وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصحبة الصالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 110 )           »          فوائد من قصة يونس عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 88 )           »          ثمرات الابتلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          نهي العقلاء عن السخرية والاستهزاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          فتنة المسيح الدجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          معجزة الإسراء والمعراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          كيف أتعامل مع ابني المدخن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          حقوق الأخوة في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الأقصى: فضائل وأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الشباب أمل وألم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 05-03-2023, 10:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(11)
الوقفة الحادية عشرة:
أخطاء الناس في قراءة القرآن



وحول موضوع القرآن ورمضان، أريد أن أشير إلى بعض الملاحظات الجوهرية.
فمن الملاحظات: أن بعض الناس يظنون أن ختم القرآن مقصود لذاته، فيهذ الواحد منهم القرآن هذ الشعر، لا يقف عند معانيه ولا يتدبره ولا يتخشع، ولا يرق قلبه عند معاني القرآن الكريم، إنما يهذه هذاً، وهمه الوصول إلى آخر السورة، أو الوصول إلى آخر الجزء، أو أن ينتهي من قراءة القرآن الكريم، ولا شك أنه ليس لهذا نـزل القرآن، فإن الله يقول في القرآن نفسه: كِتَابٌ أَنـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِه [ص:29].


إذاً: المقصود هو التدبر والاتعاظ والاعتبار قال الله: فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [المرسلات:50] فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ [الجاثية:6] ويقول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً [المزمل:4] فمن الخطأ الكبير أن بعض الناس يهمه أن يهذَّ القرآن هذاً ويختم، وإذا سمع هذه الآثار عن السلف أنهم ختموا في كل يوم مرةً أو في كل يومين مرة، قال: لا بد أن أقتدي بهم، فأصبح يهذُّ القرآن هذاً، لا يقف عند معانيه ولا يتدبره، ولا يخرج الحروف من مخارجها، ولا يعطي الأحكام التجويدية حقها، وهمه أن يختم القرآن، ولا شك أن ختم القرآن ليس مقصوداً لذاته، ولا شك أن كون الإنسان يقرأ بعض القرآن أو جزءاً أو سورةً منه، بتدبر وتفكر وتمعن خير من أن يقرأ القرآن كله دون أن يفهم منه شيئاً.

وقد ثبت في موطأ مالك -رحمه الله- أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه جلس في تحصيل سورة البقرة عشر سنوات، فلما أتمها، نحر بدنة.


هل ترى أن ابن عمر رضي الله عنه جلس عشر سنوات يتحفظ سورة البقرة؟ كلا! فإن صبيان الكُتَّاب عندنا يحفظون القرآن كله في سنة أو في سنتين، فلم يكن ابن عمر بحاجة إلى أن يجلس عشر سنين يحفظ سورة البقرة.

إنما كان رضي الله عنه عشر سنين يحفظ السورة ويتعلم أحكامها ومعانيها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامها، ويقف عندما ورد فيها، وهذا هو الذي جعله يستغرق في ضبطها عشر سنين.


الملاحظة الثانية: أنه في بعض البلاد يوجد عادات شكلية حول قراءة القرآن، ومن ذلك مصر.
فمثلاً: عندهم -خاصةً في الماضي وربما اندرست هذه العادة الآن- عادة يسمونها المساهر، حيث يجلسون في رمضان خاصةً بعد صلاة التراويح إلى السحور، فيأتي ذوو اليسار والغنى الذين أوجد الله عليهم ورزقهم، فيستأجرون قارئاً يقرأ لهم القرآن في بيوتهم، فيجتمع الناس على هذا القارئ، ويرفعون أصواتهم بعد قراءة كل آية بلفظ الجلالة -الله الله- أو الله يكرمك، ربنا يكرمك ويعطونه من هذه الدعوات، ويرفعون أصواتهم بهذه الصيحات، ولا شك أن هذا مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم لعدة أمور:

أولاً: قراءة القرآن بالأجر لا أصل لها، وهذا الذي يقرأ بالأجر الدنيوي ليس له أجر عند الله تعالى مادام قصده من القراءة الأجر من الناس.


ثانياً: أن جمع الناس بهذه الطريقة لا تتم به الفائدة، فإن الأصل أن يقرأ الإنسان وحده ليتدبر ويخشع ويتمعن، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم -في السبعة الذين يظلهم الله في ظله- قال: {ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه}.ثالثاً: أن رفع الأصوات عند قراءة القرآن ليس من عادات المؤمنين، ولا يجوز ولا يسوغ، فإن الله عز وجل قال: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ [فصلت:26] صحيح أنهم لا يرفعون أصواتهم عند القراءة، إنما يرفعونها بعد ما يسكت، لكن أيضاً هذا فيه سوء أدب مع القرآن، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه يفعلونه، ففي الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لـعبد الله بن مسعود: {اقرأ عليَّ القرآن. قال: قلت يا رسول الله! أقرأ عليك وعليك أنـزل؟! قال: إني أحب أن أسمعه من غيري. فقرأ عليه سورة النساء حتى وصل إلى قول الله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً [النساء:41]

قال: حسبك الآن، يقول ابن مسعود: فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان } صلى الله عليه وسلم.
هذا هو الخشوع والتأثر بالقرآن، وهذا هو الاعتبار والأدب الواجب مع قراءة القرآن.

ومن الأشياء التي تحتاج إلى وقفة فيما يتعلق بالقرآن الكريم: ما يسمى عند الناس اليوم بالختمة، وقد تحدثت عنها في مناسبات أخرى؛ لكن في هذا المناسبة أذكرها، فإن الناس في هذا -كما يقال- طرفان ووسط، وأعني بالختمة: إتمام قراءة القرآن في صلاة التراويح والقيام، ثم الدعاء المعروف، فمن الناس من يقول: هذه بدعة ولا يفصل، ومن الناس من يقول: الختمة سنة ويعمل بها -أيضاً- دون تفصيل.
والذي أراه صواباً أنه لا بد من التفصيل في ذلك، فأقول:أولاً:


إتمام قراءة القرآن الكريم في صلاة التراويح والقيام مشروع، كما سبق.
ثانياً: الدعاء عند ختم القرآن الكريم -أيضاً- مشروع، وقد ثبت من حديث جابر عند أحمد وأبي داود، ومن حديث عمران بن حصين عند الطبراني، وهما حديثان صحيحان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {اقرءوا القرآن وادعوا الله به} وفي لفظ: {وسلوا الله به، فإنه يأتي قوم يتعجلون أجره ولا يتأجلونه} فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نقرأ القرآن ونسأل وندعو الله به.

إذاً: فالدعاء عند ختم القرآن مستحب، وفي سنن الدارمي بسند جيد أن أنساً رضي الله عنه [[كان إذا ختم القرآن الكريم جمع أهل بيته فدعا بهم]].ثالثاً: هذا الدعاء الذي يقال عند ختم القرآن الكريم ينبغي أن يكون في صلاة الوتر، سواء في التراويح أو في القيام، وذلك لأن الوتر هو المكان الذي ثبت شرعاً أنه مكان للدعاء، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو، ويقنت في وتره، وعلَّم الحسن كما في سنن الترمذي بسند حسن، أنه صلى الله عليه وسلَّم علمه أن يقول: اللهم اهدني فيمن هديت.. إلى آخر الدعاء المعروف.


فالسنة في الدعاء أن يكون في الوتر، قبل الركوع أو بعده، فكلاهما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم بعد الركوع.

رابعاً: هذا الدعاء لا مانع من إطالته بمناسبة ختم القرآن، بمعنى أن يضاعف الإنسان الدعاء بمناسبة ختم القرآن، ويضيف أدعية تتعلق بالقرآن الكريم، مثل قول بعضهم: اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن الكريم، اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعل القرآن لنا شفيعاً.. إلى آخر الأدعية الخاصة بالقرآن، وهذه مناسبة جيدة، أن يختار الإنسان أدعية تتعلق بالقرآن الكريم.


أما الدعاء الشائع عند الناس الذي يبدأ عندهم بقوله: صدق الله العظيم الذي لم يزل عليماً قديراً... إلى آخر الأدعية التي تبدأ عندهم بصدق الله العظيم، صدق الله، ومن أصدق من الله قيلاً، أو صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم، ونحن على ما قال ربنا من الشاهدين، ولما أوجب وألزم غير جاحدين. فهذه لا أصل لها، والأولى بالإنسان أن يتجنبها، خاصةً وقد انتشرت عند الناس حتى ظن بعضهم أنها من السنن، فلو تركها أحد لأنكروا عليه وقاموا في وجهه، وقالوا: لقد خالفت السنة!! وليس لها أصل صحيح.

ومما يدخل في المنع: أن بعض الناس يزيد في دعاء ختم القرآن مواعظ وأذكاراً تتعلق بذكر القبر وما يقع فيه من عذاب، وكذلك ذكر الصراط والبعث والجزاء والحساب والجنة والنار وما يقع فيها، ولا شك أن هذا ليس محله، وهو من الاعتداء المنهي عنه، وربما أوصل بعضهم إلى أن تبطل صلاته، لأن بعضهم يحول الدعاء إلى موعظة ويخاطب المصلين بالخطاب المباشر، وهذا يبطل الصلاة بلا شك.


فينبغي أن يفرق بين هذا وهذا، فمن يقول: إن الختمة بدعة أو الختمة سنة، كلاهما ينبغي أن لا يتسرع في إطلاق هذه الكلمة، بل لا بد أن يفصل ويبين ما يكون سنة وما ليس بسنة، مع أن الأمر لا ينبغي التشديد فيه -فيما يظهر لي- حتى إن الذين يقرءون دعاء الختمة في التراويح، أعني في صلاة ثنائية في غير الوتر، يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة الفجر، كما ثبت عنه مرات، وثبت عنه القنوت في غير صلاة الفجر، في صلاة الظهر والعصر والعشاء في أحاديث كثيرة، فيقولون هذا من هذا، وإن كان هذا لا يقاس عليه، والعبادات ليس فيها مجال للقياس، ولذلك لا أصل للدعاء في صلاة ثنائية فيما أعلم.
الانتقال من مسجد إلى آخر بحثاً عن الخشوع

السؤال: عند قدوم رمضان يبحث الناس عن أئمة ليصلوا خلفهم، بحجة طلب الخشوع، إلى غير ذلك، مع ارتكابهم مفاسد بهجران مساجدهم،،إلى غير ذلك؟
الجواب: لا أرى حرجاً ولا بأساً بأن يبحث الإنسان عن إمام حس الصوت ويصلي خلفه، ما لم يكن في ذلك ضرر، مثل كونك تترك مسجدك وهو يحتاجك -مثلاً- لأن تصلي فيه، أو أن تفتح على الإمام إذا نسي أو تحدَّث، أو أن يكون الجماعة يستوحشون من ذهابك، كأن تكون طالب علم مرموقاً في مسجدك، فإذا ذهبت تساءلوا أين ذهب فلان، فهنا لا تذهب، أما فيما سوى ذلك فلا حرج أن يذهب الإنسان إلى إمام يرتاح إليه، ويجد لذة ويخشع من قراءته.



نوم النهار والعمل في الليل
السؤال: عملي يكون في ليالي رمضان، فأنا أعمل في الليل وأنام بعد طلوع الشمس حتى صلاة الظهر، وأنام بعد الظهر حتى العصر، فهل أنا آثم؟
الجواب: ما دمت محتاج إلى ذلك فلا حرج عليك إن شاء الله.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 05-03-2023, 10:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(12)

القيام



الوقفة الثانية عشرة: هي مع القيام.
فكما أن رمضان شهر الصيام فهو شهر القيام، يقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً [المزمل:1-5] ويقول عز وجل في صفة عبادة المحسنين: كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18].
ولذلك ثبت في صحيح مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل} وفي سنن الترمذي بسند صحيح، عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: {لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة سمعت الناس يقولون: جاء محمد جاء محمد، وانجفل الناس إليه -أي هرعوا وركضوا وأسرعوا إليه، وكان عبد الله بن سلام يهودياً لم يسلم بعد- قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنظرت في وجهه، فلما استثبت في وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب. قال: فسمعته يقول: يا أيها الناس، أطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وأفشوا السلام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام}.


وفي رمضان خاصة قال النبي صلى الله عليه وسلم -كما في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة-: {من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بأصحابه، كما ثبت ذلك من حديث عائشة في الصحيحين: {أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ليلة فصلى رجال بصلاته، فلما كان من الليلة الثانية كثر الناس فصلوا بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان من الليلة الثالثة أو الرابعة كثر الناس حتى عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى أصبح ثم قال لهم: قد عرفت مكانكم، ولكنني خشيت أن تفرض عليكم، ما منعني من الخروج إليكم إلا أنني خشيت أن تفرض عليكم، فصلوا -أيها الناس- في بيوتكم} فثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة القيام في رمضان ليلتين أو ثلاثاً.
وكذلك حديث أبي ذر، الذي رواه أهل السنن وسنده صحيح، قال: {لم يقم بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى بقي سبع ليال، فصلى بنا حتى كان ثلث الليل، فلما كان من الليلة الثانية لم يصل بنا، فلما كان من الليلة الثالثة صلىَّ بنا حتى مضى شطر الليل، فقلنا: يا رسول الله! لو نفلتنا بقية ليلتنا -أي: لو صليت بنا بقية الليلة- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة.

ثم قام بهم بعدها صلى الله عليه وسلم الليل كله، قال: حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح} والفلاح هو السحور، يعني صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى خشوا أن يفوتهم السحور.

وهاهنا في موضوع قيام الليل في رمضان خاصة، لنا عدة ملاحظات:
عدد صلاة التراويح



الأولى: حول عدد التراويح، فالناس مختلفون اختلافاً كثيراً من إحدى عشرة إلى تسع وأربعين ركعة، وما بين ذلك، اختلافات طويلة عريضة في عددها، ولا يعنينا ذكر هذه الاختلافات، إنما يهمنا أمور:
منها: كم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أصح ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم ما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: {ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة} فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة، لكن يطيلها ويحسنها، ويطيل القراءة والركوع والسجود عليه الصلاة والسلام.

ثم ما الذي فعله الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فإنه لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم؛ زال الخوف أن تفرض صلاة التراويح والقيام على الناس، فأمر عمر رضي الله عنه المسلمين أن يجتمعوا على الصلاة، حيث دخل المسجد فوجدهم أوزاعاً، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرجل والرجلان والرهط، فرأى عمر أن يجمعهم على إمام واحد، فأمر أبي بن كعب وتميم بن أوس الداري أن يصليا بالناس، فصليا بهم، فيا ترى كم صلاة تميم بن أوس وأبي بن كعب؟ ورد في ذلك روايتان كلتاهما صحيحة، وهما من طريق السائب بن يزيد.

الرواية الأولى: أن عمر رضي الله عنه أمرهم أن يصلوا بالناس إحدى عشرة ركعة.

والرواية الثانية: أن تميم بن أوس وأبياً قاما بالناس بإحدى وعشرين ركعة، وفي رواية بثلاث وعشرين ركعة. ورواية إحدى عشر ركعة في موطأ مالك وسندها صحيح، ورواية إحدى وعشرين في مصنف عبد الرزاق وسندها صحيح، ورواية ثلاث وعشرين في سنن البيهقي وسندها صحيح.إذاً: ما هو المخرج من ذلك؟ بعض أهل العلم حكموا على رواية إحدى وعشرين وثلاث وعشرين بالشذوذ، لكن لا داعي لهذا؛ لأن الجمع بينها ممكن، فنجمع بين رواية إحدى عشرة وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين، بما جمع بينها الحافظ ابن حجر رحمه الله قال: إنه يحمل على التنوع والتعدد بحسب الأحوال وحاجة الناس، فأحياناً كانوا يصلون إحدى عشرة ركعة، وأحياناً إحدى وعشرين، وأحياناً ثلاثاً وعشرين، بحسب نشاط الناس وقوتهم.


فإن صلوا إحدى عشرة أطالوا حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام، وإن صلوا ثلاثاً وعشرين خففوها بحيث لا يشق ذلك على الناس، وهذا جمع حسن.

وانقدح في نفسي جمع آخر، لعله أن يكون معقولاً أيضاً وهو أن عمر رضي الله عنه أمرهم أن يصلوا بالناس إحدى عشرة ركعة، وهذا لم تختلف الرواية فيه أن الأمر صدر من عمر بإحدى عشرة، ولكن تميماً وأبياً صليا بالناس إحدى وعشرين، أو ثلاثاً وعشرين. فالأمر بإحدى عشرة والفعل الذي حدث إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، وذلك قد يكون بناءً على أمر عرض لهما، رأيا أن المصلحة أن يصليا إحدى وعشرين أو ثلاثاً وعشرين؛ لحاجة الناس إلى ذلك، أو أن الناس يستطيلون القيام بإحدى عشرة فرأوا أن تكون إحدى وعشرين أو ثلاثاً وعشرين، ويخففون في القيام والركوع والسجود، ليكون أمكن لهم في العبادة، هذا -أيضاً- ممكن وبه تأتلف النصوص.


على كل حال: سواء صلى الناس إحدى عشرة، أم إحدى وعشرين، أم ثلاثاً وعشرين، إلا أنه ينبغي أن أنبه إلى أن ما ذهب إليه بعض أهل العلم من أنه لا تجوز الزيادة في التراويح على إحدى عشرة ركعة، أنه قول ضعيف جداً، وينبغي عدم الالتفات إليه، وذلك لأن الأعرابي الذي جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: { مثنى مثنى } والحديث في الصحيحين، وهذا الرجل ما كان يعرف صفة صلاة الليل فضلاً عن أن يعرف عددها، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {مثنى مثنى } أي تسلم من كل ركعتين، ولم يحدد له في ذلك عدداً محدوداً، بل أطلق الأمر، هذا أمر.الأمر الثاني: أن النوافل المطلقة جائزة مطلقاً، ليلاً أو نهاراً، إلا في أوقات النهي، ولم يرد لها حد معلوم، فلو صلى الإنسان قبل الظهر أو بعده، أو بعد العشاء أو في الضحى، ما تيسر له لما كان ملوماً في ذلك ولا معتوباً عليه، فهذه نوافل مطلقة جماهير الأمة، بما في ذلك الأئمة الأربعة وغيرهم، على أنها لا تحد بحد لا يجوز الزيادة عليه، وإن كان منهم من يقول هناك عدد أفضل من عدد.
الصلاة إنما شرعت لتهذيب النفوس



الملاحظة الثانية في صلاة التراويح: أن الصلاة عموماً بما في ذلك النافلة، إنما شرعت لتهذيب النفوس، وتصفية القلوب وتطهيرها من الحقد والحسد والبغضاء، وجعل قلوب المؤمنين متحابة متقاربة، وهذا من أعظم مقاصد العبادات، ففيها تهذيب وتطهير وتصحيح للنفوس، وهذا أمر ملحوظ، فإن العبد إذا أقبل على صلاته صفت نفسه ورق قلبه، واستغفر ربه من ذنبه، فكيف يجوز ويسوغ في منطق العقل؛ أن نجعل هذا الأمر الذي شرعه الله تعالى لتصفية القلوب وتطهير النفوس، وتحبيب المؤمنين بعضهم إلى بعض، ميداناً للخصام والتنافر والتباغض والتحاسد فيما بيننا؟!
هذا يقع من بعض طلبة العلم؛ حينما يسودون الصفحات الطويلة في الخصام في صلاة التراويح، كم هي، ورد بعضهم على بعض، وهجوم بعضهم على بعض، وتشهير بعضهم ببعض، ويقع هذا عند طلبة العلم، وعند العامة في المساجد، فإذا جاء رمضان بدأ الخصام والشجار في التراويح، فمن قائل: صلِّ عشراً وآخر صلِّ عشرين، واختلفت الجماعة على الإمام، فبعضهم نريد عشراً وبعضهم يقول نريد خمساً، وبعضهم يريد أقل وبعضهم يريد أكثر، وبعضهم يقول: طول وبعضهم يقول: أسرع.
وهكذا تتحول العبادة التي شرعها الله عز وجل لتهذيب النفوس والأفراد والمجتمعات وجمع الكلمة، في نفوس المسلمين المتأخرين المتخلفين في هذا العصر، إلى ميدان للتنافر والتطاحن والتباغض والتباعد، فتنعكس الآية ويضعف تأثير هذه العبادات في نفوس كثير من الناس.
أهمية التوسعة في هذه الأمور
الملاحظة الثالثة في موضوع التراويح: أهمية التوسعة في هذه الأمور على الناس.
فإننا نعلم من هدي الإسلام أنه دين اليسر والسماحة، خذ على سبيل المثال: الحديث المتفق عليه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وغيرهما، أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين حج حجة الوداع، كان واقفاً للناس في منىً لا يسأله أحد عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: افعل ولا حرج.


قال قائل: رميت بعد ما أمسيت؟

قال: افعل لا حرج. حلقت قبل أن أرمي؟ قال: افعل ولا حرج... ولم يسأل صلى الله عليه وسلم عن شيء قدم ولا أخر، من أعمال الحج مثل الرمي التي تفعل في يوم العيد، والنحر والحلق والطواف، إلا قال: افعل ولا حرج.

سألوه عمن قدم الطواف؟
فقال: لا حرج، وسألوه عمن قدم الحلق؟ فقال: لا حرج، وسألوه عمن قدم النحر؟ فقال: لا حرج، لم يسأل عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: لا حرج.

فكان صلى الله عليه وسلم يحب التوسعة على أمته، وهذا مسلك نجده لعلماء أهل السنة عبر العصور، يكرهون المشقة على الناس، وهكذا يجب علينا في هذا العصر أن نبتعد عن المشقة على الناس في التراويح وغيرها.


ومن الابتعاد عن المشقة أن يراعي الإنسان حال المأمومين، فإن كان يشق عليهم أن يصلي بهم عشر تسليمات، صلى بهم خمساً، وهذا أوفق وأقرب للسنة، وإن كان أكثرهم اعتاد على العشر وهي أخف عليهم، لأنه يشق عليهم طول الوقوف فيصلي بهم، عشر تسليمات ولا حرج في ذلك؛ لأنه ليس في صلاة التراويح حد محدود، المهم أن تكون مثنى مثنى، تسلم من كل ركعتين ولا تقرن أربعاً، ثم صل ما يناسبك، وإن كان الأصل في ذلك أن يكون العامة تبعاً لعلمائهم وأئمتهم وطلاب العلم، فليس الأصل أن العامة هم الذي يفرضون على الناس عدد الصلوات، لكن إن كان في ذلك مشقة أو اختلاف فينبغي تجنب ذلك.

المعلقات في البخاري

السؤال: قلت في حديث: {من أفطر يوماً في رمضان} حديث ضعيف رواه البخاري، فهل هناك حديث ضعيف في البخاري؟

الجواب: أنا ما قلت رواه البخاري، وإنما قلت: رواه البخاري تعليقاً، والمعلقات في صحيح البخاري ليست أحاديث على شرط البخاري، ولم يروها البخاري بالإسناد، أي قد يقول البخاري: يروى عن رسول الله، مشيراً بصيغة التمريض، فهذه تسمى معلقات، فإذا قيل: رواه البخاري تعليقاً، فهذا يحتمل أن يكون صحيحاً أو حسناً أو ضعيفاً، أما إذا قلت: رواه البخاري وسكت، فمعناه أنه في الصحيح والصحيح لا كلام فيه.


نوم الصائم في طاعة الله عبادة

السؤال: ما رأيك فيمن ينام عن الصلاة ويقول: {نوم الصائم عبادة

الجواب: نقول: إذا كان نومه عن الصلاة فهو إثم ومعصية وطاعة للشيطان، وليس نوم الصائم إذا نام عن الصلاة عبادة، أما إذا نام نوماً طبيعياً يستعين به على طاعة الله فهو عبادة، كما أن نوم من ينام في القيلولة ليستعين بها على قيام الليل عبادة أيضاً.

السؤال: من احتلم في نهار رمضان وأخر الغسل ساعتين أو ثلاثاً بحجة أنه نائم؟

الجواب: لا حرج عليه في ذلك، المهم أن لا يؤخر الغسل عن الصلاة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 06-03-2023, 11:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(13)

رمضان شهر الجهاد



الوقفة الثالثة عشرة: إن رمضان شهر الجهاد.
والجهاد -كما تعلمون- ذروة سنام الإسلام، وفي الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجة والتي تليها كما بين السماء والأرض، أعدها الله تعالى للمجاهدين في سبيله، وأعلى ذلك الفردوس، فإذا سألتم الله؛ فسلوه الفردوس الأعلى، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، ومنه تتفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن عز وجل} ففي الجنة مائة درجة هي للمجاهدين في سبيل الله عز وجل، ولذلك فإن رمضان ليس شهر النوم والكسل والبطالة، بل هو شهر الجهاد.


خذ على سبيل المثال: حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعظم معركتين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانتا في رمضان، أولاهما: معركة بدر الكبرى، فإنها كانت في شهر رمضان، ومعركة بدر هي الفرقان الذي فرق الله تعالى بها بين عهد الذل والاستضعاف، وبين عهد العزة والتمكين للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم بدر يرفع يديه إلى السماء ويبتهل إلى الله عز وجل، حتى سقط رداؤه عن منكبه، وهو يقول: {اللهم نصرك الذي وعدتني، اللهم نصرك الذي وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعد اليوم في الأرض. حتى جاء أبو بكر رضي الله عنه من ورائه فالتزمه، ووضع رداءه على منكبيه، وقال: يا رسول الله! كفاك مناشدة ربك -أي ارفق بنفسك- فإن الله تعالى منجز لك ما وعد} فنصر الله تعالى رسوله والمؤمنين نصراً مؤزراً تحدثت به الركبان، وكان فرقاناً وفيصلاً بين عهد الذل والاستضعاف، وبين عهد القوة والنصر والتمكين قال الله: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [آل عمران:123].



المعركة الثانية: هي معركة فتح مكة، وكانت من أخطر وأهم المعارك في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن مكة كانت مركز الجزيرة العربية، ومكان الحج والعمرة، والناس يأتونها من كل مكان، فكانت الوثنية تسيطر على مكة على مدى ثمان سنوات بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى منعوا الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية من دخول مكة وأداء العمرة، فلما ذهب عليه الصلاة والسلام إلى مكة ودخلها فاتحاً؛ دانت له الجزيرة العربية كلها.


وكان فتح مكة في السنة الثامنة، وفي السنة التاسعة جاءت الوفود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من أنحاء الجزيرة العربية تبايعه على الإسلام، ولهذا يصح أن نقول: إن فتح مكة هو الوقت الذي زالت فيه غربة الإسلام، وأصبح الإسلام عزيزاً في أنحاء الجزيرة، وسقطت سلطة الوثنية في هذه البلاد.


وكان فتح مكة -أيضاً- في رمضان.

وهناك كثير من الفتوحات والمعارك الفاصلة في الإسلام كانت في رمضان، أذكر منها معركة عين جالوت، المعركة التي نصر الله فيها عباده المؤمنين بقيادة المماليك على التتار، وانكسر مدهم وانهزموا بعد ذلك هزيمةً منكرة لم يقم لهم بعدها قائمة.
فرمضان هو شهر الجهاد، وهذا يذكرنا بأمرين:
انعكاس المفاهيم في نفوس المسلمين

أولهما: أن كثيراً من المسلمين اليوم انعكست هذه المفاهيم في نفوسهم، فلم يعد رمضان شهر الجهاد والعمل والتضحية.

بل هو شهر البطالة والكسل والنوم، وهذا خطأ، فإن الجهاد باب واسع، فهناك الجهاد بالكلمة، والجهاد بالعلم، والجهاد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالدعوة إلى الله عز وجل وبالمال، وكل أنواع الجهاد مشروعة في رمضان وغيره، وهي في رمضان أولى من غيره.


وجوب نصرة المجاهدين
الأمر الثاني: أننا نعلم أن كثيراً من المسلمين الآن يحملون السلاح، مدافعين عن الحوزة ومنافحين عن الملة.

يحدث هذا في أفغانستان، وفي فلسطين، وفي إريتريا، وفي الفلبين، ويحدث -أيضاً- في بلاد إسلامية أخرى، وفي جميع هذه البلاد التي ذكرت، توجد أمم وطوائف من أهل السنة والجماعة، المشهود لهم بالصلاح والورع والتقوى ولزوم الجادة وصلاح المعتقد، وهم يقاتلون عدواً كافراً خاسراً، يهودياً أو نصرانياً أو شيوعياً، وهم بأمس الحاجة إلى أن يكون إخوانهم المسلمون معهم، بالدعاء وبالحماية والنصر، والمال، وبغير ذلك من الوسائل.



الجماع في نهار رمضان
السؤال: هذا يسأل عن قضية حصلت له مع زوجته في نهار رمضان وهو جاهل؟

الجواب: أرى أن مثل هذه الحالات ينبغي أن يسأل عنها بذاته، لأنه لابد أن نعرف ما الذي حدث وما هي الظروف، وبعض الناس يكون جاهلاً، فيقول:

أنا جامعت في رمضان وأنا جاهل

فنقول: هناك فرق بين من يقول: إنني جاهل في أن عليَّ أن عليه كفارة.
وإن كنت أعلم أنه لا يجوز.
فنقول لهذا: لا ينفعك أن كنت جاهلاً بالكفارة بل يجب عليك التزام الكفارة وإن لم تدر بها، المهم أنك تعلم أن الجماع يفطر، فتجب عليك الكفارة حينئذٍ.
ففرق بين هذا وبين إنسان يقول: إنه جاهل لا يعلم أن الجماع يفطر. ولكن هل يمكن أن يوجد إنسان لا يدري أن الجماع يفطر؟
يمكن أن يوجد إنسان مسلم حديث عهد بإسلام، أو إنسان في بادية بعيدة لم يعلم أن الجماع يفطر , فهذا له حكمة الخاص.
أما الناس في مثل البيئات والمدن، فلا أعتقد أن منهم من يجهل أن جماع الرجل زوجته في نهار رمضان من المفطرات، بنص القرآن الكريم وبإجماع أهل العلم -كما أسلفت- وعلى كل حال فالحالات الخاصة يسأل عنها بصفة خاصة، حتى يستوضح ما الذي جرى.





السؤال: مثل الذي يقول أنا جامعت في رمضان وأنا جاهل؟

الجواب: فنقول أنه يوجد فرق. بين أحد يقول: إنني جاهل أن عليه كفارة، فيقول أنا عارف أنه لا يجوز، لكن ما كنت أعرف أنه عليه كفارة، وهي إعتاق رقبه، أو صيام شهرين فهذا لا يضر، وإن كان جاهلاً نقول: يجب عليك، أي لا ينفعك جهلك، وإن كنت جاهلاً بالكفارة يجب عليك التزام الكفارة وإن لم تدر بها، المهم أنك عارف أن الجماع يفطر، فتجب عليك الكفارة حينئذٍ، وبين إنسان يقول أنه جاهل لا يعلم أن الجماع يفطر.

السؤال: هل ممكن أن يوجد إنسان لا يدري أن الجماع يفطر؟

الجواب: ما أعتقد ذلك، يمكن أن يوجد إنسان مسلم حديث عهد بإسلام، أو إنسان في بادية بعيدة ما علم أن الجماع يفطر , هذا له حكمة، الخاص، أما الناس في مثل البيئات والمدن، فلا أعتقد أن منهم من يجهل أن جماع الرجل زوجته في نهار رمضان من المفطرات بنص القرآن الكريم، وبإجماع أهل العلم -كما أسلفت- على كل حال الحالات الخاصة يسأل عنها بصفة خاصة، حتى يستوضح ما الذي جرى.


أيهما أفضل قراءة القرآن في رمضان أم حفظه؟

السؤال: يقول: هل ختم القرآن عدة مرات أفضل أو حفظه ؟

الجواب: الجمع بينهما جيد، فيحرص الإنسان على أن يزيد من حفظه في رمضان، وأن يكثر من قراءة القرآن.


صلة الرحم تزيد في العمر

السؤال: قلت: إن صلة الرحم تزيد في العمر، ونعلم أن الإنسان يكتب رزقه وعمله وأجله، أرجو توضيح هذا؟

الجواب: لست أنا الذي قلته، وإنما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا من الأسباب، حيث علم الله أن فلاناً يصل رحمه فزاد في عمره، وقال بعضهم: إن الزيادة في العمر تعني البركة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 06-03-2023, 11:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(14)

رمضان شهر الإنفاق





الوقفة الرابعة عشرة: أن رمضان شهر النفقة والإنفاق.





والنفقة عموماً من أعظم أسباب القرب من الله تعالى ودخول الجنة.
الإنفاق زيادة لا نقصان
يكفي أن تعلم أن هذا الإنفاق الذي ينفقه الإنسان لا ينقص من ماله بل تزيده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي هريرة: {ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه} فأثبت عليه الصلاة والسلام أن الصدقة لا تنقص المال بل تزيده، وهذه الصدقة التي لا تنقص مالك هي تزيد في أعمالك وقربك من الله عز وجل.
الصدقة من أعظم أسباب دخول الجنة



وهي من أعظم أسباب دخول الجنة، واسمع بعض هذه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى أبو كبشة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {أحدثكم حديثاً فاحفظوه: ما نقصت صدقة من مال، ولا فتح عبد على نفسه باب مسألة إلا فتح الله تعالى عليه باب فقر، ولا تواضع أحد لله إلا رفعه -ثم قال-: وأحدثكم حديثاً فاحفظوه، إنما الدنيا لأربعه نفر: رجل آتاه الله مالاً وعلماً، فهو ينفق ماله في علمه، ويتصدق، ويصل رحمه، وينفق في سبيل الله؛ فهو أفضلهم، ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً فهو يقول: لو أن لي مثل مال فلان لعملت مثل ما عمل. فهما في الأجر سواء. ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علمه فهو يخبط فيه ولا يتقي الله عز وجل، ولا يصل به رحمه ولا يعطي منه المسكين، فهو أخبثهم منـزلةً. ورجل لم يؤته الله تعالى مالاً ولا علماً، فيقول: لو أن لي مثل مال فلان لعملت مثل ما عمل. فهما في الوزر سواء}. والحديث رواه الترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.


وذلك يدل على أن نية المؤمن الصادقة على الإنفاق في سبيل الله وغير ذلك من أبواب الخير، أنها تبلغه منازل العاملين، متى كانت نيةً صادقة من أعماق قلبه، وليست مجرد أمنية، ففرق بين النية والأمنية، لأن بعض الناس يقول: لو عندي، لكن لو أعطاه الله عز وجل لكفر: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ [التوبة:75-77] ففرق بين الأمنية وبين النية الصادقة المبيتة الجازمة، أنه لو أعطاك الله مالاً لفعلت مثل فلان، أو لو رزقك الله علماً لفعلت به مثل فلان.
وفي صحيح مسلم، من حديث أبي هريرة: {أن رجلاً من بني إسرائيل سمع صوتاً في السحاب يقول: اسق حديقة فلان اسق حديقة فلان. فلما توسطت السحاب المزرعة أمطرت ما فيها، فذهب الرجل فإذا فلاح يحول الماء بمسحاته، فاستوعبت الشريجة ذلك الماء كله، فقال له الرجل: ما اسمك يا عبد الله؟
قال: اسمي فلان -بالاسم الذي سمعه في السحابة- فقال: وماذا تصنع؟
قال: وما ذاك؟


قال: سمعت صوتاً في السماء يقول: أسق حديقة فلان أسق حديقة فلان، فلما توسطت السحاب مزرعتك أمطرت. فقال: أما إن قلت ذاك، فإنني إذا أخذت ثمرة هذه الحديقة تصدقت بثلثها، وجعلت ثلثها فيها، -أي رده في بذرها وإصلاحها- وأكلت أنا وأولادي ثلثها}.
فمن أجل ذلك وسع الله على هذا الرجل، وبارك له في رزقه وفيما أعطاه، حتى إن ملكاً موكلاً بالسحاب، يقول: اسق حديقة فلان اسق حديقة فلان، يخصه دون غيره من الناس، ولذلك لا تعجب إذا رأيت الناس الذين أصيبوا بالكوارث والمصائب والنكبات، إنما أتوا من قبل أنفسهم.

يقول لي أحد الإخوة القضاة: إنه جاءه رجل يشتكي إليه أن صاعقةً نـزلت على غنمه فأتلفت منها مئاتاً -أكثر من سبعمائة رأس- فهو يأتي للمحكمة حتى تسجل له ويعوض عنها، يقول: فقلت له ذات مرة: ما سبب هذه المصيبة التي نـزلت بك؟


لعلك لا تخرج الزكاة؛ قال: فرأيت الرجل تأثر ثم خرج من عندي ولم يعد بعد ذلك، وكأن هذه الكلمة وقعت من الرجل موقعاً، وعرف أن ما أصابه بسبب ذنوبه، فلم يرد أن يأخذ تعويضاً أو مقابلاً لذلك، ولعله تاب إلى الله عز وجل، ولذلك ينبغي علينا جميعاً أن نحرص على أن نتقي النار بالزكاة والصدقات والنفقات.

وقد جاء في الحديث المتفق عليه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه ويبنه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشام منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أمامه فلا يرى إلا النار، فاتقوا النار ولو بشق تمرة} وفي الحديث الآخر المتفق عليه -أيضاً-: {أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتى النساء وعظهن وذكرهن، وقال: يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار} فبين عليه الصلاة والسلام أن الصدقة من أعظم أسباب الوقاية من عذاب النار، ولو من الحلي، ولو بشق تمرة، فيجود الإنسان بقدر ما أعطاه الله عز وجل.


الصدقة برهان الإيمان

والصدقة دليل على صدق إيمان صاحبها، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام، في حديث أبي مالك الأشعري، في صحيح مسلم: {والصدقة برهان} لأن النفس مجبولة على حب المال، فإذا تخلص الإنسان من الشح وحب المال وأخرج المال، دل على أنه يقدم مرضات الله تعالى ومحبوب الله تعالى على محبوب نفسه، ويتخلص من شح نفسه قال الله: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9] والأحاديث الواردة في الصدقة كثيرة جداً؛ لكن ينبغي أن يحرص الإنسان على أن يستتر بصدقته.
ولذلك جاء في الحديث الذي رواه الطبراني بسند حسن -كما يقول الدمياطي في المتجر الرابح- عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر} فليحرص الإنسان على الاستكثار من هذه الأشياء، وعلى أن تكون صدقته سراً.


ومن الخطأ أن يتصدق الإنسان بمائة ألف ريال أو بخمسمائة ألف ريال من أجل أن يكتب اسمه في الجريدة، أو يكتب اسمه في دفتر التبرعات، أو يذكر عنه أنه المحسن الفلاني، اللهم إلا أن يكون قصده أن يكون في ذلك حثاً وتشجيعاً للناس على الصدقة، وإثارة المنافسة بينهم في العمل الصالح فهذا جيد، أما إن كان القصد الرياء والقيل والقال؛ فهذا -والعياذ بالله!- خسارة الصحابة في الدنيا ووبال عليه في الآخرة.
جود النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

وفي رمضان خاصة ينبغي الإكثار من الجود اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم، كما سبق في حديث ابن عباس: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان} وإنما كان جوده صلى الله عليه وسلم في رمضان خاصةً أكثر لثلاثة أسباب:
السبب الأول: لمناسبة رمضان، فإنَّ رمضان شهر تضاعف فيه الحسنات، وترفع فيه الدرجات، فيتقرب فيه العبيد إلى مولاهم بكثرة الأعمال الصالحات.


السبب الثاني: كثرة قراءته صلى الله عليه وسلم للقرآن في رمضان، والقرآن فيه آيات كثيرة في الحث على الإنفاق في سبيل الله، والتقلل من الدنيا والزهد فيها والإقبال على الآخرة، فيكون في ذلك تحريك لقلب الإنسان لأن ينفق في سبيل الله، وحري بكل من يقرأ القرآن أن يكثر من الصدقة في سبيل الله.
السبب الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلقى جبريل -كما سبق- في كل ليلة، ولقاؤه لجبريل من باب مجالسة الصالحين، ومجالسة الصالحين تزيد في الإيمان وتحث على الطاعة، فلذلك كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الصدقة في رمضان.
وأنواع جوده صلى الله عليه وسلم لا تنحصر، والكلام في جوده يبدأ ولا ينتهي، فهو أجود الناس على الإطلاق، يتفنن صلى الله عليه وسلم في أنواع الجود، ويعطي كل من سأله، لا يرد سائلاً إلا أن لا يجد، حتى إنه صلى الله عليه وسلم قد يسأله رجل ثوباً عليه فيدخل بيته ويخرج وقد خلع ثوبه وأعطاه إياه، وحتى إنه صلى الله عليه وسلم يعطي غنما بين جبلين، ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وربما اشترى الشيء فأعطى ثمنه ورده على بائعه، وربما اشترى وأعطى الثمن وزاده، وربما استسلف شيئاً فرده بأكثر وأطيب وأكبر منه، وربما أهدى وتصدق، وأعطى، وربما قبل الهدية وأثاب عليها أكثر منها وأعظم وأوفر، وكان صلى الله عليه وسلم يفرح بأن يعطي أكثر مما يفرح الآخذ بما يأخذ، ففرحه صلى الله عليه وسلم بالعطاء أعظم من فرح الآخذ بالأخذ، حتى إنه ليصدق عليه وحده عليه الصلاة والسلام قول القائل:

تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله

وكان يجود صلى الله عليه وسلم بنفسه وماله، ويصفح عمن ظلمه ويعطي من حرمه، ويعفو عمن أساء إليه، وله في ذلك شيء كثير يطول ذكره عليه الصلاة والسلام.
بعض مصارف الصدقة




وفي موضوع الصدقة أود أن أشير إلى مصارف مهمة:







المصرف الأول: مصرف المجاهدين في سبيل الله قال الله: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّه [التوبة:60] فالمجاهدون في سبيل الله هم أحد الأصناف الثمانية الذين تدفع لهم الزكاة، وقد بينت لكم أن في بلاد الأفغان وفلسطين وإريتريا والفلبين مسلمين ومجاهدين ومرابطين على الثغور، وإذا كنا لم نجاهد معهم، ولم نحمل السلاح معهم، ولم نخلفهم في أولادهم وأزواجهم بخير، فلا أقل من أن نعينهم بما تجود به أيدينا من المال، وهذه أعظم مصارف الزكاة في هذا العصر خاصة، ولذلك ينبغي دعم هؤلاء الإخوة المجاهدين، وبالأسباب والوسائل التي من الممكن أن تصل من خلالها الأموال إليهم بيسر وسهولة.



ومن المصارف التي أود أن أشير إليها: الفقراء والمحتاجين من الشباب وطلاب العلم، فإنني أعلم كثيراً من طلاب العلم *-وقد يكون بعضهم من بينكم، من بين المستمعين- من هم بحاجة إلى مساعدة إخوانهم، من لعوز، أو فقر أو حاجة أو إعسار، أو لأنهم يريدون أن يتزوجوا ولا يجدون ما يكمل لهم مهر الزواج وموؤنته، وفي ذلك إعفاف لهم وتحصين لفروجهم وإكمال لنصف دينهم، وفيه من المصالح مالا يخفى، كما أنه يعين على طلب العلم وتحصيله.
وأود أن أشير إلى أن من الجهات التي تتقبل الصدقات والنفقات هي: الجمعيات الخيرية، فإذا وجدت جمعيات خيرية موثوقة، فلا بأس أن يعطيها الإنسان، لأن هذه الجمعيات تتحرى، وعندها ملفات خاصة بالأسر المحتاجة، وتعطيهم رواتب شهرية وتنفق عليهم، وفي هذا البلد أعلم أن القائمين على جمعية البر الخيرية من الناس الموثوقين المعروفين بالخير والاستقامة، والحرص على تحري وضع المال في موضعه الصحيح الشرعي، فينبغي للإنسان الذي يجد المال وربما لا يعرف مصارفه الصحيحة، أن يوكلهم في صرف هذا المال إلى مستحقيه.


رفع الصوت بالقرآن
السؤال: بعض الناس يرفعون أصواتهم في قراءة القرآن، بحيث يحدثون تشويشاً على الآخرين، فهل ينكر على مثل هؤلاء؟

الجواب: إن كان يبالغ في رفع الصوت بحيث يؤذي الناس، فينكر عليه ذلك ويبين له أنه لا يرفع صوته، أما إن كان يقرأ والأصوات متقاربة فتحدث دوياً، وليس بعضها أرفع من بعض، ولا يؤذي بعضها بعضاً، فهذا لا حرج فيه؛ لأنه جاء في صحيح البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنني أعرف أماكن الأشعريين إذا نـزلوا بالليل وإن لم أكن رأيت منازلهم بالنهار من أصواتهم بالقرآن} فدل على أنه إذا كان الجماعة كلهم يقرءون بصوت متقارب لا يؤذي بعضهم بعضاً، فلا حرج في ذلك؛ لكن إن كان واحد يرفع والبقية يخفضون أصواتهم، فهذا يبين له أن لا يرفع صوته.


تغيير مكان السنة بعد الفريضة
السؤال: هل لتغيير مكان السنة بعد صلاة الفريضة فضل؟ لأننا نرى كثيراً من الناس يبادرون إلى تغييره.

الجواب: لا أعلم في ذلك حديثاً يصح إلا في الجمعة، وأنه لا توصل بصلاة حتى يتكلم أو ينتقل إلى مكان آخر، وبعض السلف كانوا يفعلون ذلك، واحتج بعضهم بقول الله تعالى: فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ [الدخان:29] قالوا: إن المؤمن يبكي عليه مصعد عمله من السماء، وموضع عمله في الأرض، وكموضع سجوده في الأرض، فالأمر في ذلك واسع.
شر صفوف النساء أولها






السؤال: بعض النساء تدخل المسجد المخصص، ثم تصلي في آخر الصفوف القريبة من الباب؛ بحجة حديث: {شر صفوف النساء أولها}؟

الجواب: الأظهر -والله أعلم- أن شر صفوف النساء أولها إذا كان بقرب الرجال، أما مع وجود عازل وفاصل فلا يكون الأمر كذلك، والله تعالى أعلم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 06-03-2023, 11:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(15)

رمضان شهر التوبة
الوقفة الخاسة عشرة: رمضان شهر التوبة، وفيه يرجع العباد إلى ربهم.


أسباب كون رمضان شهر التوبة
وإنما كان رمضان شهر التوبة لأسباب:
أولها: جود الله تبارك وتعالى وصفحه عن عباده في هذا الشهر، حتى إنه صح أنه لله تعالى في كل ليلة عتقاء من النار.
ثانيها: أن الشياطين تصفد وتسلسل، قال صلى الله عليه وسلم: {إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النيران، وصفدت الشياطين} وفي لفظ: {وسلسلت الشياطين} فالعباد يقتربون إلى الله في هذا الشهر، فهو فرصة ذهبية ليتوب التائبون من ذنوبهم.
أيها الأخ إذا لم تتب في رمضان فمتى تتوب؟!
وإذا لم تنب في مثل هذه الساعات فمتى تنيب؟!
وإذا مضت أيام عمرك ولياليك ضياعاً فلا يجوز أن يضيع منك شهر رمضان.
شروط التوبة
إخواني الكرام: للتوبة شروط ستة لا بد من توفرها، أسردها سرداً:
أولها: الإخلاص لله عز وجل، وأن تكون توبة العبد صالحة خالصة لا يشوبها مقصد دنيوي.


ثانيها: أن تكون في زمن الإمكان، أي قبل أن تطلع الشمس من مغربها، وقبل أن تبلغ الروح الحلقوم وتغرغر، فإن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.
ثالثها: أن تكون مصحوبةً بالإقلاع عن الذنب، فلا يصح أن يدعي الإنسان التوبة وهو مقيم على المعصية.
رابعها: أن يندم الإنسان على ما مضى، فإن التائب نادم، ولذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {الندم توبة} فالندم يأكل قلب التائب أكلاً.
خامسها: العزم على أن لا يعود إلى الذنب مرةً أخرى، وهذه هي حقيقة التوبة.
سادسها: إن كان الذنب يتعلق بحقوق المخلوقين رده إليهم، من مال أو عرض أو أي شيء.


المداومة على الدعاء في الوتر
السؤال: هل المداومة على الدعاء في الوتر سنة واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: نعم، لا بأس أن يداوم الإنسان على الدعاء في الوتر، وإن تركه أحياناً ليبين أنه ليس بواجب فلا حرج في ذلك أيضاً.
قراءة القرآن في التراويح
السؤال: هل أقرأ على الجماعة في التراويح القرآن وأكمله في البيت وحدي وأكون خاتماً للقرآن، أم تحق لهم الختمة؟

الجواب: الأولى أن تقرأ لهم القرآن في صلاة التراويح ليسمعوا.
إمام المسجد والعمرة في رمضان
السؤال: أنا إمام مسجد من قبل الأوقاف هل يجوز لي أن أذهب إلى الحرم لقضاء العشر الأواخر وأداء العمرة، علماً بأني قد أخذت موافقة الإخوة في المسجد؟

الجواب: إذا وافقت جماعة المسجد على ذلك، وكان هناك من ينوب عنك في الإمامة، فلا أعلم في ذلك حرجاً، وإن كنت أرى أن الأفضل أن يقوم الإنسان بعمله وبواجبه ويصلي بجماعته، ولا مانع أن يذهب يوماً أو يومين يؤدي العمرة ثم يعود.
الوتر وصلاة الليل
السؤال: إذا كنت إماماً وأنا مضطر أن أوتر بهم في صلاة التراويح، وأريد أن أوتر آخر الليل، هل يجوز لي ذلك؟

الجواب: يجوز أن تصلي بهم وتوتر بهم، ثم تصلي آخر الليل ما قسم الله لك، وإن كان الأفضل مادمت صليت معهم وكانت هذه عادة مستمرة أن تكتفي بذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: { من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة } ثم تقرأ القرآن وتسبح الله عز وجل.
الفطر يوم يفطر الناس










السؤال : إنه بدأ الصيام هنا في السعودية ، ويريد أن يذهب إلى مصر ليقضي إجازته هناك، وكان شهر رمضان في مصر ثلاثون يوماً لأنهم أتموا شعبان ثلاثين يوماً، فهل يصوم مع أهل مصر؟ مع العلم أنه سوف يصوم واحداً وثلاثين يوماً؟

الجواب: أرى أن يصوم معهم- فيما يظهر لي- لموافقة الناس في ذلك، كما ورد في الحديث : { الفطر يوم يفطر الناس، والصوم يوم يصومون }.


ضعف حديث نية المؤمن خير من عمله

السؤال: ما صحة حديث: {نية المؤمن خير من عمله}؟

الجواب: لا يصح هذا الحديث.


الصفرة لها حكم الدم
السؤال: امرأة رأت بعد الظهر صفرةً، ولكن لم يخرج منها الدم إلا بعد الإفطار بزمن يسير بحيث خرج منها الدم بصورته الطبيعية، فهل تقضي هذا اليوم أم لا؟

علماً بأن هذه أول مرة يحصل لها مثل هذه الحالة.

الجواب: إذا كانت الصفرة متصلة بالدم فأرى أن حكمها حكمه، وأرى أن هذه المرأة تقضي ذلك اليوم.


الاغتسال للمعتكف
السؤال: هل يجوز للمعتكف أن يخرج كل يوم للاغتسال والتنظف والتطيب، أم لابد أن يكون الاغتسال موجباً للخروج؟

الجواب: لا يجوز له أن يخرج كل يوم للتنظف والتطيب؛ لكن يغتسل للغسل الواجب ويخرج له إذا احتاج إلى الخروج، وأما غسل التطيب فلا أعلم أنه يجوز أن يخرج له.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 06-03-2023, 11:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(16)

رمضان شهر الدعـاء



الوقفة السادسة عشرة : رمضان شهر الدعاء.
من أسباب إجابة الدعاء

والله تعالى يجيب عباده في كل وقت، وخاصةً في رمضان، فقد سبق أن الله تعالى يجيب دعاء الصائم، وللصائم عند فطره دعوة لا ترد.
وأود أن أشير إلى خمسة أسباب -ذكرتها في درس بلوغ المرام- لإجابة الدعاء:
السبب الأول: اختيار الزمان الفاضل، وذلك كأوقات السحر، وفي أدبار الصلوات المكتوبات، وما بين الآذان والإقامة، وفي آخر ساعة من الجمعة، وعند دخول الإمام إلى أن تقضى الصلاة، وعند الإفطار، فإن هذه من أوقات إجابة الدعاء.
السبب الثاني: اختيار المكان الفاضل، وذلك كالمساجد والأماكن الفاضلة، كـ مكة وغيرها.


السبب الثالث: صفة الداعي، كأن يكون الداعي مسافراً، فإن المسافر مستجاب الدعوة، وكونه أباً يدعو لولده، وكونه صائماً يدعو الله عز وجل، وكونه مقاتلاً فإن الدعاء عند التحام الصفين مستجاب، وكذلك كونه مظلوماً فإن دعوة المظلوم لا ترد، يرفعها الله فوق السحاب، ويقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.
وكذلك كون الداعي مضطراً، ومعنى الاضطرار وحقيقته: أن يقطع العبد جميع الأسباب والوسائل إلا عن الله جل وعلا، فينقطع إلى الله تعالى بقلبه انقطاعاً تاماً، ويفوض الأمر إليه تفويضاً تاماً، وحينئذٍ يجيبه الله بلا شك ولا امتراء، يقول الله عز وجل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62].
مر موسى عليه الصلاة والسلام برجل يدعو الله جل وعلا، فقال موسى: يا رب، والله لو كانت حاجة هذا الرجل عندي لقضيتها. فقال الله عز وجل: يا موسى، أنا أرحم به منك، ولكنه يدعوني وقلبه عند غيري. فأخبر موسى الرجل، فانقطع إلى الله بقلبه، فأجاب الله تعالى دعاءه.


فينبغي أن يكون الداعي على حال من الإخبات والانكسار والاضطرار، وألا يكون دعاؤه على سبيل التجربة، يقول عليه الصلاة والسلام: {ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من دعاه بقلب غافل لاهٍ} والحديث جاء بإسنادين يقوي أحدهما الآخر، فهو حديث حسن.
السبب الرابع: صفة الدعاء، مثل أن يكون الداعي متوضئاً متطهراً، مستقبل القبلة رافعاً يديه، يدعو بدعاءٍ ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم، ويكرر الدعوة ثلاث مرات، ويدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، فإن هذا من أسباب إجابة الدعاء، وأن يحرص على التزام الأدب النبوي في دعائه، وقد سبق أن تكلمت تفصيلاً عن ذلك في محاضرة عنوانها: آداب الدعاء، وكانت في مثل هذا الشهر من رمضان في العام الماضي.


وأود أن أشير في موضوع الدعاء، إلى الاعتداء الذي يقع من كثير من الناس في الدعاء خاصية في هذا الوقت:
فمن الناس من يعتدي في إطالة الدعاء بما لا لزوم له، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو بجوامع الدعاء، فمن الاعتداء: أن يطيل الإنسان في الأدعية ويفصل بما لا لزوم له، فتجد بعض الناس يقول: اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وأجدادنا وجداتنا، وأخوالنا وخالاتنا، وأعمامنا وعماتنا، ثم يبدأ يعدد الأقارب، فإذا انتهى منهم انتقل إلى الجيران، فإذا انتهى منهم انتقل إلى الزملاء، وهكذا.
وهذا قد يستغرق عشر دقائق، وكان يستطيع أن يقول اللهم اغفر لنا ولإخواننا، ولمعارفنا ولأقاربنا ويكتفي. فهذا التفصيل الذي لا لزوم له هو من الاعتداء في الدعاء.
ومن الاعتداء: أن يدعو الإنسان بإثم أو قطيعة رحم.
ومن الاعتداء: أن يدعو الإنسان بأسماء لله تعالى لم ترد في القرآن ولم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل قول بعضهم: يا غفران يا سلطان، فإن هذا ليس من أسماء الله جل وعلا.
ومن الاعتداء في الدعاء: المبالغة في رفع الصوت، حيث وجد في هذا العصر مكبرات الصوت، فتجد الداعي يدعو -أحياناً- في شرق البلد فيسمعه من في غربها، وهذا لا يليق، فالداعي يدعو إن كان لنفسه سراً قال تعالى: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً [مريم:2-3] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه} فالعبادة كلما كانت سراً كانت أقرب للصدق والخشوع والإجابة، فإن كنت تدعو لنفسك فادع سراً، أما إن كنت تدعو لغيرك -كأن تكون إماماً تدعو للناس- فادع وارفع صوتك بقدر ما يسمعه المصلون، أما أن تدعو ويسمعك من بشرق الأرض وغربها، فهذا ليس بجيد، وأخشى أن يكون هذا باباً إلى الرياء والإعجاب بالعمل فينبغي تجنبه والحذر منه.


السبب الخامس: زوال المانع، فإن الله لا يجيب الإنسان الذي يأكل الحرام، كما ورد في صحيح مسلم: {ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له!} فالذي يأكل الحرام من ربا، أو يأكل أموال اليتامى ظلماً، أو يأكل أموال الناس بالباطل، أو بالغش أو بالحلف الكاذب، أو ما أشبه ذلك فلا يستجاب له.
وكذلك من أعظم موانع استجابة الدعاء: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الله تعالى يقول -كما ورد في حديث مروي من طرق-: {يا أيها الناس! مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أجيب لكم، وتستنصروني فلا أنصركم، وتسألوني فلا أعطيكم} فإذا ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يأمرون أنفسهم ولا أولادهم ولا جيرانهم، ولا يأمرون الناس عامةً في المجتمع، فإن الله تعالى يحرمهم من إجابة الدعاء.




العمرة بعد ليلة السابع والعشرين
السؤال: أنا إمام مسجد أريد أن أختم القرآن في صلاة التراويح في المسجد في ليلة السابع والعشرين، وبعد ذلك أعتمر، علماً بأنه لا يوجد في المسجد من يسد محلي فما رأيك في ذلك؟

الجواب: لا حرج في ذلك؛ لأنك إذا خرجت بعد ليلة السابع والعشرين فلا أظن أنك تعتمر وتعود بعد ذلك.



اعتكاف يوم



السؤال: رجل أراد أن يعتكف يوماً واحداً فهل هذا صحيح، علماً بأنه يدخل قبل أذان الفجر ثم يخرج من معتكفه بعد المغرب، فهل هذا يكون يوماً؟

الجواب: بالنسبة لمن أراد أن يعتكف يوماً فلا حرج في ذلك، كما في الصحيح أن عمر نذر في الجاهلية أن يعتكف يوماً وليلة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {أوف بنذرك} وإذا أراد أن يعتكف يوماً وليلة فيدخل المعتكف من حين الوقت الذي نوى فيه، فإن نوى ليلة دخل قبل الغروب، وإن نوى يوماً دخل قبل الفجر، وإن نوى يوماً وليلة دخل قبل الغروب أيضاً.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 06-03-2023, 11:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(17)


مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان
الوقفة السابعة عشرة: مع الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان:
صيام النبي صلى الله عليه وسلم لعاشوراء
وذلك {حين قدم المدينة فوجدهم يصومون عاشوراء، فسأل عن سبب صيامه فقيل: يوم نجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه، فقال: نحن أحق بموسى منهم، فصامه وأمر بصيامه}.
حتى قال جماعة من أهل العلم: إنه كان واجباً، وثبت في صحيح مسلم من حديث الربيّع أنها قالت: {كنا نصوم عاشوراء ونُصَوِّم صبياننا، حتى يبكي أحدهم على الطعام فنعطيه اللعبةً من العهن يلعب بها حتى يكون عند الإفطار، وقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى القرى التي حول المدينة: من أصبح صائماً فليصم، ومن أصبح مفطراً فليتم بقية يومه فلما فرض رمضان كان يوم عاشوراء سنة من شاء صامه ومن شاء لم يصمه}.

وأول ما فرض رمضان كان على التخيير، إن شاء صام وإن شاء أطعم، ثم ألزم الناس بالصيام قال الله: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة:185] وصار الإطعام للشيخ الكبير والمريض، والمرضع والحامل إذا خافتا ومن في حكمهما، لكن كان الإنسان إذا أفطر في المغرب ثم نام العشاء -مثلاً- لا يجوز له أن يأكل، وفي صحيح البخاري أن رجلاً من الأنصار كان يعمل طيلة النهار في مزرعته، فلما جاء الليل قال لزوجته: هل عندك شيء؟


قالت: لا، لكن أذهب أبحث لك، فذهبت تبحث له عن طعام فلما جاءت وجدته نائماً، فقالت له: ياخيبةً لك! لأنه نام ومعنى ذلك أنه لا يجوز له بعد نومه أن يأكل شيئاً، وكان متعباً، فلما كان في النهار أغمي على هذا الرجل لشدة الجوع والتعب والإعياء، فنـزلت الرخصة، وأذن الله تعالى للمسلمين أن يأكلوا ويشربوا حتى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، واستقرت الشريعة على ذلك.
وكانت فريضة رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وصام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات، وكان عليه الصلاة والسلام يكثر من العبادة في رمضان، حتى إنه ربما واصل اليومين والثلاثة لا يأكل خلالهما تفرغاً للعبادة، فلما واصل أصحابه قال: {إني لست كهيئتكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقين} وقد تكلم الإمام ابن القيم في زاد المعاد في أول الجزء الثاني عن هذا الحديث، وفصل وبين ما معنى قوله: "يطعمني ويسقيني" بما لا داعي لذكره هاهنا لضيق الوقت، والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل في رمضان ليتفرغ لعبادة ربه، وكان يكثر من قراءة القرآن، كما سبق أنه كان مع جبريل يدارسه القرآن.


من أحواله صلى الله عليه وسلم في رمضان
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يفطر يعجل في الإفطار، فيفطر قبل صلاة المغرب ثم يصلي، وكان يؤخر السحور أيضاً، فيتسحر ثم لا يكون بين سحوره وصلاة الفجر إلا وقت يسير.
وسافر النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان أسفاراً، منها سفر لغزوة بدر، ومنها سفر لفتح مكة وغيرها، فربما صام وربما أفطر في سفره عليه الصلاة والسلام، ففي صحيح مسلم عن أبي الدرداءقال: {كنا في سفر، في يوم شديد الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة} وفي السنن عن ابن عباس بسند صحيح، أنه قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع صيام أيام البيض في حضر ولا سفر} وربما أفطر صلى الله عليه وسلم في سفره، فكان يفعل هذا تارةً وهذا تارة، وأمر أصحابه مرة بالفطر، ولما أصر بعضهم على الصيام قال: {أولئك العصاة أولئك العصاة} كما في صحيح مسلم.


ومما حدث له عليه الصلاة والسلام في رمضان أنه كان يزداد جوده، كما ثبت في حديث ابن عباس كما سبق، ومن الأحكام التي بينها صلى الله عليه وسلم بفعله: أنه كان يدركه الفجر وهو جنب ثم يغتسل ويصوم كما ذكرت عائشة.
اقتناء الخادمة بغير محرم



السؤال: أهلي سوف يسافرون إلى العمرة وعندنا خادمة، وذهابها معهم أصلح من مكوثها في هذا البلد؟



الجواب: يعني هما أمران أحلاهما مر، لكن عليك أن تبين لأهلك أن اقتناءهم لهذه الخادمة وهي بدون محرم أمر خطير ينبغي أن يصحح.
أصح الأذكار بعد الوتر

السؤال: ما هو أصح حديث يقال بعد نهاية صلاة الوتر؟

الجواب: أصح الأذكار التي وردت بعد الوتر، ما ثبت في سنن أبي داود، وسنن النسائي، ومسند الإمام أحمد وغيرهم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من الوتر قال: {سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس يمد بالثالثة صوته}.
أصح ما يقال بعد الإفطار



السؤال: ما أصح ما يقال بعد الإفطار؟
الجواب: الحمد لله، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى، ثم يدعو بما أحب.
الموقف من المنكرات



السؤال: يزداد الإيمان في هذا الشهر عند بعض الشباب، فنجد الشاب يقول: ما هو موقفي أمام ما أرى من المنكرات؟

الجواب: موقفه أن يعمل على تغييرها ما استطاع: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان}.
الحكمة من العيد بعد الصيام


السؤال: ما الحكمة من جعل العيد بعد الانتهاء من صيام شهر رمضان؟

الجواب: لشكر الله تعالى على إكمال عدة الشهر، كما قال الله تعالى:
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 06-03-2023, 11:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(18)
السواك وأحكامه



الوقفة الثامنة عشرة: تتعلق بالسواك.
والسواك مشروع في كل وقت، خاصة في المواضع التي ورد النص عليها، وهي ستة مواضع.
مواضع السواك


أولاً: عند الصلاة.ثانياً: عند الوضوء.ثالثاً: عند دخول المنـزل.رابعاً: عند الاستيقاظ من النوم. خامساً: عند قراءة القرآن.سادساً: عند تغير رائحة الفم.
مشروعية السواك وأدلته

وأدلة ذلك كثيرة ثابتة في السنة، منها: حديث أبي هريرة في الصحيحين {لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة} وفي لفظ: {عند كل وضوء}.
ومنها: قول عائشة وقد سئلت: {بأي شيءٍ كان يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك}.
ومنها: قول حذيفة: {أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قام من الليل كان يشوص فاه بالسواك}.
ومنها: قوله عليه صلى الله عليه وسلم: {السواك مطهرة للفم مرضاة للرب} إلى غير ذلك من الأدلة.


فينبغي للمسلم أن يتعاهد السواك في كل وقت، خاصةً في هذه الأوقات، قبل الزوال وبعده، فإن القول الصحيح أن السواك مشروع للصائم قبل الزوال وبعده، عند الوضوء والصلاة، وعند دخول المنـزل، وعند قراءة القرآن، وما أشبه ذلك، هذا هو القول الراجح، لأن قوله عند كل صلاة وعند كل وضوء؛ يشمل ما قبل الزوال وما بعده.
أما الأحاديث الواردة في المنع كحديث علي: {استاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي} فهو ضعيف، بل هو ضعيف جداً، ومثله: {رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يحصى يستاك وهو صائم} فهو ضعيف أيضاً؛ لكن الصحيح أن السواك مشروع للصائم كما هو مشروع لغير الصائم، قبل الزوال وبعد الزوال.


الاعتكاف ساعة
السؤال: هل يجوز أن يعتكف المسلم ولو ساعة واحدة؟
الجواب: لم ينقل هذا عن السلف، وعلى القول بأنه لا بد من الصيام في الاعتكاف، فلا إشكال أن أقل الاعتكاف يوم، لكن عند الحنابلة وبعض الشافعية أنه يجوز أن يعتكف ولو ساعة، قال الشافعية ولو لحظة، لكن هذا لم ينقل عن السلف، ولذلك الظاهر -والله تعالى أعلم- أنه لا ينبغي أن ينوي الإنسان نية الاعتكاف إذا أراد أن يدخل للصلاة وما أشبه ذلك.
الصلاة عند طلوع الشمس في صبح ليلة القدر
السؤال: إذا كان في الأيام العادية، فإن الشمس تطلع بين قرني الشيطان، ولا يجوز الصلاة عند ذلك، فأما في صبيحة ليلة القدر فلا تخرج الشمس بين قرني الشيطان، فهل يجوز أن نصلي في تلك الصبيحة؟





الجواب: السؤال هذا -سبحان الله!- انقدح في ذهني أنه سوف يأتي إلى وأنا أقرأ الحديث في مسند الإمام أحمد، لكن أقول: إن صح الحديث فيقال: إن صبيحة تلك الليلة لا يكون وقت طلوع الشمس فيها وقت نهي، لكن الحديث فيه ضعف، فهذا الأمر الذي انفرد به لا يبنى عليه حكم، وبناءً عليه أقول: صبيحة ليلة القدر كغيرها، وقت طلوع الشمس فيها وقت نهي.
ليلة القدر علمها عند ربي
السؤال: هل تحسب ليلة القدر إذا تقدم الشهر أو تأخر؟
الجواب: ليلة القدر علمها عند ربي، إنما على العبد أن يتحراها ويحرص على الإخلاص وكثرة العبادة فيها.
اعتزال النساء في العشر الأواخر للمعتكف

السؤال: هل اعتزال النساء في العشر الأواخر من تطبيق السنة؟
الجواب: نعم، لمن كان يريد أن يعتكف.
الخروج من المعتكف للحاجة
السؤال: ما حكم من يخرج من المسجد الحرام لتناول الطعام وقضاء الحاجة؟
الجواب: لا بأس أن يخرج المعتكف، لأكل الطعام وقضاء الحاجة، ولا يلزمه أن يذهب إلى بيت صديقه القريب، لكن لا بأس أن يذهب إلى شقة -مثلاً- إن استأجرها أو ما أشبه ذلك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 07-03-2023, 09:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله


وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(19)

وقت المسلم في رمضان





الوقفة التاسعة عشر: وقت المسلم في رمضان.


ووقت المسلم عموماً ثمين، وفي رمضان خاصةً أثمن وأعظم، ولذلك فإنني أنبه على بعض النقاط المتعلقة بأوقاتنا في رمضان.
سهر الليل
بعض الناس يسهرون الليل كله وهذا خطأ، ولابد أن يجعل الإنسان له جزءً من الليل ينام فيه، لأن نوم الليل لا يقابله شيء من نوم النهار، وساعة أو ساعتين ينامها الإنسان في الليل يعوضان البدن خيراً كثيراً، هذه ملاحظة.
استغلال الوقت في قراءة القرآن








الملاحظة الثانية: ينبغي لكل إنسان أن يستغل وقته في قراءة القرآن.






فإن كان جالساً وقرأ من المصحف فهذا حسن، وإلا قرأ من حفظه وهو ذاهب آيب، في السيارة أو مكان العمل، أو في أي مكان يكون فيه، فينبغي أن يغتنم الإنسان هذه الفرصة ويكثر من تلاوة القرآن وترديده، ويحرص على أن يختمه -إن أمكن- كل أسبوع، أو كل ثلاثة أيام، أو كل عشرة أيام، وأضعف الإيمان -وأنا أعتبر أن هذا من التفريط- أن لا يختم الإنسان في رمضان إلا مرة واحدة.
ضرورة تجنب مجالس اللغو







الملاحظة الثالثة: تجنب مجالس اللغو.




فبعض الشباب بعد التراويح، بل ربما لا يصلون التراويح، يخرجون في دورات أو في سهرات، أو يجلسون عند بعضهم، ويتبادلون أطراف الحديث، وربما يكثر عندهم الهرج والمرج، والقيل والقال، وتبادل النكت والضحك، ويبالغون في ذلك، وقد يقعون في الغيبة والنميمة وقول الزور وما أشبه ذلك، وهذا لا يليق بالمسلم عموماً خاصةً في هذا الشهر الكريم، وما بال الإنسان يحصل على شيء من الحسنات ثم يتفرغ بعد ذلك لإتلافها بالمعاصي والموبقات!
رمضان ليس فرصة للعب
نوم النهار







من الملاحظات: أن كثيراً من الشباب يقضون سحابة نهارهم في النوم، فإذا كان يسهر في الليل فبعد صلاة الفجر يذهبون للتفحيط بالسيارات، وقد وجدتهم، فبدلاً من أن يجلسوا مع المسلمين في مساجدهم حتى ترتفع الشمس، ثم يصلون ركعتين، فينالون الأجر الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث عدة حيث يقول: {من صلى الفجر ثم جلس حتى تطلع الشمس وصلى ركعتين كان كأجر حجة وعمرة تامةً تامةً تامة} يذهبون فيقضون ما بعد الفجر إلى ارتفاع الشمس في التفحيط والضحك واللعب، ثم إذا ارتفعت الشمس ناموا، حتى يأتي وقت العمل أو وقت الدراسة، فيذهبون مضطرين، ثم يعودون لمواصلة النوم إلى وقت الغروب.
وهذه مشكلة كبيرة ينبغي تلافيها، فإن الإنسان إذا كان مضطراً إلى أن يقضي جزءاً من نهاره في الدوام، معنى ذلك أنه لابد أن يخصص جزءاً طيباً من الليل للنوم، حتى يكون نهاره معتدلاً، فيستطيع أن يجلس ويصلي الصلوات مع الجماعة، ويبكر إلى المسجد، ويجلس بعض الوقت في النهار ليقرأ القرآن وما أشبه ذلك.
وبعض الإخوة ينامون حتى في الدوام، إن كان طالباً فهو ينام في الفصل، وإن كان موظفاً فهو ينام في وقت الدوام، ولا شك أن الراتب الذي أعطي له ليس مقابل نومه على مكتبه؛ وإنما أعطي مرتبه ليخدم المراجعين، ويقوم في مصالح المسلمين، فلا يجوز للإنسان أن يقضي وقت دوامه في النوم.



الدعوة هي السبيل


السؤال: يتكاثر الشباب على الأرصفة على أمور لا خير فيها، فما هو السبيل لعلاج هذه الظاهرة؟
الجواب: السبيل هو أن يقوم الشباب المهتدي بحملة في الدعوة إلى الله عز وجل، وصحبة هؤلاء، ونشر العلم النافع بينهم، بواسطة الشريط والكتاب والصحبة والكلمة الطيبة، وغير ذلك من الوسائل.
الإحرام بالنسبة للحائض



السؤال: حجزت في الطائرة للذهاب للعمرة يوم الثلاثاء بعد غد على أساس أن زوجتي قد تكون طهرت من الحيض، ولكن إلى الآن لم تطهر، فما الحكم في الإحرام للمرأة الحائض، وما هو العمل عند الوصول إلى المحرم؟

الجواب: إذا وصلت إلى المحرم فتحرم زوجتك كغيرها وإن كانت حائضاً، فتغتسل وتلبس ثياب الإحرام وتلبي بالعمرة، لكنها لا تقضي مناسك العمرة حتى تطهر، فتعتمر أنت وتطوف وتسعى وتقصر، ثم تنتظر زوجتك حتى تطهر فإذا طهرت اعتمرت.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 07-03-2023, 09:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(20)

المرأة في رمضان




الوقفة العشرون: المرأة في رمضان.
المرأة كالرجل في رمضان فهن شقائق الرجال، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما يقال في الرجل يقال في المرأة، وهي مطالبة كالرجل بقراءة القرآن والصيام والقيام، والنفقة في سبيل الله والدعاء، إلى غير ذلك من الطاعات والقربات، لكن أشير إلى بعض النقاط الخاصة بالمرأة:
الحائض والنفساء في رمضان

فمن ذلك أن الحائض والنفساء لا تصلي ولا تصم، ولكنها تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها.
ومما يخفى على بعض النساء أن إحداهن قد تستخدم حبوب منع العادة، أو منع الحمل، وهذه -وإن كنت لا أنصح باستخدامها- في كثير من الحالات تكون ضارةً بالمرأة، إلا أن بعض النساء تستخدمها رغبةً في الصلاة مع المسلمين والصيام معهم، أو لأنها تريد أن تعتمر، أو لأن عادتها تختلف وتضطرب في رمضان، فتأتي يوماً وتذهب يوماً، فتستخدم هذه الحبوب حتى تنتظم العادة وتسلم من الحرج، وربما تظن بعض النساء أنها إذا توقفت عنها العادة بسبب هذه الحبوب فإنها تقضي هذه الأيام فيما بعد، مع أنه لا قضاء عليها، فمادامت قد طهرت ثم صلت وصامت، فإنه لا قضاء عليها.
ضوابط خروج النساء إلى المساجد




وكثير من النساء يرتدن المساجد لصلاة التراويح والقيام، وهذا أمر لا بأس به -وإن كانت صلاتها في بيتها أفضل- لكن إذا جاءت إلى المسجد لأنها تنشط، أو لأنها لا تقرأ القرآن جيداً، أو لأنها تستعين بالجماعة على القيام فلا بأس بذلك، ولكن يجب أن تأتي بالصفة الشرعية، فلا يجوز أن تخرج المرأة متعطرة متطيبة متزينة، ولا أن تخضع بالقول أو ترفع صوتها، أو تؤذي الناس بشيء من ذلك، وبعض النساء تتبخر في بعض المساجد، وهذا من الطيب الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم. كما أن رفع النساء لأصواتهن في المساجد أمر مذموم، وقد يتأذى به الرجال ويسمعونه في كثير من المساجد.
وفرصة وجود المرأة في المسجد فرصة نادرة، ينبغي أن يستثمرها الأئمة والمحدثون في الكلام عن موضوعات تخص المرأة، في أحكام، وآداب، وتوجيه، وترغيب، وترهيب، فإن النساء قل ما تصل إليهن الموعظة، وخروجهن في رمضان أمر معروف مستقر، فينبغي استثماره بالحديث في موضوعات تخص المرأة وتتعلق بها، وأن يوجه الحديث إلى النساء على الأقل في بعض الأيام.


عدم الغفلة عن الصبيان
وينبغي عدم الغفلة عن الصبيان، فإن المرأة إذا ذهبت تصلي قد تغفل عن أطفالها، فقد تصيبهم آفة دنيوية من خطف لا قدر الله أو غير ذلك، وقد يضرونه، فربما يكون لعب الأطفال بعضهم مع بعض، وبينهم ناس كبار في سن الخامسة أو السادسة عشرة، وربما العشرين أحياناً، وهذه قد تكون فرصةً لبعض الخبثاء، فيروجون المخدرات ويدربون هؤلاء عليها، أو على التدخين، أو على بعض العادات السيئة، أو على اللواط أو غير ذلك، فمن الخطأ أن تشتغل المرأة أو الرجل بنافلة، ويغفلون عن فريضة وواجب في رعاية أطفالهم.
الغيبة والحذر منها
من الأخطاء التي ينبغي أن تحذر المرأة منها عموماً وفي رمضان خصوصاً: الغيبة، فإن الغيبة ذنب عظيم، بل ذكر القرطبي أن الإجماع قائم على أنها من كبائر الذنوب، قال الله عز وجل: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً [الحجرات:12].




النية في الصوم


السؤال: ما حكم من لم ينتبه من النوم إلا بعد الساعة التاسعة تقريباً من النهار، هل عليه قضاء هذا اليوم؟
الجواب: ما دام نوى الصيام في تلك الليلة فلا قضاء عليه.
الأكل في حال الشك




السؤال: ما حكم من أكل شاكاً في طلوع الفجر؟
الجواب: صومه صحيح.
الطهارة لمس المصحف


السؤال: هل يجوز مس مصحف على غير طهارة؟
الجواب: الصحيح الذي عليه جمهور الأئمة الأربعة وغيرهم؛ أنه لا يجوز مس المصحف مباشرة إلا للمتوضئ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 206.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 200.41 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]