|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() طلحة بن عبيد الله - صقر يوم أحد {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (23) سورة الأحزاب تلا الرسول ![]() ولم تكن ثمة بشرى يتمنّاها أصحاب رسول الله، وتطير قلوبهم شوقا إليها أكثر من هذه التي قلّدها النبي طلحة بن عبيد الله. لقد اطمأن إذن إلى عاقبة أمره ومصير حياته.. فسيحيا، ويموت، وهو واحد من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولن تناله فتنة، ولن يدركه لغوب. ولقد بشّره الرسول بالجنة، فماذا كانت حياة هذا المبشّر الكريم..؟؟ ** لقد كان في تجارة له بأرض بصرى حين لقي راهبا من خيار رهبانها، وأنبأه أن النبي الذي سيخرج من بلاد الحرم، والذي تنبأ به الأنبياء الصالحون قد أهلّ عصره وأشرقت أيامه. وحين عاد طلحة إلى بلده مكة بعد شهور قضاها في بصرى وفي السفر، ألفى بين أهلها ضجيجاً، وسمعهم يتحدثون كلما التقى بأحدهم، أو بجماعة منهم عن محمد الأمين، وعن الوحي الذي يأتيه، وعن الرسالة التي يحملها الى العرب خاصة، وإلى الناس كافة. وسأل طلحة أول ما سأل أبي بكر فعلم أنه عاد مع قافلته وتجارته من زمن غير بعيد، وأنه يقف إلى جوار محمد مؤمنا منافحا، أوّابا. وحدّث طلحة نفسه: محمد، وأبو بكر..؟؟ تالله لا يجتمع الاثنان على ضلالة أبدا.!! ولقد بلغ محمد الأربعين من عمره، وما عهدنا عليه خلال هذا العمر كذبة واحدة. أفيكذب اليوم على الله، ويقول: أنه أرسلني وأرسل ‘ليّ وحيا..؟؟ وهذا هو الذي يصعب تصديقه. وأسرع طلحة الخطى ميمما وجهه شطر دار أبي بكر، فصحبه أبو بكر إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث أسلم وأخذ مكانه في القافلة المباركة.. ** وعلى الرغم من جاهه في قومه، وثرائه العريض، وتجارته الناجحة فقد حمل حظه من اضطهاد قريش، إذ وُكِل به وبأبي بكر نوفل بن خويلد، وكان يدعى أسد قريش، بيد أن اضطهادهما لم يطل مداه، إذ سرعان ما خجلت قريش من نفسها، وخافت عاقبة أمرها. وهاجر طلحة إلى المدينة حين أمر المسلمون بالهجرة، ثم شهد المشاهد كلها مع رسول الله ![]() ![]() ![]() وتجيء غزوة أحد لتشهد كل جبروت قريش وكل بأسها حيث جاءت تثأر ليوم بدر وتؤمّن مصيرها بإنزال هزيمة نهائية بالمسلمين، هزيمة حسبتها قريش أمرا ميسورا، وقدرا مقدورا..!! ودارت حرب طاحنة سرعان ما غطّت الأرض بحصادها الأليم ودارت الدائرة على المشركين. ثم لما رآهم المسلمون ينسحبون وضعوا أسلحتهم، ونزل الرماة من مواقعهم ليحوزوا نصيبهم من الغنائم. عاد جيش قريش بقيادة خالد بن الوليد من الوراء على حين بغتة، فامتلك ناصية الحرب واستأنف القتال ضراوته وقسوته وطحنه، وكان للمفاجأة أثرها في تشتيت صفوف المسلمين. وأبصر طلحة جانب المعركة التي يقف فيها رسول الله ![]() تقول عائشة ![]() ![]() ![]() ** وفي جميع المشاهد والغزوات، كان طلحة في مقدّمة الصفوف يبتغي وجه الله، ويفتدي راية رسوله. ويعيش طلحة وسط الجماعة المسلمة، يعبد الله مع العابدين، ويجاهد في سبيله مع المجاهدين، ويرسي بساعديه مع سواعد إخوانه قواعد الدين الجديد الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.. فإذا قضى حق ربه، راح يضرب في الأرض، ويبتغي من فضل الله منمّيا تجارته الرابحة، وأعماله الناجحة. فقد كان طلحة رضي الله عته من أكثر المسلمين ثراء، وأنماهم ثروة. وكانت ثروته كلها في خدمة الدين الذي حمل مع رسول الله ![]() لقد لقّبه رسول الله ![]() تحدّث زوجته سعدى بنت عوف فتقول: "دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما، فسألته ما شانك..؟" فقال: "المال الذي عندي.. قد كثر حتى أهمّني وأكربني.." فقلت له: "ما عليك.. اقسمه." فقام ودعا الناس، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهم"... ومرّة أخرى باع أرضا له بثمن مرتفع، ونظر إلى كومة المال ففاضت عيناه من الدمع ثم قال: "إن رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري ما يطرق من أمر، لمغرور بالله". ثم دعا بعض أصحابه وحمل معهم أمواله هذه، ومضى في شوارع المدينة وبيوتها يوزعها، حتى أسحر وما عنده منها درهم..!! ويصف جابر بن عبد الله جود طلحة فيقول: "ما رأيت أحد أعطى لجزيل مال من غير مسألة، من طلحة بن عبيد الله". وكان أكثر الناس برّا بأهله وبأقربائه، فكان يعيلهم جميعا على كثرتهم. وقد قيل عنه في ذلك: ".. كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلاً إلا كفاه مؤنته، ومؤنة عياله. وكان يزوج أيامهم، ويخدم عائلهم، ويقضي دين غارمهم". ويقول السائب بن زيد: "صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر والحضر فما وجدت أحدا، أعمّ سخاء على الدرهم، والثوب والطعام من طلحة"..!! *** وتنشب الفتنة المعروفة في خلافة عثمان ![]() وفي سبيل التماس مخرج من هذا المأزق، وصون دماء المسلمين لم يترك الإمام علي وسيلة إلا توسّل بها، ولا رجاء إلا تعلق به. ولكن العناصر التي كانت تعمل ضدّ الإسلام، وما أكثرها، والتي لقيت مصيرها الفاجع على يد الدولة المسلمة، أيام عاهلها العظيم عمر، هذه العناصر كانت قد أحكمت نسج الفتنة، وراحت تغذيها وتتابع سيرها وتفاقمها. وعندما أبصر علي وسط الجيش طلحة والزبير، حوراييّ رسول الله نادهما ليخرجا إليه، فخرجا حتى اختلفت أعناق أفراسهم. فكلمهما فأقلعا عن الاشتراك في هذه الحرب فور تبيّنهما الأمر، وعندما أبصرا عمار بن ياسر يحارب في صف عليّ، تذكرا قول رسول الله ![]() انسحب طلحة والزبير من القتال، ودفعا ثمن ذلك الانسحاب حياتهما، ولكنهما لقيا الله قريرة أعينهما بما منّ عليهما من بصيرة وهدى. أما الزبير فقد تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غيلة وغدرا وهو يصلي..!! وأما طلحة فقد رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته. ** وحين كان عليّ يستعرض شهداء المعركة راح يصلي عليهم جميعا، الذين كانوا معه، والذين كانوا ضدّه. ولما فرغ من دفن طلحة والزبير، وقف يودعهما بكلمات جليلة، اختتمها قائلا: "إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله فيهم: (ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخواناً على سرر متقابلين)". ثم ضمّ قبريهما بنظراته الحانية الصافية الآسية وقال: "سمعت أذناي هاتان رسول الله ![]()
__________________
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيكِ حبيبتي ونفع بكِ المسلمين ينقل لملتقى أعلام وشخصيات
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |