الأساليب غير الشرعية في الإصلاح والتغيير وآثارها الإعلامية والاجتماعية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سعد بن عبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الدرة المصونة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من أسرار اللغة في الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          دليل المعلم المجيد في علوم القرآن والتجويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رمضانيات المرأة التقية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وصية الأهل لعروسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيف نستمر في اصلاح نفوسنا بعد الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خواطر شاردة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ما سلم حتى ودع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الفتن والنجاة منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2024, 06:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,214
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأساليب غير الشرعية في الإصلاح والتغيير وآثارها الإعلامية والاجتماعية

الأساليب غير الشرعية في الإصلاح والتغيير وآثارها الإعلامية والاجتماعية (2)




بعد أن استعرضنا في الحلقة السابقة تاريخ الدعوات المنحرفة التي رفعت شعار الإصلاح وكان لها أكبر الأثر في صد الناس عن سبيل الله تعالى نتساءل:
ماذا صنع الذين أرادوا تقويم عثمان -رضى الله عنه- بالسيف؟ وماذا صنع الذين خرجوا على علي رضي الله عنه؟ والعباسيون هل كانوا خيرا من الأمويين؟ وهل كان الشريف حسين الذي خرج على خلافة العثمانيين على ما فيها خيرا منهم؟ وماذا صنع الذين لا يفتؤون يلوحون بقبضاتهم في الهواء ويزمجرون بها في السراديب؟!» انتهى.
قد يقول قائل: ولكننا لم نتكلم عن قتال الحكام ولكن عن وجوب احترامهم وطاعتهم بينما هم مقصرون في واجباتهم ظالمون لرعيتهم، وللرد على ذلك قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين رحمه الله: «كما أن ولاة الأمر من الأمراء والسلاطين يجب احترامهم وتوقيرهم وتعظيمهم وطاعتهم حسب ما جاءت به الشريعة ؛لأنهم إذا احتقروا أمام الناس وأذلوا وهُوّن أمرهم ضاع الأمن وصارت البلاد في فوضى ولم يكن للسلطان نفوذ ولا قوة.
فهذان الصنفان من الناس: العلماء والأمراء إذا احتقروا أمام أعين الناس فسدت الشريعة وفسد الأمن وضاعت البلاد؛ ولهذا أمر الله تعالى بطاعة ولاة الأمر من العلماء والأمراء فقال: {يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.
ونضرب لكم مثلا: إذا لم يعظم الأمراء والعلماء، فإن الناس إذا سمعوا من العالم شيئا قالوا: هذا هين، قال فلان خلاف ذلك. أو قالوا: هذا هين هو يعرف ونحن نعرف، كما سمعنا من بعض السفهاء الجهال أنهم إذا جودلوا في مسألة من مسائل العلم وقيل لهم: هذا قول الإمام أحمد بن حنبل أو هذا قول الشافعي أو قول مالك أو قول أبي حنيفة أو قول سفيان أو ما أشبه ذلك، قال: نعم هم رجال ونحن رجال. لكن فرق بين رجولة هؤلاء ورجولة هؤلاء، من أنت حتى تصادمهم بقولك وسوء فهمك وقصور علمك في الاجتهاد وحتى تجعل نفسك ندا لهؤلاء الأئمة رحمهم الله؟!
وكذلك الأمراء إذا قيل لواحد مثلا: أمر الوالي بكذا وكذا، قال: لا طاعة لأنه مخل بكذا وكذا. وأقول: إنه إذا أخل بكذا وكذا فذنبه عليه وأنت مأمور بالسمع والطاعة حتى وإن شربوا الخمور وغير ذلك ما لم نر كفرا بواحا فيه من الله برهان، وإلا فطاعتهم واجبة ولو فسقوا ولو عتوا ولو ظلموا.
أما والشعب الآن أكثرهم مفرط بالواجبات وكثير منتهك للحرمات ثم يريدون أن يولي الله عليهم خلفاء راشدين فهذا بعيدا، لكن نحن علينا أن نسمع ونطيع وإن كانوا هم أنفسهم مقصرين فتقصيرهم عليهم، عليهم ما حملوا وعلينا ما حملنا» انتهى.
ومن المفارقات الغريبة أن هؤلاء الذين طعنوا في آراء العلماء وفتاواهم حول طاعة أولي الأمر تحت مسميات الديمقراطية وحقوق الإنسان قد تجاهلوا أن الغرب الذين رفعوا راية حقوق الإنسان والعلاقة بين الحاكم والمحكوم هم أكثر الناس احتراما لحكامهم وطاعة لهم وحرصا على عدم شق الصفوف والفوضى، وهم أشد تمسكا بأنظمتهم، ونادرا ما نسمع عن قيادات غربية تخرج إلى الشوارع لتحرض الناس على حكامها وتطعن بهم وتسقطهم من أعين الناس!
وهناك مسألة فرعية قد شاهدناها بوضوح وهي إصرار الكثيرين على تحدي أوامر الحكومة بمنع تنظيم المسيرات والمظاهرات وضرورة الحصول على ترخيص بذلك بحجة أن ذلك يخالف الحريات التي كفلها الدستور، بل يعمدون إلى الزج بالشباب الصغار في المسيرات غير المرخصة لكي يحدث التصادم مع قوات الداخلية وتسيل الدماء ليخرجوا على الناس ببطولات زائفة يكسبون الشعبية من ورائها.
ولو كان هؤلاء جادين في تقليد الأنظمة الديمقراطية في بلدان العالم والسير على خطاهم لأدركوا أن تلك الدول لا تسمح بالفوضى حتى من أجل تحقيق أهداف وطنية مهمة؛ لأن الفوضى لا تخلق إلا الفوضى.
الآثار الإعلامية للمناهج الإصلاحية المنحرفة:
أما الآثار الإعلامية المدمرة التي تركتها المناهج الإصلاحية المنحرفة على أمتنا فتتمثل في إبراز وسائل إعلامية هدفها بث العداء بين أبناء الأمة وتشتيت الكلمة وإيقاع الوهن في نفوسهم.
ومن الطرائق التي ينتهجها أصحاب المناهج الإصلاحية المنحرفة إعلاميا:
- أولا: تأسيس الفضائيات الكثيرة التي تمجد العقل وتنتقد الدين، ومحاولتهم تشويه صورة الصحوة الدينية وتحذير الناس من عواقبها.
- ثانيا: تأسيس الصحف والدوريات التي تبث الشبهات وتثير الشكوك وتشكك في صلاحية الدين الإسلامي وتمجد أعداء الدين.
- ثالثا: إبراز إعلاميين وفنانين وشخصيات منحرفة ورفع مكانتهم في نفوس الناس لكي يقتدي بهم الآخرون في صدهم عن سبيل الله.
- رابعا: تشجيع الناس على الجرأة في نقد الواقع إلى درجة الطعن في كل خير والتيئيس من كل إصلاح وتشجيعهم على نقد الحكام وتحريض الناس عليهم.
- خامسا: التحريض على الانفلات الأمني والعنف وتصويره بأنه بطولة، وإبرازهم بعض من غامروا بالانقضاض على القوانين وإثارة الشغب بصورة الأبطال.
- سادسا: تشجيع الشباب على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك والتويتر وغيرهما) بصورة منحرفة وبث الأراجيف من خلالها والدفاع عنهم إذا وقعوا في المنكرات وارتكبوا الأخطاء الجسيمة.
- سابعا: تمجيد الشخصيات المنحرفة في المجتمع واعطاؤها مكانة أكبر من مكانتها، وشن حرب ضروس على المصلحين والدعاة وتشويه صورتهم أمام الناس لإسقاطهم من عيونهم.
- ثامنا: نقد الآراء الدينية الصحيحة وإبراز الآراء الشاذة والمنحرفة وإبراز شخصيات دينية منحرفة أو مزورة وترك المجال لها لتفسد باسم الدين.
- تاسعا: رفع شعارات براقة مثل الحرية والعدالة والمساواة وتحرير المرأة ومحاولة جعلها تتصادم مع المبادئ الدينية الراسخة وأحكام الشريعة الإسلامية، والاستهزاء بثوابت الأمة وعقيدتها وإسقاطها من أعين الناس.
- عاشرا: التركيز على المرأة والطفل واعطاؤهما القدر الأكبر من الاهتمام من أجل السعي لانحرافهما، وتضليل الناس ونشر الفجور والإباحية في المجتمع باسم تحرير المرأة.
- حادي عشر: إحياء العصبيات الجاهلية في المجتمع والصراع بين أفراد المجتمع تحت مسميات قبلية وطائفية وفئوية، وقد شاهدنا في مجتمعنا كيف ساهم النفخ في تلك العصبيات في تفريق الكلمة وبث العداوات، والهجوم على وسائل الإعلام انتقاما ممن ساهموا في بث تلك الفتنة، وامتلأت المحاكم بالقضايا الكثيرة حول تلك المواضيع.
الآثار الاجتماعية للمناهج المنحرفة:
من أهم الآثار الاجتماعية التي لمسناها إثر استجابة الناس للمناهج المنحرفة:
- أولا: تفشي الكراهية والحقد بين أبناء المجتمع وتنافر قلوب الناس؛ لأن من أهم أهداف تلك المناهج المنحرفة إثارة الفرقة في المجتمع وتشتيت قلوب الناس وبث الكراهية بينهم، وهو منهج اليهود في بث الفرقة بين المسلمين، كما ورد في بروتوكولات حكماء صهيون التي ذكروا فيها:
- يجب أن نكون قادرين على إثارة عقل الشعب عندما نريد وتهدئته عندما نريد.
- يجب أن نشجع ذوي السوابق الخلقية على تولي المهام الصحافية الكبرى، ولا سيما في الصحف المعارضة لنا، فإذا تبين لنا ظهور أية علامات للعصيان من أي منهم سارعنا فورا إلى الإعلان عن مخازيه الخلقية التي نتستر عليها.
- ثانيا: فقدان الثقة بين الناس والمسارعة إلى التشكيك في بعضهم البعض والطعن في الآخرين وعدم احترام من يستحق الاحترام.
- ثالثا: انتشار الإشاعات والأخبار المكذوبة والقيل والقال، ونقلها عبر وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الجماعي بدرجة غير مسبوقة إلى درجة تصوير الأوضاع في المجتمع بأنها قد وصلت إلى طريق مسدود.
- رابعا: إيغار الصدور على أولياء الأمور وإسقاطهم من عيون الناس عن طريق النقد المتواصل وإبراز العيوب، واستخدام العبارات الجارحة عند الحديث عن أولياء الأمور.
- خامسا: تشجيع أفراد المجتمع على العصيان المدني وتعطيل الأعمال والإضرابات المتواصلة، وتشجيع الشباب على البطالة وضياع الأوقات والاهتمام بتوافه الأمور، وصرفهم عن مجالات العلم والإنتاج واستغلال الأوقات بالمفيد.
وهاهو ذا مجتمعنا يصل إلى درجة الشلل شبه الكامل خلال السنوات الأخيرة بسبب انشغال الناس بتلك الأمور وتسابقهم على الإضرابات والاعتصامات على حساب العمل والإنجاز.
- سادسا: تشجيع الناس على احتقار العلماء والاعتراض على آرائهم وفتاواهم، وضرب أقوالهم بعض ببعض وترديد عبارة «هم رجال ونحن رجال»، بينما يقول الله تعالى: {يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}.
ولا شك أن العلماء والأمراء هم أولو الأمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم.
خاتمة
أخيرا فإن المنهج الإسلامي للإصلاح هو منهج واضح بيّن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو منهج متوازن مبني على العقل والحكمة مصداقا لقوله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك».
فالحق أبلج والباطل لجلج، وواجب المسلمين أن يتعلموا العلم الصحيح لكي يتبعوا المنهج الصحيح، لئلا يضلوا كما ضلت أقوام كثيرة بسبب الجهل أو بسبب اتباع الهوى {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون}.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.



اعداد: د.وائل الحساوي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.38 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]