|
الملتقى الرياضي يهتم بقضايا الشباب والألعاب الرياضية على مختلف أنواعها |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من سلبيات التعصب الرياضي
من سلبيات التعصب الرياضي الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد: فقد ورد إليَّ سؤالان أحدهما من امرأة تسأل عن طلاق زوجها لها؛ لأنها تأخرت عليه في السوق، وتسبب ذلك في منعه من مشاهدة جزء من (مباراة رياضية)، فغضب وقال: عليَّ الطلاق. والسؤال الثاني من رجل قال لزوجته مثل ذلك بسببٍ شبيه. فأقول لمثل هؤلاء الأزواج: هل متابعة الفعاليات الرياضية أغلى من زوجاتكم - أمهات عيالكم - ومن استقرار حياة أولادكم؟ وماذا ستستفيدون من تشجيع لاعبٍ أو نادٍ بعد خسارة زوجاتكم وأولادكم؟ وما الفوائد التي استفدتموها من هذا التشجيع؟ هل هذا التشجيع وما قد يَتبعه من تساهل في الصلاة وتعصُّب وتنابز وإيذاء للناس في طرقهم وربما طلاق للزوجة، هل هو مشروع أم ممنوع؟ وهل يؤجر عليه المشجع أم يأثم؟ الجواب معروف بداهة، ولكن يحتاج لحزم وعقل. ثم لماذا يكثر البعض من الحلف بالله في كل أمر؟ ألم يتدبروا قوله سبحانه: ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ [القلم: 10، 11]، وقوله سبحانه: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ﴾ [المائدة: 89]. إذا لزم الأمر للحلف على شيء ما، فلماذا تكون الزوجة المسكينة هي أول ما يفكر به بعض الرجال؟ وما الدافع للحلف بالطلاق؟ هل هو استعراض القوة على المرأة الضعيفة، أم إيهام الآخرين بالشهامة والرجولة؟ إن الرجولة والشهامة والقوة الحقيقية والكرم المحمود في التزامك بشرع الله وأخلاق الإسلام مع زوجتك، وفي اقتدائك بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: (خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)؛ [رواه الترمذي وابن ماجه]، وليست في مخالفة شرع الله، والتظاهر أمام الناس بالمظاهر المتكلفة، أفلا تخشى ظلمًا يقع عليك من رئيسك في العمل أو أولادك بسبب ظلمك لزوجتك؟ إن من يريد من زوجته سكنًا ومودة واستعفافًا، لا يهينها بالحلف بطلاقها في كل مناسبة، فإلى متى تجد قلوبُ البعض لذتها بإظهار الكرم والشهامة أمام بعض الناس، لنيل مدحهم، على حساب سعادة زوجاتهم وأولادهم؟ تذكير: أيها الزوج لا بد أن تعرِف الأمور التالية: • أنك ستموت حتمًا، وربما فجأة، فقد قال سبحانه: ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]، ولن ينفعك في قبرك نفاق ولا ظلم، بل سيكون وبالًا وعذابًا عليك. • أنك مطالب شرعًا بالإحسان لزوجتك لا بظلمها. • أنك تؤجر أجرًا عظيمًا على الإحسان إليها. • أن قوامتك عليها هي قوامة تشريف وعدل، لا قوامة ظلم، فاتَّقِ الله وراقِبْه، واحذَر سخطه وعقابه، وتذكر قوله سبحانه: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]. وعلى الزوجة العاقلة ألاَّ تستفز زوجها بعصيان، أو برفع صوت، ومطالب لا يُطيقها، فتكون بذلك سببًا لما يقع عليها من ظلم جزاءً وفاقًا. حفِظكم الله، وأعاذكم من الظلم والعجلة، ورزَقكم حياة أسرية سعيدة يحفها السكنُ والمودة، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |