قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الرسول صلى الله عليه وسلم معلما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من فضل الله على العباد، هدايتهم، للفوز يوم المعاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          العلم عبادة ورسالة لبناء الإنسان والمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الرؤى والأحلام (1) أنواع الناس في الرؤى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          معالم القدوة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          قصة التوكل والمتوكلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          رسول الرحمة والإنسانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ذلكم وصاكم به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المحبة تاج الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حسن الظن بالله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-05-2021, 04:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ

فَمَا هَذِهِ الدُّنْيَا سِوَى دَارِ فِتْنَةٍ

وَسَاحَةِ تَمْحِيصٍ وَآيِ عِظَاتِ




لِيُكْشَفَ مَا تُخْفِي الصُّدُورُ فَإِنَّهُ

لَهَا أَوْ عَلَيْهَا حُجَّةُ الصَّفَحَاتِ


وسنة الله لا تبدِيل لها؛ إذ حين صارت الملذات الدنيوية هي هم القادة، وتبعتهم في ذلك الرعية، أزالَ الله دولتهم، وسلَّط عليهم عدوَّهم، ونَزَع الهيبة منهم، ووقعَتْ سُيُوفُهم في رقابهم، وكأنَّهم كما يقول المحلِّلون اليوم (الإخوة الأعداء)، فصاروا يستَجِيرون بأعدائهم! وهنا يَسمَع الشاعر دَوِيَّ التاريخ، ويرى ملحمته التي يسطرها بشعره، فيقول:



فَلَمَّا تَوَلَّوْا عَنْ هُدَاهُ وَأُشْغِلُوا

بِسِحْرِ جَوَارٍ أَوْ غِنَاءِ لِدَاتِ




وَأَصْبَحَتِ الدُّنْيَا مَحَطَّ رَجَائِهِمْ

وَغَايَةَ شَوْقٍ أَوْ هَوَى لَهَفَاتِ




تَنَافَسَتِ الْأَهْوَاءُ دُنْيَا غُرُورِهِمْ

وَأَصْبَحَتِ الْمَيْدَانَ وَالْحَلَبَاتِ




وَأَصْبَحَ هَذَا يَسْتَجِيرُ بِظَالِمٍ

وَذَاكَ يُنَادِي ظَالِمًا لِنَجَاةِ




دَوِيٌّ مِنَ التَّارِيخِ مَا زَالَ عَالِيًا

يُرَجِّعُ مِنْ ذِكْرَى وَمِنْ حَسَرَاتِ




ويَعِيش الشاعر مع المدن الأندلسية، وجَرْسِ أسمائها الذي ما زال على المدى يحفر في قلوب المسلمين، فيُحادِثها على طريقة العرب، كأنما يُعاتِب المحبِّين، أو كأنما يَئِنُّ لِمُصاب أصاب كَبِدَه، أو خامَرَ فؤاده، فيقول:
أَغَرْنَاطَةٌ هَاتِي حَدِيثَكِ أَسْمِعِي
وَدَوِّي بِهِ الْآفَاقَ وَالْقَصَبَاتِ

أَقُرْطُبَةٌ قُومِي وَأَوْفِي شَهَادَةً
مِنَ الْحَقِّ فِي سَمْعِ الزَّمَانِ وَهَاتِي

وَإِشْبِيلَةٌ مَاذَا لَدَيْكِ سِوَى أَسًى
أَسًى غَابَ فِي دَمْعٍ وَفِي زَفَرَاتِ

طُلَيْطِلَةٌ وَالْمَجْدُ حَوْلَكِ مَا لَهُ
هَوًى وَانْطَوَى فِي غَفْلَةٍ وَسُبَاتِ

وَكُلُّ الرَّوَابِي فِي دِيَارِكِ لَمْ تَزَلْ
تُرَجِّعُ مِنْ شَوْقٍ وَمِنْ لَهَفَاتِ

ويَختِم بالتأكِيد أن هذا هو دَوِيُّ التاريخ، ص 224، على ما فيه من حُرْقَةٍ وعبرات لا تكاد تجفُّ من عيون المسلمين، عبر الزمن وفي كلِّ أنحاء العالم الإسلامي، بل في كلِّ العالم؛ إذ حيث تجد المسلمين اليوم تجد الأسى والألم! فالكفَّار إن يظهروا على المسلمين لا يَرقُبون فيهم إلاًّ ولا ذِمَّة، والوقائع تُثبِت ذلك عِيانًا، وفي كلِّ حين، عبر الزمن، منذ بدأ محمدٌ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - الدعوةَ لدين الحق، الذي بُعث به:



يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-05-2021, 04:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ

دَوِيٌّ مِنَ التَّارِيخِ مَا زَالَ عَالِيًا
عَلَى حُرْقَةِ الْأَحْنَاءِ وَالْعَبَرَاتِ
ويَدخُل الشاعر عدنان النحوي سَرِيعًا إلى العصر الحديث، في الباب الثالث من ملحمته الأدبية، قسم الشعر، ويجعله في ثلاثة فصول:
الأول: الحرب العالمية الأولى والزَّحف على العالم الإسلامي.
الثاني: نكبة فلسطين وفاجعتها.
الثالث: من الأقصى إلى سائر أنحاء العالم الإسلامي.

ثلاث قصائد من بحر الطويل، وقافِيَة التاء المكسورة المسبوقة بمدِّ الألف، استمرارًا للقصائد السابقة، بلغَتْ ثلاثةً وعشرين ومائةَ بيتٍ من الشعر، مقسمة على القصائد الثلاث، للأولى سبعةٌ وعشرون بيتًا، وللثانية خمسةٌ وستون بيتًا، وللثالثة واحدٌ وثلاثون بيتا.

أمَّا عن الحرب فقد بسَطَ فيها القول، ووصَفَ أهوالها وغَدَرَاتها، وكيف تَواثَب المسلمون - شبابهم وشيبهم - للدفاع عن بلادهم ورايَة الإسلام والتوحيد، وصبروا على شدائدها ومصائبها، وما رابَهُم إلا الغدر والطعن من يد الإخوة الأعداء، الذين فضَّلوا الكفار على المسلمين:
هِيَ الْحَرْبُ يَا دُنْيَا أَطِلِّي وَرَجِّعِي
فَوَاجِعُ مِنْ هَوْلٍ وَمِنْ خَطَفَاتِ

تَدَاعَى لَهَا الفِتْيَانُ مَنْ مَدَّ عَزْمَهُ
لِيَسْبِقَ مِنْ خَطْوٍ وَمِنْ وَثَبَاتِ

حَوَافِزُهُ الْإِيمَانُ مَا كَانَ يَنْجَلِي
عَنِ السَّاحِ إِلاَّ طُعْمَةً لِبُزَاةِ

تَلَفَّتَ يَا هَوْلَ الَّذِي لَمَّ جَفْنَهُ
مِنَ الْغَدْرِ مِنْ أَهْلٍ وَمِنْ عَصَبَاتِ

وَمِنْ خِنْجَرٍ فِي الظَّهْرِ غَاصَتْ شَبَاتُهُ
فَيَا وَيْلَهَا مِنْ طَعْنَةٍ وَشَبَاةِ

فَهَذَا شَهِيدُ الْبِرِّ وَالْحَقِّ وَالْهُدَى
عَلَى جَوْلَةٍ للهِ أَوْ خَطَرَاتِ

وَلَيْسَ شَهِيدًا مَنْ تَرَدَّى بِمُنْيَةٍ
وَفِرْيَةِ مُحْتَالٍ وَعَهْدِ جُنَاةِ

وشاعرنا الدكتور عدنان النحوي يرى النكبة الكبرى في تدمير الأُمَّة في تلك الحرب والخيانة التي كانت على مرِّ العصور سببًا في هزائمها، لكنَّ المصيبة أن يُصبِح أولئك الغادرون أبطالاً يُحَيِّيهم الناس على غدراتهم وخياناتهم! لكنَّها ملحمة التاريخ ودَوِيُّه، تحمل الذكريات والحسرات بآلامها القاتلة:
هِيَ النَّكْبَةُ الْكُبْرَى تُدَمِّرُ أُمَّةً
وَتَسْبِقُ مِنْ أَمْجَادِهَا النَّضِرَاتِ

وَيَا وَقْفَةَ التَّارِيخِ وَالزَّحْفُ مُقْبِلٌ
وَفَرْحَةُ قُطْعَانٍ وَفَرْحَةُ شَاةِ

يُحَيُّونَ أَبْطَالَ الْجَرِيمَةِ وَيْحَهُمْ
عَلَى ذِلَّةِ الْأَحْنَاءِ وَالْخَفَقَاتِ

دَوِيٌّ مِنَ التَّارِيخِ مَا زَالَ عَالِيًا
يُرَجِّعُ مِنْ ذِكْرَى وَمِنْ حَسَرَاتِ

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20-05-2021, 04:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ

ويدخل شاعرنا إلى نكبة فلسطين وفاجعتها دون أن يغير الوزن أو القافية، فهي جزء من ملحمة التاريخ ودَوِيِّه، مع ما لها من خصوصيَّة في ذاكرته، وتجربته الشخصية، ويتابع رؤيته للغدر الذي صار يَتَمَتْرَسُ في مواقع القرار في الأُمَّة، ويَدَّعي في كلِّ مرَّة أنه يُحاوِل إصلاحها، حتى جاء الصهايِنة وغرَسُوا مُصِيبتهم في الأقصى مَسْرَى الرسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - تدعمهم كلُّ العصابات المُشرِكة الظالِمَة في العالم، بالمال والسلاح والتخطيط:
هُوَ الْمَكْرُ فِي كُلِّ الْمَيَادِينِ مُطْبِقٌ
لِيَرْسُمَ مِنْ حَرْفٍ وَمِنْ كَلِمَاتِ

وَيَدْفَعُ أَشْبَاهَ الرِّجَالِ يَقُودُهَا
عَبِيدًا وَيَرْمِيهَا عَلَى شَفَرَاتِ

وَفِي كُلِّ يَوْمٍ رَايَةٌ يَدَّعِي بِهَا
ذَوُوهَا صَلاحَ الْحَالِ بِالدَّعَوَاتِ

وَتَنْسِلُ صِهْيَوْنٌ وَتُلْقِي بِفِتْيَةٍ
عَلَى بَسَمَاتِ الْغَدْرِ وَالنَّظَرَاتِ

وَتَغْرِسُ فِي الْأَقْصَى بُذُورَ مُصِيبَةٍ
وَتَجْمَعُ مِنْ كُوخٍ وَمِنْ شَجَرَاتِ

تُغَذِّيهِمُ دُنْيَا الْعِصَابَاتِ فِتْنَةً
سِلاَحًا وَأَمْوَالاً وَنَهْجَ طُغَاةِ

وكم عجب المسلمون من قومٍ شهد التاريخ ذُلَّهم عصرًا بعد عصر، كيف خَطَّطوا وأحكموا غدرهم حتى اقتطعوا فلسطين من جسد الأمة، وأظهروا جرائم كانوا يشتكون منها؟! وكان المسلمون يُنصِفونهم، ويُشفِقون عليهم من مُرتَكِبيها، ويُؤوونهم إلى ديارهم ليحتموا بها من غدر الأُمَم الأخرى! ويَعجَب أكثر كيف زحفت جموعٌ من أبناء الأُمَّة لتلاقي (أَللنبي)؟! وهو قائد مُخادِع إنجليزي، قادَ جيوش الكفر واحتَلَّ فلسطين والأردن في الحرب العالمية! وغابَتْ وعود الكُفَّار للعرب بعد انتهاء الحرب، وكَشَّروا لهم عن أنيابهم، وأظهروا العَداوة التي حاوَلُوا إخفاءَها، وقلبوا لهم ظهر المِجَنِّ، وعلى العرب والمسلمين أن يُدرِكوا أنه إذا سقط الأقصى في يد الكفار فإن أبوابهم ستُصبِح مشرعة أمامهم، لا يمنعهم من ولوجها مانع:
عَجِبْتُ وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ حِفْنَةً
تُوَارِي وَتُخْفِي غَدْرَةَ الْبَسَمَاتِ

تَرَاءَوْا عَلَى ذُلٍّ فَلَمَّا تَمَكَّنُوا
تَفَجَّرَ مِنْهُمْ هَوْلُ حِقْدِ بُغَاةِ

فَيَا أَيُّهَا الْأَقْصَى حَنَانَيْكَ هَلَ تَرَى
أَكُفَّ وَفَاءٍ أَمْ أَكُفَّ عُدَاةِ؟

أَلِنْبِي أَزِحْ عَنْكَ الْقِنَاعَ لَعَلَّنَا
نَرَى مَا طَوَاهُ الْغَدْرُ مِنْ صَرَخَاتِ

إِذَا سَقَطَ الْأَقْصَى فَكُلُّ دُرُوبِهِمْ
مُفَتَّحَةُ الْأَبْوَابِ وَالطُّرُقَاتِ

ويُنادِي فلسطين مُتفَجِّعًا إلى الحدِّ الذي لا يدع مَجالاً لفاجعة بعد فلسطين؛ فهي واسِطَة العقد المعلَّى، نُزِعت فانكشَفَتْ كلُّ بلاد المسلمين، وصار الكُفَّار يسرَحُون حيث أرادوا، وهنا يَطلُب من المسلمين أن يبكوا على الصين والهند ومصر والشام، ولا ينسى الأندلـس... فهل ترك الباكون من نكبة فلسطين دمعًا لنائح بعدهم؟! لكنه دَوِيٌّ من التاريخ، وسُنَّة إلهيَّة لا تَتَبدَّل، وقد خلَتْ سُنَّة الأوَّلين الذين أخذوا بأسباب النصر، والذين تركوها:
فِلَسْطِينَ هَلْ أَبْقَيْتِ دَمْعًا لِنَائِحٍ
حَنَانَيْكِ مِنْ شَوْقٍ وَمِنْ عَبَرَاتِ

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-05-2021, 04:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ

أَوَاسِطَةَ الْعِقْدِ الْغَنِيِّ بِجَوْهَرٍ
كَرِيمٍ وَحُرِّ الْمَالِ وَالْحَرَزَاتِ

فَبَكِّ عَلَى الصِّينِ الَّتِي هَانَ حَالُهَا
عَلَى الْهِنْدِ مِنْ صَيْدٍ وَمِنْ سَرَوَاتِ

وَبَكِّ عَلَى بَغْدَادَ وَالشَّامِ وَالْهَوَى
يَضُمُّ حَنَانَ الْوَجْدِ وَالْخَفَقَاتِ

وَبَكِّ عَلَى مِصْرٍ وَكَمْ شَقَّ نِيلُهَا
صُخُورًا مِنَ الْأَهْوَالِ وَالنَّكَبَاتِ

تَحِنُّ قُلُوبُ الْعَاشِقِينَ لِجَنَّةٍ
بِأَنْدَلُسٍ نَضَّارَةِ الْجَنَّاتِ
وينتَقِل إلى الفصل الثالث الذي جعَلَ عنوانه (من الأقصى إلى دمشق، إلى سائر أنحاء العالم الإسلامي)، ويستمرُّ مع البحر الطويل وقافية التاء المكسورة المسبوقة بالألف، وكأنه انتَقَلَ من فكرة إلى أخرى، بل تلك هي الحقيقة، فالشاعر يَعِيش ملحمة التاريخ في هذه القصيدة، التي جعَلَها لمشاعر الأسى والألم والحزن، والقلب الذي اتَّسع لكلِّ هذه الفواجع، ولم يبقَ فيه مُتَّسعٌ كما يتخيَّل الشاعر.

ويبدأ بخطاب فرنسا، التي شق ظلام المسلمين لها الطريق، ليس إلى دمشق وحدها، بل إلى حيث تشاء! ولَمَّا ألهبَتْها بمَدافِعِها ونيرانها، هبَّ المسلمون شبابًا وشيبًا ليُدافِعوا عنها بما يملكون، في ميسلون، من كلِّ أنحاء البلاد، وتساقَطُوا ليُصبِحوا في بطون السِّبَاع، أو الطيور الجارحة، فمَن كانت نيَّته لتكون كلمة الله هي العُليَا فهو الشهيد، ومَن كانت نيَّته لغير ذلك فقد خسر الدنيا والآخرة!
فَسِيرِي فَرَنْسَا هَا هُوَ الدَّرْبُ شَقَّهُ
لِزَحْفِكُمُ لَيْلٌ حَالِك الظُّلُمَاتِ

أَفَاقَتْ دِمَشْقُ وَالرَّدَى يَدْفَعُ الرَّدَى
وَدَفْعُ الْمَنَايَا صَاعِقُ الْخَطَفَاتِ

فَيَا مَيْسلُونَ اسْتَرْجِعِي دَمْعَةَ الْأَسَى
وَيَوْمًا يُرَوِّي الدَّهْرَ بِالْعَبَرَاتِ

فَمَنْ صَدَّقَ الرَّحْمَنَ عَزْمًا وَنِيَّةً
يَنَلْ مِنْ ثَوَابٍ صَادِقَ الدَّرَجَاتِ

وَمَنْ خَانَهُ عَزْمٌ وَمَالَ بِهِ الْهَوَى
هَوَى بِشَقَاءِ الْعُمْرِ أَوْ بِمَمَاتِ


ولا ينسى قولة (غورو) على قبر صلاح الدين، ومخاطبته له بنفسية منهزمة تدَّعي الانتصار، ويُذكِّره بأجداده الذين طوَتْهُم حُفَرُ الموت إلى أبواب جهنَّم، بينما صاحب القبر من الشهداء الذين أخبر الله - عزَّ وجلَّ - أنهم أحياء عند ربهم يُرزَقون، بل هم فَرِحُون بما آتاهم ربهم، بعد أن تركوا لأمَّتهم مجدًا مُؤَثَّلاً، ص 234، فيقول:
أَعِيدِي صَدَى (غُورُو) وَوَقْفَةَ فَاجِرٍ
جَبَانٍ وَزَيْفَ الْمَجْدِ وَالدَّعَوَاتِ

وَقَفْتَ عَلَى قَبْرٍ يَضُمُّ جِدَارُهُ
جَلاَلَ حَيَاةٍ فِي جَلاَلِ مَمَاتِ


يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20-05-2021, 04:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ


أَرَاعَكَ هَذَا الْقَبْرُ أَمْ رَاعَكَ الَّذِي
يَضُمُّ مِنَ الْأَجْدَاثِ وَالْوَقَعَاتِ

حَسِبْتَ الَّذِي فِي الْقَبْرِ مَيْتًا وَإِنَّهُ
شَهِيدٌ مَضَى للهِ فِي وَثَبَاتِ

وَهَذَا صَلاَحُ الدِّينِ مَجْدٌ مُؤَثَّلٌ
عَلَى الصِّدْقِ مَنْشُورٌ عَلَى صَفَحَاتِ
وهكذا يُتابِع الشاعر الدكتور عدنان النحوي ملحمة التاريخ في قصيدته المُتواصِلة، ليصل إلى الباب الرابع، فجعَلَه في ثلاثة فصول:
الأول: حنانيك يا دار الخلافة، تسعة وسبعون بيتًا.
الثاني: فهل أَوْبَة إلى الله؟! ثلاثون بيتًا.
الثالث: سنَّة الله في عقاب المجرمين ومَن تبعهم، ثمانية وثلاثون بيتًا.

أمَّا قصيدة (حنانيك يا دار الخلافة)، فهو يُحادِثها ما بين عتاب وحسرة، ويَستَعرِض معها تاريخ الفجيعة التي حلَّتْ بها، وكيف تمكَّن اليهود بمكرهم من تكوين الجماعات المُناهِضة، ثم تقويض الخلافة، بعد أن تَخَفَّوْا بعمائم، أو اندسُّوا في صفوف المتَّقين، وصاروا يَصِفُون موتاهم المُجرِمين بالشهداء، وضَيَّعوا عِزَّ القرون الذي بناه العثمانيون صرحًا بعد صرح، فأولئك هم الذين خانوا الأُمَّة، وزيَّفوا دلالة الكلمات التي استَعمَلُوها، وتسمَّوا بها، وما لَبِثُوا أن لقوا جزاءهم، فأماتَهُم الله شرَّ مِيتَة، بعد أن عاثوا بديار المسلمين، وتبعثَرَتْ أقطارُهم، وتفرَّقت كلمتهم، وصاروا طوائف تَتناوَشُهم سِهام الكفر من كلِّ ناحِيَةٍ، بهذه المعاني يَتناجَى الشاعر الدكتور عدنان النحوي مع دار الخلافة، فيقول:
حَنَانَيْكِ يَا دَارَ الْخِلاَفَةِ مِنْ أَسًى
يَمُرُّ وَمِنْ بَلْوَى وَمِنْ حَسَرَاتِ

أُولَئِكَ أَبْنَاءُ الضَّلاَلِ لِبَانُهُمْ
مَكَايِدُ كُفَّارٍ وَكَيْدُ عُتَاةِ

وَكَمْ مِنْ يَهُودٍ كَانَ يَلْبَسُ عِمَّةً
وَكَمْ مِنْ كَفُورٍ كَانَ بَيْنَ تُقَاةِ

وَيُدْعَى شَهِيدًا مُجْرِمٌ بَعْدَ مُجْرِمٍ
وَيُنْصَبُ فِي السَّاحَاتِ وَالْعَرَصَاتِ

أُولَئِكَ مَنْ خَانُوا الْأَمَانَةَ وَيْحَهُمْ!
وَظَنُّوا لَدَى الْأَعْدَاءِ بَابَ نَجَاةِ

أَقَامُوا عَلَى أَهْوَائِهِمْ عُصْبَةً لَهُمْ
شِعَارُ اتِّحَادٍ أَوْ رُقِيُّ فَتَاةِ

فَمَا لَبِثُوا أَنْ مَزَّقَ اللهُ شَمْلَهُمْ
وَأَلْقَى بِهِمْ فِي مَهْلِكٍ وَشَتَاتِ

ويقف مع الخليفة العثماني (السلطان عبدالحميد) في بقيَّة القصيدة، والتي تجاوزت الخمسين بيتًا، ليعرض رؤيته لما جرى، وكيف تَمَسَّك هذا السلطان بالآخِرة وعافَ الدنيا، ورفَضَ أن يُعطِي اليهود شبرًا من أرض فلسطين، ممَّا أَوْغَرَ عليه صدورهم، وجعَلَهُم يَتآمَرُون ويدعمون الخارِجين عليه، ويُقَوِّضون أركان الدولة كلها.

وقد بدا واضحًا تزكِيَة الشاعر لهذا السلطان من مُنطَلَقٍ شرعيٍّ، واستِهجَانُه لِمَا أصابَه، وكيف انزَلَق بعض علماء المسلمين ليُفْتُوا بتَقوِيض شرعيَّة الخلافة لصالح الجمعيات التي خرجت عليه، لتحقيق مُؤامَرَة اليهود، ومعسكر الكفر كله:
سَلاَمٌ عَلَى عَبْدِالْحَمِيدِ وَقَدْ مَضَى
عَلَى الطِّيبِ مِنْ أَمْجَادِهِ الْعَطِرَاتِ

يُسَاوِمُكَ الْكُفَّارُ مَالاً وَزِينَةً
وَزَهْرَةَ دُنْيَا أَوْ مَتَاعَ حَيَاةِ



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20-05-2021, 04:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ

لِتُعْطِيهِمُ دَارًا وَرَوْضًا وَمَا حَوَتْ
فِلَسْطِينُ مِنْ قُدْسٍ وَمِنْ حُرُمَاتِ

تَلَفَّتَّ كَيْ تَلْقَى الرِّجَالَ فَلَمْ تَجِدْ
سِوَى غَادِرٍ يَخْتَالُ فِي طَعَنَاتِ

أَتَوْكَ بِأَشْبَاهِ الرِّجَالِ يَلُمُّهُمْ
خِيَانَةُ أَجْيَالٍ وَذُلُّ سُعَاةِ

فَيَا وَيْحَهُمْ فَتْوَى بِخَلْعِ خَلِيفَةٍ
تُزَلْزِلُ مِنْ سَاحٍ وَمِنْ قَصَبَاتِ

عَلَوْتَ ذُرَا التَّارِيخِ، مَا أَعْظَمَ الْعُلاَ!
إِذَا كَانَ فِي نُورِ الْهُدَى وَثَبَاتِ

سَلاَمٌ عَلَى رُكْنٍ هَوَى فَهَوَتْ بِهِ
مِنَ الدَّارِ أَرْكَانٌ وَمِنْ عَزَمَاتِ

فَذَاكَ دّوِيٌّ يَمْلَأُ الْأُفْقَ صَوْتُهُ
دَوِيُّ قُرُونٍ هَائِجُ الصَّرَخَاتِ
إذًا؛ هي سنن الله في الخلق، ولا تبديل ولا تحويل، فهل يُدرِك المسلمون ذلك ويعودون لها، بل ويتمسَّكون بها تَمَسُّك الرُّوح بالجسد، أو أنهم استمرؤوا الحال التي علَتْهم منذ قرون، وصاروا يستمتعون بآلامهم؟! وهذا شاعرنا الدكتور عدنان النحوي، وتحت عنوان (فهل أَوْبَة إلى الله؟) يؤكِّد أن المسلمين ما عادوا يتأثَّرون بما يسمعون، لا الأذان له أثره، ولا الاستغاثات تجد قلوبًا تهتزُّ لها كما كان المُعتَصِم وغيره من المسلمين الغيورين:
وَكَمْ طَرَقَ الْآذَانَ مِنْ نُذُرٍ بَدَتْ
فَمَا وَعَتِ الْأَلْبَابُ مِنْ طَرَقَاتِ

سَكَارَى عَلَى لَهْوٍ حَيَارَى عَلَى خُطًى
أَسَارَى لِشَوْقٍ هَائِجِ النَّزَعَاتِ

فَهَلْ أَوْبَةٌ للهِ يَا قَوْمُ يَنْجَلِي
بِهَا الذُّلُّ عَنْ عِزٍّ وَعَنْ فُرُجَاتِ

لقد تداعَتْ على المسلمين الأُمَمُ، وهذا تذكيرٌ بما أخبر به الرسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهؤلاء الكفَرَة مطمعهم الدنيا والثروات، ومُحارَبَة دين الله وشرعه الذي أنزَلَه على نبيِّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فأين الفتيان الذين يُقَدِّمون أرواحهم في سبيل الله، ويَشُمُّون ريح الجنَّة وهم على قارعة الدنيا يدرجون؟
تَنَاهَبَتِ الدُّنْيَا دِيَارَكَ وَالْتَقَتْ
مَطَامِعُهَا فِي الْأَرْضِ وَالثَّرَوَاتِ

وَمَا وَجَدَ الْكُفَّارُ دُونَكَ حَامِيًا
سِوَاهُ وَلاَ هَابُوا مِنَ الْخَطَرَاتِ

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20-05-2021, 04:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ

سَيَبْقَى هُوَ الْإِسْلاَمُ يَحْمِي حِيَاضَهَا
وَيَدْفَعُ عَنْهَا غِيْلَةَ السَّطَوَاتِ
والشاعر لا يَنِي يبحث عن ذاك الفتي الذي ملأ الهدي المحمدي قلبه، منذ كان - عليْه السلام - في مكَّة والمدينة، ويذكر شاعرنا أنه إذا ما تولَّوا سيستبدِل الله قومًا غيرهم، ثم لا يكونوا أمثالهم، مُنطَلِقًا من نصوص القرآن الكريم، ومُتَرجِمًا معانيها، التي خالطَتْ مهجته، وصارت تكوين مشاعره، وفيْض عواطفه:
تَلَفَّتُّ كَيْ أَرَى الْفَتَى يَقْرَعُ الْقَنَا
وَيَرْمِي عَلَى مَوْجِ الرَّدَى مُهَجَاتِ

فَهَذَا ابْتِلاَءٌ مَحَّصَ اللهُ عِنْدَهُ
نُفُوسًا وَأَلْقَى بَيْنَهَا بِعِظَاتِ

لِيَسْتَبْدِلَ الرَّحْمَنُ قَوْمًا سِوَاهُمُ
إِذَا مَا تَوَلَّوْا فِي دُرُوبِ غُوَاةِ

دَوِيٌّ مِنَ التَّارِيخِ مَا زَالَ عَالِيًا
يُرَجِّعُ مِنْ ذِكْرَى وَمِنْ حَسَرَاتِ

ويختم هذا الباب بقصيدة (سنة الله في عقاب المجرمين ومَن تبعهم) منطلقًا - كما أشار في الحاشية ص 247 - من معاني قوله - تعالى -: ï´؟ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ï´¾ [السجدة: 21]، وقوله - سبحانه وتعالى -: ï´؟ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ï´¾ [غافر: 47- 48]، فيَتساءَل عن بريطانيا، وفرنسا، وعهد العصابة، وكلايتون، ولورنس، ومكماهون، وسايكس بيكو، وبلفور، وهذه أسماء عرَفَها المسلمون من الجرائم التي ارتُكِبت، والرِّقاب التي ذَلَّت، أو جُزَّت، فقد كان الكفر عاتِيًا، لا يَرقُب في المسلمين إلاًّ ولا ذِمَّة، وقد جادُوا بالأقصى للصهايِنة، واعتَدوا على الأعراض والذرية، سيُجازِيهم الله عن جرائمهم في الدنيا قبل الآخرة، وسيحيق بهم مكرهم السيِّئ:
فَأَيْنَ بِرِيطَانْيَا؟ وَأَيْنَ عِصَابَةٌ؟
وَأَيْنَ فَرَنْسَا مِنْ دَوِيِّ عِظَاتِ

عُتَاةٌ أَصَابُوا الزَّرْعَ وَالضَّرْعَ وَالْحَشَا
وَمَدُّوا قَنَاةً أُتْبِعَتْ بِقَنَاةِ

يَحِيقُ بِهِمْ مَكْرٌ رَمَوْا وَيَسُومُهُمْ
مِنَ الذُّلِّ مَا سَامُوهُ مِنْ ضَرَبَاتِ

ولا ينسى الشاعر أمريكا، وما عندها من قدرات أعطاها الله وابتلاها ليرى أتشكر أم تكفر، وقد سلكت دروب الغَوايَة والضلال، وما تركت قهرًا ولا ذلاًّ ولا عدوانًا إلا حمَتْه، ومارسَتْه ضدَّ الإسلام والمسلمين، وسيُذِيقهم الله عذاب الدنيا قبلَ عذاب الآخرة، هم والذين تَبِعوهم من المنافقين، والمستضعَفِين، وهل هناك أصدق من خبرٍ قالَهُ الله - سبحانه وتعالى - حين أَكَّد حالهم يوم القيامة، وقد وجدوا مصيرهم جهنم وبئس المصير؟!
وَمَنْ يَبْذُرِ الْإِفْسَادَ يَحْصُدْ فَسَادَهُ
وَيَطْعَمُ مِنْهُ مُرَّ جَنَاةِ

وَذَلِكَ مِنْ أَدْنَى الْعَذَابِ وَبَعْدَهُ
جَهَنَّمُ تُؤْوِيهِ وَخِزْيُ حَيَاةِ

هُنَالِكَ يَلْقَى الْمُجْرِمُونَ وَصَحْبُهُمْ
مَنِ اسْتُضْعِفُوا مِنْ مُجْرِمِينَ عُتَاةِ

يُقَالُ لَهُمْ: كُلٌّ يَنَالُ نَصِيبَهُ
مِنَ الْخِزْيِ وَالْإِذْلاَلِ وَاللَّعَنَاتِ




يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20-05-2021, 04:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ

قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ


د. أمين سليمان الستيتي





وكأنَّ شاعرنا - الدكتور عدنان النحوي - لم يعد يشاهد في المدى المنظور قدرة المسلمين بمواصفاتهم التي يَعرِفها اليوم، على ردِّ العدوان وتحقيق النصر، فلجأ إلى النتائج الإلهيَّة الحتمِيَّة، التي تُحَقِّق له تمام الثقة، فكأنَّه يُشاهِد كلَّ هذا الجبروت الكافر، وقد زجَّهم الله - سبحانه وتعالى - في جهنَّم جزاء نكالاً لما كانوا يَقتَرِفون.



ويصل شاعرنا إلى الباب الخامس، وكأنَّه حطَّ رِحاله في الزمن الحاضر، ليقف عند المآسِي المُعاصِرة للمسلِمين اليوم، فجعل عنوانه: (امتداد ملحمة التاريخ ودَوِيِّها)، وجمَعَ فيه القصائد المُختارَة من الملاحم السابقة، ليُعطِي صورة أعمق، ولتُمَثِّل مرحلة جديدة من الأحداث القريبة، فكانت فصول الباب:

الأول: ملحمة فلسطين.

الثاني: شوق ودماء في البوسنة والهرسك.

الثالث: صرخة غروزني (الشيشان).

الرابع: دم الجزائر فوار بساحتها.

الخامس: مجزرة قانا، لبنان.

السادس: كسوفا.

السابع: أفغانستان بين الماضي والحار.

الثامن: بغداد، ما بال أهلك في شتات هوان؟!




ففي ملحمة فلسطين بحرٌ متلاطم من المنايا المُتَماوِجة، ومن الآمال الصاخبة، فالكفار تَتكاثَر كتائبهم، والآمال أن تَتواثَب، كتائب المسلمين من كلِّ فجٍّ لملاقاتهم ومقارعتهم، لكنَّها تَتلاشَى لتصبح كومة من الأحجار تتحرَّك قبل أن تتحرَّك قلوب المسلمين لنجدة فلسطين وأهلها، فهل لان الصخر وما لانت القلوب الراحمة؟! وهل سمع الصخر استغاثات المستغِيثين، والمسلمون يُحِيطون بفلسطين، لكنْ لعلهم ما بين أصم ونائم؟! صاغَهَا الشاعر على بحر الطويل، وقافية الميم المضمومة، في تسعة وسبعين بيتًا، أفرغ فيها شحنة عالية تتردَّد في أعماق قلبه، من المشاعر المتلاطمة، بين الأسى والحزن والأمل بالقوة، والرد الذي يشفي القلوب:



تَمُوجُ الْمَنَايَا حَوْلَهُ وَالْمَلاَحِمُ

وَتَزْأَرُ مِنْ هَوْلِ اللِّقَاءِ الضَّرَاغِمُ




هَلِ انْتَفَضَ التَّارِيخُ ثُمَّ تَوَاثَبَتْ

عَلَى السَّاحِ أَشْوَاقُ الْهُدَى وَالْعَزَائِمُ




وَنَادَى وَأَيْنَ الْكَاسِحَاتُ وَمِدْفَعٌ

وَأَيْنَ الْقَنَا مِنِّي وَأَيْنَ الصَّوَارِمُ




فَلَمْ يَلْقَ إِلاَّ كَوْمَةً مِنْ حِجَارَةٍ

وَصَيْحَةَ أَجْدَاثٍ تَقُولُ هُنَا هُمُ




أَتَسْمَعُ مِنِّي الصَّخْرُ صَيْحَتِي

وَحَوْلِيَ لَوْ تَدْرِي أَصَمُّ وَنَائِمُ



وقد جاءت جحافل الكفر وأذنابهم المنافقون، بآلاتهم وهينماناتهم، وحين استغاثَتْ فلسطين لم تجد غير الصخرة التي تناثرت في أيدي فتيانٍ كأنَّها عواصف في وجه الأعداء، لكن لا بُدَّ من تطبيق آيات الله - سبحانه وتعالى - في إعداد كلِّ قوَّة مُمكِنة، فليس للمسلمين ولا لغيرهم من عاصم إلا الله:



وَأَقْبَلَ لِلأَعْدَاءِ دَفْقُ جَحَافِلٍ

وَحَشْدُ مَوَالٍ حَوْلَهُمْ وَسَوَائِمُ




سَيَحْفَظُنِي عَهْدٌ مِنَ اللهِ صَادِقٌ

وَحَقٌّ مَعَ الْأَيَّامِ مَاضٍ وَقَائِمُ




فَجَمْعٌ عَلَى السَّاحِ الْعَدِيدِ وَعُدَّةٌ

فَمَا الْحَرْبُ إِلاَّ عُدَّةٌ وَعَزَائِمُ




وَعُذْ إِنْ صَدَقْتَ الْيَوْمَ بِاللهِ وَحْدَهُ

فَمَا لَكَ إِلاَّ اللهُ مِنْ ذَاكَ عَاصِمُ



وحين رأى المعركة تَتلاطَم حافاتها، ويتأجَّج وَطِيسها، طافَ يبحث عن سلاح، أيِّ سلاح، لكنه لم يجد غير الحجر! فهل سيُغنِيه في هذا الخِضَمِّ الهائج؟! ولقد أبكى الشاعر الصخر من المآسي التي رآها، فبكى حين لم يرَ من المسلمين مُغِيثًا، ورآهم على موائدهم أشباه رجال، وقد شغلَتْهم نَزَواتُهم، وتَعَلُّقهم بالحياة الزائلة، وصارَ ولاؤهم للكفار:



تَلَفَّتُّ هَلْ لِي خِنْجَرٌ فَأُدِيرُهُ

إِذَا جَدَّ مِنِّي فِي النِّزَالِ التَّلاَحُمُ




بَكَى مِنْ أَسًى لَمَّا رَأَى ذُلَّ حَيْرَتِي

وَفَاضَتْ عَلَى الصَّخْرِ الدُّمُوعُ السَّوَاجِمُ




بَكَيْتُ لِأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَوَائِدًا

هُنَاكَ وَأَشْبَاهَ الرِّجَالِ سِوَاهُمُ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20-05-2021, 04:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ

بَكَيْتُ وَمَاخُورٌ يَضِجُّ وَفِتْيَةٌ

تَهَاوَتْ وَرِجْسٌ مِنْ خَنًا وَمَآثِمُ




بَكَيْتُ لِأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ ذَوِي الْحِجَا

يَكَادُ الْهَوَى يَهْوِي بِهِمْ وَيُداهِمُ




أَضَرَّ بِهِمْ حُبُّ الْحَيَاةِ وَأَفْسَدَتْ

مَنَاهِجَهُمْ أَهْوَاؤُهُمْ وَالتَّخَاصُمُ




بَكَيْتُ لِأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ وَلاَءَنَا

تَدَاوَلَهُ أَعْدَاؤُنَا وَالسَّوَائِمُ




بَكَيْتُ وَيَا هَوْلَ الْبَلاَءِ أَمَامَنَا

إِذَا مَا غَفَوْنَا أَسْوَدُ اللَّيْلِ فَاحِمُ


ويتلفَّع شاعرنا بالحَنِين لأرض الحجارة، ويتلذَّذ بنِدائها بهذا الاسم، ويُعلِن أنه يحنُّ إلى الأقصى، إلى كلِّ ربوةٍ بلَغَها الإسلام، وأُقِيمت عليها شعائره، إلى كلِّ شبرٍ درَجَ فوقه نبيٌّ، والساحات التي ابتهجت بإسراء محمد - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فكانت الفتوحات بعدها كالعقد تُزَيِّن جِيدَها ومَعاصِمها.



وينتقل بحنينه إلى نداء أشجار فلسطين، زيتونها والليمون، وأزهارها والعنَّاب، روضها والورود والشذا، لكن كل هذا قد ترَكَ زهوته مُنتَظِرًا شهيدًا يُعِيد له رُواءَه، وتنزل أمَّة محمد - صلَّى الله عليْه وسلَّم - ساحات الجهاد؛ لتطوِي صفحة المآسي التي أنَّ تحت وَطِيسِها المسلمون ردحًا، فيقول:



حَنَانَيْكِ يَا أَرْضَ الْحِجَارَةِ إِنَّهُ

حَنِينُ اللَّيَالِي لَمْ تَرُعْهَا الْهَزَائِمُ




حَنِينٌ إِلَى الْأَقْصَى عَلَى كُلِّ رَبْوَةٍ

عَلَيْهَا مِنَ الْإِسْلاَمِ آيٌ وَخَاتَمٌ




وَيَا شَجَرَ الزَّيْتُونِ أَيْنَ اخْضِرَارُهُ

وَيَا غَرْسَةَ اللَّيْمُونِ أَيْنَ الْبَرَاعِمُ




تَرَكْنَاهُ حَتَّى يَسْتَعِيدَ رُوَاءَهُ

شَهِيدٌ وَتُرْوَى مِنْ دِمَاهُ الرَّمَائِمُ




وَتَنْزِلُ لِلْمَيْدَانِ أُمَّةُ أَحْمَدٍ

لَهَا فِي الْوَغَى عَهْدٌ مِنَ اللهِ لاَزِمُ




تَدُورُ عَلَى الْمَيْدَانِ أَعْرَاسُ أُمَّةٍ

وَتُطْوَى مَآسٍ عِنْدَهَا وَمَآتِمُ



وفي الفصل الثاني جاء العنوان (شوق ودماء في البوسنة والهرسك)، وصاغَهَا الشاعر على بحر البسيط وقافية الراء المضمومة، بلغت ثمانية وخمسين بيتًا، تحدَّث فيها عن مشاعر الأسى والعواطف الحزينة، والآلام التي عانَاها المسلمون هناك، وفي كلِّ مكانٍ أثناء حروبهم مع الصربيِّين، وما نالَهُم من قتلٍ وتشريدٍ واعتِداءٍ على الأموال والأعراض، وانتِهَاك الحرمات، فقد تَداعَتْ عليهم أُمَّة الكفر، وجلبت وحشدت كلَّ ما أمكنها للقضاء على دولتهم، واجتثاثها من جذورها.



ووَاضِحٌ من قصائد الشاعر مَيْلُه للوحات الشاملة العامَّة، وعدم الوقوف عند زواياها ودقائقها، مُعتَمِدًا على الروايات الرسميَّة أو شبه الرسميَّة التي تُسَجِّلها الكتب والمطبوعات ووسائل الإعلام، والتي جاشَتْ لها قلوب المسلمين في كلِّ مكان، فهو لا يَصِفُ مواجهة خاضَهَا مسلم ضدَّ كافر، ولا يتحدَّث عن موقع جرَتْ فيه الدماء، فكان لكلِّ قطرةٍ حكايةٌ، وأَنَّةٌ خرجَتْ من أعماق صاحبها، وصرخة دوَّت في أجواء الموقع؛ لتختَلِط مع أزيز الرَّصاص، وانفِجار القَذائف، التي استَلَّت الأرواح، ومزَّقت الأجساد، ودمَّرت البيوت، وحرقت الأخضر قبل اليابس، يقول فيها:



أَنَا سَرَايِيفُوا لاَ تَعْجَبْ هُنَا قِمَمٌ

عُلاً يَرِفُّ وَمَجْدٌ لَيْسَ يَنْدَثِرُ

يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20-05-2021, 04:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ

أَنَا بُهَاتْشُ وَمُسْتَارٌ وَغَيْرُهُمَا

مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ يَأْتِي لَكَ الْخَبَرُ




هُنَا الْأَشَاوِسُ إِنْ جَدَّ الْوَغَى الْتَحَمَتْ

هَذِي النِّصَالُ فَطَارَ الْوَقْدُ وَالشَّرَرُ




للهِ دَرُّ سَرَايِيفُو إِذَا وَثَبَتْ

تَوَاثَبَتْ دُوَلُ الْآفَاقُ وَالبَشَرُ




تَلَفَّتِي يَا سَرَايِيفُو إِلَى قِمَمٍ

يَمُورُ فَوْقَ ذُرَاهَا الْعَاصِفِ الْخَطَرُ




وَرَجِّعِي مِنْ ذُرَا كَشْمِيرَ صَرْخَتَهَا

دَوَّتْ فَأَجْفَلَ مِنْ هَوْلٍ بِهَا الْبَصَرُ




وَمِنْ رُبَا الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَقَدْ خَفَتَتْ

أَنْوَارُهُ وَعَلاَهُ الْغَيْظُ وَالْكَدَرُ




هُبِّي وَخُوضِي غِمَارَ الْمَوْتِ وَاقْتَحِمِي

هَذِي الْمَيَادِينَ جَدَّ الْأَمْرُ وَالْخَطَرُ




أُولَئِكَ الْمُعْتَدُونَ الْمُجْرِمُونَ وَقَدْ

جُنَّتْ مَطَامِعُهُمْ فَاشْتَدَّتِ الْغِيَرُ





وفي الفصل الثالث كان الحديث عن ملحمة غروزني، وقد ربَطَها الشاعر بغيرها من الملاحم والمآسي التي عاشَهَا المسلمون في هذا العصر، وكيف يندَحِر العدوُّ عندما يقف المسلمون مُدافِعين عن عقيدتهم وراية الإسلام؛ لأن هذه أسس النصر التي سَنَّها الله - سبحانه وتعالى - وقد نَظَمَ عقدها على بحر البسيط وقافية اللام المكسورة في تسعة وستين بيتًا، تَتلاطَم عواطفها كالموج في بحر هائج القسمات، تَزِيدُه رِياح الإعصار، مصرِّعًا مطلعها فيقول:
شِيشَانُ صُبِّي دَمًا فِي الْأَرْضِ وَاغْتَسِلِي
بِالنُّورِ مِنْهُ وَضُمِّي زَهْوَةَ الْأَمَلِ

جُنُّوا فَهُبُّوا بِأَحْقَادٍ مُرَوِّعَةٍ
بِالْمَكْرِ بِالْكَيْدِ مِنْ غَدْرٍ، وَمِنْ خَتَلِ

ظَنُّوا الْقِتَالَ سُوَيْعَاتٍ فَهَالَهُمُ
أَنَّ الْقِتَالَ طَوِيلُ الْعَهْدِ وَالْأَمَلِ

ظَنُّوا النَّجَاةَ بِأَرْتَالٍ مُدَبَّبَةٍ
مِنَ الْحَدِيدِ وَأَلْوَانٍ مِنَ الْحِيَلِ


يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 154.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 148.86 كيلو بايت... تم توفير 5.89 كيلو بايت...بمعدل (3.80%)]