|
ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الطلاق بسبب اختلاف الجنسيات
الطلاق بسبب اختلاف الجنسيات أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: شاب تعرَّف على فتاةٍ لسنوات، ثم عقَد عليها، وبعد العقد بأسبوع طلبت الطلاقَ بسبب اختلاف الجنسيات، وهو غير مقتنع بذلك، ويسأل: هل أطلقها أو لا؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ تعرفتُ إلى فتاةٍ تعيش في دولة خليجية منذ 3 سنوات، وأحب كل منا الآخر، وتقدمتُ للزواج منها، ورفض الأهل بداية، وأصرت الفتاة على الموافقة، وتم العقد، وبعد العقد بأسابيع طلبت الفتاة الطلاق!! سبب طلَب الطلاق - كما تقول - أن الجنسيَّات مختلفة، فهي مِن دولة مختلفةٍ عن دولتي، وأنا لا أحمل جَواز سفر، ووضعي غير مستقرٍّ! ذهبنا إلى المحكمة، ورفضتُ الطلاق لأن بيننا "عِشْرة" مدتها 3 سنوات! ثم لجأ أهلها لطَلَب الخُلْع، وزاد على ذلك أن الفتاة لم تعدْ تشعر بالحب تجاهي، ولديها إحساس غريب يدفعها إلى الطلاق! لا أعلم ماذا أفعل؟ فسببُ الطلاق بالنسبة لي غير مُقْنِعٍ؟ والسنوات التي قضيتُها معها والتي تخيلتُ فيها أنها تحبني كانتْ كلها كذِبًا. أرجو النصيحة؛ هل أُطَلِّقها؟ أو أجعلها تذهب للمحكمة للخلع؟ الجواب وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. الأخ الكريم، حياك الله. خُلاصة نصيحتي لك: ألا تُرهق نفسك في أمور بدا واضحًا أنها لم تعدْ تصُبُّ في صالحك! قد تتمسك بعدم تطليقها، وقد يتم الزواج، وقد لا تنجح في الحصول على الخُلع، وإن كنتُ أستبعد ذلك، إلا أنه حتى لو تم لك ما تُريد، فسَلْ نفسك: كيف ستكون الحياةُ بعد إعلانها رفضك تمامًا بصرْف النظر عن السبب؟! بأي روحٍ وأي قلب ستحيا مع امرأةٍ لا تقبلك زوجًا؟! أيها الفاضل، نحن كبشرٍ نرسم أحلامنا، ونُخطِّط لها، وقد نصيب وقد نخطئ، وقد تصفو نياتنا، إلا أننا نضل السبيل للوصول إلى الهدف، أو تختلط نيات حسنة بأخرى سيئة، ثم في النهاية لا يكون إلا ما شاء الله لنا. وقد أدْهَشَني تعبيرك بـ: "العِشرة" عن علاقة غير شرعية، سواء كانتْ تقتصر على المراسلات المكتوبة، أو تتعداها إلى المسموعة، أو تصل إلى المرئية! وكل ذلك مما لا يُقِرُّه الشرعُ، ولا يُحله لرجل وامرأة لا يَحلان لبعضهما. وقد يُحرَم الإنسان رزقًا بذنب أذنبه، وقد يكون في حرمانه من الخير ما تعجز نفسه عن استكشافه وفهمه، ولعل ما حدث معك شيء من هذا القبيل، فلا تبتئس لأمور قُدِّرتْ عليك وعليها قبل أن تأتيا إلى الحياة. تعتقدُ أنَّ السبب الذي أعلنتْه مخطوبتك غير حقيقي، وفي توقعي أنه حقيقي، إلا أنَّ العلاقة بينكما كانتْ في طَور التجمُّل والتعامل غير الواقعي، في طَور لا يظهر فيه إلا كل حَسن ويتوارى كل قبيح، فلما تحولتْ إلى عقد شرعيٍّ، ورباطٍ واقعيٍّ، تجلَّت العيوبُ، وتلاحقت السلبيات، وبدأ التفكير العقلي والمنطقي يأخذ مساره الطبيعي، والذي كان يجب أن يأخذه في بداية تلك العلاقة وقبل ثلاث سنوات، ولا يحدث ذلك التفكيرُ العمليُّ والتأمل في واقع الحياة إلا بعد زوال الغشاوة التي تغطِّي أعين المحبين دائمًا، وتأبى أن تظهر إلا بعد الوقوع في أخطاء جَسيمةٍ يصعُب تلافيها. تَفكَّرْ فيما مضى، وتأمَّلْ أخطاءك التي وقعتَ فيها، واعملْ على تصحيح مسارك فيما بعدُ، وتُبْ إلى الله طالبًا عفوه عما بدر منك، ولا يحملنَّك سببُ رفضها على إخفاء حقيقة وضعك على مَن سيقع اختيارك عليها مستقبلاً إن شاء الله، وإن كنتُ أُفضِّل أن تبحثَ بين بنات بلدك ممن يُقِمن في نفس البلد الذي تقيم فيه، فقد يقدرن الموقف، ويتفهَّمْنَ حقيقةَ وضعِ مَن يحمل وثيقة سفر عِوَضًا عن جواز السفر الرسمي. إن قدَّر الله لكما الفِراق، فلا أنصحك أبدًا بالتفكير في العودة، أو السعي لذلك، وعليك أن تقطعَ علاقتك بها قطعًا تامًّا، وأن تجعلَ خيارك القادم على أساس الخُلق والدين، وتجنُّب المُراسَلات والمحادَثات، فما أكذب عالم الإنترنت، وما أقصر علاقاته الخداعة! أخلفَ الله عليك، ورَزَقَك التيسيرَ والقَبول، وجنَّبَك وشباب المسلمين شرَّ كلِّ فتنة والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |