واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين - الصفحة 8 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إزاى تبنى علاقة ناجحة ومستقرة مع شريك حياتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ما تقوليش ما فيش مكان للمكتبة.. 5 أفكار ديكور ذكية لعشاق القراءة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          طريقة عمل مربى البرتقال بمكونات بسيطة وخطوات سهلة وسريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أخطاء بتهدر مساحة أوضة السفرة وبتخليها أضيق.. بلاش ترابيزة كبيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          نعمة البدء القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أمهات أعمالنا.. عشرة من عشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أبرز الانتهاكات الإسرائيلية في القدس 2024 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الذكر في العشر الأول من ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الارتباط الوثيق بين الأخلاق والدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          من فضائل الأعمال: قراءة سُورة البقرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-08-2010, 04:53 PM
الصورة الرمزية ahmed1954
ahmed1954 ahmed1954 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: ***********
الجنس :
المشاركات: 934
الدولة : Egypt
افتراضي رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين












__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-08-2010, 10:24 PM
الصورة الرمزية ahmed1954
ahmed1954 ahmed1954 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: ***********
الجنس :
المشاركات: 934
الدولة : Egypt
افتراضي رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين

عن أبي هريرة _ رضي الله عنه_ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( إن الله تعالى يغار، وغيرة الله تعالى إن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه))([100]) متفق عليه. والغيرة: بفتح الغين واصلها: الأنفة.
الشرح

عن أبي هريرة_ رضي الله عنه_ قال: إن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( إن الله تعالى يغار وغيرة الله تعالى إن يأتي المرء ما حرم الله)). قوله: (( محارمه)) أي: محارم الله. والغيرة صفة حقيقية ثابتة لله_ عز وجل_ ولكنها ليست كغيرتنا، بل هي اعظم واجل، والله_ سبحانه وتعالى_ بحكمته أوجب علي العباد أشياء، وحرم عليهم أشياء، واحل لهم أشياء. فما أوجبه عليهم فهو خير لهم في دينهم ودنياهم، وفي حاضر هم ومستقبلهم، وما حرمه عليهم فانه شر لهم في دينهم ودنياهم، وحاضر هم ومستقبلهم، فإذا حرم الله علي عباده أشياء فانه_ عز وجل_ يغار إن يأتي الإنسان محارمه، وكيف يأتي الإنسان محارم ربه والله_ سبحانه وتعالى_ إنما حرمها من اجل مصلحة العبد، أما الله_ سبحانه وتعالى_ فلا يضره إن يعصي الإنسان ربه، لكن يغار كيف يعلم الإنسان إن الله سبحانه حكيم، ورحيم، ولا يحرم علي عباده شيئا بخلا منه عليهم به، ولكن من اجل مصلحتهم، ثم يأتي العبد فيتقدم فيعصي الله_ عز وجل_ ولا سيما في الزنا_ نسأل الله العافية_ فانه ثبت عن النبي صلي الله عنه وسلم انه قال: (( ما أحد أغير من الله إن يزني عبده أو يزني أمته))([101]) لان الزنا فاحشة، والزنا طريق سافل سيئ، ومن ثم حرم الله علي عباده الزنا وجميع وسائله، كما قال الله سبحانه: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)(الإسراء:32)، فإذا زني العبد_ والعياذ بالله_ فان الله يغار غيرة اشد واعظم من غيرته علي ما دونه من المحارم. وكذلك أيضا_ ومن باب أولى واشد_ اللواط، وهو إتيان الذكر، فان هذا اعظم واعظم، ولهذا جعله الله تعالى اشد في الفحش من الزنا. فقال لوط لقومه: ( أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ)(لأعراف: من الآية80). قال هنا: ( الفاحشة) وفي الزنا قال: ( فاحشة) أي: فاحشة من الفواحش، أما اللواط فجعله الفاحشة العظمي نسأل الله العافية. وكذلك أيضا السرقة وشرب الخمر وكل المحارم يغار الله منها، لكن بعض المحارم تكون اشد غيرة من بعض، حسب الجرم، وحسب الضار التي تترتب علي ذلك. وفي هذا الحديث: إثبات الغيرة لله تعالى، وسبيل أهل السنة والجماعة فيه وفي غيره من آيات الصفات وأحاديث الصفات انهم يثبتونها لله_ سبحانه وتعالى_ علي الوجه اللائق به، يقولون: إن الله يغار لكن ليس كغيرة المخلوق، وان الله يفرح ولكن ليس كفرح المخلوق، وان الله_ سبحانه وتعالى_ له من الصفات الكاملة ما يليق به، ولا تشبه صفات المخلوقين( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11). والله الموفق.
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-09-2010, 07:06 PM
الصورة الرمزية ahmed1954
ahmed1954 ahmed1954 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: ***********
الجنس :
المشاركات: 934
الدولة : Egypt
افتراضي رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين













__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-09-2010, 08:48 PM
الصورة الرمزية ahmed1954
ahmed1954 ahmed1954 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: ***********
الجنس :
المشاركات: 934
الدولة : Egypt
افتراضي رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين

التقوى



قال الله تعالى‏:‏‏{‏يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقه تقاته‏}‏‏(‏‏(‏آلعمران ‏:‏ 102‏)‏‏)‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فاتقوا الله مااستطعتم‏}‏ ‏(‏‏(‏التغابن ‏:‏ 16‏)‏‏)‏ وهذه الآية مبينة للمراد منالأولى ‏.‏ وقال الله تعالى ‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً}‏(‏‏(‏الأحزاب ‏:‏ 70‏)‏‏)‏ والآيات في الأمر بالتقوى كثيرة معلومة، وقال تعالى‏:‏{ومن يتق الله يجعلله مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب‏}‏ ‏(‏‏(‏الطلاق ‏:‏ 2،3‏)‏‏)‏ وقالتعالى‏:‏ ‏{‏ إنتتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضلالعظيم‏}‏ ‏(‏‏(‏الأنفال‏:‏29‏)‏‏)‏ والآيات في الباب كثيرة معلومة‏.‏
69 - وأما الأحاديث فالأول‏:‏عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قيل ‏:‏ يا رسول الله منأكرم الناس‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أتقاهم‏"‏‏.‏ فقالوا‏:‏ ليس عن هذا نسألك، قال‏:‏ ‏"‏فيوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله‏"‏ قالوا‏:‏ ليس عن هذانسألك، قال‏:‏ ‏"‏فعن معادن العرب تسألوني‏؟‏ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلامإذا فقهواً‏:‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏
70 - الثاني‏:‏عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليهوسلم قال‏:‏ ‏"‏ إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون،فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت فيالنساء‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
71 - الثالث‏:‏عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلمكان يقول‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى‏"‏‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
72 - الرابع‏:‏عن أبي ظريف عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال‏:‏ سمعترسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منهافليأت التقوى‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
73 - الخامس‏:‏عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه قال‏:‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال ‏:‏ اتقوا الله ، وصلواخمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا أمراءكم، تدخلوا جنةربكم‏"‏‏(‏‏(‏رواه الترمذي، في آخر كتاب الصلاة وقال ‏:‏ حديث حسنصحيح‏)‏‏)‏‏.‏
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-09-2010, 08:56 PM
الصورة الرمزية ahmed1954
ahmed1954 ahmed1954 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: ***********
الجنس :
المشاركات: 934
الدولة : Egypt
افتراضي رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين

__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-09-2010, 10:40 AM
الصورة الرمزية ahmed1954
ahmed1954 ahmed1954 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: ***********
الجنس :
المشاركات: 934
الدولة : Egypt
افتراضي رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين

التقوى لغة هي المحاذرة والاجتناب يقال (إتقي شر من أحسنت اليه) أي إجتنب شره وحاذره.
وقديما قال الشاعر: خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقي
واصنع كماش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
وعن المعنى الشرعي للتقوى فقد نسبوا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال ان التقوى هي (الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل) كما قالوا أن التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله ، وقال الثوري سموا متقين لأنهم أتقوا ما لا يتقى ، وقال ابن عباس رضي الله عنه : المتقون الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدي ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به ، وقال الحسن رحمه الله: المتقون اتقوا ما حرم الله عليهم وأدوا ما افترض الله عليهم .
ومن جماع ما تقدم من تفسير للتقوى نجد أنهم أجمعوا على انها نوع من الحذر وقد قال أبو الدرداء (تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما يكون حجابا بينه وبين الحرام فإن الله قد بين للعباد الذي يصيرهم إليه) كما قال المحاسبي (لايحسن إيمان المرء حتى يدع بعض الحلال مخافة أن يقع في الحرام) وقال (حسب أبن آدم من حياته ثلاث اليقين والحذر وإستحضار الاطلاع بالنظر).
ولكن لو سلمنا جدلا ما شرحوه عن التقوى لوقعنا في إشكالية الآية الكريمة رقم 102 سورة آل عمران " اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلا وأنتم مسلمون" لأن تفسير التقوى على المعنى المأخوذ من السلف أو المعنى الذي قاله عبد الله بن مسعود في تفسير هذه الآية (أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر) يقودنا إلي أن نعتبر الأمر في الآية من باب الأمر بالمستحيل ويحمل لفظ حق تقاته على المجاز أن يحاول كل منا قدر إستطاعته أن يتقي الله حق تقاته ولن في الحقيقة لايستطيع أحد أن يفعل ذلك لذلك قال الثوري (اتقوا مالا يتقى) ولكن الحقيقة أنه من المستحيل أن يأمر الله سبحانه وتعالى عباده بالمستحيل لأن ذلك يقع في باب الهذل تعالى الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كثيرا والله تعالى يقول "وما هو بالهذل" كما أن تفسير هذه الآية على هذا النحو يجعلها تتعارض مع كل آيات مغفرة الذنوب كقوله تعالى"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنتوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم" لأن الإسراف في إرتكاب الذنوب يخالف حق التقوى بل إرتكاب أي من الذنوب يخالف حق التقوى على المعنى الذي شرحه السلف ، كما تتعارض أيضا مع آيات التوبة ، ثم كيف يكون التوفيق بين هذه الآية في سورة آل عمران 102 وبين الآية 16 في سورة التغابن قوله تعالى" فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيرا لانفسكم ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون"؟ فهل نسخت بمعنى لغت إحداهما الأخرى؟ أم ماذا؟
والحقيقة أن للتقوى معنيان أحدهما يتعلق بعمل القلوب في باب التسليم والاذعان والآخر يتعلق بفعل الجوارح والأركان في باب الإداء والاتقان ولكي نوضح هذا المعنى ونبسطه فإن أفضل شرح للقرآن ما كان منه بالقرآن.
التقوى على المعنى الأول هي الإيمان بوحدانية الله وألا نشرك به أحدا وهي على هذا المعنى تكون الاسلام فتكون تقوى الله حق تقاته بتوحيده والإيمان به وعدم الشرك ولذلك فإن الله أردف قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته" بقوله تعالى"ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" فيكون مقصود حكم الله بتقواه حق تقاته أن نموت على شهادة التوحيد وهي (الاسلام) . قال تعالى" يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ"فإن الله ينزل جبريل وحيا على الرسل يأمرهم بأ ينذروا عباده أنه لا إله إلا الله ، فاتقوا الله ، فمن آمن ووحد الله فقد إتقاه حق تقاته.
وقال تعالى" كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ(*) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ(*) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ(*)فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(*)وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ(*)فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(*)" الآيات من 105 : 110 سورة الشعراء
وقال تعالى" إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ(*)إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ(*)فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(*)وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ(*)أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ(*)وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ(*)وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ(*)فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(*)وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ" الشعراء 126 : 132 وكل ذلك يحمل على معنى التوحيد وهو عموم رسالة الرسل كلهم ، ويأخذ معنى الاسلام من قوله تعالى" فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" يونس 72 ، كما قال تعالى في حق فرعون "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ" بما يؤكد أنها دعوة موسى التي رفضها فرعون أولا ثم آمن بها عند الغرق ، كما قال تعالى " إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" ومن هنا يتضح أن معنى التقوى في سورة آل عمران الآية 102 هو تحديدا التوحيد وهو على هذا النحو أمراً بما يستطاع وليس بمستحيل وقد فسر آخر الآية أولها وتصبح التقوى هنا هي الاعتقاد وهو عمل القلوب والعقول لا دخل فيه للأركان والجوارح والتي نصيبها من التقوى ما إستطاعت على ما سنفسره لاحقا بإذن الله .
والتقوى بمعنى الإيمان والاسلام والتسليم لرب العالمين وتوحيده جائت في آيات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى.
(وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (المؤمنون:52)
(لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) (الزمر:16)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)
(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ) (النساء: من الآية131)
وهي أيضا وصية كل الانبياء لقومهم ولم يحيد عنها نبي ولنراجع قوله تعالى.
(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) (الشعراء:106)
(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ) (الشعراء:124)
(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ) (الشعراء:142)
(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ) (الشعراء:161)
(إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ) (الشعراء:177)
(وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (العنكبوت:16)
وقبل أن ننتقل للنوع الآخر من التقوى ننظر لقوله تعالى.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (لأنفال:29)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحديد:28)
في الآية الأولى يخاطب الله سبحانه وتعالى عباده بجملة شرطيه مفادها إن اتقوا الله (تقوى الاعتقاد) يجعل لهم فرقانا ويكفر عنهم سيئاتهم ويغفر لهم ، والمستتر هنا معلوم بالضرورة وهو الذنب ، أي أنه رغم تقواهم لهم سيئات وذنوب ، والشاهد من الآية أن التقوى المقصودة هنا لايمكن أن تكون تقوى عمل وأداء ولكنها تقوى إيمان وأعتقاد ، وجائت الآية في سورة الحديد شارحة للآية في سورة الأنفال بقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله ، وقد يسأل سائل كيف يطلب الله من الذين آمنوا أن يؤمنوا برسوله؟ والأمر في غاية الوضوح أن الايمان الأول في قوله يا أيها الذين آمنوا هو ايمان توحيد ومعرفة لله سبحانه وتعالى وإقرار بوحدانيته أما الإيمان الثاني في قوله وآمنوا برسوله هو ايمان بالطريق والشرعة والمنهاج ويأتي قوله سبحانه اتقوا الله بين نوعي الايمان جامعا لنوعي التقوى وهي تقوى الاعتقاد بالايمان الأول وتقوى الأداء بالايمان الآخر
ونأتي لقوله تعالى"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" (لأعراف:96) وفي هذه الآية الكريمة بشارة كونية أنه لو آمن أهل قرية وأتقوا لفتح الله عليهم بركات من السماء والأرض والايمان والتقوى هنا المقصود بها تقوى الاعتقاد والشاهد على ذلك المضاد لها في آخر الآية ولكن كذبوا فالتكذيب هنا هو الكفر عكس الايمان فتكون التقوى هنا مرادف للتوحيد من نوع تقوى الاعتقاد والله تعالى أعلم.
ونأتي هنا لنوع آخر من التقوى وهي بمعنى العبادة أي عمل الجوارح والأركان لتحقيق معنى الطاعة والتسليم والانقياد ، وهي التي أشار المولى عز وجل إليها في قوله " فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيرا لانفسكم ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون" وسبحانه وتعالى يقول اتقوا الله ما أستطعتم وما هنا إسم موصول بمعنى الذي أي الذي تستطيعونه من الطاعة فأدوه وما قصرتم في أداءه فإن الله كتب على نفسه الرحمة وكتب عليكم التوبة والمغفرة والأنابة وكتب على نفسه القبول ولذلك فقد أردف الله سبحانه أمره لعبادة بالتقوى حجم الاستطاعة بأوامر ثلاثة السمع بمعنى (الاصغاء) والطاعة بمعنى (الإذعان) والانفاق بمعنى (الأداء) وقد بين سبحانه وتعالى أن الانفاق هو أعلى مراتب الأداء لأنه يترتب عليه إتقاء شح النفس المؤدي للفلاح ، فالاصغاء والاذعان والأداء طريق الفلاح ، فلو قال بعضهم لا يحسن إيمان المرء حتى يترك بعض الحلال مخافة الوقوع في الحرام نقول أن ذلك فيه تزيد على الله بالمخالفة لمقصود الله بفرض تقوى العمل على عباده لأن الأمر بالتمتع بالحلال مساوي في الدرجة للأمر بالنهي عن الحرام بل أن الأمر يالأداء مسبق على الأمر بالنهي فيكون الأولى عدم ترك الحلال حال الاحتياج إليه وعند الوقوع في الحرام بالتقصير لعجز الاستطاعة على الطاعة والأداء يظهر عمل التوبة في قوله تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ " التحريم 8 ، ومن عظيم كرم الله سبحانه وتعالى على من اتقاه من عباده حق تقاته بالإيمان الذي هو مرادف التوحيد أن أمرهم بالتوبة على ما قصروا في أداءه من تقوى العمل والأداء المقترن بالاصغاء والاذعان وفتح لهم باب الأمل على مصراعيه بأنه سيكفر عنهم سيئاتهم التي قصروا فيها عند الأداء وسيدخلهم بتقوى الاعتقاد وهو التوحيد جنات تجري من تحتها الانهار وبلا النافيه لجنس الخزي عن النبي والذين آمنوا معه (أنظر كيف عطف الله الذين آمنوا مع النبي على النبي عطف مساواة في الأجر رغم إختلاف العمل فالنبي أشد عزما وأكثر حزما في الأداء ، ومع ذلك تساوى معه الذين آمنوا لأن الله قد طلب من كل أن يؤدي قدر استطاعته ، فقد أدى النبي ما أستطاع وأدى الذين آمنوا ما أستطاعوا فأستحقوا التساوي رغم إختلاف العزائم) نورهم أي نور تقواهم لله حق تقاته بإسلامهم وتوحيدهم لله يسعى بين أيديهم وبأيمانهم صحف أعمالهم مسطور في أعلاها توحيدهم لله وعدم شركهم به "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" يحدوهم الأمل يدعون الله من قلوبهم التي عرفت توحيده ولم تنكره أن أتمم لنا نورنا وذلك بدخولنا جنتك جزاءاً لنا على حسن إعتقادنا وتقوانا لك سبحانك حق تقاتك بتوحيدك ولقاءك ونحن مسلمين لك وأغفر لنا تقصيرنا في الأداء رغم الاذعان والأصغاء فكان شاهد طلب المغفرة تقوانا لك حق تقاتك بالاعتقاد في توحيدك مع الاعتراف بذنوبنا عند تقصيرنا في الأداء بتقوانا لك ما أستطعنا فكان الذنب المستحق لطلب المغفرة منك مع عفوك إنك على كل شيء قدير
وما أن الآيات في طلب تقوى الاعتقاد كثيرة فإن الله قد أمرنا بتقوى العمل في آيات كثيرة أيضا منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)
(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153)
ونجد أن الشاهد في هذه الآيات الكريمة هو الأمر بالأداء إما على الاطلاق في قوله أعبدوا ربكم وفي قوله صراطي مستقيما فاتبعوه أو مقترن بفرض كما في قوله كتب عليكم الصيام ، وكل ذلك يندرج تحت قاعدة ما استطعتم ، ولو أمر الله الانسان بتقوى الأداء على الوجه الأكمل يكون أمر بمستحيل ولهلك البشر ، ولكن الله سلم فقد أمر بالطاعة في تقوى العمل قدر الاستطاعة والانسان في هذا النوع من التقوى يتبع أبوه آدم والذي قال الله في حقه "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا "
وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلي التقوى بنوعيها في سورة المائدة في قوله تعالى" واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به اذ قلتم سمعنا واطعنا واتقوا الله ان الله عليم بذات الصدور(7) يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون(8)" وسبحان الله الذي يفتح باب العلم لمن يشاء من عباده مصداقا لقوله "وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ" البقرة 282 فسبحانه وتعالى قال في الآية 7 من سورة المائدة واتقوا الله ان الله عليم بذات الصدور وهي تقوى الاعتقاد والشاهد هنا بذات الصدور فهو عمل القلوب وهو عمل إعتقاد يطلع عليه رب العزة سبحانه وتعالى وفي الآية 8 قال واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون وهي تقوى الأداء والشاهد بما تعملون ففي الأولى حق تقاته وفي الثانية ما استطعتم.
ولنتوقف قليلاً عند قوله تعالى "وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ" السؤال أي أنواع التقوى؟ وما هو العلم؟ وكيفية تحصيله؟ في الآية 282 من سورة البقرة يتكلم رب العزة عن الكتابة عند الدين وإنها شرط حتى لا تضيع الحقوق إلا أن تكون تجارة حاضرة عن تراض وأن الذي يملل هو الذي عليه الحق تنزيها لمن له الحق عن الضلال مطالبا الذي عليه الحق بالتقوى عند التمليه ، كما يتكلم عن الشهادة رجلين أو رجل وامرآتين وأنه لا يضار كاتب ولا شهيد وكل ذلك حتى لا يضيع الحق بين الناس وقد تداخلت هنا تقوى الاعتقاد في عدم ضياع الحقوق وفي التراض وعدم ضرر الكاتب والشهيد مع تقوى الأداء بالكتابة لثبات الحقوق والشهادة فتكون التقوى المقصودة هنا في هذه الآية بمعناها الشامل في الاعتقاد والأداء والله أعلم ، أما العلم فهو أيضا بمعناه الشامل فيكون وحي القرآن الذي علمنا فيه رب العزة الكتابة والشهادة والتجارة كما في الآية الكريمة كما يكون علم الفصل في الحقوق عند الاختلاف مستخدما أدوات المعرفة من كتابة وشهادة فيكون علم فتح من الله لمن اتقاه من عبادة وكيفية تحصيله بتقوى الله مع حفظ النقل وإمعان النظر في إعمال العقل عند المسأله والله تعالى أعلم.
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-09-2010, 01:00 PM
الصورة الرمزية ahmed1954
ahmed1954 ahmed1954 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: ***********
الجنس :
المشاركات: 934
الدولة : Egypt
افتراضي رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين




إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر # كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء رواه مسلم



الشرح


هذا الحديث ساقه المؤلف لما فيه من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتقوى بعد أن ذكر حال الدنيا فقال : إن الدنيا حلوة خضرة حلوة في المذاق خضرة في المرأي والشيء إذا كان خضرا حلوا فإن العين تطلبه أولا ثم تطلبه النفس ثانيا والشيء إذا اجتمع فيه طلب العين وطلب النفس فإنه يوشك للإنسان أن يقع فيه فالدنيا حلوة في مذاقها خضرة في مرآها فيغتر الإنسان بها وينهك فيها ويجعلها أكبر همه ولكن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الله تعالى مستخلفا فيها فينظر كيف نعمل هل تقومون بطاعته وتنهون النفس عن الهوى وتقومون بما أوجب الله عليكم ولا تغتروا بالدنيا أو أن الأمر بالعكس ولهذا قال فاتقوا الدنيا أي : قوموا بما أمركم به واتركوا ما نهاكم عنه ولا تغرنكم حلاوة الدنيا ونضرتها كما قال تعالى فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ثم قال فاتقوا الدنيا واتقوا النساء اتقوا النساء أي : احذروهن وهذا يشمل الحذر من المرأة في كيدها مع زوجها ويشمل أيضا الحذر من النساء وفتنتهن ولهذا قال فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء فافتتنوا في النساء فضلوا وأضلوا والعياذ بالله ولذلك نجد أعداءنا وأعداء ديننا أعداء شريعة الله عز وجل يركزون اليوم على مسالة النساء وتبرجهن واختلاطهن بالرجال ومشاركتهن للرجال في الأعمال حتى يصبح الناس كأنهم الحمير لا يهمهم إلا بطونهم وفروجهم والعياذ بالله وتصبح النساء كأنهن دمى أي : صور لا يهتم الناس إلا بشكل المرأة كيف يزينونها وكيف يجملونها وكيف يأتون لها بالمجملات والمحسنات وما يتعلق بالشعر وما يتعلق بالجلد ونتف الشعر والساق والذراع والوجه وكل شيء حتى يجعلوا أكبر هم النساء أن تكون المرأة كالصورة من البلاستيك لا يهمها عبادة ولا يهمها أولاد ثم إن أعداءنا أعداء الله وشريعته وأعداء الحياة يريدون أن يقحموا المرأة في وظائف الرجال حتى يضيقوا على الرجال الخندق ويجعلوا الشباب يتسكعون في الأسواق ليس لهم شغل ويحصل من فراغهم هذا شر كبير وفتنة عظيمة لأن الشباب والفراغ والغنى من أعظم المفاسد كما قيل : % إن الشباب والفراغ والجدة % % مفسدة للمرء أي مفسدة % فهم يقحمون النساء الآن بالوظائف الرجالية ويدعون الشباب ليفسد الشباب وليفسد النساء أتدرون ماذا يحدث ؟ جـ : يحدث مفسدة الاختلاط ومفسدة الزنى والفاحشة سواء زنى العين أو زنى اللسان أو زنى اليد أو زنى الفرج كل ذلك محتمل إذا كانت المرأة مع الرجل في الوظيفة وما أكثر الفساد في البلاء التي يتوظف الرجال فيها مع النساء ثم إن المرأة إذا وظفت فإنها سوف تنعزل عن بيتها وعن زوجها وتصبح الأسرة متفككة ثم إنها إذا وظفت سوف يحتاج البيت إلى خادم وحينئذ نستجلب نساء العالم من كل مكان وعلى كل دين وعلى كل خلق ولو كان الدين على غير دين الإسلام ولو كان الخلق خلقا فاسدا نستجلب النساء ليكن خدما في البيوت ونجعل نساءنا تعمل في محل رجالنا فنعطل رجالنا ونشغل نساءنا وهذا فيه مفسدة عظيمة وهي تفكك الأسرة لأن الطفل إذا نشأ وليس أمامه إلا الخادم نسي أمه ونسى أباه وفقد الطفل تعلقه به ففسدت البيوت وتشتت الأسر وحصل في ذلك من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله ولا شك أن أعداءنا وأذناب أعدائنا لأنه يوجد فينا أذناب لهؤلاء الأعداء درسوا عندهم وتلطخوا بأفكارهم السيئة ولا أقول إنهم غسلوا أدمغتهم بل أقول : إنهم لوثوا أدمغتهم بهذه الأفكار الخبيثة المعارضة لدين الإسلام قد يقولون : إنه لا يعارض العقيدة بل نقول : إنه يهدم العقيدة ليس معارضة العقيدة بأن يقول الإنسان بأن الله لا شريك أو أن الله ليس موجودا وما أشبهه فحسب بل هذه المعاصي تهدم العقيدة هدما لأن الإنسان يبقى ويكون كأنه ثور أو حمار لا يهتم بالعقيدة ولا بالعبادة لأنه متعلق بالدنيا وزخارفها وبالنساء وقد جاء في الحديث الصحيح ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ولهذا يجب علينا نحن ونحن أمة مسلمة أن نعارض هذه الأفكار وأن نقف ضدها في كل مكان وفي كل مناسبة علما بأنه يوجد عندنا قوم لا كثرهم الله ولا أنالهم مقصودهم يريدون هذا الأمر لهذا البلد المسلم المسالم المحافظ لأنهم يعلمون أن آخر معقل للمسلمين هو هذه البلاد التي تشمل مقدسات المسلمين وقبلة المسلمين ليفسدوها حتى تفسد الأمة الإسلامية كلها فكل الأمة الإسلامية ينظرون إلى هذه البلاد ماذا تفعل فإذا انهدم الحياء والدين في هذه البلاد فسلام عليهم وسلام على الدين والحياء لهذا أقول : يا أخواني يجب علينا ـ شبابا وكهولا وشيوخا وعلماء ومتعلمين ـ أن نعارض هذه الأفكار وأن نقيم الناس كلهم ضدها حتى لا تسرى فينا سريان النار في الهشيم فتحرقنا نسأل الله أن يجعل كيد هؤلاء الذين يدبرون مثل هذه الأمور في نحورهم وأن لا يبلغهم منالهم وأن يكبتهم برجال صالحين حتى تخمد فتنتهم إنه جواد كريم


__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13-09-2010, 09:14 PM
الصورة الرمزية ahmed1954
ahmed1954 ahmed1954 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: ***********
الجنس :
المشاركات: 934
الدولة : Egypt
افتراضي رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين







عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلمكان يقول‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى‏"
‏‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

الشرح

من الأحاديث التي أوردها المصنف_ رحمه الله_ في باب التقوى هذا الحديث: إن النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعوا الله_ عز وجل_ بهذا الدعاء: (( اللهم أني أسألك الهدي والتقي والعفاف والغني)). (( الهدي)) هنا بمعني العلم، والنبي صلي الله عليه وسلم محتاج إلى العلن كغيره من الناس، لان الله سبحانه وتعالى قال له: ( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)(طـه: من الآية114). وقال الله له: ( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)(النساء: من الآية113)، فهو عليه الصلاة والسلام محتاج إلى العلم، فيسال الله الهدي. والهدي إذا ذكر وحده يشمل العلم والتوفيق للحق، أما إذا قرن معه ما يدل علي التوفيق للحق فانه يفسر بمعني العلم، لان الأصل في اللغة العربية إن العطف يقتضي المغايرة، فيكون الهدي له معني، وما بعده مما يدل علي التوفيق له معني آخر. وأما قوله: (( والتقي)) فالمراد بالتقي هنا: تقوي الله عز وجل، فسال النبي صلي الله عليه مسلم ربه التقي أي: إن يوفقه إلى تقوي الله، لان الله_ عز وجل_ هو الذي بيده مقاليد كل شئ، فإذا وكل العبد إلى نفسه ضاع ولم يحصل علي شئ، فإذا وفقه الله عز وجل، ورزقه التقي، صار مستقيما علي تقوي الله عز وجل. وأما قوله: (( العفاف)) فالمراد به إن يمن الله عليه بالعفاف والعفة عن كل ما حرم الله عليه، فيكون عطفه علي التقوى من باب عطف الخاص علي العام، إن خصصنا العفاف بالعفاف عن شئ معين، وإلا فهو من باب عطف المترادفين. فالعفاف: إن يعف عن كل ما حرم الله عليه فيما يتعلق بجميع المحارم التي حرمها الله عز وجل. وأما (( الغني)) فالمراد به الغني عما سوي الله، أي: الغني عن الخلق، بحيث لا يفتقر الإنسان إلى أحد سوي ربه عز وجل. والإنسان إذا وفقه الله ومن عليه بالاستغناء عن الخلق، صار عزيز النفس غير ذليل، لان الحاجة إلى الخلق ذل ومهانة، والحاجة إلى الله تعالى عز وعبادة، فهو عليه الصلاة والسلام يسال الله عز وجل الغني. فينبغي لنا إن نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الدعاء، وان نسأل الله الهدي والتقي والعفاف والغني. وفي هذا الحديث دليل علي إن النبي صلي الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، وان الذي يملك ذلك هو الله. وفي دليل أيضا علي أبطال من تعلقوا بالأولياء والصالحين في جلب المنافع ودفع المضار، كما يفعل بعض الجهال الذين يدعون الرسول عليه الصلاة والسلام إذا كانوا عند قبره، أو يدعون من يزعمون أهم أولياء من دون الله ، فان هؤلاء ضالون في دينهم، سفهاء في عقولهم، لان هؤلاء المدعوين هم بأنفسهم لا يملكون لأنفسهم شيئا، قال الله تعالى لنبيه صلي الله عليه وسلم (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ )(الأنعام: من الآية50)، وقال له: (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ )(لأعراف: من الآية188)، وقال له: )قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً)(21) (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً)(الجـن:22،21). فالإنسان يجب إن يعلم إن البشر مهما أتوا من الوجاهة عند الله عز وجل، ومن النزلة والمرتبة عند الله، فانهم ليسوا بمستحقين إن يدعوا من دون الله، بل انهم_ اعني من لهم جاه عند الله من الأنبياء والصالحين_ يبرؤون تبرؤنا تاما ممن يدعونهم من دون الله عز وجل. قال عيسي عليه الصلاة والسلام لما قال له الله: ( أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ)(المائدة: من الآية116)، ليس من حق عيسي ولا غيره إن يقول للناس اتخذوني إلها من دون الله: ( إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)(116) (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ )(المائدة: من الآية117،116). فالحاصل إنما نسمع عن بعض جهال المسلمين في بعض الأقطار الإسلامية، الذين يأتون إلى قبور من يزعموهم أولياء، فيدعون هؤلاء الأولياء، فان هذا العمل سفه في العقل، وزلال في الدين. وهؤلاء لن ينفعوا أحدا أبدا، فهم جثث هامدة، هم بانفهم لا يستطيعون الحراك فكيف يتحركون لغيرهم، والله الموفق.



__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13-09-2010, 09:19 PM
الصورة الرمزية ahmed1954
ahmed1954 ahmed1954 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: ***********
الجنس :
المشاركات: 934
الدولة : Egypt
افتراضي رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين

__________________
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14-09-2010, 09:15 PM
الصورة الرمزية ahmed1954
ahmed1954 ahmed1954 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: ***********
الجنس :
المشاركات: 934
الدولة : Egypt
افتراضي رد: واحة المتقين في رحاب رياض الصالحين

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 127.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 121.68 كيلو بايت... تم توفير 5.88 كيلو بايت...بمعدل (4.61%)]