالحقوق، وحرصٍ على أداء الواجبات، وأن يعكسوا في حياتهم اليومية قوله - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ»؛ فحين تسود هذه المعاني في البيت، يصبح بيئة آمنة تُصان فيها الكرامة، وتعلو فيها المحبة، ويُقدّم فيها الخير قبل كل شيء، وقد وعد الله أهل الاستقامة بخيري الدنيا والآخرة، فقال -تعالى-: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَاءً غَدَقًا}، أي لفتح لهم أبواب الرزق والبركة والخير الوفير. وتتجلى استقامة الأسرة في سلوكيات يومية بسيطة في ظاهرها، عظيمة في أثرها: (التزام الأوامر واجتناب النواهي، المحافظة على أداء العبادات، والتحلي بالأخلاق الفاضلة من صدقٍ في الحديث، وعدلٍ في المعاملة، ورحمةٍ متبادلة بين الزوجين، ثم القدوة الحسنة التي يراها الأبناء بأعينهم قبل أن يسمعوها بآذانهم، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِهَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ»، وفي هذا تأكيد على أثر الصلاح والاستقامة في استقرار البيت وسعادته، وحين تستقيم الأسرة على أمر الله -تعالى-، يتحوّل البيت إلى مدرسة في التربية، وساحة تُزرع فيها القيم الإسلامية الراسخة؛ فينشأ الأبناء على الطمأنينة والثقة والاتزان النفسي، وما من أسرة التزمت بحدود الله، وجعلت الأخلاق قاعدة في تعاملاتها، إلا بارك الله فيها، ورزقها طمأنينة لا توصف، وتوفيقًا يلازم أفرادها في شؤون حياتهم كلها. أثر الكلمة الطيبة في البيت أوصى الإسلام بالكلمة الحسنة، فقال الله -تعالى-: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، وقال -تعالى-: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البقرة: 83)، وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الطيب من القول صدقة تُكتب لصاحبها أجرًا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «الكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ»، الكلمة الطيبة تبني جسور المحبة داخل البيت، وتزرع السكينة في النفوس؛ فهي دواء للقلوب، وسبب في دوام المودة بين الزوجين والأبناء، وهي مفتاح السعادة الأسرية؛ فهي روح تبثّ الدفء في أرجاء البيت، وتحوّل الجدران الصامتة إلى مساحة رحبة من الأمان والسكينة؛ فالأسرة التي تتبادل كلمات اللطف والتشجيع أقرب إلى السعادة والاتزان من تلك التي يغلب عليها العتاب والصوت القاسي، والكلمة الطيبة تهدّئ النفوس، وتطفئ نار الخلاف قبل اشتعالها، وتفتح أبواب التواصل الصادق بين الزوجين، فيسهل التفاهم وتقلّ المشكلات، وإنّ البيت الذي تُقال فيه كلمات مثل: شكرًا، بارك الله فيك، أحسنت، أنا فخور بك، سامحني، أحبكم، بيتٌ تتراجع فيه الأحقاد، وتكثر فيه الرحمة، وتزدهر المودة! فقه الحقوق بين الزوجين إنّ فقه الحقوق بين الزوجين هو الأساس الذي تُبنى عليه حياة زوجية مستقيمة، قوامها الرحمة والمودة والسكن، كما قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم: 21)؛ فالحياة الزوجية ليست عقدًا ماديا، بل ميثاقًا غليظًا يربط بين قلبين، ويستوجب من كل طرفٍ أداء الحقوق والواجبات كما أراد الله -تعالى-. ![]()
الصبر مفتاح النجاح الأسري الأسرة الناجحة لا تُبنى على الراحة المطلقة، ولا تستقيم على لحظات الفرح وحدها، بل تقوم على الصبر الذي تُدار به الخلافات، وتُحتوى به المشكلات، وتُصان به المودة من الانكسار؛ فالصبر في الحياة الأسرية ليس ضعفًا ولا تراجعًا، بل هو قوّة داخلية تُبقي السفينة ثابتة مهما عصفت بها رياح الأيام، وقد جعل الله -تعالى- الصبر أساس النجاح، فقال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ}، وقال -سبحانه-: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الصبر نورًا يهدي صاحبه، فقال: «والصبر ضياء»، وفي البيت، تتعدد ميادين الصبر: (صبر الزوجين على طبائع بعضهما، وصبرهما على تربية الأبناء وتقلّبات مراحل العمر، وصبرهما على ضغوط الحياة المادية والمعنوية، وصبرهما على إصلاح الأخطاء وتجاوز الزلات)؛ فأجمل العلاقات تلك التي يُرمَّم فيها الكسر بالصبر، وتُسقى فيها المحبة بالرفق، ويُعاد فيها التوازن بالحِلم، ولولا الصبر لانهارت بيوت كثيرة عند أول اختلاف، ولكن الله يبارك في بيتٍ جعل أهله الصبر منهجًا وعبادة. الدعاء سلاح المؤمن قال الله -تعالى-: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} (الفرقان: 74)، الدعاء سلاح المؤمن، وهو وسيلة لحفظ الأسرة من الفتن، وجلب البركة في البيت، وتربية الأبناء على الطاعة والرحمة. من ثمار فقه الحقوق بين الزوجين عندما يعرف كل طرفٍ حقوقه وواجباته، ويؤديها ابتغاء وجه الله، يثمر ذلك: (استقرارًا نفسيًا، وتماسكًا أسريا، وحياة يغمرها الاحترام، وأبناء ينشؤون على الطمأنينة)؛ فالزواج الذي يُقام على قاعدة الحقوق الشرعية، يتحوّل إلى سفينة آمنة تمخر أمواج الحياة، وتحمل أصحابها إلى شاطئ السعادة، وهذا هو المقصود بقول الله -تعالى-: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} (البقرة: 187). النجاح الأسري ثمرة جهد وصبر ممتدّ إن النجاح الأسري ليس حدثًا عابرًا، بل هو ثمرة جهد متواصل وصبر ممتدّ، ومن صبر اليوم على تحمل المسؤوليات، وجد غدًا ثمار الراحة والاستقرار، ومن صبر على أبنائه رأى فيهم -بإذن الله- صلاحًا ونجاحًا، ومن صبر على أعباء الحياة رأى بركة في رزقه وطمأنينة في قلبه.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |