شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ الشِّنْقِيطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 571 - عددالزوار : 22309 )           »          المعجزات العلمية في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          قيام الليل يرفعك إلى درجة القانتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حديث: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المُحلل والمُحلل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث «كل أمتي يدخلون الجنة» الجزء الأول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          حديث: إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          تخريج حديث: هذا وضوئي ووضوء المرسلين قبلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          ثلاث آيات قرآنية تبين بطلان حديث: (اعرضوا الحديث على القرآن فما وافق القرآن فاقبلوه، (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          علم الحديث: رواية ودراية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أحكام تتعلق بالهدي وبالذبح والنحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 19-04-2024, 11:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,244
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري

شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (11) باب: الترجيع في قراءة القرآن

اعداد: الفرقان



الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. والحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. والحمد لله الذي جعل كتابه موعظة وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة ونورا للمؤمنين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
2114. عن مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْح فِي مَسِيرٍ لَهُ سُورَةَ الْفَتْحِ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَرَجَّعَ فِي قِرَاءَتِهِ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ يَجْتَمِعَ عَلَيَّ النَّاسُ، لَحَكَيْتُ لَكُمْ قِرَاءَتَهُ.
الشرح:
قال المنذري: باب الترجيع في قراءة القرآن، وقد رواه مسلم في صلاة المسافرين (1/547) وبوب عليه النووي: باب ذكر قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح يوم فتح مكة.
ورواه البخاري في فضائل القرآن (5034) باب: القراءة على الدابة وفي باب: الترجيع ( 5047 ).
ومعاوية بن قرة هو ابن إياس بن هلال المزني، أبو إياس البصري، ثقة عالم، مات سنة ثلاث عشرة، روى له الستة.
قال: سمعت عبد الله بن مغفل المزني، وهو صحابي ممن بايع تحت الشجرة، نزل البصرة، مات سنة سبع وخمسين وقيل غير ذلك، أخرج له الستة .
قال: «قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح في مسير له سورة الفتح على راحلته وهذا من هديه صلى الله عليه وسلم ، ومن سنته أنه كان يقرأ كتاب الله عز وجل في أثناء مسيره في سفره وغيره، ويشغل وقته بذكر الله تعالى، وهذا خير من أن يشغل المسافر والراكب وقته في الحديث فيما لا ينفع، أو بالاستماع إلى ما لا فائدة فيه من موجات الإذاعات وغيرها؛ فإذا استمع إلى آية من كتاب الله، أو قرأ هو كتاب الله سبحانه وتعالى وهو راكبٌ فهذا من الخير الذي غفل عنه كثير من الناس .
وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره، إلا كان رِدفه مَلَكٌ، ولا يخلو بشعرٍ ونحوه إلا كان رِدفه شيطانٌ» رواه الطبراني عن عقبة بن عامر .
فالمسلم إذا ذكر الله سبحانه وتعالى في مسيره، كأن قرأ القرآن على راحلته أو في سيارته، أو استمع إلى كتاب الله عز وجل، أو إلى محاضرة علمية نافعة، ودرس شرعي مفيد، فإنّ ملكا من ملائكة الله يكون رديفا له، وأما إذا خلا في مسيره بالشعر والغناء، وبما لا فائدة فيه، فإن الشيطان يكون رديفا له والعياذ بالله تعالى .
وقوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم في عام الفتح قرأ سورة الفتح التي نزلت عليه عند مرجعه من غزوة الحديبية وهي قوله تعالى: {إنا فتحنا لكَ فتحاً مبيناً ليغفرَ الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر}(الفتح: 1-2)، فنزلت عليه هذه السورة عند قفوله من غزوة الحديبية.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه السورة عند مسيره عام فتح مكة، فرجّع في قراءته، والترجيع معناه ترداد الحرف في الحلق.
وعرفه الحافظ ابن حجر بأنه: تقارب ضروب الحركات في القراءة، وأصله الترديد.
وجاء في رواية البخاري في التوحيد: أن عبد الله بن مغفل حكى شيئاً من القراءة فقرأ: آآآ، يعني رجّع حرف الألف وردّده في حلقه، وهو من باب التحسين والتجميل للقراءة، وأدائها على صورة حسنة.
قال الإمام النووي: وأجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها، كما ذكرنا ذلك في الدرس الماضي، وذكرنا قول النبي صلى الله عليه وسلم : «زينوا القرآن بأصواتكم».
وقال الإمام أبو عبيدة: الأحاديث الواردة في ذلك محمولة على التحزين والتشويق - يعني القراءة بصورة فيها شيء من الحزن والبكاء، والتشويق إذا كان الكلام عن المغفرة أو عن الرحمة أو عن الجنة - قال: واختلفوا في القراءة بالألحان - يعني الألحان المذمومة التي فيها تمطيط وخروج عن قواعد التجويد، والقراءة الصحيحة – قال: فكرهها مالك والجمهور لخروجها عما جاء القرآن له من الخشوع، وأباحها أبوحنيفة وجماعة من السلف للأحاديث، وأن ذلك سبب للرقة وإثارة الخشية، وإقبال النفوس على استماعه انتهى
فالجمهور على كراهية المبالغة في التلحين والزيادة في ذلك، ونقل عن أبي حنيفة تجويز ذلك.
وقال العلامة صديق حسن خان: قال الشافعي في موضع: أكره القراءة بالألحان، وقال في موضع: لا أكرهها، قال أصحابنا: ليس الأمر فيه اختلاف، إنما فيه اختلاف حالين، فحيث كرهها أراد إذا مطط وأخرج الكلام عن موضعه بزيادة أو نقص، أو مد غير ممدود، أو إدغام ما لا يجوز إدغامه، ونحو ذلك، وحيث أباحها إذا لم يكن فيها تغيير لموضع الكلام، والله تعالى أعلم.
يعني أن الشافعي لما قال أكره: القراءة بالألحان، يقصد لو جاء بمد في غير موضعه، أي يمد مدا زائدا، كأن يمد كلمة (قال) فوق حركتين، وهذا خطأ في القراءة، أو يدغم ما لا يدغم، كأن يدغم اللام في العين مثلا، كان ذلك تجاوزا وخطأ، كما ذكر أهل العلم بالتجويد القواعد فيه.
وعلم التجويد الناس فيه طرفان ووسط، فمن الناس منْ يهمل قواعد التجويد والنطق الصحيح للحروف، فيقع في الخطأ الواضح، ومن الناس من يبالغ ويتكلف في هذا الباب فيخرج عن الحد الشرعي الصحيح.

ومن ابن الجوزي قوله: رأيت بعض من يتكلّف في القراءة يبالغ في إخراج الضاد في قوله {ولا الضالين} حتى يخرج بصاقه!
وهذه مبالغة مذمومة؟! أن يبالغ القارئ في إخراج بعض الحروف، ولعلكم رأيتم بعض الناس ممن يبالغ في علم التجويد والقراءة بالتجويد، حتى يخرج القراءة عن الحد العادي إلى المتكلف، لكن إذا كانت القراءة دون تكلف، وفيها مراعاة لأحكام التجويد والنطق الصحيح للحروف فهذه قراءة شرعية.
وفي الحديث: أن الترجيع مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وترديد الحروف من أجل تحسين الصوت، والتأثير في القلوب، وأنه لا بأس به.
وفيه: أن الجهر بقراءة القرآن من أجل التعليم، أو حث الغير على الاقتداء جائز، مع مدافعة الرياء والسمعة والاستعاذة من ذلك .
باب: الجهر بالقراءة بالليل والاستماع لها
2115. عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ مِنْ اللَّيْلِ، فَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً كُنْتُ أَسْقَطْتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا.
الشرح:
قال المنذري: باب الجهر بالقراءة بالليل والاستماع لها، والحديث أخرجه الإمام مسلم في: كتاب صلاة المسافرين، وبوب عليه الإمام النووي: باب الأمر بتعهد القرآن وكراهة قوله نسيت آية كذا.
وأورد فيه حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ من الليل» وهذا موضع الشاهد، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ من الليل، أي إن هذا الرجل كان يجهر بالقراءة في بيته ليلا، أو كان يقرأ بصوت مرتفع في المسجد، فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الإمام النووي: في هذه الألفاظ فوائد منها: جواز رفع الصوت بالقراءة من الليل، وفي المسجد ولا كراهة فيه إذا لم يؤذ أحدا، ولا تعرض للرياء والإعجاب ونحو ذلك. انتهى.
فالإمام النووي رحمه الله تعالى قال: إن الجهر بالقراءة يجوز في الليل ولو بالمسجد ولا كراهة في ذلك بشروط:
- أولها: ألا تؤذي أحداً، كالنائم، فلو كان هناك نائم، ورفعت صوتك بالقراءة فإنه ربما يتأذى، وربما قام من نومه.
- الثاني: إذا كان الإنسان لا يتعرض للرياء الإعجاب بالنفس إذا جهر بين الناس، أما إذا خشي أن يقع في قلبه الرياء والإعجاب فعليه أن يكف عن هذا، إلا إذا قدم ليصلي إماما بالناس، فلا حرج عليه أن يحسن صوته، وينوي الإخلاص وهداية الخلق.
قوله: «يرحمه الله»، مثل قولك: رحمه الله، فهو دعاء له بأنْ يرحمه الله، والدعاء بالرحمة، أو قول: يرحمه الله، ليس هو أمراً لله تعالى بأن يرحمه، وإنما هو دعاء له، وليس هو أيضا إخبار عن حصول الرحمة له، بل هو دعاء ورجاء، أي: أسأل الله له الرحمة، وكذا قولك: غفر الله له، وما أشبه ذلك من الأدعية .
قوله: «لقد ذكّرني كذا وكذا آية كنت أسقطتها من سورة كذا وكذا» أخذ أهل العلم من هذا جواز النسيان على النبي[، وذلك أنه بشر، كما قال عن نفسه وحكاه القرآن عنه: {قلْ إنما أنا بشرٌ مثلكم يُوحى إلي} (الكهف:110).
وقال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث لما نسي وسها في الصلاة، وهي صلاة الظهر أو العصر فصلى اثنتين ثم نبهه ذو اليدين، ثم قال: «إنما أنا بشرٌ مثلكم، أنسى كما تنسون» متفق عليه .
وبالنسبة للقرآن: فنسيانه مخصوص فيما بلغه للأمة وحفظوه عنه، ولذا يذكره بعض الصحابة به، لكن قبل حصول البلاغ لا يمكن أن ينسى صلى الله عليه وسلم شيئا؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول له: {يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإنْ لم تفعل فما بلّغت رسالته} (المائدة:67).
وكذلك قوله عز وجل: {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله} (الأعلى:6-7).
وهكذا سهوه في الصلاة لا يضر المسلمين في دينهم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قد بلغ الأمة إن قولا وعملا أن صلاة العصر أربع وصلاة الظهر أربع وصلاة المغرب ثلاث، فلا يضر لو نسي ذلك.
وهذا قول أهل السنة والجماعة، أما الصوفية فيقولون: لا نقبل أن تقولوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم ينسى! بل لا يجوز عليه السهو، وإنما يقع عنه ذلك متعمدا حتى يبين للأمة كيف يفعلوا إذا سهوا!
ولا شك أنه قول ضعيف! ولا يقول به أحدٌ ممن يقتد به من أئمة العلم الكبار، وإنما الصحيح أن نبينا صلى الله عليه وسلم كما قال عن عنه القرآن: {قل إنما أنا بشر مثلكم}، لكن لا يقع النسيان منه صلى الله عليه وسلم بحيث إنه يموت ولا ينبه عليه، فهذ لا يكون، فلا بد أن ينبهه الوحي على السهو أو على النسيان إن لم يعلم به الناس.
وفي هذا الحديث أيضا: استماع النبي صلى الله عليه وسلم لقراءة غيره؛ لأنه قال: «يرحمه الله لقد ذكرني كذا وكذا آية كنت أسقطتها»؛ فهذا يدل على أنه تابع الرجل وسمع قراءته.
وفيه الدعاء لمن أصاب منه خيرا، وإن لم يقصد ذلك الإنسان.
وفيه: جواز قول سورة كذا وكذا، كسورة البقرة ونحوها، ولا التفات لمن خالف في ذلك.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 321.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 320.32 كيلو بايت... تم توفير 1.57 كيلو بايت...بمعدل (0.49%)]