|
روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
لماذا يكذب الأطفال؟
لماذا يكذب الأطفال؟ هل يجب أن نتهم الطفل بالكذب؟ أم نتهم أنفسنا بالمبالغة في الحكم على كذب الطفل؟ والواجب على الآباء ألا ينزعجوا لهذا النوع من الأكاذيب التي تصدر عن الطفل خلال هذه المرحلة، ولا ينبغي عليهم نعته بالكذاب؛ لأن لذلك ضرراً كبيراً يلحق بالطفل من قبيل إحساسه بالمهانة وإدخال مصطلح إلى قاموس مصطلحاته لم يكن يعرفه ونعته بصفة لم يسع إلى التخلق بها، ومع مرور الوقت وإصرار الوالدين على إلصاق هذه الصفة بالطفل يهون الأمر عليه ويصغر في عينيه ويتمادى في جحد الواقع والانتقال من كذبة لأخرى حتى يدمن الكذب ولا يجد أي غضاضة في ذلك ولا يشعر بأدنى حرج منه. ويؤسفني هنا أن أقول: إن المسؤول الأول بل ربما والأخير في تخلق الطفل بخلق الكذب، والداه اللذان لم يدركا حقيقة الأمر ولم يفرقا بين جنوح طفلهما إلى الخيال وبين جحوده الواقع وعدم قول الحقيقة، وبعد أن يتطور الأمر ويجد الوالدان نفسيهما وجها لوجه أمام طفل يكذب عن عمد فوقتها فقط يسقط في أيديهما ويجدان نفسيهما في حيرة ولا يدريان ماذا يفعلان.ومما لا شك فيه أن لهما بعض العذر فيما قد انتابهما من فزع وما أصابهما من رعب عند اكتشافهما هذه الحقيقة؛ فالكذب ليس بالأمر الهين. وهنا يحضرني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل «أيسرق المؤمن؟ قال: نعم، أيشرب الخمر: قال: نعم، إلى أن سئل: أيكذب المؤمن؟ فأجاب صلى الله عليه وسلم : لا» فالكذب أشد من السرقة وغيرها من الموبقات.عندما يخبرنا الطفل بغير الحقيقة لعدم إدراكه وضعف ذاكرته والتداخل الشديد بين ما يرغبه وما يمكنه تحقيقه فكثيراً ما يخلط الطفل في هذه السن بين رغبته في امتلاك كرة جديدة وامتلاكه الكرة بالفعل، وبين رغبته في الذهاب إلى حديقة الحيوان التي رآها على شاشة التلفاز وبين رؤيته لها في الطبيعة، فيحكي لأصدقائه أنه ذهب وتجول في شوارعها ورأى أسواها وأفيالها في حين أنه لم يفعل. ولكن نقول لهم: إن الأمر ليس بهذا السوء، وإن الصورة ليست بهذه الدرجة من القتامة، وإن كذب الطفل قبل تمامه عامه الخامس لا يعدو كونه ضرباً من ضروب الخيال، وإن الأمر لا يحتاج منا سوى القليل من الجهد والكثير من الصبر وسعة الصدر لإفهام أطفالنا بالفرق بين الواقع والخيال وتدريبهم على التمييز بين ما يتوهمونه وما هو واقع وتزويدهم بالحقائق الواحدة تلو الأخرى ليصبحوا أكثر إقبالاًعلى الواقع دون أن نثبط همتهم أو نسخر من تخيلاتهم أو ننعتهم بالكذب علينا، كذلك أن نقص عليهم قصصاً وحكايات تتحدث عن فضيلة الصدق وما ينتظر الصادقين من أجر وأن نبين لهم أن قول الحقيقة يؤدي إلى النجاة وليس العكس، وأن نكون أكثر تسامحا معهم، وأن نغض الطرف عن أخطائهم البسيطة غير المقصودة وألا نعاقبهم حال مصارحتنا حتى لا يربطوا بين قول الصدق وتعرضهم للعقاب، أما إذا استمر جحدهم للواقع إلى ما بعد هذه السن ورأينا أن الكذب أصبح وسيلة سهلة يلجأ إليها الطفل كلما وجد نفسه في مواجهة تهديد من أي نوع فهنا فقط ينبغي أن نأخذ الموضوع على محمل الجد وأن نبادر إلى تخليص الطفل منه، وذلك يحتاج منا في البداية إلى معرفة الأسباب التي تؤدي بالطفل إلى الكذب وبناء عليه يمكن تشخيص أي نوع من أنواع الكذب، ومن ثم البحث عن العلاج المناسب حسب نوع الكذب ودرجته ومدى تأصله بداخل الطفل، وفيما يلى سنعرض أنواع الكذب وكيف يمكن مساعدة الطفل على التخلص منه: (1) الكذب الالتباس وهو يعد أشهر أشكال الكذب التي يقع فيها الطفل خلال هذه الفترة من حياته حين يلتبس عليه الأمر فلا يمكنه التمييز بين الواقع والخيال؛ نتيجة لما تموج به نفسه من دوافع ورغبات الكثير منها لا يكون في متناول يده، فيتحدث عن تلك الرغبات باعتبارها واقعا ولاسيما أن وسائله في تحقيق رغباته تكاد تكون معدومة في هذه السن، فيلجأ إلى الحديث عنها باعتبارها واقعاً ويجزم بذلك، وهذا ما دفع العاملين في مجال التحليل النفسي إلى القول بأن الرغبة تساوي الفعل لدى الطفل الأمر الذي يفقده القدرة المنطقية على الربط بين الأحداث ومسبباتها.وكذلك عدم قدرة الطفل على التمييز بين ما هو خيال وما هو واقع بالفعل. ولمساعدة الطفل على التخلي عن هذا النوع من الكذب ينبغي على الوالدين التمتع بالهدوء وسعة الصدر والأخذ بيد الطفل في اتجاه التمييز بين الواقع والخيال وذلك باصطحابه في رحلات خلوية لإثراء عالمه الخارجي والتأكيد على وجود فوارق كثيرة بين ما نراه حقيقة في الواقع وبين ما نرسمه في خيالنا للأشياء من صور. (2) الكذب الدفاعي وهو أسهل وسيلة يلجأ الطفل إليها للدفاع عن نفسه أو عن شخص آخر عزيز عليه ضد أي خطر، وفيه ينبري الطفل بشكل مباشر وسريع في اتجاه نفي أي شيء ينسب إليه يمكن أن يسبب له العقاب، فعندما نسأله من كسر زجاج النافذة؟ سريعاً ودون أدنى تفكير: ليس أنا من كتب على الجدران، بالسرعة نفسها والتلقائية: ليس أنا من أخذ، قبل أن يكمل الأب: ليس أنا، وتسير الأمور على هذا النحو وفي كل مرة ينكر فيها الطفل ارتكابه للخطأ حتى يفلت من العقاب. ولمساعدة الطفل على التخلي عن هذا النوع من الكذب ينبغي أن يدرك الآباء حقيقة مهمة مؤداها أنهم المسؤولون عن لجوء الطفل إلى الدفاع عن نفسه باللجوء إلى الكذب حتى يتخلص من الموقف الذي وضع فيه وحتى ينجو من عقاب محدق به حالة اعترافه، ولو أنهم تحلوا بالحكمة وخلق التسامح مع ما يقع منه من أخطاء مردها إلى ضعف خبرته وقلة حيلته وعدم قدرته على كبح دوافعه والسيطرة على انفعالاته لما اضطر إلى الكذب. وعلى الآباء أن يدركوا كذلك أن القسوة الشديدة في معاملة الأطفال ومطالبته بما هو فوق حدود قدراته واحتماله تجعلانه يلجأ بشكل مباشر أو غير مباشر إلى هذا النوع من الكذب، وأنه على العكس من ذلك في حالة توافر جو من التسامح داخل الأسرة سوف يتخلى الطفل عن الكذب، ومن خلال تشجيع الطفل على قول الحقيقة وتعزيز ذلك الاتجاه لديه سوف يقلع بالتدريج عن الكذب، وكذلك بالابتعاد عن الأسئلة المباشرة التي تعرف إجابتها سلفاً كأن نقول له: من الذي كتب على الجدران، ونحن نعلم يقيناً أنه هو من فعل ذلك، فبدلاً من أن نسأله على هذا النحو نطلب منه مباشرة ألا يكتب على الجدران، وبدلا من أن نسأله: من الذي عبث بالمكتبة نطلب منه أن يحافظ عليها، وأن يعدنا بألا يفعل ذلك مرة أخرى ونفهمه أن ذلك يؤدي إلى تلف ما بها من كتب.إن مناقشة الطفل واعطاءه مساحة من الحرية كفيلان بتخليه عن الكذب الدفاعي. (3) الكذب الانتقامي وفيه يقوم الطفل بتدبير المكائد وإلصاق التهم بالأشخاص الذين لا يحبهم بغرض الإيقاع بهم وتعريضهم للعقاب، فينتظر عودة الأب ليخبره كذباً أن أخاه الأكبر قد قام بالكتابة على الجدران أو خرج من المنزل دون إذن أو ترك واجبه أو غير ذلك من الأمور التي يعي أنها تثير غضب الأب وتدفعه إلى معاقبته. والخطر في هذا النوع من العقاب يكمن فيما ينطوي عليه من أحاسيس بالحقد والكراهية من قبل الطفل تجاه أخيه، بحيث إننا لو استطعنا أن نخلصه من كذبه فقد نفشل في تحريره من ضغائنه ورواسبه اللاشعورية، وعلى الأب في مثل هذه الحالة كي يساعد طفله على التخلي عن هذا النوع من الكذب أن يدقق في الأخبار المنقولة له من الطفل وألا يتسرع في رد الفعل وأن يحاول إفهام الطفل أن الفتنة أشد من القتل وأن محاولة الدس للآخرين والإيقاع بهم خلق غير كريم وأن يحاول تطهيره من ضغائنه، وأن يبحث في الأسباب التي دفعته باتجاه الكيد لأخيه ومحاولة النيل منه والعمل على إزالة هذه الأسباب التي غالباً لا تخرج عن كونها قلة حيلة من الطفل في مواجهة عدوان أخيه ورغبة في الثأر منه. (4) الكذب الاستحواذي وخلاله يميل الطفل إلى الاستحواذ على الأشياء التي تروق له من قبيل الرغبة الفطرية داخله نحو الامتلاك، ويتميز هذا النوع من الكذب باستمرار عدم قدرة الطفل على التمييز بين ممتلكاته وممتلكات الآخرين، ويكون الطفل حين ذاك في حاجة ماسة إلى من يساعده على التمييز ويعينه عليه ويوفر له الألعاب والأدوات التي يحبها من قبيل إشباع رغبته في الاستحواذ بدلاً من الاعتداء على ممتلكات الآخرين، وأن هذه الخيالات قابلة إلى أن تتحول إلى تخيل مثلما هو الحال لدى كل المخترعين الذين بدأ إبداعهم بأوهام وأحلام وسرعان ما تحولت مع الزمن إلى اختراعات علمية أشاعت البهجة والسرور في الدنيا بأسرها، وأن محاولة الآباء تسخيف هذه الأحلام إنما هي من قبيل الظلم البين، في حين أن الأحرى بهم تشجيع هذه الخيالات وتوجيهها بدلاً من العمل على كبتها وقمعها. اعداد: المستشارة التربوية: شيماء ناصر
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |