ذنوب القلوب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سعد بن عبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الدرة المصونة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أسرار اللغة في الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          دليل المعلم المجيد في علوم القرآن والتجويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          رمضانيات المرأة التقية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          وصية الأهل لعروسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف نستمر في اصلاح نفوسنا بعد الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          خواطر شاردة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ما سلم حتى ودع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفتن والنجاة منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-10-2023, 09:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,214
الدولة : Egypt
افتراضي ذنوب القلوب

ذنوب القلوب

«المحرمات التي على القلب أشد حرمة من الزنا وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر» (ابن القيم - مدارج السالكين: ج1- ص: 133). كنت على وشك مغادرة المجلس العائلي الأسبوعي يوم الخميس، حين سألني ابن أختي أحمد: - ما موضوع خطبة الغد؟ (ذنوب القلوب) إن شاء الله. - سمعنا عن طاعات القلوب، لا عن ذنوب القلوب. - كما للقلب طاعات، كذلك تقع منه المعاصي والذنوب، بل معاصي القلب أشد من معاصي الجوارح، معاصي القلب قد تكون كفرا مخلدا في نار جهنم، مثل النفاق والشرك والشك، ومنها ما يكون كبائر، مثل الرياء والكبر والعجب والخيلاء والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله، ومنها ما يكون صغائر مثل شهوة المحرمات وتمنيها، فعلى العبد أن يكون أحرص ألا يقع في المعاصي القلبية من الوقوع في المعاصي الظاهرة. طلبت مني أختي أن أجلس لتستوضح بعض النقاط. - ولماذا كانت هذه المعاصي القلبية أشد من الكبائر التي نهى عنها النبي -[؟ - سؤال جميل، والإجابة باختصار.
أولاً: هذه الذنوب تتعلق بالقلب، والقلب هو أساس نجاة العبد يوم القيامة: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (الشعراء:88-89)، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» (متفق عليه).
ثانيا: ذنوب القلوب هي التي تؤدي إلى ذنوب الجوارح، فالأصل هو ما يصدر من القلب، من حسد أو كبر أو عجب، وغيرها.
ثالثا: المعاصي الظاهرة، بينة واضحة، يعرفها العاصي، فيتوب منها أما معصية القلب فقلما يتوب صاحبها، وهذا هو الفرق بين معصية آدم في الجنة، ومعصية إبليس، فآدم نسي، وغفل وأكل من الشجرة التي نُهي عنها، فتاب، بمجرد أن رأي أثر المعصية وتذكر، فتاب الله عليه، أما إبليس فكانت معصيته (الكبر): {أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة:34)، فتمادى في غيه وكبره، كما قال -تعالى-: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} (الأعراف:13).
رابعا: الوعيد الشديد الذي ورد في القرآن والأحاديث الصحيحة على معاصي القلوب، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» (مسلم).
وحديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «دب إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين» (السلسلة الصحيحة)، وهذه معاصي قلبية، وأحاديث أخرى كثيرة تبين أن معصية القلب تحبط العمل كله! وفي حديث آخر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع الله إزاره، ورجل ينازع الله رداءه؛ فإن رداءه الكبرياء وإزاره العز، ورجل في شك من أمر الله والقنوط من رحمة الله» (الصحيحة). - وكيف النجاة من هذه المعاصي القلبية؟ قالتها متذمرة أختي الكبرى. - قبل أن نذكر السبيل للنجاة من هذه الذنوب يجب التنويه أنها تقع من أهل العبادة، أكثر من غيرهم، ولاسيما ممن لم يكن من أهل العلم الشرعي، فهذا حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله -تعالى-: من ذا الذي يتألى عليّ ألا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك» مسلم. وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب، والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوما على ذنب فقال له: أقصر، فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالما، أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار» قال أبو هريرة -]-: والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته. أما سبيل النجاة ففي أمور منها: أولا: الالتزام بطاعات القلوب قبل طاعات الجوارح.
ثانيا: طلب العلم الشرعي الصحيح، والعمل به.
ثالثا: قراءة القرآن بتدبر وتفكر.
رابعا: المداومة على ذكر الله -عز وجل.
خامسا: الدعاء والتضرع.
في الحديث: عن معقل بن يسار قال: انطلقت مع أبي بكر - رضي الله عنه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلها آخر؟! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟! قل: «اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم» صحيح الأدب المفرد.

اعداد: د. أمير الحداد
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 08-05-2024 الساعة 05:27 PM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 251.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 249.50 كيلو بايت... تم توفير 1.79 كيلو بايت...بمعدل (0.71%)]