ثقافة السوق والاستعمار الناعم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 4079 )           »          التجسس الالكتروني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الإخلاص في طلب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عوامل الاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          النبأ العظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          هل قول الصحابي حجة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          من صلاة الفجر نبدأ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          بك نستعين يا الله.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-04-2024, 10:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,276
الدولة : Egypt
افتراضي ثقافة السوق والاستعمار الناعم





ثقافة السوق والاستعمار الناعم

محمد سلامة الغنيمي



‏نشر ثقافة السوق وإثارة غريزة الاستهلاكي جزء من الحملة الصهيوغربية على الوعي الجمعي للأمة؛ لأنها تؤدي إلى الاستلاب الثقافي، والتغريب القيمي، والوهن النفسي، والأخير أخطرهم، فضلا عن الأضرار الاقتصادية؛ حيث تعمل ثقافة السوق على تحطيم الحدود الدولية ودغدغة المشاعر وتفتيت القيم الذاتية للمجتمعات من أجل تحقيق الربح، وعلى غرار ذلك قسم الفرنسي ألفريد سوفي العالم إلى مستويات: العالم الأول الرأسمالي (أمريكا وأوروبا وحلفاؤهما) وهي الدول المنتجة أصحاب المصانع، والعالم الثاني الاشتراكي، والذي يضم الاتحاد السوفيتي والصين وحلفاؤهما، والعالم الثالث المستهلك، والذي يضم الدول التي لم تعتنق أي المسارين بشكل واضح، كما أنها ليس لها تأثير سياسي أو اقتصادي، ودائما ما تأتي مفعولا بها. وقد استثاغت الدول الغربية هذا التصنيف وروجت له؛ لجذب الدول المستهلكة لها، كما يعبر ذلك عن كبريائها.
ولم يقتصر الترويج للرأسمالية وغزوها العالم الثالث على السياسيين والاقتصاديين فحسب، بل انضمت إليهم كتائب الفلاسفة والمفكرين الغرب، وعملوا على التنظير للرأسمالية ووضع الخطط التي تضمن تفوقهم، وتعمل على استدامة نهبهم للدول المستهلكة من خلال الغزو بكل صوره وأشكاله.
وبعد أن أيقنوا باستحالة استدامة الغزو العسكري عملوا على الغزو الفكري والاقتصادي، والأخير هو المعني هنا، حيث نشر ثقافة السوق والتشجيع على الاستهلاك، من خلال نظريات علمية تعتمد على إثارة الغرائز، على الوجه الذي يضمن تفوقهم الاقتصادي، وتحكمهم في السوق العالمي، بل والقرار السياسي العالمي أيضا؛ حيث تدمر سياستهم في نشر ثقافة السوق والاستهلاك اقتصاد الدول المستهلكة، وذلك من خلال معادلات بسيطة حيث استيراد المواد الخام بأسعار زهيدة، ثم تصنيعها وبيعها بأسعار مضاعفة، مع ترغيب شعوب العالم المستهلك في بضائع الدول المنتجة من خلال الأفلام والمسارح والصحافة وغيرها.
وفي ظل ثقافة السوق تقدر قيمة الإنسان بما يستهلكه، ويصير الشراء إدمان كالخمر، والسوق كمحراب العبادة تسكن فيه النفوس الثائرة، وتأخذ الماركات العالمية قيم عليا يضحى من أجلها، وانتظار الموضة كانتظار الهلال أول كل شهر..
واعتمدت سياسة نشر ثقافة السوق على آليات دعائية ضخمة وتقنيات حديثة، تقوم على نظريات علمية ذات أصول فلسفية؛ لتظل الدول الكبرى متحكمة في عقول الدول الأخرى، تنهب ثرواتها، وتتحكم في قيمها، وتجرها إليها جرا.
والنظرة الفلسفية الصهيوغربية للإنسان ترى أنه محور الكون ومن ثم يجب أن تهدف جميع أنشطته إلى المتعة بكل صورها، وتلعب على أوتار الغرائز، فتثير غريزة حب التملك، والتقليد، والجنس، والحاجة للمأكل والمشرب... ومع الإعلان عن سلعة واحدة قد تجدها مرتبطة بأكثر من غريزة.
وقد نجحوا في ربط مفهوم الغنى بالقدرة على الاستهلاك وليس مجرد امتلاك الأموال، وهو ما يدفع الفقراء ومتوسطي الدخل إلى تقليد ومحاكاة الأثرياء في الإنفاق والسعي إلى امتلاك الكماليات، ومحاولة تعويض الخواء الفكري والفقر النفسي بالماديات.
لأن ثقافة السوق فيها الوهن: حب الدنيا وكراهية الموت، فيظهر البيع والشراء ويختفي العمل والانتاج، وتعلى فيه الاستمتاع ويعطل فيه الجهاد، ترسخ للأثرة والأنانية على حساب الإيثار والتعاون، تعمل على تدمير الأرض على حساب إصلاحها، ترفع من قدر اللكع من الممثلين واللاعبين على حساب العلماء والمصلحين..
والحد من هذه الثقافة لابد من تضافر الجهود بين الحكام والأفراد والمؤسسات، من خلال نشر الوعي بمخاطر الاستهلاك المفرط ودعم المنتجات المستدامة ونشر ثقافة الوعي، بالإضافة إلى سن القوانين التي تقوض سلبياتها ودعم مجتمع أكثر مسؤولية واستدامة.
#الغنيمي
#رؤية_للنهوض_الحضاري







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.66 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]