روائع قرآنية - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 103 )           »          حكم تصدق المغتاب عمن اغتابهم بصدقة عامة ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          The wisdom behind calamities (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ما الحكمة من الابتلاءات التى تصيبنا؟؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          Friendship and love between a man and a woman (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نصيحة لمن يعشقون، حكم الصداقة والعشق بين الرجل والمرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          استئصال قنوات فالوب ومنع الحمل لأنها تلد ولادة قيصرية.. هل يجوز؟؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ماذا على الأبوين عند ولادة طفل لهما،وهل يوجد دعاء لتسهيل الحمل والولادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حكم من قال لزوجته: إن خرجت بدون عباءة فأنت محرمة علي، فخرجت بلباس الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أحكام تهمك خاصة بالوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-08-2025, 10:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,982
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(31)


د.محمود طباخ

الرائعة القرآنية 31

قال تعالى : (أفرأيتم ما تحرثون ءَأَنتم تزرعونه أم نحن الزارعون . لو نشاء لجعلناه حطاماً فظلتم تفكهون ) الواقعة/64-65
جاءت هذه الآية في سياق آيات تريد أن ترسخ عقيدة أن الله وحده هو الفعال المطلق لا سواه ، ليسلم المؤمن أمره إليه بعد أن يبذل وسعه فيما أمره به ، فهو خالق الإنسان وهو قادر على إماتته ( أفرأيتم ما تمنون . ءَأَنتم تخلقونه أم نحن الخالقون . نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين)وهو منبت طعامه وهو قادر على أن يجعله حطاماً(أفرأيتم ما تحرثون ...) وهو منزل الماء الذي به شرابه وحياته وهو قادر على أن يجعله غير صالح للانتفاع به ( أفرأيتم الماء الذي تشربون ءَأَنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون . لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون) وهو خالق الشجر الذي تكون منه النار لطهي الطعام ، ولتكون مصدر دفئه في الأيام الباردة من الزمان. وكأن الله يقول: أيها العبيد أنتم جميعاً وكل وسائل عيشكم بل وفي كل أموركم، في حلكم وترحالكم، وفي سلمكم وحربكم ، في قبضتي وتحت رحمتي ، ولا يكون منها إلا ما أريد . وبعد هذا فلا بد لنا من وقفتين :
1-اقترن جواب (لو) باللام في قضية الزرع دون غيرها من قضايا الخلق أو الماء أفرأيتم ما تحرثون... لو نشاء لجعلناه حطاماً) ذلك والله أعلم لتنقية عقيدة المؤمن وصناعته صناعة متميزة تجعله يعترف بفضل الله وحده ولا ينسب لنفسه شيئاً مع الله حتى ولو كانت له صنعة بارزة فيه ، فلما كانت قضية الزرع مظنة أن يقول فيها الزارع أنا حرثت وألقيت البذر ووضعت السماد وسقيت الأرض وحصدت الثمر إذن أنا فاعله وموجده ؟! فجاء الجواب بالتأكيد باللام على قدرة الله على تحطيم الزرع في هذا الموضع فقط ، ولو كان الزارع هو فاعله في الصورة والمظهر (لو نشاء لجعلناه حطاماً)
2- نلحظ في قضية النار (أفرأيتم النار التي تورون . ءَأَنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون . نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين . فسبح باسم ربك العظيم) نلحظ غياب التهديد بإتلاف النار وإطفائها كما فعل سبحانه في كل ما سبق وذلك والله أعلم لأن الله أراد للنار أن تبقى تذكرة ومتاعاً للمسافرين وحتى تبقى كذلك لا يناسب أن يهدد بإطفائها وقد أراد بقاءها للتذكرة والعظة (نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين.) فسبحان الله العظيم ما أروع البيان في القرآن !
فما رأيكم أحبتي أن نعيد النظر في علاقتنا مع الله الفعال لما يريد والذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ، لتكون أحسن حالاً مما كانت، لنجني ثمار ذلك نصراً وعزاً وتمكيناً وحرية وكرامة.
وسامحوني على الإطالة لأن عرض هكذا قضايا يتطلب ذلك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-08-2025, 11:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,982
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(15)


د.محمود طباخ



الرائعة القرآنية الخامسة عشرة :

قال الله تعالى : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط .) [ آل عمران /17]
لو قيل لأحدنا ما أعظم ما ورد في كتاب الله في فضل العلم والعلماء ؟ لقال : حسب العلم منزلة أنه صفة الله سبحانه ( وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون) [ الأنعام/3 ]
وحسبه رفعة أن الله عز وجل امتن به على حبيبه صلى الله عليه وسلم في قوله وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم ) [النساء /114]
ويكفيه إكراماً أنه جل جلاله جعل أهل العلم أهل خشيته في قوله : (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) [ فاطر/ 28 ]
ويكفيه إجلالاً قوله عز من قائل : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) [ الزمر /8 ]
وقد يضيف أحدهم فيقول : بل يكفيه شرفاً أن يرتقي الكلب إذا تعلم ليصير صيده حلالاً طيباً بعد أن كان نجساً خبيثاً أيام جهله (يسألونك ماذا أُحل لهم قل أُحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مُكَلّبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه) [ المائدة/4 ]
هذا كله يذكره أحدنا وقد يغيب عن باله ما هو أعظم من ذلك في تعظيم العلم وتكريم العلماء،وهوما نلحظه في آية (شهد
الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم) حيث لم يرد فيها ذكر الأنبياء مع من شهدوا بالوحدانية ، فهل لأنهم لم يشهدوا فعلاً وهذا محال ، أم أن فهمنا قصر عن فهم الحقيقة ؟وحقيقة الأمر أن الأنبياء أدرجوا في ثنايا أولي العلم بل هم في طليعة أولي العلم . وبذا يعطي القرآن الكريم أعظم وسام شرف لأهل العلم حين أدرج الله في ثناياهم أنبياءه ورسله .
وبذا ينال أهل العلم الربانيّون فقط الذين يهتمون بأمتهم ويعيشون آلامها وآمالها ، ينالون حصانة تجعل من العسير على من ينتسب إلى الإسلام أن يقترب من حماهم بالنيل من شرفهم أو الوقوع في غيبتهم وعرضهم ، كما يحلو للجهلة وأنصاف المتعلمين اليوم من الوقيعة فيهم مالم يسيروا في ركابهم وينضووا تحت لوائهم، بل ويبايعوا وينقادوا لأميرهم.
أما علماء سلاطين البغي والجور فقد أسقطوا هم عن أنفسهم حق الحصانة وأصبحوا في حكم من يروّجون لهم بغيهم وظلمهم سواء بسواء (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) أسأل الله أن يبصرنا في ديننا ، وأن يعجّل بالفرج عن أمتنا إنه أكرم مسؤول وأفضل مجيب .
اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد !



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-08-2025, 11:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,982
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(17)


د.محمود طباخ



الرائعة القرآنية السابعة عشرة :

قال الله تعالى : 1- (رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً .) المزمل/9
2- (خلق الإنسان من صلصال كالفخار . وخلق الجان من مارج من نار . فبأي آلاء ربكما تكذبان . رب المشرقين ورب المغربين . فبأي آلاء ربكما تكذبان . مرج البحرين يلتقيان .) الرحمن/14-19

3- (كلا إنا خلقناهم مما يعلمون . فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون .) المعارج / 39 ، 40

4- (رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق إنّا زيّنّا السماء الدنيا بزينة الكواكب) الصافات/5

لدى التأمل في هذه الآيات نجد أربع قضايا :

ا- لا تعارض بين الإطلاقات الثلاث : المشرق والمشرقين والمشارق . فهو المشرق باعتبار الجهة ، وهما المشرقان باعتبار بداية أماكن الشروق وانتهائها على امتداد العام . وهي المشارق باعتبار اختلاف الشروق في كل أيام السنة . ولما كان كل شروق يقابله غروب كانت المغارب كذلك .

2- لكن ما يلفت انتباهنا تنوع استعمال المشرق إفراداً وتثنية وجمعاً، وما ذاك إلا لمناسبة السياق ، كما كررنا سابقاً. فحالة الإفراد جاءت لتناسب ما قبلها : ( يأيها المزمل) وما بعدها: (لا إله إلا هو ) ، وحالة التثنية جاءت لتناسب ما قبلهاخَلَقَ الإنسانَ ...وخَلَقَ الجانَّ) فهما الثقلان إذن ، ولتناسب ما بعدها : (مرج البحرين يلتقيان) ، أما حالة الجمع فجاءت لتناسب ما قبلها : (كلا إنا خلقناهم مما يعلمون) وما بعدها: (إنا لقادرون)

3- وما يلفت انتباهنا أكثر وأكثر في الآية الرابعة قضية ذكر المشارق فقط وغياب المغارب في هذا الموطن فقط من القرآن ، وما ذاك والله أعلم إلا لمناسبة ما بعدها : ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب) حيث إن الزينة لا يناسبها الغروب وإنما الشروق ، وكل الذين يتحدثون بالتفاؤل وإدخال السرور يتحدثون عن الشروق بلغات مختلفة فتارة ستشرق شمس الحرية ، وأخرى لا بد لليل الظلم والقهر أن ينجلي ، ولا بد للأمل الباسم أن يضيء نهاره وتسطع شمسه.

فما أروع البيان في آي القرآن !!

4- ولما كان القرآن يهدي للتي هي أقوم (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) في كل جانب من جوانب الحياة الفاعلة، فما أجمل أن يكون لحروفه وكلماته وعباراته ونَظمه وتوجيهاته ومراعاته لكل مناسب ، أن يكون لها الأثر العظيم في اختيار ألفاظنا وتحديد مواقفنا وسلوكياتنا ، لتكون مناسبة للموقف الذي يواجهنا حرباً وسلماً ومداراة ورخصة وعزيمة ثم ليكون لها بالغ التأثير في مراعاة مشاعر بعضنا وبخاصة أهل العلم والفضل حضروا أو ذكروا، لتتناغم مع جلال الموقف وروعة المشهد فينا ، بحيث تغيب الألفاظ السيئة والتصرفات المشينة إذا. اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد !


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22-08-2025, 09:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,982
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(20)


د.محمود طباخ




الرائعة القرآنية العشرون :


قال الله تعالى : 1- (رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً .) المزمل/9
2- (خلق الإنسان من صلصال كالفخار . وخلق الجان من مارج من نار . فبأي آلاء ربكما تكذبان . رب المشرقين ورب المغربين . فبأي آلاء ربكما تكذبان . مرج البحرين يلتقيان .) الرحمن/14-19
3- (كلا إنا خلقناهم مما يعلمون . فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون .) المعارج / 39 ، 40
4- (رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق إنّا زيّنّا السماء الدنيا بزينة الكواكب) الصافات/5
لدى التأمل في هذه الآيات نجد أربع قضايا :

ا- لا تعارض بين الإطلاقات الثلاث : المشرق والمشرقين والمشارق . فهو المشرق باعتبار الجهة ، وهما المشرقان باعتبار بداية أماكن الشروق وانتهائها على امتداد العام . وهي المشارق باعتبار اختلاف الشروق في كل أيام السنة . ولما كان كل شروق يقابله غروب كانت المغارب كذلك .
2- لكن ما يلفت انتباهنا تنوع استعمال المشرق إفراداً وتثنية وجمعاً، وما ذاك إلا لمناسبة السياق ، كما كررنا سابقاً. فحالة الإفراد جاءت لتناسب ما قبلها : ( يأيها المزمل) وما بعدها: (لا إله إلا هو ) ، وحالة التثنية جاءت لتناسب ما قبلهاخَلَقَ الإنسانَ ...وخَلَقَ الجانَّ) فهما الثقلان إذن ، ولتناسب ما بعدها : (مرج البحرين يلتقيان) ، أما حالة الجمع فجاءت لتناسب ما قبلها : (كلا إنا خلقناهم مما يعلمون) وما بعدها: (إنا لقادرون)
3- وما يلفت انتباهنا أكثر وأكثر في الآية الرابعة قضية ذكر المشارق فقط وغياب المغارب في هذا الموطن فقط من القرآن ، وما ذاك والله أعلم إلا لمناسبة ما بعدها : ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب) حيث إن الزينة لا يناسبها الغروب وإنما الشروق ، وكل الذين يتحدثون بالتفاؤل وإدخال السرور يتحدثون عن الشروق بلغات مختلفة فتارة ستشرق شمس الحرية ، وأخرى لا بد لليل الظلم والقهر أن ينجلي ، ولا بد للأمل الباسم أن يضيء نهاره وتسطع شمسه.
فما أروع البيان في آي القرآن !!
4- ولما كان القرآن يهدي للتي هي أقوم (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) في كل جانب من جوانب الحياة الفاعلة، فما أجمل أن يكون لحروفه وكلماته وعباراته ونَظمه وتوجيهاته ومراعاته لكل مناسب ، أن يكون لها الأثر العظيم في اختيار ألفاظنا وتحديد مواقفنا وسلوكياتنا ، لتكون مناسبة للموقف الذي يواجهنا حرباً وسلماً ومداراة ورخصة وعزيمة ثم ليكون لها بالغ التأثير في مراعاة مشاعر بعضنا وبخاصة أهل العلم والفضل حضروا أو ذكروا، لتتناغم مع جلال الموقف وروعة المشهد فينا ، بحيث تغيب الألفاظ السيئة والتصرفات المشينة إذا. اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد !


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22-08-2025, 09:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,982
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(21)


د.محمود طباخ




الرائعة القرآنية الحادي والعشرين :

قال الله تعالى : ( كُتِب عليكم القتال وهو كُره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) من سورة البقرة / 216
وقال سبحانه : (فإن كرهتموهنَّ فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعلَ الله فيه خيراً كثيراً) النساء / 19
إذا تأملنا هاتين الآيتين فيمكننا أن نتحدث عن ثلاث قضايا:
1-(كُتِب عليكم القتال) أي فُرض ، وال في (القتال) للجنس ، فهو عام لكن عموماً عرفياً ، فهولا يكون إلا للأعداء ، وفي حدود ما شرعه الله ، وليس قتالاً مفتوحاً لشهوة القتال ، كما يحلو لبعض الجهلة اليوم من قتال أهل الإيمان، أوغيرهم من بني الإنسان تحت مسميات ومعتقدات بعيدة عن هدي القرآن. فالقتال لم يأذن به الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ابتداء، ثم أَذن للمظلومين بذلك (أُذِنَ للذين يُقاتَلون بأنهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير) الحج/39، فهو إذْنٌ للمظلومين بالقتال دون الأمر به ، ثم كان الأمر به ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا) من سورة البقرة /190. فأنت يا شعبنا السوري قد أَذن الله لك بقتال من قاتلوك وعذبوك وقهروك ، ثم جاءك الأمر بوجوب قتال من قاتلوك ، وقد فعلت ما أمرت به ، ولم تكن معتدياً بفعلك هذا ، بل قمت بواجبك المقدس . أسأل الله القادر على نصرك أن يعجل لك بالنصر .
2- (وهو كُرْهٌ لكم ) يتبادر إلى الذهن كيف يأمر الله بما هو مكروه وبغيض ؟ والجواب أنه مع كره النفس للقتال إلا أنه يحمل في طياته الخير العميم إذ بدونه تغيب المصالح وينتشر الفساد في الأرض التي أُمر المؤمنون بإعمارها ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها). وما تسلُّط الأعداء اليوم وتكالبهم على المسلمين لاستعبادهم ونهب خيراتهم ، إلا لتقصيرهم بواجب الجهاد والإعداد.لذا كان التعقيب ضرورياً لإزالة هذا اللبس (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) فعليكم أن تمتثلوا أمر العليم الخبير في قتال عدوكم المعتدي، لأنه سبحانه أعلم بما يصلحكم (والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
3- لكن الرائعة التي ننتظر فوق هذا كله هي في أننا وجدنا في آية الطلاق (فإن كرهتموهنَّ فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعلَ الله فيه خيراً كثيراً) ولم يذكر سبحانه الحالة الثانية وهي : وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم ، كما ذكر الحالتين في آية القتال ، وما ذاك والله أعلم إلا لأن الكراهة في آية القتال طبيعية فطرية تحتاج إلى المساواة بين طرفي المعادلة ، بينما في آية الطلاق الكراهة عرضية طارئة تحتاج الى معالجة خاصة ، فالكاره لزوجته ليس بحاجة لأن يذكر له الطرف الآخر من المعادلة ، لأنه كاره وكفى ، وهو يبحث عمن يؤيده على قراره في الطلاق فحسب. لذا وجب تذكيره بالتروي لأن الكراهية الطارئة قد تتبدل أو تكون مبعث خير عميم لم ندركه ( ويجعلَ الله فيه خيراً كثيراً)
فما أروع البيان في آي القرآن !!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22-08-2025, 10:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,982
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(27)


د.محمود طباخ



الرائعة القرآنية السابعة والعشرين :
قال الله تعالى : (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) النمل/30 لنا مع الآية ثلاث وقفات :
1-لماذا قدم سليمان عليه السلام اسمه على اسم الله تعالى ؟ والجواب والله أعلم لأنه يعلم أن الملكة بلقيس تعرفه وتعرف عظمة ملكه ، فهي تهابه أكثر من هيبتها لله سبحانه ، فخشي أن تزدري اسم الله وتحتقره فتهينه لجهلها به، كما قال تعالى: (لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون)الحشر/13، أو أن اسم سليمان كان على الغلاف والرسالة في الداخل تحمل اسم الله الرحمن الرحيم.
2- من العبث أن نخوف الكفرة بالله تعالى، كما يفعل بعض الجهلة حين يخاطبونهم، يودون استعطافهم نصرة لقضاياهم، لأنهم لا يحسبون لله حساباً ، ولا يقيمون له وزناً ، لعدم إيمانهم به أصلاً .
3- الكفرة ماديون لا يرهبون إلا القوة المحسوسة التي أوجب الله على المسلمين الأخذ بها قدر الوسع والاستطاعة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) فهي واجبة على الكفاية بحيث إذا قام بهذا الواجب من يفيه حقه سقط الإثم عن الباقين، وإلا أثموا جميعاً ، وذلك كله حتى يرهبهم عدوهم فلا يطمع بهم، ويهنؤوا بعيشهم كغيرهم، ويكونوا أحراراً فوق أرضهم، سعداء بخيراتهم .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22-08-2025, 10:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,982
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(29)


د.محمود طباخ



الرائعة القرآنية التاسع والعشرون :

قال الله تعالى ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل )
وقال سبحانه : (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) الكهف/18
لنا ثلاث وقفات: 1- في الآية الأولى أهلك الله الطاغية أبرهة وجنده الذين جاؤوا لهدم الكعبة مغرورين بكثرتهم وعتادهم بطير ضعيف من جنده وهي الأبابيل التي رمتهم بحجارة من سجيل فجعلتهم كعصف مأكول ، ليكونوا لمن خلفهم آية .
2- المعجزة في نجاة الفتية أصحاب الكهف من طاغية عصرهم ، حيث ألجأهم الله إلى كهف ناموا فيه أكثر من ثلاثمائة سنة مفتحة عيونهم وهم أحياء من غير طعام ولا شراب ، ليعتبر المؤمنون بحالهم ويوقنوا بأن الله ينصر المستضعفين من عباده إما بإهلاك طاغيتهم وجنده كما في أصحاب الفيل ، وإما بنجاتهم منه كما في فتية أهل الكهف .
3- لكن ما يشد انتباهنا أكثرهو إضافة قوم أبرهة الذين قدموا لهدم الكعبة إلى الفيل فقال ( بأصحاب الفيل ) ولم يقل: بفيلهم لأن الفيل كان أفضل منهم وأشرف فنسبهم إليه . بينما نسب الكلب إلى الفتية أهل الكهف فقال (وكلبهم) تكريماً له لصحبته لهم . وهكذا تفعل الصحبة الصالحة إذ ترفع وتنفع .
من عاشر الأشراف عاش مشرفاً=ومعاشر الأنذال غير مشرَّفِ
أوَما رأيت الجلد صار مقبَّلاً=بالثغر لمّا صار جلد المصحفِ


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22-08-2025, 10:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,982
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(30)


د.محمود طباخ






الرائعة القرآنية الثلاثون:


قال الله تعالى : (ولَئِن مسَّتهم نفحة من عذاب ربك ليقولُنَّ يا ويلنا إنا كنا ظالمين ) الأنبياء/46
في الآية تصوير لحال الكافرين الظالمين سواء أكان ظلمهم لأنفسهمم أو كان لغيرهم ، كما ذكر ذلك صاحب تنوير الأذهان من تفسير روح البيان ج2 /464 ، والصورة تبين أنه بمجرد أن يتعرض هؤلاء المجرمون لأقل ما يمكن من العذاب ، فإنهم يدعون على أنفسهم بالهلاك، لعدم قدرتهم على تحمله مع أنه أخف العذاب وأهونه ، وما أصابهم إلا بسبب ظلمهم ، الذي لم يكن لهم بد من الاعتراف به بعد أن تكشَّفت الحقائق ، وزال التزوير واختفى التطبيل والتزمير . فلنتأمل روعة القرآن يصور أقل العذاب وأهونه لنجدها في :
1-(مستهم) وليس أصابتهم ، والمس أقل الإصابة .
2- (نفحة)وهي اسم للمرة الواحدة ، وهي تستخدم للقليل ، كما يقال : نفح المسك أي القليل منه، ثم هي بالتنكير للتحقير.
3- (من عذاب) حيث (من) للتبعيض فهو بعض العذاب.
4- (ربك) الرب وليس المنتقم ولا الجبار من أسمائه سبحانه.
5- ثم تقدمت الآية بالقسم على ذلك كله (ولَئِن) ليؤكد سبحانه هذه الحقيقة أعظم توكيد. فإذا كان أقل العذاب وأهونه لم يستطع المجرمون الظالمون تحمله ، وتمنوا الهلاك بسببه ، فليوطنوا أنفسهم وليستعدوا لما هو أشد وأنكى !



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22-08-2025, 10:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,982
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(31)والأخيرة


د.محمود طباخ

الرائعة القرآنية 32:

قال الله تعالى : (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون .
إن الذين كفرو وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملءُ الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين) آل عمران/ 90،91
نلحظ في الآيتين العقوبة المغلظة للكافرين مما يجعل الإنسان يراجع حساباته قبل أن يدركه الأجل حتى لا يكون في صف الكفار بحال ، ولا يقاتل من أجلهم ولا يضحي في سبيلهم ، إلا أننا نجد في الأولى (لن تقبل توبتهم) بدون التوكيد والمبالغة بالفاء ، بينما في الثانية دخلت الفاء للتوكيد (فلن يقبل من أحدهم ملءُ الأرض ذهباً ولو افتدى به) وما ذاك والله أعلم إلا لأنه سبحانه ذكر في الثانية موتهم على الكفر (وماتوا وهم كفار) فناسب هذا التأكيد بالفاء مع الموت على الكفر ، ثم غلظ سبحانه الأمر حين ذكر أن الفدية ولو وصلت إلى أعظم ما يمكن تصوره وهو ملء الأرض ذهباً فإنها لن تنجي صاحبها من هذا العذاب الأليم . وكأن الله يذكر الإنسان ما دام حياً أن يتفكر ويبتعد عن الكافرين وعن الانجرار إلى صفوفهم والمقاتلة تحت رايتهم ، حتى لا يموت على ما يموتون عليه ، فلا تنفعه عندئذ توبة ولا فدية ، بل إن عليه أن يتثبت من أمره ، لأنه لن يعذر بجهله ، وبخاصة إذا كانت القضية تتعلق بدماء الأبرياء من أبناء الأمة ، وليعلم مَن هذه حاله أن الذين اصطف معهم من الكفار ، وتبنى أفكارهم وحمل رايتهم وبندقيتهم ، ومات على ما ماتوا عليه ، لن تنفعه أموالهم التي يغدقونها عليه بلا حساب في دنياه مهما بلغت، ولا المناصب التي يعدونه بها إذا استقر الأمر لهم ، كما أنهم لن يستطيعوا أن يقدموا له حماية ولا نصراً يوم يفد على ربه فرداً ، فضلاً عن أن يقدموا ذلك لأنفسهم (أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين) فالحذرَ الحذرَ والخوفَ الخوفَ من أن يكون أحد مع الكفر ويقاتل في سبيله ويموت على ذلك وهو لا يدري ! اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد !



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 112.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 106.88 كيلو بايت... تم توفير 5.43 كيلو بايت...بمعدل (4.84%)]