معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى ____ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 499 - عددالزوار : 17524 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12817 - عددالزوار : 225650 )           »          أسباب انقطاع المطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أصناف الناس بعد رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          غزوة أحد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          الإيمان والأمل وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أمهات المؤمنين رضي الله عنهن (8): حفصة بنت عمر رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          كيف يحقق المؤمن عبودية الافتقار إلى الله تعالى؟ (8) (فقه الأسماء الحسنى) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          بين يدي أعظم سورة في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          فضل دعاء غائب لغائب وما يحمله من معاني عظيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 27-04-2024, 06:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,788
الدولة : Egypt
افتراضي رد: معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد

معارج البيان القرآني (11)
( مقامات البيان)
عبد الله الهتاري


إنه البيان المحكم البديع، يضع مقاييس البيان وفق مقامات الكلام بدقة محكمة في منتهى الإحكام ..!

تستوقفنا آيتان ورد السؤال عنهما فكان هذا البيان ..

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [سورة البقرة 264]

(وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا) (سورة النساء 38)

نلاحظ في سورة البقرة (ولا يؤمن بالله واليوم الآخر)، في حين ورد في النساء، (ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) بإضافة (لا) و حرف الجر الباء ..

فما سر التغاير في النظم مع أن الآيتين تتحدثان عن الرياء في الإنفاق ؟!

وهنا تبرز الدقة والإحكام في مقاييس الكلام؛ ممايثير ذلك دهشة المتلقين لهذا البيان، ويستوقف أرباب البلاغة وأساطين الفصاحة! وذلك من مظاهر تميزه وإعجازه،

إذ لايتفطن البيان البشري في كل مقاماته إلى الدقة والإحكام في اختيارات أسلوبه، وانتقاء عباراته، وسبك ألفاظه، على هذا النحو العجيب الفريد الذي انماز به نظم القرآن!

ورب البيان لو استوت في النظم الآيتان؛ لاهتز عرش البلاغة، واختل الميزان!

ذلك أن الآية الأولى هي في الكافر، الذي لا يبتغي بنفقته وجه الله وإنما الرياء والسمعة ..فلم يحتج السياق إلى مزيد توكيد بتكرار اللام والباء؛ لأن الكافر يجاهر بعدم إيمانه بالله واليوم الآخر.

وأما الثانية فهي في المنافقين الذين يظهرون خلاف مايبطنون من الكفر؛ لذلك أكد عدم إيمانهم بتكرار (لا) النافية والباء الجارة المؤكدة.

أي بيان محكم بمقاييس الدقة البيانية العجيبة كهذا، إلا أن يكون المتكلم هنا هو رب البيان منزل هذا القرآن فحسب؟!
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 01-05-2024, 12:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,788
الدولة : Egypt
افتراضي رد: معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد

معارج البيان القرآني (12)
عبد الله الهتاري


إن البيان القرآني المعجز المحكم العميق في بيانه ومعانيه وقراءاته، يستوقفنا لتدبره، وتأمل آياته.

يقول تعالى : { وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذۡ وُقِفُوا۟ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُوا۟ یَـٰلَیۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ} [سورة الأنعام :27]

ففي هذا السياق نلحظ التحول إلى النصب في الفعلين (ولا نكذبَ … ونكونَ) … ولو مضى السياق على نسق واحد من الحركة الإعرابية لكان (ولا نكذِّبُ … ونكونُ) بالرفع؛ لكونهما معطوفين على الفعل المرفوع (نُردُّ). وهي قراءة نافع وأبي عمرو وابن كثير ، والنصب قراءة حمزة وحفص عن عاصم.

ويبرز التحول عن الرفع إلى النصب في قراءة حمزة وحفص، ولكي ندرك سر هذا التحول على هذا الوجه من القراءة، ينبغي أن نعرف أولاً المعنى بمقتضى قراءة الرفع التي جرت على نسق المطابقة في السياق، ثم نفسر التحول عن المطابقة وما يضفيه من دلالة في ذلك.

فقراءة الرفع تخرج على وجهين: الأول: أنها على عطف الفعلين على (نُرَدُّ) فيكون المعنى حينئذ أن الكفار تمنوا هذه الأمور الثلاثة: الرد، وعدم التكذيب بآيات ربهم، وكونهم من المؤمنين.

والوجه الثاني: “أن يكون الفعلان مستأنفين، على معنى أنهم تمنوا الرَّدَّ وحده، ثم قالوا: ولا نُكذِّبُ ونكونُ من المؤمنين، رُدِدْنا أم لم نرد.

وقد علل سيبويه الوجهين في الرفع في هذه الآية بقوله: “فالرفع على وجهين: فأحدهما أن يشْركَ الآخِرُ الأوًّل، والآخر على قولك: دَعْني، ولا أَعُودُ، أي: فإنِّي ممن لا يعود، فإنّما يسألُ الترك وقد أوجب نفسه أن لا عودة له البتَّة، ترك أو لم يترك، ولم يرد أن يسأل أن يجتمع لـه الترك وأن لا يعودَ”، ويكون معنى الآية على الوجه الثاني أنهم “أخبروا أنهم لا يكذبون بآيات ربهم، وأنهم يكونون من المؤمنين على كل حال، رُدُّوا أو لم يُردُّوا”.

وعلى قراءة النصب التي نحن معنيون بمعرفة سر التحول فيها، يكون المعنى: أنهم تمنوا الرَّدَّ مع عدم التكذيب، وكونهم مؤمنين، لذلك عقب المولى- عزوجل – على قولهم هذا بقوله: { بَلۡ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا۟ یُخۡفُونَ مِن قَبۡلُۖ وَلَوۡ رُدُّوا۟ لَعَادُوا۟ لِمَا نُهُوا۟ عَنۡهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَـٰذِبُونَ } فيكون الفعلان منصوبين بإضمار “أن” بعد الواو التي بمعنى “مع” كقولك: ليت لي مالاً وأتصدَّقَ منه.

ومعنى القراءة على نصب الفعلين أنهم تمنوا الرَّدَّ على أن يكونوا في حالة الرَّدِّ غير مكذبين ومن المؤمنين كذلك.

وألمح من هذا السياق، بتعدد أوجه الإعراب المختلفة له، أن الكفار كانت لهم عند مشاهدة العذاب عدة أمنيات، وليست أمنية واحدة، وقد أخبر القرآن عنها كلها.

فكأنهم عندما شاهدوا العذاب ابتداء فزعوا فتمنوا الرَّدَّ إلى الدنيا، وهم في لحظة الفزع والذهول قد آمنوا بما شاهدوا ولم يعودوا من المكذبين بآيات ربهم، سواء رُدُّوا أم لم يُرَدوا، فلا علاقة للردِّ حينئذ بإيمانهم. وهذا ما توحي به قراءة الرفع في أحد وجهيها (وهو الاستئناف)، في قولـه تعالى: { یَـٰلَیۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبُ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونُ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ }

ثم تمنوا الرَّدَّ مصطحبين في معيتهم هذه القناعة التي رسخت لديهم من المشاهدة والعيان ليعملوا بها في الدنيا، وهو ما أشار إليه القرآن في موضع آخر بقوله تعالى : { وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذِ ٱلۡمُجۡرِمُونَ نَاكِسُوا۟ رُءُوسِهِمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ رَبَّنَاۤ أَبۡصَرۡنَا وَسَمِعۡنَا فَٱرۡجِعۡنَا نَعۡمَلۡ صَـٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ }

وهو ما توحي به قراءة النصب (على المعية) بقوله تعالى: {یَـٰلَیۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ }

ثم عندما يئسوا من الرجوع إلى الدنيا، وأن ذلك يستحيل، لهجوا بالحسرة والندامة متمنين ثلاثة أمور: الرد إلى الدنيا، وأنهم ما كانوا كذّبوا بآيات ربهم، وأنهم كانوا مؤمنين، وهو ما توحي به قراءة الرفع على الوجه الآخر (وهو العطف)، فكل وجه من وجوه الإعراب دل على معنى جديد لا يؤديه سواه، وهذه الأوجه بمجموعها تتكامل في وصف مشهد الحسرة والعذاب.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.07 كيلو بايت... تم توفير 2.21 كيلو بايت...بمعدل (3.86%)]