قصص التائبين والتائبات - الصفحة 26 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-02-2013, 09:03 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,040
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

باب التوبة


هذه الأحاديث أخذت من كتاب " رياض الصالحين " :

قال العلماء: التوبة واجبة مِنْ كل ذنب. فإن كانت المعصية بين العبد وبين اللَّه تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط: أحدها أن يقلع عَنْ المعصية، والثاني أن يندم عَلَى فعلها، والثالث أن يعزم أن لا يعود إليها أبدا؛ فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته. وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة وأن يبرأ مِنْ حق صاحبها. فأن كانت مالا أو نحوه رده إليه، وإن كان حد قذف ونحوه مكنه مِنْه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله مِنْها. ويجب أن يتوب مِنْ جميع الذنوب، فإن تاب مِنْ بعضها صحت توبته عند أهل الحق مِنْ ذلك الذنب وبقى عليه الباقي. وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة عَلَى وجوب التوبة.

قال اللَّه تعالى (النور 31): {وتوبوا إِلَى اللَّه جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.

وقال تعالى (هود 3): {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه}.

وقال تعالى (التحريم 8): {يا أيها الذين آمنوا توبوا إِلَى اللَّه توبة نصوحا}.

13 - وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <واللَّه إني لأستغفر اللَّه وأتوب إليه في اليوم أكثر مِنْ سبعين مرة> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

14 - وعَنْ الأغر بن يسار المزني رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <يا أيها الناس توبوا إِلَى اللَّه واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

15 - وعَنْ أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لله أفرح بتوبة عبده مِنْ أحدكم سقط عَلَى بعيره وقد أضله في أرض فلاة> مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية لمسلم <لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه مِنْ أحدكم كان عَلَى راحلته بأرض فلاة فانفلتت مِنْه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس مِنْ راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال مِنْ شدة الفرح: اللَّهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ مِنْ شدة الفرح> .

16 - وعَنْ أبي موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن اللَّه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس مِنْ مغربها> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

17 - وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من تاب قبل أن تطلع الشمس مِنْ مغربها تاب اللَّه عليه> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

18 - وعَنْ أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يقبل توبة العبد ما لم يغرغر> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وقال حديث حسن.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-02-2013, 08:10 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,040
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

المواقع الاباحية....دمرتني


انا شاب عمري الان 27 سنة دمرتني والله دمرتني المواقع الجنسية ...

كلما اتوب واستغفر الله بعد مشاهدتي لهذه المواقع اعود وازورها واتصفحها مرة اخري ...

ويعود الندم والتوبة من جديد لدرجة انني احضرت المصحف للاسف لاكثر من 5 مرات وحلفت يمين الا أزور تلك المواقع الخبيثة النجسة التي دمرتني ودمرت صحتي ونشاطاتي ...



أنا الان مع قدوم رمضان اعلنها عهد نهائي مع الله تعالي الا أزور تلك المواقع مع انني بحمد الله متزوج زوجة اجمل من كل التي في المواقع .. لكن الشيطان حي يزين لي النساء التي في الانترنت .. لدرجة انني لا اقرب زوجتي كثيرا ... وبحمد الله الله مكرمني بطفلين جميلين جدا وصحتهم ممتازة ولكنني للأسف لا أقدر نعمة الله علي ولا نعمة الزواج ... ..


نعم دمرتني تلك المواقع

.. فانا منذ بداية تصفحي لهذه المواقع قبل حوالي 8 سنوات تدنت علاماتي بالجامعة وقمت باعدة الكثير من الموادوالمقررات وتأخر تخرجي من الجامعة فمن المفترض ان أنهي دراستي الجامعية خلال 4 سنوات او اقل . ولكنني استمريت بالجامعة لمدة 6 سنوات ونصف !!

كل ذلك بسبب المواقع الجنسيةو وغضب الله تعالي عني ...

وبعد تخرجي لحتي الان كل مشروع اعمله يفشل ....... انا متأكد انه بسبب المواقع الجنسية والافلام ...

حتي انني لحتي الان ليس بيدي اي خبرة او مهنة وزوجتي التقية الطاهرة ( تصبرني ) وهي لا تعرف سبب فشلي في الحياة المهنية .. لا تعرف لحتي الان انني اتصفح المواقع هذه ..

وهي متفوقة في دراستها وتقية وتحافظ علي الصلوات جيدا وخلوقة وحنونة ولكني لا استاهل تلك الزوجة

..نعم انا طيب معها وحنون ايضا واعاملها بكل حب مودة وطيلة سنوات زواجنا قبل 3 سنوات لم تمتد يدي عليها ولم اجرحها بكلمة ... وهي فوق هذا كله تعمل مدرسة وتقوم بادارة البيت بنفسها ..

وانا الفاشل (بسبب تلك المواقع ) نعم فاشل

............ لا املك مهنة لحتي الان .........ولا خبرة ...انا لا اعرف كيف اضعت سنوات عمري كثيرا من الشباب في مثل سني لهم ورهم في المجتمع وانجزوا وانا تائه بين وفي هذه النجاسات

... حياتي متخبطة ... فاشلة .... عصبي علي اطفالي وعلي اهلي وعلي الناس ...

لقد قبل حوالي سنة توبة نصوحة واستمريت عليها لاكثر من شهرين تحسنت حالتي بحمد الله وواظبت علي الصلاة وعلي الصوم وشعرت بقربي من الله وشعرت معني الاية القرانية :" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب""

والله يا اخواني فعلا وجدت مهنة وعملت باحدي الشركات براتب ممتاز .. ولكنني باحد الليالي فتحت علي احد المواقع وذلني الشيطان... واذ بعد يوم يناديني مدير الشركة ويقول لي اننا اتفقنا في الاجتماع بين الهيئة الادارية في الشركة عن الاستغناء عن احد المحاسبين بالشركة ..

فعرفت فورا السبب..

وندمت ..وندمت ولكن ما فائدة الندم وايقنت ان السبب المواقع الاباحية ...

وجلست في بيتي ورجعت لحياتي المظلمة ...

ومع انني اردت الاستمرار بالتوبة الا ان الشيطان وسوس لي وفتحت احد المواقع وأثناء تصفحي لتلك النجاسات ..

حدث اجتياح اسرائيلي بمنطقتنا حيث انني اسكن في مدينة نابلس بفلسطين ...

وكانت اصوات الدبابات واليهود حول البيت ... وايقنت انها حملة تفتيش للمنازل واعتقالات حيث كان ليلتها عملية القدس الفدائة التي قام بها احد الشباب بالهجوم علي مدرسة دينية اسرائلية وقتل العديد من الاسرائليين ......

ماذا افعل لن استطيع حتي فتح ضوء الحمام لكي استحم اخاف ان يتم قتلي او اعتقالي وانا نجس وبعد دقائق بدا باب المنزل يطرق بقوة والصهاينة ينادون بالعبرية افتح الباب ... ..

ووقتها نزل ابي من الطابق الذي تحتنا واذا بالجنود الصهاينة لم يصبروا ان يتم فتح الباب واذ بهم يحيطون بالمنزل ويٍألون ابي عندك شباب ؟

وهم يتدافعون بسرعة علي الدرج ..فرد عليهم ابي انه يوجد ابني يسكن بهذه الشقة وقبل ان يجاوبهم كانوا قد كشروا باب شقتي بما يحملونه من مطارق حديدية ووقتها تمنيت لو ان انني كنت اصلي او اسبح او علي الاقل نائم وليس اتصفح مواقع نجسة ...

فاقتادوني وانا (جنب) الي احدي الجيبات وبعد ساعات اوصلوني وانا برفقة العديد من الشبان الي احد مراكز التحقيق وحدث معي تحقيق شديد ما هو انتمائك و..و.و.و.....وتحت الضرب والتهديد والالفاظ النابية وسب الذات الالهية وسب حماس وسب اسماعيل هنية واحمد ياسين رحمه الله-

فكان لي لحية خفيفة ولأكن هذه اللحية لم تكن تدينا فاعتقدوا انني من حماس ..

وبعد التحقيق سحبوني الي زنزاة وهي عبارة عن غرفة صغيرة مساحتها متر في متر .. ومعتمة وحولي صراصير كبية وصغيرة فجلست اصرخ وانادي وجاني احد الجنود وسكب علي المياه المثلجة جدا ..

وقال لي ان لم تسكت سنضربك حتي الموت ونشبحك يا كلب !!

وجلست في هذه الزنزانة المقرفة لمدة ثلاث ايام واخذت افكر في حياتي .. وابكي... لا ابكي لانني ضربت او عذبت او من آثار اصاباتي فقد كانت آلام الندم والام البعد عن الله تعالى اشد واقصى ... وآلام التفكير في حياتي اشد واكبر ايضا ...

حالتي النفسة تعبانة جدا حيث انني لم استحم من يومها _منذا ان كنت اتصفح هذه المواقع- حتيىالدعاء وذكر الله داخل الزنزانة لم الفظه او حتي استحي من الله ان اذكره وانا علي هذه النجاسة

لم اصلي طيلة هذه الفترة حتي رفع يدي الي السماء لم (اجرؤ) علي رفعهما للدعاء.. لانني نجس!

وبعد 3 ايام من العزل جاني احد الجنود وفتح الباب وقال لي سناخذك الان الي غرفة ... وهناك صفعني علي وجهي وقال لي ستمكث هنا ... وكانت عبارة عن غرفة كبيرة نوعا ما بلا تهوية سوي طاقة صغيرة .. محاطة بالاسلاك والحديد ولكنها افضل من الزنزانة وبها 8 معتقلين ..

وبعد ساعة جاء ضابط آخر لاحضار الغداء فقلت له اريد ان استحم .. فوافق بحمد الله وقام بتقيدي ودلني علي الحمام ... وذهبت الي الحمام ... وما ادراكم ما الحمام !! عبارة عن غرفة مساحتها مترين * مترين وبها حفرة لقضاء الحاجة ودوش بالسقف وقال لي معك فقط 5 دقائق وتطلع..

فاغلقت الباب ولم استغرق في الاستحمام سوي دقيقتين من شدة الرائحة الكريهة وخرجت .. وطلبت من احد السجناء ملابس من وراء الباب واحضر لي ..
وصليت بعدها صلاة التوبة وصليت ما فاتني من صلوات واستغفرت الله كثيرا ...

وجلست لوحدي بعد تعرفي علي المعتقلين!(الذين كانوا بالغرفة !!) ...

وجلست افكر في سابقي وفي الايام التي اضعتها في الغفلة وفي مدي النعمة التي كنت فيها وانا لم اشكر الله عليها بل عصيته..

وبعد ايام كان هناك استدعاء لي وامر بالافراج عني وانا الحمد الله حر وتوبت توبة بالسجن والان ومن يوم خروجي من المعتقل قبل حوالي شهرين لم اتصفح تلك المواقع وتغيرت حياتي بفعل هذه التوبة

واقسم لكم انني اصبحت انسان آخر .....

حياتي عفيفة لا اقرب الا الحلال ..... وموقعكم هذا ساعدني كثيرا علي تثبيت توبتي ..*

** ونصيحة لكل الشباب الذين يزورون تلك المواقع لا فائدة منها كلها تؤدي الي الدمار والهلاك والفشل والكآبة والعصبية و....و..و..و.و..و.
لا يوجد اجمل من الحياة النقية الطاهرة في رحاب كتاب الله ..به السكينة والطمأنينة

وادعوا لي بالثبات

عرفت قيمة الزوجة... قيمة البيت... قيمة الحرية....****

بل قيمة الاوقات والسنوات التي اضعتها في الغفلة والنجاسة والكآبة ..قيم ان اداعب طفلي الذي كنت اتصفح تلك المواقع اخرجه احيانا من الغرفة حتي لا يشاهد شئ...





**اللهم تب علي يا تواب يا رحيم ..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-02-2013, 08:59 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,040
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

أصبح من العلماء بدعاء الأم


قبل عدة عقود من السنين ( أيام الجوع والمرض والفقر ) أصيب طفل بداء الجدري الذي كان منتشراً في تلك الأيام والذي كان لا يمكن علاجه في ذلك الزمن , وكان أهله لا يملكون إلا أن يصبروا ويحتسبوا ما أصاب ابنهم .

وفي أحد الأيام لاحظت الأم أن ابنها يمشي وهو ممسك بجدران الغرفة حينها أدركت الأم الحنون أن الجدري قد أصاب بصر ابنه وقرة عينها وفلذة كبدها , وكانت الأم تستند إلي عقيدة صافية وإيمان قوي وراسخ فما جزعت ولا صرخت ولا تسخطت بل حمدت الله وأثنت عليه ثناء عطراً وذهبت وتطهرت وتوجهت إلي مصلاها وصلت لله ركعتين أطالت سجودها وهي تقول يارب إذا عميت بصره فلا تعمي بصيرته اللهم فقه في دينك واجعله من حفظة كتابك وأطالت الدعاء والبكاء بين يدي الله وهي تتذلل وتتوسل لرب العالمين وأرحم الرحمين ألا يخذلها وأن يستجيب دعائها ..


نشأ الطفل وترعرع في كنف أمه الصبور الشاكرة فحفظ القرآن الكريم كاملاً وهو دون العاشرة وبدأ في حفظ كتب الحديث والتفسير ومتون الفقه والسيرة..

وأظهر نبوغاً غير عادي حتى أصبح عالماً من كبار العلماء المعروفين بل أخرج الله من صلبه أربعة من حفظة كتاب الله أصبح أحدهم أيضاً مثل أبيه من كبار العلماء الذين يشار لهم بالبنان ..


وهو الآن حي يرزق وقد رحل والده إلي بارئه وقد ترك سيرة حميدة وذرية صالحة وعلماً نافعا بفضل ثم بفضل دعوة تلك الأم الصابرة المحتسبة التي صدقت الله فصدقها ولم تيأس من رحمته وكرمه وفضله فعوض الله صبرها وجعل ابنها خيراً من كثير من المبصرين فالحمد لله علي نعمه وفضله ..


من فوئد القصة : ـ

ـ إنما الصبر يكون عند الصدمة الأولي .

ـ الفزع للصلاة واللجوء إلي الله عند وقوع البلاء .

ـ التسليم المطلق لقضاء الله وقدره مع الأخذ بالأسباب .

ـ إحسان الظن بالله جلا وعلا .

ـ للصبر ثمرات سيجنيها الإنسان ولابد .


من كتاب (لا تيأس ) بتصرف
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-02-2013, 07:21 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,040
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

قصة صورة



حدثني صاحبي أنه جاءه زميل له يحمل في يده مظروفًا، وعرض عليه مشكلة ذلك المظروف الذي وصفه بأنه يحمل المعاناة! ويحمل الهم! ويحمل العار أيضًا.

فتح المظروف وأخرج منه صورة وناولني إياها، يقول صاحبي: أمسكت بالصورة بين يدي وقلت: هل هذا أخوك؟ بل ولقرب الشبه كأنه هو لولا فارق العمر، فهز رأسه بالرفض، قلت له: ابن أخيك، ابن عمك؟ فكان يجيب وملامح الألم تبدو في تقاسيم وجهه، ودمعة سقطت فانتفضت من الداخل، وفهمت أن في الأمر شيئًا لم يخرج حتى الآن.

اعتدلت وسألته: إذن من هو، فأنا أعلم أنك لم تتزوج، وإلا قلت أنه ولدك؟ أشاح بوجهه ومسح عينيه التي انسابت منها الدموع ثم قال: هنا المصيبة، هنا الألم، هنا الجرح الذي لا يمكن أن يندمل مدى الحياة، هنا المعاناة والعناء..

قلت: قف! فلا بد أن هناك حديثًا لم يبث بعد.

قال: نعم! ثم صمت فترة قال بعدها: سافرت إلى الخارج بحثًا عن المتعة مع بعض أصدقاء الرذيلة ووصلنا إلى هناك فوجدنا ما كنا نريد من عبث ولهو وفسق، غرقنا في ذلك المستنقع الوحل، ثم عدنا بعد أن قضينا ما كنا نظن أنه متعة.

ومرت الشهور وإذا المظروف يصلني ومعه هذه الرسالة تبين فيها قصة هذه الصورة، ولعلك تلاحظ الشبه بيني وبين صاحب هذه الصورة، فهل أجد لديك الحل؟.

قال صاحبي: فما مني إلا أن ضربت بكفي على جبيني ودارت في ذاكرتي صور مفزعة وتولدت منها أسئلة كثيرة: ما هو مصير هذا الطفل؟ لمن ينتسب هذا الوالد؟ عندما يعلم أن الشرع يمنع أن ينتسب ابن الزنا.. كيف تكون حياته عندما يعلم عن هذه الحادثة بعد أن يكبر ويصبح رجلاً يبحث عن انتماء؟.

ماذا لو وضعت هذه النطفة في حلال ثم جاءه مثل هذا الولد الكثير الشبه به، وأصبح ابنًا بارًا يخدمه في حياته ويدعو له بعد مماته؟. أسئلة متعددة دارت خلال ثوان.

ثم التفتُ إليه وقلت له: بما أن وجود هذا الولد جاء نتيجة لممارسة خاطئة فليس لك فيه أي علاقة ولا نسب، ولا يجوز أن تنسبه إليك وكأنه لم يكن، ولا تُمت له بعلاقة ..

طأطأ رأسه وأخفى غصة تصعد وتهبط في حلقه.. ثم أدار لي ظهره وتركني..
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20-02-2013, 07:27 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,040
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

قالت يارسول الله أصبت حدا فطهرني


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جلس الرسول – صلى الله عليه وسلم – يوما في المسجد وأصحابه حوله جلس كالقمر وسط النجوم في ظلام الليل يعلمهم يؤدبهم يزكيهم . .
اكتمل المجلس بكبار الصحابة وسادات المهاجرين والأنصار وبالأولياء والعلماء . .
وإذا بامرأة متحجبة تدخل باب المسجد . .
فسكت عليه الصلاة والسلام ، وسكت أصحابه. . وأقبلت رويدا. . تمشي وجلا وخشية. . رمت بكل مقاييس البشر وموازينهم. . تناست العار والفضيحة. . لم تخش الناس. . أو عيون الناس. . وماذا يقول الناس. . أقبلت تطلب الموت. . نعم تطلب الموت. . فالموت يهون إن كان معه المغفرة والصفح. . يهون إن كان بعده الرضا والقبول.
حتى وصلت إليه عليه الصلاة والسلام. . ثم وقفت أمامه. . وأخبرته أنها زنت ؟ ؟ ؟
وقالت: يارسول الله أصبت حدا فطهرني . .
ماذا فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
هل استشهد عليها الصحابة ؟ ؟
هل قال لهم: اشهدوا عليها ؟ ؟
لا. . .
احمر وجهه حتى كاد يقطر دما. . ثم حول وجهه إلى الميمنة وسكت كانه لم يسمع شيئا. .
حاول الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن ترجع المرأة عن كلامها. . ولكنها امرأة رسخ الإيمان في قلبها وفي جسمها. . حتى جرى في كل ذرة من ذرات هذا الجسد. .
قالت: أراك يارسول الله تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك. . فوالله إني حبلى من الزنا. . ؟ ؟
فقال: اذهبي حتى تضعيه.
ويمر الشهر تلو الشهر. . والآلام تلد الآلام. . حملت طفلها تسعة أشهر. . ثم وضعته. . وفي أول يوم أتت به وقد لفته في خرقة. .
وقالت: يارسول الله طهرني من الزنا. . ها أنا ذا وضعته فطهرني يارسول الله. . فنظر إلى طفلها. . وقلبه يتفطر عليه ألما وحزنا. . لأنه كان يعيش الرحمة للعصاة. .
قال بعض أهل العلم: بل هو – صلى الله عليه وسلم – رحمة حتى للكافر. .
من يرضع الطفل ويقوم بشؤونه إذا أقام الحد عليها وماتت ؟ ؟
فقال: ارجعي وأرضعيه فإذا فطمتيه فعودي إلي ، فذهبت إلى بيت أهلها. . فأرضعت طفلها. . وما يزداد الإيمان في قلبها إلا رسوخا كرسوخ الجبال. .
وتدور السنة تعقبها سنة. . وتأتي به في يده خبزاً يأكلها. . يارسول الله قد فطمته فطهرني. .
عجبا لها ولحالها ؟ ؟ ؟ أي إيمان هذا الذي تحمله. . ماهذا الإصرار والعزم. . ثلاث سنين تزيد أو تنقص. . والأيام تتعاقب. . والشهور تتوالى. . وفي كل لحظة لها مع الألم قصة. . وفي عالم المواجع رواية.
ثم أتت بالطفل بعد أن فطمته. . وفي يده كسرة خبز. . وذهبت إلى الرسول – عليه الصلاة والسلام –
قالت: طهرني يارسول الله. . فأخذ – صلى الله عليه وسلم – طفلها وكأنه سل قلبها من بين جنبيها. . لكنه أمر الله. .
قال عليه الصلاة والسلام: من يكفل هذا وهو رفيقي في الجنة كهاتين.
ويؤمر بها فتدفن إلى صدرها ثم ترجم. . فيطيش دم من رأسها على خالد بن الوليد. .فسبها على مسمع من النبي – صلى الله عليه وسلم- فقال عليه الصلاة والسلام: مهلا يا خالد والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه. .
وفي رواية أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر- رضي الله عنه- :تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت ؟ ؟
فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى ؟ ؟

سبحان الله. . مالذي جعلها تفعل هذا كله ؟ ؟
إنه الخوف من الله. . إنها الخشية التي لم تزل بتلك المؤمنة حين وقعت في حبائل الشيطان. . واستجابت له في لحظة ضعف. . نعم أذنبت. . ولكن قامت من ذنبها بقلب يملأه الإيمان. . ونفس لسعتها حرارة المعصية. . نعم أذنبت. . ولكن قام في قلبها مقام التعظيم لمن عصت. . إنها التوبة. . نعم إنها التوبة. .
ووالله ما سقت لكي أختي المسلمة هذه القصة تهيجا لعواطفك. . ولا استدرارا لدمعتك. . أو استثارة لمشاعرك. . كلا. . كلا. .
ولكن لتعلمي أن لهذا الدين أبطالا يحملون. . يضحون من أجله. . ويسكبون دماءهم. . ويقطعون أجسادهم. .

ولئن كان كفار الأمس أبو جهل وأمية. . عذبوا بلالا وسمية. . فإن كفار اليوم لا يزالون يبذلون. . ويخططون ويكيدون. . في سبيل أن يسلبوا عزك وشرفك. . فاحذري من أن تكوني فريسة لتلك الذئاب البشرية. .
أختاه. . تأملي في قصة هذه المرأة. . كيف جادت بنفسها. . فلله درها ما أعظم ثباتها. . وأكثر ثوابها. .
الله أكبر. . رجمت. . تعبت. . تألمت. .
لكنها استراحت كثيراً. . مضت هذه المرأة المؤمنة إلى خالقها. . وجاورت ربها. . ويرجى أن تكون اليوم في جنات ونهر. . ومقعد صدق عند مليك مقتدر. . وهي اليوم أحسن منها في الدنيا حالا. . وأكثر نعيما وجمالا. .
وعند البخاري أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال:
لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينها ولملأته ريحا. . ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها.
ثبتت على دينها. . برغم الفتنة العظيمة التي أحاطت بها. .

ومن هنا قارني يا رعاك الله بين حال هذه المرأة. . وحال كثير من فتياتنا. . فعجبا والله لفتيات لا تستطيع إحداهن الثبات ولو على إقامة الصلاة. .
عجبا لفتيات لا تستطيع إحداهن ترك المحرمات. . من نظر لتمثيلية ساقطة. . أو أغنية ماجنة. . أو ملبس فاضح. . أو اتصالات ومعاكسات. .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22-02-2013, 03:43 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,040
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

هذه قصتي


من اروع قصص التوبه استمعو لها
محاضره مؤثره ومحزنه


للشيخ يوسف الصالح





.........

.....


...


..

.



باب التوبه مفتوح لاتقنطو من رحمة الله إخواني وأخواتي
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28-02-2013, 04:27 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,040
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

تأخير التوبة، ذنب يجب التوبة منه


بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله رب العالمينوالصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وآله وصحبه والتابعين بإحسان لهم إلى يوم الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(((تأخير التوبة، ذنب تجب التوبة منه)))من أحكام التوبة التي تشتد الحاجة إلى معرفتها ولا يليق بالعبد الجهل بها :-
--أن المبادرة إلى التوبة من الذنب "فرض على الفور"، ولا يجوز تأخيرها.فمتى أخرها "عصى " بالتأخير (أي كان عاصيا بتأخيره للتوبة). فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى ، وهي توبته من تأخير التوبة. وقلّ أن تخطر هذه ببال التائب، بل عنده أنه إذا تاب من الذنب لم يبق عليه شيء آخر ، وفي الحقيقة يكون قد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة، ولا ينجي من هذا إلا : توبة عامة، مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم، فإن ما لا يعلمه العبد من ذنوبه أكثر مما يعلمه، ولا ينفعه في عدم المؤاخذة بها جهله إذا كان متمكنا من العلم (أي: في إمكانه أن يتعلم)، فإنه عاص بترك العلم والعمل، فالمعصية في حقه أشد ، وفي صحيح ابن حبان: أن النبي عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم قال: [ الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل. فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: فكيف الخلاص منه يا رسول الله؟ قال: أن تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم ]فهذا طلب الإستغفار مما يعلمه الله أنه ذنب ولا يعلمه العبد.وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: أنه كان يدعو في صلاته:[اللهم اغفرلي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري ، وما أنت أعلم به مني. اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطأي وعمدي ، وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت إلاهي لا إله إلا أنت ] وفي الحديث الآخر: [ اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله، خطأه وعمده، سره وعلانيته، أوله وآخره]فهذا التعميم وهذا الشمول لتأتي التوبة على ما علمه العبد من ذنوبه وما لم يعلمه.-------------------------------------------------------------------------------------------المرجع:مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين/ المجلد الأول / للشيخ الإمام: ابن قيم الجوزية يرحمه الله بواسع رحمته آمييين يا رب العالمين
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-03-2013, 07:19 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,040
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين


محاضره مؤثره جدا للاخوات التائبات

وأروع مافى داخل المحاضره
قصة فاتنه وعليا
محزنه
الله يتقبل توبة فاتنه
ويجزي عليا خير الجزاء





ملاحظه


...

..


.


باب التوبه مفتوح فلا تقنطو من رحمة الله
مهما بلغت ذنوبكم
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-03-2013, 03:26 PM
الـتائب الـتائب غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
مكان الإقامة: في دمعتي أبكي وفي حياتي أرجو ربي يرحمني
الجنس :
المشاركات: 1,040
الدولة : Yemen
افتراضي رد: قصص التائبين

باب التوبة


هذه الأحاديث أخذت من كتاب " رياض الصالحين " :

قال العلماء: التوبة واجبة مِنْ كل ذنب. فإن كانت المعصية بين العبد وبين اللَّه تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط: أحدها أن يقلع عَنْ المعصية، والثاني أن يندم عَلَى فعلها، والثالث أن يعزم أن لا يعود إليها أبدا؛ فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته. وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة وأن يبرأ مِنْ حق صاحبها. فأن كانت مالا أو نحوه رده إليه، وإن كان حد قذف ونحوه مكنه مِنْه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله مِنْها. ويجب أن يتوب مِنْ جميع الذنوب، فإن تاب مِنْ بعضها صحت توبته عند أهل الحق مِنْ ذلك الذنب وبقى عليه الباقي. وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة عَلَى وجوب التوبة.

قال اللَّه تعالى (النور 31): {وتوبوا إِلَى اللَّه جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.

وقال تعالى (هود 3): {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه}.

وقال تعالى (التحريم 8): {يا أيها الذين آمنوا توبوا إِلَى اللَّه توبة نصوحا}.

13 - وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <واللَّه إني لأستغفر اللَّه وأتوب إليه في اليوم أكثر مِنْ سبعين مرة> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

14 - وعَنْ الأغر بن يسار المزني رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <يا أيها الناس توبوا إِلَى اللَّه واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

15 - وعَنْ أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <لله أفرح بتوبة عبده مِنْ أحدكم سقط عَلَى بعيره وقد أضله في أرض فلاة> مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية لمسلم <لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه مِنْ أحدكم كان عَلَى راحلته بأرض فلاة فانفلتت مِنْه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس مِنْ راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال مِنْ شدة الفرح: اللَّهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ مِنْ شدة الفرح> .

16 - وعَنْ أبي موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن اللَّه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس مِنْ مغربها> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

17 - وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <من تاب قبل أن تطلع الشمس مِنْ مغربها تاب اللَّه عليه> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

18 - وعَنْ أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يقبل توبة العبد ما لم يغرغر> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وقال حديث حسن.

19 - وعَنْ زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أسأله عَنْ المسح عَلَى الخفين فقال: ما جاء بك يا زر؟ فقلت: ابتغاء العلم. فقال: إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب. فقلت: إنه قد حك في صدري المسح عَلَى الخفين بعد الغائط والبول، وكنت امرأ مِنْ أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فجئت أسألك هل سمعته يذكر في ذلك شيئا؟ قال: نعم كان يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين، أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا مِنْ جنابة، لكن مِنْ غائط وبول ونوم. فقلت: هل سمعته يذكر في الهوى شيئا؟ قال: نعم كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في سفر فبينا نحن عنده إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري: يا محمد. فأجابه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نحوا مِنْ صوته <هاؤم> فقلت له: ويحك! أغضض مِنْ صوتك فإنك عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وقد نهيت عَنْ هذا. فقال: واللَّه لا أغضض. قال الأعرابي: المرء يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <المرء مع من أحب يوم القيامة> فما زال يحدثنا حتى ذكر بابا مِنْ المغرب مسيرة عرضه أو يسير الراكب في عرضه أربعين أو سبعين عاما (قال سفيان أحد الرواة: قبل الشام) خلقه اللَّه تعالى يوم خلق السماوات والأرض مفتوحا للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس مِنْه> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وغيره وقال وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.

20 - وعَنْ أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن نبي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا، فسأل عَنْ أعلم أهل الأرض فدل عَلَى راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له مِنْ توبة؟ فقال لا، فقتله فكمل به مائة، ثم سأل عَنْ أعلم أهل الأرض فدل عَلَى رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له مِنْ توبة؟ فقال: نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إِلَى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون اللَّه تعالى فاعبد اللَّه معهم، ولا ترجع إِلَى أرضك فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت؛ فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إِلَى اللَّه تعالى، وقالت ملائمة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم - أي حكماً - فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإِلَى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إِلَى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة> مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية في الصحيح <فكان إِلَى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل مِنْ أهلها>

وفي رواية في الصحيح: <فأوحى اللَّه تعالى إِلَى هذه أن تباعدي وإِلَى هذه أن تقربي وقال قيسوا ما بينهما فوجدوه إِلَى هذه أقرب بشبر فغفر له>

وفي رواية <فنأى بصدره نحوها> .

21 - وعَنْ عبد اللَّه بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ بنيه حين عمي، قال سمعت كعب بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يحدث حديثه حين تخلف عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في غزوة تبوك، قال كعب: لم أتخلف عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك غير أني قد تخلفت في غزوة بدر، ولم يعاتب أحدا تخلف عَنْه، إنما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع اللَّه تعالى بينهم وبين عدوهم عَلَى غير ميعاد، ولقد شهدت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ليلة العقبة حين تواثقنا عَلَى الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس مِنْها. وكان مِنْ خبري حين تخلفت عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عَنْه في تلك الغزوة؛ واللَّه ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة، ولم يكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة، فغزاها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومفازا، واستقبل عددا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم، فأخبرهم بوجههم الذي يريد، والمسلمون مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ (يريد بذلك الديوان) قال كعب: فقل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى ما لم ينزل فيه وحي مِنْ اللَّه، وغزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال فأنا إليها أصعر، فتجهز رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معه فأرجع ولم أقض شيئا وأقول في نفسي أنا قادر عَلَى ذلك إذا أردت، فلم يزل يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد، فأصبح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم غاديا والمسلمون معه ولم أقض مِنْ جهازي شيئا، ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا، فلم يزل يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو فهممت أن أرتحل فأدركهم فيا ليتني فعلت! ثم لم يقدر ذلك لي، فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يحزنني أني لا أرى لي أسوة إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق، أو رجلا ممن عذر اللَّه تعالى مِنْ الضعفاء، ولم يذكرني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى بلغ تبوك؛ فقال وهو جالس في القوم بتبوك: <ما فعل كعب بن مالك؟> فقال رجل مِنْ بني سلمة: يا رَسُول اللَّهِ حبسه برداه والنظر في عطفيه! فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت! واللَّه يا رَسُول اللَّهِ ما علمنا عليه إلا خيرا. فسكت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فبينا هو عَلَى ذلك رأى رجلا مبيضا يزول به السراب فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <كن أبا خيثمة> فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري، وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون، قال كعب: فلما بلغني أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد توجه قافلا مِنْ تبوك حضرني بثي، فطفقت أتذكر الكذب وأقول بما أخرج مِنْ سخطه غدا؟ وأستعين عَلَى ذلك بكل ذي رأي مِنْ أهلي، فلما قيل إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد أظل قادما زاح عني الباطل حتى عرفت أني لم أنج مِنْه بشيء أبدا فأجمعت صدقه، وأصبح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قادما، وكان إذا قدم مِنْ سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعا وثمانين رجلا، فقبل مِنْهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إِلَى اللَّه تعالى حتى جئت، فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال <تعال> فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: <ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟> قال قلت: يا رَسُول اللَّهِ إني واللَّه لو جلست عند غيرك مِنْ أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج مِنْ سخطه بعذر، لقد أعطيت جدلا، ولكني واللَّه لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن اللَّه [أن] يسخطك علي، وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ؛ واللَّه ما كان لي مِنْ عذر، واللَّه ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك.

قال فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي اللَّه فيك> وثار رجال مِنْ بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي: واللَّه ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا! لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بما اعتذر به إليه المخلفون. فقد كان كافيك ذنبك استغفار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لك. قال: فواللَّه ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فأكذب نفسي. ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي مِنْ أحد؟ قالوا: نعم لقيه معك رجلان قالا ما قلت وقيل لهما مثل ما قيل لك. قال: قلت من هما؟ قالوا: مرارة بن ربيعة العمري وهلال بن أمية الواقفي. قال فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة، قال فمضيت حين ذكروهما لي.

ونهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَنْ كلامنا أيها الثلاثة مِنْ بين مِنْ تخلف عَنْه، قال فاجتنبنا الناس، أو قال تغيروا لنا حتى تنكرت لي في نفسي الأرض فما هي بالأرض التي أعرف، فلبثنا عَلَى ذلك خمسين ليلة. فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلاة وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد، وآتي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ ثم أصلي قريبا مِنْه وأسارقه النظر فإذا أقبلت عَلَى صلاتي نظر إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني، حتى إذا طال ذلك علي مِنْ جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي وأحب الناس إلي، فسلمت عليه فواللَّه ما رد علي السلام، فقلت له: يا أبا قتادة أنشدك باللَّه هل تعلمني أحب اللَّه ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ فسكت، فعدت فناشدته فسكت، فعدت فناشدته فقال: اللَّه ورسوله أعلم، ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار، فبينا أنا أمشي في سوق المدينة إذا نبطي مِنْ نبط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل عَلَى كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاءني فدفع إلي كتابا مِنْ ملك غسان، وكنت كاتبا، فقرأته فإذا فيه: أما بعد فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك اللَّه بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك. فقلت حين قرأتها: و هذه أيضا من البلاء! فتيممت بها التنور فسجرتها، حتى إذا مضت أربعون مِنْ الخمسين و استلبث الوحي إذا رسول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يأتيني فقال: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يأمرك أن تعتزل امرأتك. فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ فقال: لا بل اعتزلها فلا تقربنها، وأرسل إِلَى صاحبي بمثل ذلك.

فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي اللَّه في هذا الأمر، فجاءت امرأة هلال بن أمية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقالت له: يا رَسُول اللَّهِ إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس

له خادم فهل تكره أن أخدمه؟ قال: <لا ولكن لا يقربنك> فقالت: إنه واللَّه ما به حركة إِلَى شيء، وواللَّه ما زال يبكي منذ كان مِنْ أمره ما كان إِلَى يومه هذا. فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في امرأتك فقد أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه؟ فقلت لا أستأذن فيها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وما يدريني ماذا يقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إذا استأذنته وأنا رجل شاب؟ فلبثت بذلك عشر ليال، فكمل لنا خمسون ليلة مِنْ حين نهي عَنْ كلامنا، ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة عَلَى ظهر بيت مِنْ بيوتنا.

فبينا أنا جالس عَلَى الحال التي ذكر اللَّه منا، قد ضاقت عَلَى نفسي و ضاقت علي الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ أوفى عَلَى سلع يقول بأعَلَى صوته: يا كعب بن مالك أبشر، فخررت ساجدا و عرفت أنه قد جاء فرج، فآذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الناس بتوبة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ علينا حين صلى صلاة الفجر. فذهب الناس يبشروننا، فذهب قبل صاحبي مبشرون، و ركض رجل إلي فرسا، و سعى ساع مِنْ أسلم قبلي وأوفى عَلَى الجبل فكان الصوت أسرع مِنْ الفرس، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته، و اللَّه ما أملك غيرهما يومئذ، واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت أتأمم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة، ويقولون لي لتهنك توبة اللَّه عليك، حتى دخلت المسجد فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم جالس حوله الناس، فقام طلحة بن عبيد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يهرول حتى صافحني وهنأني، واللَّه ما قام رجل مِنْ المهاجرين غيره، فكان كعب لا ينساها لطلحة. قال كعب: فلما سلمت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال وهو يبرق وجهه مِنْ السرور: <أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك!> فقلت: أمِنْ عندك يا رَسُول اللَّهِ أم مِنْ عند اللَّه؟ قال: <لا بل مِنْ عند اللَّه عَزَّ وَجَلَّ> و كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر، و كنا نعرف ذلك مِنْه.

فلما جلست بين يديه قلت: يا رَسُول اللَّهِ إن مِنْ توبتي أن أنخلع مِنْ مالي صدقة إِلَى اللَّه وإِلَى رسوله. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك> فقلت: إني أمسك سهمي الذي بخيبر، وقلت: يا رَسُول اللَّهِ إن اللَّه تعالى إنما أنجاني بالصدق وإن مِنْ توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت، فواللَّه ما علمت أحدا مِنْ المسلمين أبلاه اللَّه تعالى في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أحسن مما أبلاني اللَّه تعالى،

واللَّه ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إِلَى يومي هذا و إني لأرجو أن يحفظني اللَّه تعالى فيما بقي، قال: فأنزل اللَّه تعالى (التوبة 117، 118، 119): {لقد تاب اللَّه عَلَى النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} حتى بلغ {إنه بهم رؤوف رحيم وعَلَى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت} حتى بلغ: {اتقوا اللَّه و كونوا مع الصادقين} قال كعب: و اللَّه ما أنعم اللَّه علي مِنْ نعمة قط بعد إذ هداني للإسلام أعظم في نفسي مِنْ صدقي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا؛ إن اللَّه تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد، فقال اللَّه تعالى (التوبة 95، 96): {سيحلفون باللَّه لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عَنْهم فأعرضوا عَنْهم؛ إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عَنْهم، فإن ترضوا عَنْهم فإن اللَّه لا يرضى عَنْ القوم الفاسقين}

قال كعب: كنا خلفنا أيها الثلاثة عَنْ أمر أولئك الذين قبل مِنْهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أمرنا حتى قضى اللَّه تعالى فيه بذلك، قال اللَّه تعالى: {وعَلَى الثلاثة الذين خلفوا} وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عَنْ الغزو، وإنما هو تخليفه إيانا، وإرجاؤه عمن حلف له واعتذر إليه فقبل مِنْه. مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خرج في غزوة تبوك يوم الخميس، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس.

وفي رواية: كان لا يقدم مِنْ سفر إلا نهارا في الضحى، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه.

22 - وعَنْ أبي نجيد - بضم النون وفتح الجيم - عمران بن الحصين الخزاعي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن امرأة مِنْ جهينة أتت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهي حبلى مِنْ الزنا فقالت: يا رَسُول اللَّهِ أصبت حدا فأقمه علي. فدعا نبي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وليها فقال: <أحسن إليها فإذا وضعت فائتني> ففعل، فأمر بها نبي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها. فقال له عمر: تصلي عليها يا رَسُول اللَّهِ وقد زنت؟ قال: < لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين مِنْ أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل مِنْ أن جادت بنفسها لله عَزَّ وَجَلَّ؟> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

23 - وعَنْ ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <لو أن لابن

آدم واديا مِنْ ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب اللَّه عَلَى من تاب> مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.

24 - وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <يضحك اللَّه سبحانه وتعالى إِلَى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة: يقاتل هذا في سبيل اللَّه فيقتل، ثم يتوب اللَّه عَلَى القاتل فيسلم فيستشهد> مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 169.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 163.66 كيلو بايت... تم توفير 5.86 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]