*** دعـــــــوة لــلــــــــقــــــــراءة ***

[شـــ الريحان ـــذى]

منذ أن بدأت أفهم اللغة العربية ومعانيها وأنا من محبى الأدب العربى
بشكل عام والشعر بشكل خاص ومع أننى نسيت جُل ما حفظت من النثر والشعر
إلا أننى ما زلت من محبى الكتاب وككثير من أقرانى لى محاولات عديدة للكتابة
إما يوميات أحتفظ فيها بأفكارى وسنين عمرى أو محاولات لكتابة الشعر
ومرت الشهور وتبعتها السنين فأكتشفت أن مستوى الكتابة فى كثير من الأحيان
كالنباتات الضارة التى تملء حقولنا ولا ندرى كيف نتغلب عليها مستوى متدنى لغوياً وأحياناً معنوياً
وبعد أن كانت العامية مهجورة من أهل اللغة إلا أن مشجعيها ومُريديها زادوا وعلا ضجيجهم وصخبهم
وكأن الأصل هو الكتابة بتلك اللهجة
ولكن لغة القرآن هى الأصل وهى المرجع بدون تكلف ولا تفلسف وما أحلى لغتنا وأروع معانيها
المشكلة ليست فى اللغة ولكن فينا لإننا هجرناها وكثير من الناس لا يحسن القراءة بل إن كثير من البيوت لا تعرف للكتاب طريقاً
وإن وجد فحالها رث يعلوه التراب وهناك من يضع القرآن الكريم فى السيارات يعلوه التراب ولسان حاله يؤكد أنه مهجور

فى يوم من الأيام سُرق من أحد المسافرين حقيبته فقال له أحد الركاب
السبب أنك لم تضع آية الكرسى بالحقيبة لتحفظها فقال صاحب الحقيبة مبتسماً يوجد بها مصحفاً كاملاً ( من مجلة الواحة للبيت المصرى بألمانيا )
كثير من الناس حاله كحال صاحبنا الذى يحمل أية الكرسى للتبرك بهاولم يكلف نفسه التصفح فى كتاب الله
وإن حاول القراءة لا يحسنها ليس لبعده عن كتاب الله وحسب ولكن لضعف علاقته باللغة العربية

هل نسينا أن أول كلمة نزلت من كتاب الله هى إقرأ
ألا يدعوا هذا الأمر للعجب فنحن أمة إقرأ لا تحسن القراءة
منذ اكثر من تسعة عشرة سنة أقيم بألمانيا وأجزم أن من أهم أسباب نجاح الغرب بشكل عام إهتمامهم بالكتاب والقراءة
وتدريب النشىء عليها منذ نعومة أظافرهم والمنظر المعتاد فى أى وسيلة من وسائل المواصلات العامة ترى القوم عاكفين على كتبهم
حتى الأطفال مادون الثالثة يحمل كتابه الملىء بالصور دون ملل أو تذمر
من هذا المنطلق أبدأ لابد من العودة للجزور فليس من المعقول أن أول ما نزل من القرآن إقرأ وحالنا هو ما نرى

وكيف نحسن القراءة والتلفاز فى كثير من الأحيان يعمل بشكل دائم على مدار اليوم والليلة
ولا أبالغ فى ذلك بلغنى من إحدى السيدات أن زوجهاترك العمل وجلس أمام التلفاز ليل نهار ولا يقوم للصلاة إلا فى آخر وقتها
هذا الجهاز العجيب الذى غير شكل الأسرة مع العلم أننا لو أحسنا إستغلاله لكان خيراً كبيراً
من السهل تشخيص كثير من أمراض المجتمع ولكن ليس من السهل تقديم العلاج النافع والدواء الشافى

دعـــــوة للـــعـــمـــل الـــجـــاد

أدعوا كل من يقرأ هذه المقالة ويشاركنى الرأى أن نتكاتف على وضع تجاربنا وخبراتنا فى هذا الأمر لمن يريد
وبما أننى لست تربوياً وأعد حالى دخيل هذا الأمرإلا أننى سأحاول فى الأسطر القليلة القادمة أن أدلو بدلو إجتهادى
1 - الإعتراف بأن هناك مشكلة لأن كثير من الناس لا يعلم ذلك
2 - وضع خطة للتقليل من مشاهدة التلفاز وتحديد ما يجب أن نشاهده من عدمه وخاصة برامج الأطفال لخطورتها
3 - شراء كتب للأطفال التى تحمل قيماً دينية بشكل خاص وأخرى إنسانية
4 - وضع برنامج يومى متكرر للأطفال قبل الخلود للنوم
( لبس ملابس النوم ـ طعام العشاء ـ غَسل الأسنان )
وإختتام اليوم بقراءة إحدى القصص ومراجعة بعض آيات من القرآن الكريم
5 - تغيير العلاقة بالقرآن الكريم وترويض النفس على تلاوته وتعلمه والمثابرة عليه
6 - إنتقاء الكتب ذات أسلوب سهل ونافع للتعود على القراءة
7 - تعود القراءة ولو خمس دقائق قبل النوم والمواظبة على ذلك مهما كانت الظروف

فقليلٌ دائم خيرٌ من كثير منقطع

كتب هذه المقالة
أخى الكريم
حمزة عبد ربه
21/2/2008



اللهم إجزهـِ عنا وعن جميع المسلمين خير الجزاء