الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على الأعداء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         علامات الفرق الهالكة وعلامات الفرقة الناجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الصبر: فلسفةٌ ساميةٌ وخُطّةٌ محكمةٌ للحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مجاهدة النفس مطلب عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وسائل التواصل الاجتماعي واختلاق الأخبار ونشر الشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 112 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4457 - عددالزوار : 882693 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3992 - عددالزوار : 416958 )           »          رمضان شهر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رؤية هلال رمضان .. قصص من التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 5109 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-05-2024, 11:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,709
الدولة : Egypt
افتراضي الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على الأعداء





الجهاد في سبيل الله وعوامل النصر على الأعداء

عبد الله بن جار الله الجار الله


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:
فإن القيام بالدين والجهاد فيه قِوام الأمور وصلاحها، وأخذ الحذر لمقاومة الأعداء به كمال الأمور ونجاحها، فقد أمر الله بالجهاد وحثَّ عليه ورغَّب فيه في نصوص كثيرة، ورتَّب عليه خيرات الدنيا والآخرة، ففي الدنيا النصرُ والعزُّ والفتح القريب، وفي الآخرة الفوز بجنات النعيم، والسلامة من العذاب الأليم، وما لا يتمُّ المأمور إلا به من أسبابه ووسائله، فهو داخلٌ في المأمور ومترتِّب عليه ما فيه من الأجور والخيرات، فلا يقوم الجهاد إلاَّ بتعلُّم العلوم الحربية، والتفنُّن بالفنون العسكرية، والتدريب على القوة والشجاعة والحزم في أمور الحرب؛ قال الله - تعالى -: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} [الأنفال: 60].
فأمر الله المؤمنين بالاستعداد لأعدائهم الكافرين الساعين في إهلاكهم وإبطال ما كانوا عليه من دين الإسلام، وأمَرَهم بإعداد ما يقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ونحو ذلك مما يُعِين على قتالهم، فدخل في ذلك أنواعُ الصناعات التي تُعمل فيها أنواعُ الأسلحة والآلات، من المدافع والرشاشات والطائرات الجوية، والمراكب البريَّة والبحرية، وجميع آلات الدفاع والرأي والسياسة التي بها يتقدَّم المسلمون ويندفع عنهم به شرُّ أعدائهم؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي»؛ (أخرجه مسلم وأحمد وابن ماجه وأبو داود).
وقال الشاعر:
الرَّأْيُ قَبْلَ شَجَاعَةِ الشُّجْعَانِ ** هُوَ أَوَّلٌ وَهْيَ الْمَحِلُّ الثَّانِي
فَإِذَا هُمَا اجْتَمَعَا لِنَفْسٍ مِرَّةٍ[1] * بَلَغَتْ مِنَ الْعَلْيَاءِ كُلَّ مَكَـــانِ

ومن ذلك الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال؛ كالسيارات، والدبابات، والمدرَّعات، وكل وسيلة يحصل بها إرهاب الأعداء، ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلُ النفقات المالية، وفي ذلك ما لا يُحصَى من الثواب وعظيم الأجور؛ ولهذا جاء في الحديث: «إن الدرهم الذي يُنْفَق في سبيل الله يضاعَف ثوابه بسبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة»[2]، كما قال - تعالى -: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَن أنفق نفقةً في سبيل الله، كُتِب له سبعمائة ضعف»[3].

وقال صلى الله عليه وسلم حاثًّا لأمَّته على القوة والشجاعة والتدريبات العسكرية ووسائلها: «ارْمُوا واركبوا، وأن ترموا أحب إليَّ من أن تركبوا»[4]، فإذا أهمل المسلمون هذا الأصل العظيم من أصول دينهم، وضيَّعوا هذا الفرض الذي لا تستقيم الأمور إلا به، بهذا يقع التخاذُل والضعف والهوان؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( «(إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد - سلَّط الله عليكم ذلاًّ لا يرفعه حتى تراجعوا دينكم»[5]، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الناس إذا اشتغلوا بالدنيا وانكبُّوا على أسبابها وشهواتها، وأهملوا الاستعداد للجهاد وأَخْذ الحذر من عدوهم - وقع في قلوبهم الجبن والوهن والضعف، وسلُِّطت عليهم الأعداء، ولقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فعلى المسلمين أن يتوبوا إلى ربهم، ويستدركوا أمرهم، ويرجعوا إلى دينهم، ويستعيدوا مجدهم وعزَّتهم، ويستعدُّوا لعدوِّهم بكلِّ ما استطاعوا من قوَّة مادِّية ومعنوية، ومن أهم الأمور في هذه الأوقات تعلُّم النظم الحربية والفنون العسكرية، التي تهيِّئ للمسلمين جيشًا منظَّمًا مدرَّبًا مخلصًا تتمُّ به حماية الدين والبلاد، ويوقف المعتدين عند حدهم ويرهب الكافرين، ولا يكونوا عالة على غيرهم عزلًا من السلاح والتعاليم النافعة والاجتهاد المستمر المثمر، وقد أخبر الله - سبحانه وتعالى - أن دين الإسلام إنما يقوم بالعلم الشرعي والعمل الصالح، والجهاد والقوة والسلاح والحديد، فكلُّ واحد منها يمدُّ الآخَر بمعونة الله وتوفيقه وحوله وقوَّته؛ قال - تعالى -: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد: 25]، وقد وعد الله مَن قام بالإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله بالأموال والأنفس، وعده بمغفرة ذنوبه ودخول الجنات والخلود بما فيها من النعيم والكرامات ممَّا تشتهيه الأنفس وتلذُّ الأعين، وتلك تجارةٌ رابحة وفوز عظيم، وعلاوة على ذلك خصلة أخرى محبوبة للنفوس، وهي حصول النصر على الأعداء والفتح القريب، وفي ذلك بشارة للمؤمنين المجاهدين؛ قال تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف:10- 13].

كما وعد مَن قام بالإيمان والعمل الصالح بالاستخلاف في الأرض والتمكين فيها لدين الإسلام الذي رضيه الله وأكمله لعباده، وإبدالهم الأمن والاستقرار بعد الخوف ما داموا مستقيمين على عبادة الله وحده لا شريك له، وقد تحقَّق هذا الوعد الكريم لسلفنا الصالح من زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين إلى وقتنا هذا؛ قال - تعالى -: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الدين[6]، وأن مَن مات ولم يغزُ ولم يحدِّث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق[7]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون»[8].

وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد.

[1] قال في "المصباح": المِرَّة - بالكسر -: الشدة.
[2] رواه أبو داود.
[3] رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
[4] رواه الإمام أحمد وأهل السنن.
[5] رواه أبو داود من رواية نافع عن ابن عمر، وفي إسناده مقالٌ، ولأحمد نحوه من رواية عطاء، ورجاله ثقات، وصحَّحه ابن القطان.
[6] رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
[7] رواه مسلم وأبو داود والنسائي.
[8] متفق عليه.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.69 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.93%)]