التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12712 - عددالزوار : 222874 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4432 - عددالزوار : 868418 )           »          صلة الأرحام.. فضلها وأثرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          رسالة إلى رواد المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          مرض السكري والعلاج بمنتجات النحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          محبطات الأعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          200 يوم من الحرب.. كشف حساب لحماس وإسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          عيد شم النسيم .. أصله، شعائره، حكم الاحتفال به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          الغناء وأهل الطرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 1737 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-04-2024, 10:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,535
الدولة : Egypt
افتراضي التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة




التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة


في ظل الحراك الذي تشهده الأمة الإسلامية ومطالب الإصلاح والتغيير في محاولة للنهوض بأمتنا، تبرز أهمية التأكيد على بناء خلق الإيجابية في نفوس النشء.
ونعني بالإيجابية: تربية الأجيال القادمة على الإرادة والإقدام والفعالية والإبداع والإنشاء والتوجّه، فتؤدّي مهامها في الحياة وتسهم في نهضة مجتمعاتها.
إن الإيجابية هي التي تساعد على مقاومة الشر في النفس والمجتمع، فلو كان الإنسان سلبياً تجاه كل شيء، لتفشت الأمراض والشرور دون أن يقاومها أو يغيّر ما فيها من منكر، وتخضع النفوس للفساد وللظلم، وينتهي الأمر بالبوار والدمار، كما أن الإيجابية تساعد على إبداع النظم الجديدة التي تدفع البشرية إلى الأمام، دون خوف من الخروج على “مألوف” الناس حين يفسد هذا المألوف ويصبح مصدراً للفساد، وكلها أمور حيوية بالنسبة للفرد والمجتمع والحياة.
إننا نأمل صناعة جيل إيجابي قوي متفائل حين تدلهمّ الخطوب، لا ييأس حين يقنط الناس، ولا يتراخى عن العمل حين يفتر العاملون، يصنع من الشمعة نورا، ومن الحزن سرورا، بهذا الجيل تبنى الحضارات وتصنع الأمم.
لقد كانت الطاقة الإيجابية التي غرسها رسول الله[ في أصحابه هي القوة الدافعة لهم لإنشاء هذه الحضارة الشامخة، فبعد أن امتلأت قلوبهم بالإيمان حقاً، أخذوا ينشئون نظامًا غير مسبوق في كل الأرض: نظامًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وفكريًا وروحيًا لا توحي به ضرورة من ضرورات الأرض، وليس نتيجة “حتمية” لشيء من ظروف الأرض، إنما يُنْشَأ إنشاء، إرادة واقتدارًا، بدافع من الإيمان والطاقة الإيجابية.
إن الأفكار تبقى ميتة حتى لو كانت صادقة وصحيحة حين لا تكون ذات فاعلية في إطار زمني محدد، والأشياء تصبح باهتة ومجرد أكداس إذا لم تكن متأتية عن حركة الحضارة ومتسقة مع وظيفتها. إن التقدم أو التخلف لا يعتمد على الأفكار الصحيحة فقط، وإنما يعتمد أيضاً على أسلوب الحياة الذي ينتهجه أفراد الأمة في سبيل تحقيق أهدافها!
والإنسان هو أساس الحضارة؛ ولذلك يؤكد منهج التغيير الحضاري الإسلامي على صياغة الإنسان المسلم من جديد قبل بناء العمارات، وإنشاء المصانع وتعبيد الطرق وتنظيم الحياة المادية، أو معها على الأقل، فالطريق الصحيح للخروج بالأمة الإسلامية من دائرة التخلف أن نعود إلى منهاج الإسلام في التغيير الحضاري، فنقوم بتفجير الطاقات الكامنة في الإنسان المسلم، وعندها نمتلك القدرة على القفز فوق كل الحواجز لتحقيق التقدم والإنجاز الحضاري.
التوبة من كثرة الكلام وقلة العمل
إن الأمة الإسلامية لن يكون لها مكان على خريطة المستقبل إلا إذا تاب أبناؤها من خطيئة الكلام الكثير والعمل القليل، وإلا إذا شمر كل منهم عن ساعديه وتعبد الله في ليله ونهاره بالعمل الكثير، وبدون ذلك ستبقى هذه الأمة بين مطرقة الغرب الحاقد وسندان أفعال أبنائها العاجزة، والتي لا تعدو في كثير من الأحيان مجموعة من الكلمات!
إن التخلف الذي ترسف فيه أمتنا إنما هو في حقيقته نتيجة لازمة لكسلنا وعجزنا عن المبادأة في أي ميدان، ولا طريق لنا إلى التقدم إلا أن نكون على يقين أن الفعالية هي طريق الأمم إلى الحضارة.
إن تزايد مناخ الحريات الذي بدأ يسود عددا من المجتمعات العربية والإسلامية في السنوات الأخيرة يساعد على إنشاء مثل هذا الجيل، لكن يبقى السؤال: ما هي الخطوات العملية التي تساهم في ترسيخ مثل هذا الخلق في الأجيال القادمة؟
- زراعة القلق في نفوس النشء على مستقبل أمتهم ودينهم:
ويكون ذلك من خلال تربية ذلك النشء على تاريخ الأمة المجيد، وربطه بحاضرها ومستقبلها، بالإضافة إلى متابعة هموم الأمة اليومية والمحن التي تتعرض لها، فالأمة لا بد أن يسودها القلق من واقع التخلف الذي تعيشه، ولا بد أن يستشعر أفرادها الخطر من المستقبل الذي لن يحمل لهم - إن بقوا على كسلهم وعجزهم - إلا التبعية الذليلة التي يتحول فيها أفراد الأمة إلى خدم لأفراد الأمم الأخرى!
- تحمل المسؤولية:
فلا بد من تربيتهم على تحمل المسؤولية والشعور بعظم الأمانة الملقاة على عاتقهم، وذلك من خلال مناقشتهم في الأمور كلها، ومشاورتهم، فقد كان رسول صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه في الأمور كلها، كمشاورتهم يوم بدر، ويوم أحد، وفي حفر الخندق ويعترف بآرائهم وينزل عليها، وهذه هي التربية التي تنشئ قادة يتحملون التبعات، لا أتباعًا يسيرون وراء كل ناعق، وفي هذا الإطار من الأهمية بمكان أن يتم تعليم أبنائنا طرق البحث والدراسة والطلب منهم عمل دراسات وأبحاث حول القضايا المثارة والمشكلات المعاصرة وطرق حلها وسبل علاجها ومناقشتهم فيما يصلون إليه من نتائج.
- تقوية الإرادة:
لا تتأتى تقوية الإرادة إلا بتقوية العقيدة في النفوس وغرس الإيمان، فالعقيدة الراسخة تحمل كل فرد تبعات نشرها ونصرتها وتحملها وتمنعه من الراحة والركون حتى تتمكن هذه العقيدة في الأرض، ومن ثم يصبح صاحبها يملك إرادة من حديد، لا تلين ولا تنكسر مهما واجه من صعوبات ومحن وتحديات.
ومن أبرز النماذج لقوة الإرادة النابعة من الإيمان شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قال: “ماذا يفعل أعدائي بي؟ إن سجني خلوة، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة، أنا جنتي في قلبي أينما سرت كانت معي”.



اعداد: بسام حسن المسلماني




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.01 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]