|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة اله وبركاته ![]() إن في مرور هذه الأعوام و تتابع السنين ، و انقضاء الأيام و الليالي عبرة و عظة . يقول الله تعالى : ( إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب ) ( آل عمران 190 ) ويقول تعالى : ( وهو الذي جعل الليل و النهار خِلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا ) ( الفرقان 62 ) فما هي العبرة التي نأخذها من مرور السنين وتتابع الأيام ؟ لو سألنا أنفسنا هذا السؤال لأجاب أكثرنا : أن أعمارنا سوف تزيد ، و حياتنا سوف تطول ، فنحن قد زاد في أعمارنا عام كامل . هذا هو ظن كثير منا ، لا يرى في تتابع الأيام و الليالي إلا أنها زيادة في عمره . و لكن الحقيقة بعكس ذلك ، و بضد ذلك . فما هذه الأيام التي تمر ، وما هذه الأعوام التي تمضي إلا نقص في حياتنا و هدم في أعمارنا . ![]() فالأعمار مضروبة ، و الآجال مقسومة ، و كل واحد منا قد قسم له نصيبه في هذه الحياة ، فهذا يعيش خمسين سنة ، و ذاك يعيش ستين سنة ، و ذاك يعيش عشرين سنة . و أنت منذ أن خرجت إلى الدنيا ، وأنت تهدم في عمرك و تنقص من أجلك . هكذا عمري و عمرك : مجموعة أيام ، و مجموعة ليالي ، كلما مضي يوم أو انقضت ليلة كلما نقصت أعمارنا ، كلما نقص رصيد أيامنا في هذا الحياة حتى ينتهي ذلك الرصيد ، ثم نغادر هذه الدنيا . ![]() أخي وأختي في الله : ربما يكره كثير منا ذكر الموت ، وربما يقول لك : لا نريد أن تكدر علينا حياتنا ، و سبحان الله و الله لو نسينا الموت فإنه لن ينسانا، و لو تشاغلنا عنه لما تشاغل عنا . إنّ تذكر الموت هو وصية الحبيب الشفوق علينا الرحيم بنا، فقد صح عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( تذكروا هادم اللذات ) و قال : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات ) فهل نحن نحدث أنفسنا بالموت ؟ أم أننا الآن نحدثها بأنها لن تموت إلا بعد سنون و سنوات . يقول الله تعالى : ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ) نعم إن الموت ليس وراءنا ، بل هو أمامنا ، و نحن نقطع المراحل إليه ، نحن نسير سيرا حثيثا إليه ، و يوشك أن نبلغ الساعة التي كتب الله أن نغادر فيها هذه الدنيا . إنا لنفرح بالأيام نقطعها و كل يوم مضى يدني من الأجل يقول الحسن البصري : ( يا ابن آدم إنما أنت أيام ؛ فإذا ذهب يوم فقد ذهب بعضك ) ![]() أخي وأختي في الله : عام تولى و انصرم ، ودّعنا فيه أحبة و فقدنا فيه أعزة . ووالله كما ودعت فسوف تُودع ، و كما بكيت فسوف يُبكى عليك ، و كما حملت فسوف تُحمل . فالموت يأتي فجأة ، ويأتي بغتة ، و العبرة كل العبرة أن تموت على عمل صالح ، أن يختم لك بخاتمة حسنة ، وهذا والله لن يكون إلا لمن استعد لتلك اللحظة وجعل الموت نصب عينه ، وشمر في طاعة الله . أما من أمّل في أن يعيش طويلا و أهمل الاستعداد لتلك اللحظة فيوشك والله أن تأتيته منيته و هو على عمل لا يرضي الله ، فيكون حاله كحال ذلك الذي و صفه الله تعالى : ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ، كلا إنها كلمة هو قالها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ). ![]() وها هو عام سوف يأتى لا تدري لعلك قد نقلت من سجل الأحياء إلى سجل الأموات لعل ساعة رحيلك من الدنيا في هذا العام . كم من القصص سمعت ، و كم الحكايات مرت عليك ، أين قلبك ، أين فكرك ؟ لماذا هذه الغفلة ؟ إن السعيد من وعظ بغيره و لم يكن هو عبرة لغيره . فبادر قبل أن تبادر و أسرع قبل أن يسرع بك ، وعجل في التوبة قبلا أن يعجل بك إلى قبرك ، حيث لا أنيس و لا جليس ألا عملك ، فإن كان صالحا فنعم الأنيس ، و إن كان سيئ فبئس الجليس . ![]() نسأل الله ان يغفر لنا ما مضى وان يكتب لنا التوبة ويتقبلنا فى عباده الصالحين كل عام وانتم بخير ![]() ![]() ![]() ![]()
__________________
![]() وما من شدة إلا سيأتى لها من بعدشدتها رخاء لقد جربت هذا الدهر حتى أفادتنى التجارب والعناء ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |