محاضرات و دروس عن الهجرة المباركة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل كيك الموز بخطوات ومكونات خفيفة.. حلويات تنفع للعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح البشرة قبل عيد الأضحى.. خطوات بسيطة وآمنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 84 )           »          فضائل يومي عرفة والنحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 102 )           »          حكم تغطية وجه المحرم والمحرمة بالكمامات الطبية وعند النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          الظلال الشرفة في الفضائل العشرين ليوم عرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          بعض أحكام الأضحية والهدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          يوم الرحمة والعتق والتجلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 97 )           »          حتى يكون حجنا مبرورا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 107 )           »          مضامين خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 113 )           »          لغير الحاج.. كيف نستقبل يوم عرفه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 92 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-01-2007, 09:11 PM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
63 63 محاضرات و دروس عن الهجرة المباركة

قال ابن عبد البر – رضي الله عنه – ما ملخصه:
فلما تمت بيعة هؤلاء لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلة العقبة وكانت سرا على كفار قومهم وكفار قريش، أما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة إرسالا . فقيل أول من خرج أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وحبست عنه امرأته أم سلمة بنت أبي أنية بمكة نحو سنة، ثم أذن لها في اللحاق بزوجها فانطلقت مهاجرة، وشيعها عثمان بن طلحة بن أبي طلحة وهو كافر إلى المدينة ونزل أبو سلمة في قباء. ثم عامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب معه امرأة ليلة بنت أبي حثمة بن غانم ، وهي أول ظعينة دخلت من المهاجرات إلى المدينة؟ ثم عبد الله بن جحش وأخوه أبو أحمد بن جحش الشاعر الأعمى، وأمها وأم إخوتها أميمة بنت عبد المطلب وهاجر جميع بني جحش بنسائهم فعدا أبو سفيان على دارهم فتملكها إذ خلت منهم، وكانت الفارعة بنت أبي سفيان تحت أبي أحمد بن جحش فنزل هؤلاء الأربعة بقباء.
وذكر جماعة إلى أن قال، ثم خرج عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة في خشرين راكبا فقدموا المدينة فنزلوا في الحوالي في بني أمية بن زيد، وكان يصلي بهم سالم مولي أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا، وكان هشام بن العاص بن وائل قدأسلم وواعد عمر بن الخطاب أن يهاجر معه، وقال: تجدني أو أجدك عند أضاة بن غفار، ففطن لهشام قومه فحبسوه عن الهجرة ثم إن أبا جهل والحارث بن هشام أتيا المدينة، فكلما عياش بن ربيعة وكان أخاهما لأمهما وابن عمهماـ وأخبراه أن أمه قد نذرت ألا تغسل رأسها ولا تستظل حتى تراه، فرقت نفسه وصدقهما، وخرج راجع معهما وكتفاه في الطريق وبلغاه مكة فحبساه بها، مسجونا إلىأن خلصه الله بعد ذلك بدعاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – له، في قنوت الصلاة: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنينا كسني يوسف. ثم استنقذ اللهعياش بت أبي ربيعة وسائرهم وهاجر إلى المدينة.
ثم قدم طلحة بن عبيد الله فنزل هو وصهيب بن سنان على خبيب بن إساف في بني الحارث بن الخزرج ، ويقال: بل نزل طلحة على أبي أمامة أسعد بن زرارة وكان صهيب ذا مال فاتبعته قريش ليقتلوه ويأخذوا ماله، فلما أشرفوا عليه ونظر منهم ونظروا إليه قال لهم: قد تعلمون أني من أراماكم رجلا ووالله لا تصلون إلي أو يموت من شاء الله منكم أن يموت قالوا: فاترك مالك وانهض، قال مالي خلفته بمكة وأنا أعطيكم أمارة فتأخذونه فعلموا صدقه وانصرفوا عنه إلى مكة بما أعطاهم من أمارة، فإخذوا ماله فنزلت فيه ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾البقرة 207. ونزل عثمان بن عفان على أوس بن ثابت أخي حسان بن ثابت في بني النجار ونزل العزّاب على سعد بن خيثمة وكان عزبا، ولم يبق بمكة أحد من المسلمين إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر وعلي كانا مع رسول الله بأمره، وحبس قوم كرها حبسهم قومهم، فكتب لهم آجر المجاهدين بما كانوا عليه من حرصهم على الهجرة.

قال الغزالي: وهكذا أخذ المهاجرون يتركون مكة زراقات ووحدانا، حتى كادت مكة تخلةا من المسلمين، وشعرت قريش بأن الإسلام أضحت له دار يأرز إليها، وحصن يحتمي به، وتوجست خيفة من هذه المرحلة الخطيرة غي دعوة محمد –صلى الله عليه وسلم -، وهاجت في دماءها غرائز السبع المفترس حين يخاف على حياته.
إن محمد – صلى الله عليه وسلم – لا تزال في مكة وهو – لا بد – مدرك أصحابه اليوم أو غدا فلنعجل به قبل أن يستدير إليها.
الفوائد والآثار الإيمانية:
1 – كانت فتنة المسلمين من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – في مكة فتنة الإيذاء والتعذيب وما يرونه من المشركين من ألوان الهزء والسخرية، فلما أذن لهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالهجرة أصبحت فتنتهم في ترك وطنهم وأموالهم ودورهم وأمتعتهم،ولقد كانوا أوفياء لدينهم مخلصين لربهم، أمام المحنة الأولى والثانية قابلوا المحن والشدائد بصبر ثابت وعزم عنيد، حتى إذا أشار لهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالهجرة إلى المدينة توجهوا إليها وقد تركوا من وراءهم الوطن وما لهم فيه من مال ومتاع ونشب، ذلك بأنهم خرجوا مستعفين متسللين، ولا يتم ذلك إلا إذا تخلصوا من الأمتعة والأثقال، فتركوا كل ذلك ليسلم لهم الدين، واستعاضوا عنه بالأخوة في الدين ينتظرونهم في المدينة ليؤوهم وينصرونهم.
2 – وقال الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله:
إن النفس الإسلامية يريد لها الإسلام أن تعيش في جو من النظام والحكم وسهل لها فهم هداية الإسلام، ويجب إليها العمل بهذه الهداية في كل ضرب من ضروب الحياة،ونوفر فيه حرية الدعوة إلى كل ما ينشده الإسلام من حقيقة وخير فيتيسر القيام بهما جهارا في جميع أحوال الفرد المسلم والجماعة الإسلامية، ويكون فيه للحف قوة تقمع كل من يصد عن ذلك أو يحول بين المسلمين وبين الدعوة إلى هدايتهم والعمل بها في بيوتهم وأسواقهم وأنديتهم ومجتمعاتهم، فإذا نشأت النفس الإسلامية ونمت تحت جناح نظام يقيم أحكام الإسلام ويحمي دعوته ويحمل الأمة على آدابه ، كانت هذه النفس قوة للإسلام تعمل على رفعته وتوسيع دائرته، وتثمر في جناته، أما إذا نشأت ونمت تحت جناح نظام يخالف الإسلام ، ويخذل دعوته، ولا يربي الأمة على آدابه، فإن قوتها تكون معطلة عن تأييد الإسلام وتعميم هدايته.
3 – وقال الشيخ عبد العزيز النجدي ما ملخصة:
في هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وغبره فوائد كثيرة وعبرا لمن تأملها نشير إلى جمل منها ليقتدي بها المؤمن إذا أصابته من الظلمة ما أصاب أهل هذه الهجرة حتى وجد طريقا ومناصا إلى أرض ينجو بدينه فيها، ويوالي الدعوة إلى الله.
الأولى: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يخرج من بين قومه حتى فموا بقتله منعا له من الدعوة إلى الحق كما أرسلوا إليه ما لا يحتمله من الأذى فيره، وفي هذا عبرة لمن دعا إلى دينه.
الثانية: أن أصحابه هاجروا فبله إلى الحبشة والمدينة عندما ضعفوا عن احتمال الأذى مع البقاء على الدعوة إلى دينهم بمكة إلا القليل ممن له منعة تحميه بينهم، فقد بقي معه بها لمحبته إياه، وقته على الجهاد، وإقامة الحجة على أهل الفساد، والدفاع عن أهل الحق من المستضعفين وغيرهمن فمن كان هكذا فالأولى به ألا ينتقل من بين الظلمة ما صبر على أذاهم.
الثالثة أن الإيمان الصحيح بالله وكتبه ورسله إذا دخل القلوب وأشربته النفس عن علم وفهم لا بد أن يؤتي أكله وثمراته من العمل الظاهري والجهاد بالنفس والمال.
الرابعة: كالشرح لما فبله أنهم فارقوا قومهم مفضلين ما بلغهم عن اله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ومؤثرين الحق مع ما فيه من مرارة على أعز شيء لديهم من مال وولد وأخل وعشيرة ووطن.
الخامسة:أنه لم يمنعهم من الهجرة لدواعيها قلة المال، ولا تعللوا بالعيال والأحبة وما نشأوا عليه من الدعة والمكاسب التي التي كانوا ينالونها بمكة لأهون الأسباب. ، هلمهم أن هذا بل كل متع الدنيا لا يواري ما أعده الله لهم على هجرتهم إليه، كما فهموا أن من ترك شيئا عوض هيرا منه دنيا وأخرى، كما حصل وصدقه الواقع.
السادسة: أنهم لم يرضوا بالذلة ولا الخضوع تحت من لا يدين بدينهم ولا يرضى به حكما حتى يحصلوا على قوة عدوهم أو قريب منهم تاركين ما يملكون وراء ظهورهم من غير أسلحة تذكر، معتمدين على الله مع أخذهم بالأسباب التي استطاعوها ويستطيعونها، كالتسلل، والمكر، وإخفاء أمرهم عن عدوهم، وجمع كلمتهم، واتحاد صفوفهم، والعمل مستقبلا على إيجاد القوة والمنعة من كل عدو لهم، وبهذا وتأييد ربهم فتحوا البلاد النائية،فاستعرض أيها المؤمن صفات المسلمين الذين نسج عليه نبر الاستبداد والاستعمار، وخيم عليهم كابوس الظلمة اليوم وقبل اليوم تجدهم على ضد صفات من ذكرنا.
4 – وقال الغزالي: ليست الهجرة انتقال موظف من بلد قريب إلى بلد ناء، ولا ارتحال طالب قوت من أرض مجدبة إلى أرض مخصبة، إنها إكراه رجل آمن غي سربه،ممتد الجذور في مكانه على إهدار مصالحه وتضحية أمواله والنجاة بشخصه فحسب وإشعاره وهو يصفي مركزه بأنه مستباح منهوب،قد يهلك في أوائل الطريق أو نهايتها، وهذه لا يطبقها إلا مؤمن، أما الخوار القلق فلا يستطيع شيئا من ذلك ، إنه من أولائك الذين قال الله فيهم ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ﴾ النساء 66.

أما الرجال الذين التقوا بمحمد – صلى الله عليه وسلم – في مكة وقبسوا من أنوار الهدى وتواصوا بالحق والصبر فإنهم نفروا – خفافا – ساعى قيل لهم هاجرزا إلى حيث تعزون الإسلام وتؤمنون مستقبله ونظر المشركون فإذا ديار بمكة كانت عامرة بأهلها قد أقفرت ومحال مؤنة قد أمحلت.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-01-2007, 09:40 PM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
63 63 كيف تستفيد الاسرة من دروس الهجرة











بقلم: سمية مصطفى مشهور
أختي الحبيبة.. يوشك هذا العام الهجري أن ينتهي ونستقبل عامًا هجريًّا جديدًا، نسأل الله أن يغفر لنا ما مضى، ويعصمنا فيما بقي، وأن نستقبل هذا العام بجدِّيَّة وهمَّة عالية، وأن نستشعر فيه المعاني العظيمة من هجرة رسولنا الكريم من مكة إلى المدينة وبناء الدولة الإسلامية، وننتهز هذه المناسبة، ونذكر أبناءنا ونربِّيهم على هذه المعاني والعِبَر؛ فإن استغلال وقت الحدث يؤثر ويفيد في التربية أكثر من بعد انتهاء وقته، فلا تجعلي أختي الحبيبة هذه المناسبة تمر دون استفادة لك ولأسرتك، فحبَّذا لو اجتمعت الأسرة وتدارست أهم الدروس والمعاني والعبر من الهجرة وتطبيقها في حياتنا العملية.

من أهم المعاني التي نتعلمها أن الهجرة باقيةٌ إلى يوم القيامة، ليست الهجرة المكانية ولكن المعنوية، فقد أعلنها الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- بعد الفتح فقال:"لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية" (رواه البخاري)، وقال الله عز وجل عن ثواب المهاجرين ﴿أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ﴾ (التوبة: من الآية 20).

الجهاد والنية


فعلينا بالجهاد والنية حتى ننال الأجر كما أخبرنا الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- فالهجرة نية، وهي هجرة إلى الله؛ لحديث الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
فاجعلي كل حركاتك في الدنيا لله وحده، ملتزمةً بشرعه وسنة نبيه، فجدِّدي نيتك في كل حين وفي كل عمل، وذكِّري أبناءك بتجديد النية في كل أمور حياتهم.

الهجرة مجاهدة؛ لقول الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "ولكن جهاد ونية"، وقال أيضًا "إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد" (رواه أحمد).

المجاهدة

والمجاهدة أول درجات الجهاد، ومن المجاهدة ترك العادات غير الحميدة، ومجاهدة النفس على التخلص منها، فعليكِ أن تبثي هذا المعنى لأبنائك وتُتابعيهم فيه.
الهجرة إقبال على الله في كل أمر، وأن يكون فيما يحب الله ويرضاه، وأن نهجر ما نهى الله عنه، فقد قال الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "المهاجر من هجر الخطايا والذنوب" كذلك هجر الصحبة السيئة والأماكن السيئة والأفعال السيئة، من عدم غض البصر، والغيبة، والتبرج، وعلينا فعل ما يرضي الله؛ لحديث الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "العبادة في الهرج كهجرة إليَّ".

التوبة
الهجرة توبة، بترك المعصية وإزالة آثارها، فقد قال لنا رسولنا الكريم: "لا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها" (رواه أحمد) فعلينا أن نكون في توبة دائمة.

العزة
الهجرة عزة، نعتزُّ بديننا وأخلاقنا وسلوكياتنا وهويتنا الإسلامية الأصيلة، ونهجر العادات الغربية غير الحميدة الدخيلة علينا من طعام وشراب ولباس، كذلك نعتزُّ بلغتنا لغة القرآن، ونهجر الكلمات الأجنبية التي يستعملها بعض الناس في أثناء كلامهم دون ضرورة.

حب الرسول
كذلك الهجرة كانت حبًّا للرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- كحب أبي بكر له، خاصةً في الهجرة، وكذلك الصحابة في استقبالهم له في المدينة، واتباعهم لسنته، فحبُّنا للرسول هو التأسِّي بسنته واتباع هديه.

النصر ورفع راية الحق
ولنعلم أيضًا أن الهجرة نصرٌ، فيها انتصر الإيمان، وارتفعت راية الحق والقوة؛ لأنهم جعلوا شعارهم "ففروا إلى الله"، فكانت خطواتهم نيةً وتوبةً وجهادًا، ساعتها يكون النصر، ولا بد أن تكون عندنا ثقة في نصر الله، فلا نرجو غيره، ولا نخاف إلا هو، والشعور بمعيَّة الله لنا.. لا تحزن إن الله معنا.

تحمل الأذى
الهجرة تحمُّل للإيذاء في سبيل الله، كما تحمَّل بلال وسمية وأسماء وغيرهم، وأن الله سيجعل لهم الجزاء الأوفى ويجعل لهم مخرجًا، وكذلك التضحية بالنفس والمال، كصهيب الرومي وغيره.

ترتيب وتخطيط
أهم ما توضحه أيضًا للأبناء أن الهجرة ترتيب وتخطيط كما فعل النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- في الهجرة، نتعلم كيف نخطِّط لحياتنا ومستقبلنا، وكيف نخطِّط لمواجهة مشاكلنا، وكيف نخطط لمواجهة عدونا.

كما تعلمنا الهجرة أنه لا بد من الأخذ بالأسباب في كل حياتنا وبذل ما في الوسع على قدر استطاعتنا والنتائج على الله، كما أن المدد الرباني لا ينزل على أمة من الكُسَالى أو ضعفاء الهمة.

الشجاعة
من الدروس المهمة في الهجرة بثّ الشجاعة في نفس أبنائنا، وذلك بموقف سيدنا علي بن أبي طالب، الذي نام في فراش النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وكذلك الصبر على الأذى في سبيل الله، فأين نحن من توصيل الطعام في الصحراء.. أيفرح بنا أم يحزن علينا؟!

أختي الحبيبة.. ماذا لو استشعرنا هذه المعاني، وعِشنا بها طوال حياتنا، فنكون في هجرة دائمة إلى الله، كما قال لنا سبحانه وتعالى ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾ (الذاريات: من الآية 50)، فلنجعلها شعارًا لنا طوالَ حياتنا حتى نلقَى الله.. وفقنا الله وإياكم.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17-01-2007, 09:48 PM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
63 63 الهجرة فى ظلال القرآن


إعداد: هاشم أمين
الهجرة في ظلال القرآن
إخوان أون لاين - 29/01/2006

المسجد النبوي الشريف
هيا بنا نعيش مع بعض الآيات التي تناولت أحداث الهجرة في القرآن الكريم وبعض الخواطر والمعاني والدلالات من كتاب (في ظلال القرآن) للإمام الشهيد/ سيد قطب رحمه الله: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (سورة الأنفال: 30).

- الدرس الأول: التآمر على الرسول ليلة الهجرة:
﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾..

إنَّه التذكير بما كان في مكةَ قبل تغير الحال، وتبدل الموقف، وإنه ليوحي بالثقة واليقين في المستقبل، كما يُنبِّه إلى تدبير قدر الله وحكمته فيما يقضي به ويأمر.. ولقد كان المسلمون الذين يخاطَبون بهذا القرآن أول مرة يعرفون الحَالَيْن معرفةَ الذي عاش ورأى وذاق.

وكان يكفي أن يُذكَّروا بهذا الماضي القريب، وما كان فيه من خوفٍ وقلقٍ في مواجهةِ الحاضر الواقع وما فيه من أمن وطمأنينة.. وما كان من تدبير المشركين ومكرهم برسول الله- صلى الله عليه وسلم- في مواجهة ما صار إليه من غلبةٍ عليهم، لا مجرَّد النجاة منهم!

لقد كانوا يمكرون ليوثِقوا رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- ويحبسوه حتى يموت، أو ليقتلوه ويتخلصوا منه، أو ليخرجوه من مكةَ منفيًّا مطرودًا.. ولقد ائتمروا بهذا كله، ثم اختاروا قتله، على أن يتولى ذلك المنكرَ فتيةٌ من القبائل جميعًا؛ ليتفرَّق دمه في القبائل، ويعجزَ بنو هاشم عن قتال العرب كلها، فيرضوا بالدِّية وينتهي الأمر!

قال الإمام أحمد: حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، أخبرني عثمان الجريري، عن مقسم مولى ابن عباس، أخبره ابن عباس في قوله: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ﴾ قال: "تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق- يريدون النبي صلى الله عليه وسلم- وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله نبيه- صلى الله عليه وسلم- على ذلك، فبات عليٌّ- رضي الله عنه- على فراش رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وخرج النبي- صلى الله عليه وسلم- حتى لَحِق بالغار، وبات المشركون يحرسون عَلِيًّا يحسبونه النبي- صلى الله عليه وسلم- فلمَّا أصبحوا ساروا إليه، فلمَّا رأوه عَلِيًّا رَدَّ الله تعالى عليهم مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري! فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبلَ اختلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه.. فمكث فيه ثلاث ليال.
﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (سورة الأنفال: 30)
والصورة التي يرسمها قوله تعالى﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ﴾.. صورةٌ عميقةُ التأثير.. ذلك حين تترائى للخيال ندوةُ قريش، وهم يتآمرون ويتذاكرون ويدبِّرون ويمكرون.. والله من ورائهم محيط، يمكر بهم ويُبطل كيدهم، وهم لا يشعرون!

إنها صورة ساخرة، وهي في الوقتِ ذاته صورة مفزعة.. فأين هؤلاء البشر الضعاف المهازيل من تلك القدرة القادرة؟!.. قدرة الله الجبار القاهر فوق عباده، الغالب على أمره، وهو بكل شيء محيط.

والتعبير القرآني يرسم الصورةَ على طريقة القرآن الفريدة في التصوير، فيهز بها القلوبَ، ويحرِّك بها أعماق الشعور.

- الدرس الثاني: النصر من عند اللَّه يؤتيه مَن يشاء
﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾. (سورة التوبة: 40).

يضرب اللّه لهم المثلَ- من الواقع التاريخي الذي يعلمونه- على نصرةِ اللِّه لرسوله بلا عونٍ منهم ولا ولاء، والنصر من عند اللِّه يُؤتيه من يشاء.

ذلك حين ضاقت قريش بمحمد ذرعًا، كما تضيق القوة الغاشمة دائمًا بكلمةِ الحق، لا تملك لها دفعًا، ولا تطيق عليها صبرًا، فائتمرت به، وقرَّرت أن تتخلص منه، فأطلعه اللَّه على ما ائتمرت، وأوحى إليه بالخروج، فخرج وحيدًا إلا من صاحبه الصدِّيق، لا جيشَ ولا عُدةَ، وأعداؤه كُثر، وقوتهم إلى قوته ظاهرة، والسياق يرسم مشهد الرسول- صلى الله عليه وسلم- وصاحبه:
﴿إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾
والقوم على إثرهما يتعقبون، والصديق- رضي اللَّه عنه- يجزع- لا على نفسه ولكن على صاحبه- أن يطَّلعوا عليهما فيخلصوا إلى صاحبه الحبيب، يقول له: لو أنَّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، والرسول- صلى الله عليه وسلم- وقد أنزل اللَّه سكينتَه على قلبه، يُهدِّئ من روعه ويطمئن من قلبه، فيقول له: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين اللَّه ثالثهما؟".

ثم ماذا كانت العاقبة، والقوة المادية كلها في جانب، والرسول- صلى الله عليه وسلم- مع صاحبه منها مجرَّد؟ كان النصر المؤزر من عند اللَّه بجنودٍ لم يرَها الناس، وكانت الهزيمة للذين كفروا والذل والصغار: ﴿وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى﴾.. وظلت كلمة اللَّه في مكانها العالي منتصرةً قويةً نافذةً: ﴿وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا﴾.

وقد قُرِئ ﴿وَكَلِمَةَ اللًّهِ﴾ بالنصب، ولكنَّ القراءةَ بالرفع أقوى في المعنى؛ لأنها تُعطي معنى التقرير، فكلمة اللَّه هي العليا طبيعةً وأصلاً، بدون تصييرٍ متعلقٍ بحادثةٍ معينةٍ، والله ﴿عَزِيزٌ﴾ لا يذل أولياؤه ﴿حَكِيمٌ﴾ يقدِّر النصرَ في حينه لمَن يستحقه.

ذلك مثل على نصرة الله لرسوله ولكلمته، واللَّه قادرٌ على أن يعيده على أيدي قوم آخرين غير الذين يتثاقلون ويتباطأون، وهو مثل من الواقع إن كانوا في حاجةٍ بعد قول الله إلى دليل!

أهم الملامح المميزة للمهاجرين
- ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (8)﴾ (سورة الحشر).

هذه صورةٌ صادقةٌ تبرز فيها أهم الملامح المميزة للمهاجرين.. أُخرِجوا إخراجًا من ديارهم وأموالهم، أكرههم على الخروج الأذى والاضطهاد والتنكر من قرابتهم وعشيرتهم في مكة، لا لذنبٍ إلا أن يقولوا ربنا الله.. وقد خرجوا تاركين ديارهم وأموالهم ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ اعتمادهم على الله في فضله ورضوانه، لا ملجأَ لهم سواه، ولا جناب لهم إلا حماه.. وهم مع أنهم مُطَارَدُون قليلون ﴿وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾.. بقلوبهم وسيوفهم في أحرج الساعات وأضيق الأوقات، ﴿أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ﴾ الذين قالوا كلمةَ الإيمان بألسنتهم، وصدَّقوها بعملهم، وكانوا صادقين مع الله في أنهم اختاروه، وصادقين مع رسوله في أنهم اتبعوه، وصادقين مع الحق في أنهم كانوا صورةً منه تدب على الأرض ويراها الناس!

أهم الملامح المميزة للأنصار
﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ (سورة الحشر).

وهذه كذلك صورةٌ وضيئةٌ صادقةٌ تبرز أهمَّ الملامح المميزة للأنصار، هذه المجموعة التي تفرَّدت بصفات، وبلغت إلى آفاق لولا أنها وقعت بالفعل، لحسبها الناس أحلامًا طائرةً ورؤًى مجنحةً ومثُلاً عليا قد صاغها خيال محلق.

والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم.. أي دار الهجرة (يثرب) مدينة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وقد تبوأها الأنصار قبل المهاجرين، كما تبوأوا فيها الإيمان، وكأنه منزلٌ لهم ودار.. وهو تعبير ذو ظلال، وهو أقرب ما يصوِّر موقفَ الأنصار من الإيمان.

لقد كان دارهم ونزلهم ووطنهم الذي تعيش فيه قلوبهم، وتسكن إليه أرواحهم، ويثوبون إليه ويطمئنون له، كما يثوب المرء ويطمئن إلى الدار.

﴿يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا﴾.. ولم يعرف تاريخ البشرية كله حادثًا جماعيًّا كحادث استقبال الأنصار للمهاجرين بهذا الحبِّ الكريم، وبهذا البذل السخي، وبهذه المشاركة الرضية، وبهذا التسابق إلى الإيواء واحتمال الأعباء، حتى ليُروَى أنه لم ينزل مهاجرٌ في دار أنصاري إلا بقرعة؛ لأن عدد الراغبين في الإيواء المتزاحمين عليه أكثر من عددِ المهاجرين!

﴿وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا﴾.. مما يناله المهاجرون من مقامٍ مفضلٍ في بعض المواضع، ومن مالٍ يختصون به كهذا الفيء، فلا يجدون في أنفسهم شيئًا من هذا، ولا يقول: حسدًا ولا ضيقًا. إنما يقول: (شيئًا). مما يلقي ظلالَ النظافة الكاملة لصدورهم، والبراءة المطلقة لقلوبهم، فلا تجد شيئًا أصلاً.

﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾.. والإيثار على النفس مع الحاجة قيمة عليا، وقد بلغ إليها الأنصار بما لم تشهد البشرية له نظيرًا، وكانوا كذلك في كل مرةٍ وفي كل حالةٍ بصورةٍ خارقةٍ لمألوفِ البشر قديمًا وحديثًا.

﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾.. فهذا الشح- شح النفس- هو المعوق عن كل خير؛ لأن الخيرَ بذلٌ في صورةٍ من الصور، بذل في المال، وبذل في العاطفة، وبذل في الجهد، وبذل في الحياة عند الاقتضاء، وما يمكن أن يَصنع الخيرَ شحيحٌ يَهمه دائمًا أن يأخذ ولا يهمه مرةً أن يُعطِي، ومن يوقَ شح نفسه فقد وُقِي هذا المعوق عن الخير، فانطلق إليه معطيًا باذلاً كريمًا، وهذا هو الفَلاح في حقيقةِ معناه.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17-01-2007, 09:51 PM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
59 59

السلام عليكم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18-01-2007, 08:08 PM
الصورة الرمزية نجمة المستقبل
نجمة المستقبل نجمة المستقبل غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: قلب خانيونس
الجنس :
المشاركات: 38
الدولة : Palestine
افتراضي

جزاك الله خير
على الدروس
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19-01-2007, 08:25 AM
الصورة الرمزية محبه للجنه
محبه للجنه محبه للجنه غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: أحلق بحثا ً عن أرواحٍ تـُضئ جوانحَ روحي بأنوار محبتها
الجنس :
المشاركات: 2,939
59 59

جزاك الله خير
__________________
لا تشكي من الأيام فليس لها بديل
ولا تبكي على الدنيا ما دام أخرها رحيل
واجعل ثقتك بالله ليس لها مثيل وتوكل على الله حق التوكل فإنه على كل شيء وكيل
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19-01-2007, 04:23 PM
الصورة الرمزية صقر الأقصى
صقر الأقصى صقر الأقصى غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: الخـلــــــــ فلسطين ـــــــــيل
الجنس :
المشاركات: 388
الدولة : Palestine
افتراضي

جزاك الله خيرا
وجعل ما تقدمين في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20-01-2007, 12:56 AM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
63 63 هجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – وصاحبه رضي الله عنهم

قال ابن اسحاق: وأقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يؤذن له في الهجرة، ولم يتخلف معه بمكة أحد من المهاجرين إلا من حبس أو فتن إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر بن أبي قحافة – رضي الله عنهما - . وكان أبو بكر كثيرا ما يستأذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الهجرة فيقول له الرسول – صلى الله عليه وسلم - : لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا، فيطمع أبو بكر أن يكونه.
قال الغزالي: واجتمع طواغيت مكة في دار الندوة ليتخذوا قرارا حاسما في هذا الأمر فرأى بعضهم أن توضع القيود غي يد محمد – صلى الله عليه وسلم – ويشد وثاقه ويرمى به في السجن لا يصله منهم إلا الطعام ويترك على ذلك حتى يموت، ورأى آخر أن ينفى من مكة فلا يدخلها ، وتنفض قريش يدها من أمره ، وقد استبعد هذان الاقتراحان لعدم جدواهما، واستقر الرأي على الاقتراح الذي أبداه أبو جهل. قال أبو جهل: أرى أن تأخذوا من كل بطن من قريش شابا نسيبا وسطا فتيا، ثم نعطي كل فتى سيفا صارما ، ثم يضربونه جميعا ضربة رجل واحد ، فإذا قتلوه تفرق دمه في القبائل كلها، ولا أظن أن بني هاشم يقوون على حرب قريش كافة، فإذاً لم يبقى أمامهم إلا الدية أديناها.
ورضي المؤتمرون بهذا الحل للمشكلة التي حيرتهم، وانصرفوا ليقوموا على إنفاذه، وقد أشار القرآن إلى تدبير هذه الجريمة بقوله ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾. الأنفال الآية 30

وهذا حديث هجرة النبي –صلى الله عليه وسلم – كما روته عائشة - رضي الله عنها - وساقه البخاري في أصح كتب السنة وبعد أن ذكرت قصة جوار ابن الدغنة لأبي بكر، ورده رضي الله عنه جواره قالت: "والنبي – صلى الله عليه وسلم – يومئذ بمكة فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – للمسلمين: "إني أريت دار هجرتكم، ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان ، فهاجر من هاجر قبل المدينة، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على رسلك فإني أرجو أن يؤذن . فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت ؟ قال: نعم. فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليصحبه.
وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر – وهو الخبط – أربعة أشهر.
قال ابن شهاب: قال عروة : قالت عائشة : بينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر : هذا رسول الله صلي الله عليه وسلم متقنعا _في ساعة لم يكن يأتينا فيها _فقال أبو بكر فداء له أبي وأمي والله ما جاء في هذه الساعة إلا أمر.
قالت فجاء رسول الله صلي الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له ، فدخل ،فقال النبي صلي الله عليه وسلم لأبي بكر أخرج من عندك ، فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله .قال : فإني قد أذن لي في الخروج .

فقال أبو بكر : الصحبة بأبي أنت يا رسول الله .قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : نعم .

قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدي راحلتي هاتين .قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : بالثمن . قالت عائشة : فجهزناهما أحث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب ، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به علي فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاق .

قالت: لحق رسول الله – صلى الله عليه وسلم –وأبو بكر بغار ف يجبل ثور، فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلام ثقف لقن، فيدلج من عندهما بسحر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع شيئا يكتادان فيه إلا وعاه، حتى يأتيهما بخبر ذلك حنى يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل – وهو لبن منحتهما ورضيفهما – ختى ينعق بعما عامر بن فهيرة بغلس، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث، واستأجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر رجلا من الدبل – وهو من عبد بن عدي هاديا خريتا – والخريت الماهر بالهداية قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي، وهو على دين مفار قريش فأمناه،، فدفعا إليه راحلتهما، - وواعداه بعد ثلاث ليال صبج ثلاث، وانطلف معهما عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق السواحل.

ثم روى البخاري بسنده عن ابن شهاب قال: وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي – وهوابن أخي سراقة بن مالك بن جعثم – أن أباه أخبره أنه سمع سراثة بن جعثم يقول: جاءنا رسل كفار قريش يجعلون غب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره، فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج، إذا أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال : يا سراقة، إني رأيت أسودة بالساحل أراها محمد وأصحابه، قال سراقة : فعرفت أنههم هم، فقلت لهم، إنهم ليسوا بهم، ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا، ثم لبثت غي المجلس ساعة ثم قمت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهو من وراء أكمة – فتحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فخططت بزجه الأرض وخفضت عاليه، حتى أتيت غرسي فركبتها فرفعتها تقرب حتى دنوت منهم، فعثرت بي فرسي فخررت عنها فمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا؟ فخرج الذي أكره فركبت فرسي – وعصيت الأزلام – تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يد غرسي في الأرض حتى بلغت، فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يدها فلما استوت قائمة، إذا لأثر يدها خثان ساطع في السماء مثل الدخان ، فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان ، فوقفوا ، فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقين من الحبس منهم أن سيظهر أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فقلت له إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني، ولم يسألاني، إلا أن قال إخف عنا، فسألته أن يكتب لي كتاب أمن، فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أدم ثم مضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- .

قال بن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول اله – صلى الله عليه وسلم - لقى الزبير غي ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام فكسا الزبير الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأبا بكر ثياب بيا، وسمع المسلمون بالمدينة مخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم – من مكة فكانوا يفدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه، حتى تردهم حر الظهيرة فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظارهم، فلما آززا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود إلى أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فببصر برسول الله –صلى الله عليه وسلم – وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي إلا أن قال بأعلى صوته، يا معاشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صامتا، فطفق من جاء من الأنصار – ممن لم ير رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه برداءه، فعرف الناس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عند ذلك، فلبث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غي بني عمرو بن عوف بضع عشر ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، وصلى فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قم ركب راحلته فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالمدينة، وهويصلي فيه يومثذ رجال من المسلمين، وكان مربدا للتمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين غي حجر سعد بن زرارة فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين بركت راحلته ك هذا إن شاء اله المنزل، ثم دعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا: لا، بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يقبله منهما حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدا، وطفق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينقل معهم اللبن في بنيانه ويقول - وهو ينقل اللبن -:

هذا الجمال لا جمال خيـبر هذا أبر ربنا وأطـــهر

اللهم إن الأجر أجر الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة

فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي. قال ابن شهاب: ولم يبلغنا في الأحاديث – أن رسول الله تمثل ببيت شعر تام غير هذه الأبيات .

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنة - قال: "أقبل نبي – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف ونبي الله – سلى الله عليه وسلم – شاب لا يعرف،" قال: فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل. قال: فيحسب الحاسب إنه إنما يعني الطريق، وإنما يعني سبيل الخير. فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم، فقال: يا رسول الله هذا فارس قد لحق بنا، فالتفت نبي الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: اللهم أصرعه، فصرعه الفرس ثم قامت تحمحم، فقال: يا نبي الله مرني بما شئت. فقال: فقف مكانك، لا تتركن أحدا يلحق بنا، قال: فكان أول النهار جاها على نبي الله – صلة الله عليه وسلم -، وكان آخر النهار مسلحة له، فنزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جانب الحرة، ثم بعث إلى الأنصار فجاءوا إلى نبي الله – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر فسلموا عليهما وقالوا: اركبا آمنين مطاعين، فركب نبي الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر وحفوا دونهما بالسلاح، فقيل في المدينة: جاء نبي الله، جاء نبي الله – صلى الله عليه وسلم -، فأشرفوا ينظرون ويقولون: جاء نبي الله، فأقبل يسير حتى نزل دار أبي أيوب، فإنه ليحدث أهله إذ سمع عبد اله بن سلام وهو غي نخل لأهله يخترف لهما، فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها فجاء وهي معه فسمع من نبي الله - صلى الله عليه وسلم – ثم رجع إلى أهله، فقال النبي – صلى اله عليه وسلم -: أي بويت أهلنا أقرب فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله، هذه داري وهذا بابي ، قال فانطلق فهي لنا مقبلا. قال: قال قوما على بركة الله. فلما جاء نبي الله – صلى الله عليه وسلم- جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنك رسول الله، وأنك جئت بحق، وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في، فأرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فأقبلوا فدخلوا علي فقال لعم رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا، وأني جئتكم بحق فأسلموا قالوا: ما نعلمه – قالوا للنبي – صلى الله عليه وسلم – قالها ثلاث مرار قال: فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا. قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم. قال: أفرأيتم إن أسلم، قالوا : حاشا لله ما كان ليسلم. قال: أفرأيتم إن أسلم، قالوا : حاشا لله ما كان ليسلم قال: يا ابن سلام اخرج عليهم. فخرج فقال: يا معشر اليهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق، فقالوا:كذبت، فأخرجهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ". ومن أحاديث الهجرة في صحيح البخاري ما رواه أنس عن أبي بكر - رضي الله عنه قال: "كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم في الغار فرفعت رأسي فإذا أنا بأقدام القوم فقلت: يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا قال: اسكت يا أبا بكر. اثنان الله ثالثهما".

وقبل أن ننتقل إلى الفوائد والآثار الإيمانية نشير إلى حادثتين حدثتا من خلال الهجرة. روى الأولى البخاري في صحيحه، والثانية الحاكم والطبراني.

روى البخاري عن البراء قال: ابتاع أبو بكر من عازب رحلا فحملته معه. قال: فسأله عازب عن سير رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فال: أخذ علينا بالرصد، فخرجنا ليلا فأحثثنا ليلتنا ويومنا حتى قام قائم الظهيرة، ثم رفعت لنا صخرة فأتيناها ولها شيء من ظل. قال: ففرشت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فروة معي ، ثم اضطجع عليها النبي – صلى الله عليه وسلم -، فانطلقت انفض ما حوله، فإذا أنا براع قد أقبل في غنمه يريد من الصخرة مثل الذي أردنا، فسألته: لمن أنت يا غلام؟ فقال: أنا لفلان. فقلت له: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم. فقلت له: هل أنت حالب؟ قال: نعم. فأخذ شاة من غنمه، فقلت له: انفض الضرع. قال: فحلب كثبة من لبن ومعه إداوة من ماء عليها خرقة قد روأتها لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- ، فصببت على اللبن حتى برد أسفله، ثم أتيت به النبي فقلت اشرب يا رسول الله فشرب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى رضيت، ثم ارتحلنا والطلب في أثرنا".

وعن قيس بن النعمان قال: لما انطلق رسول الله – صلى اله عليه وسلم – وأبو بكر مستخفيان نزلا بأبي معبد فقال: والله ما لنا شاة، وإن شاءنا لحوامل فما بقي لنا لبن فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم أحسبه: فما تلك الشاة: فأتى بها فدعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالبركة عليها ثم حلب عسا فسقاه، ثم شربوا فقال: أنت الذي تزعم أنك صابي قال: إنهم يقولون. قال: أشهد أن ما جئت به حق. قال: اتبعك قال: لا حتى تسمع أنا قد ظهرنا فاتبعه بعد.


ونختم قصة الهجرة بهذه الأبيات الطيبة التي قالها أبو قيس صرمة الأنصاري:

ثوي في قريش بضع عشرة حجة يذكر لو يلقي حبيبا مواتـــيا

ويعرض في أهل المواسم نفســه فلم يرمن يؤي ولم ير داعــيا

فلما أتانا واستقرت به النـــوى وأصبح مسرورا بطيبة راضـيا

واصبح لا يخش ظلامة ظـــالم بعيد ولا يخشى من الناس باغيا

بذلنا له الأموال في حل مالـــنا وأنفسنا عند الوغى والتآسيــا

نعادي الذي عادى من الناس كلهم جميعا وإن كان الحبيب المصافيا

ونعلم أن الله لا رب غيــــره وأن كتاب الله أصبح هادـــيا


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20-01-2007, 12:59 AM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
63 63 الفوائد والآثار الإيمانية للهجرة النبوية

الفوائد والآثار الإيمانية:
1 – قال الله تعالى في ذكر الهجرة: ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾التوبة 84.

قال الغزالي: والجنود التي يخذل بها الباطل وينصر بها الحق ليست مقصورة على نوع معين من السلاح ولا صورة خاصة من الخوارق، إنها أعم من أن تكون مادية او معنوية، فإذا مانت مادية لإن خطرها لا يتمثل في فخامتها، فقد تفتك جرثومة لا تىاها العين بجيش ذي لجب، ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ ﴾ المدثر 31.ومن صنع الله لنبيه أن تعمى عنه عيون أعدائه هو منهم على مد الطرف، ولم يكن ذلك محاباة من القدر لقوم فرطوا في أسباب النجاة بل هو مكآفة من القدر لقوم لم يدعوا وسيلة من وسائل الحذر إلا أخذوها، وكم من خطة يضعها أصحابها فيبلغون بها غاية الإتقان تمر بها فترات عصيبة لأمور فوق الإرادة أو وراء الحسبان ثم تستقر أخيرا وفق مقتضيات الحكمة العليا وفي حدود قوله تعالى: ﴿ وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾يوسف 21.

2 – وقال القسامي: قال بعض مفسري الزيدية: استدل على عظم محل أبي بكر من هذه الآية من وجوه، قوله تعالى: ﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ ﴾ وقوله ﴿ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ وقوله ﴿ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ﴾ قيل عن أبي بكر وعن أبي علي والأصم، قال أبو علي: لأنه الخائف المحتاج إلى الأمن، وقيل على الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن الزجاج وأبي مسلم قال معاز الله، من أنكر صحبة أبي بكر فقد كفر، لأنه رد كتاب الله تعالى.

3 – وقال الدكتور مصطفى السباعي في الدروس والعظات:
إن الجندي الصادق المخلص لدعوة الإصلاح يفدي قائدهن بحياته ففي سلامة القائد سلامة الدعوة وفي فلاكه خذلانها ووهنها، فما فعله علي – رضي الله عنه – ليلة الهجرة من بياته على فراش الرسل – صلى الله عليه وسلم – تضحية بحياته في سبيل الإبقاء على حياة رسول الله –صلى اله عليه وسلم – إذ كان من المجتمل أنن تهوي سيوف فتيان قريشعللى رأس علي- رضي الله عنه – انتقاما منه لأنه سهل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم النجاة، ولكن عليا لم يبال بذلك فحسبه أن يسلم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نبي الأمة وقائد الدعوة.
4 – وقال أيضا: عم أبصار المشركين عن رؤية وسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصاحبه في غار ثور وهم عنده، وفيما تزكبه لنا الروايات م سج العنكبوت وتفريخ الطير على فم القار مثل تخشع له القلوب من أمثلة العناية الإلهية برسله ودعائه وأحبابه فما كان الله في رحمته لعباده ليسمحأن يقع الرسول – صلى الله عليه وسلم – في قبضة المشركين فيقضوا عليه وعلى دعوته، وهو الذي أرسله رحة للعالمين، كذلك يعود الله عباده الدعاة المخلصين أن يلطف في ساعات الشدة، وينقذهم من المأزق والغدر، وليس في نجاة الرسول – صلى الله عليه وسلم وصاحبه – بعد أن أحاط بهما المشركون في غار ثور إلا تصديق قول الله تبارك وتعالى ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ ﴾غافر 51﴿ إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ الحج 38.

5 – وقال الأستاذ منير الغضبان: فبالرغم أن السريى التامة كانت على الجميع حتى من العصبى المسلمة ما عدا من اشترك فيها، عائشة وأسماء وأبو بكر وابن أريقط وابن فهيرة ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورسول الله – صلى الله عليه وسم -، ومع هذا كله تكشف جانب من الخطة فوق التقدير البشري، فتلقاه رسول الله – صلى الله عليه وسلم بالتسليم المطلق: ﴿ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ما قولك في اثنين الله ثالثهما. وما أخرانا نحن وقد شهدنا عبقرية التخطيط للهجرة أن لا تغيب عنا هذه الجوانب الثلاث:

أولا: علينا أن ستفرغ الوسع وبذل كل الطاقة في التخطيط البشري.
ثانيا: أن يكون اتكالنا على الله تعالى دون اعتمادنا على الأسباب.
ثالثا: أن نقبل قضاء الله وقدره غيما هو فوق طاقتنا، ونطمئن إلى أنه خير للإسلام والمسلمين.
6 – وقال كذلك: إنه حين ينتهي الجهد البشري المطلوب، وحين تستنفذ الطاقة البشرية، فالله تعالى أرحم بنبيه وصاحبه من أن يجعلهما ظفرا لعدوهما، ولقد قرر الله تعالى في محكم التنزيل هذا المعنى، إذ أكد حمايته لنبيه ونصره له حين تخلت عنه قوة الأرض، وحين كان المسلمون كلهم كقوة قائمة في المدينة أو مختفية في مكة – ليس معه للحماية إلا إنسان واحد: ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ التوبة 84.
فقوة الأرض كلها بعيدة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – المؤمنون والكافرون ووصل إلى قبضة الطاغوت، وأكد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لصاحبه: ﴿ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾.
والدعاة إلى الله عز وجل بجاجة دائما إلىأن يكون راسخا في أعماقهم دائما عون الله لهم حين تعجز قوتهم البشرية عن إدراك ما يخطط لهم العدو بعد استنفاذ الطاقة واستفراغ الوسع، وأن تكون لديهم القناعة التامة كذلك أن النصر أولا وأخيرا بيد الله.
7 – قال الغزالي ما ملخصه:
إن أسفار الصحراء توهي العمالقة الآمنين، فكيف بركب مهدر الدم؟ مستباح الحقز ما يحس هذه المتاعب إلا من صلى نارها.
وللعرب طاقة على احتمال هذا الشظف مع قلة الزاد ةالري، وقد مر بك أن الرسول – صلى اله عليه وسلم – وهو طفل – قطع هذه الطريق ذهب مع أمه لزيارة قبر أبه ثم عاد وحده، وإنه الآن ليقطعها وقد بلغ الثلاثة والخمسين، لا لزيارة أبويه الذين ماتا بالمدينة، بل لرعاية رسالته التي تشبثت بأرض يثرب جذورها بعد أن تبرت مكة بها وبصاحبها وممن حوله. إنه أرسخ أهل الأرض يقينا بأن الله ناصره ومظهر دينه بيد أنه أسف للفظاظة التى قوبل بها ’وللجحود الذى لاحقه من بدء رسالته حتى اضطره إلى الهجرة على هذا النحو العنيف ها هو ذا يخرج من مكة مهاجرا إلى الله.
8 – وقال أيضا لا نعرف بشرا أحق بنصر الله وأجدر بتأييده من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي لاقى في جنب الله ما لاقىن ومع ذلك فأن استحقاق التأييد الأعلى لا يعني التفريط قيد أنملة في استجماع أسبابه وتوفير وسائله، ومن ثم فإن رسول الله – صلى الله عله وسلم – أحكم خطة هجرته وأعد لكل فرض عدته ولم يدع في حسبانه مكانا لحظوظ العمياء.
وشأن المؤمن مع الأسباب المعتادة أن يقوم بها كأنها كل شيء في النجاح، ثم يتوكل بعد ذلك على الله لأن كل شيء لا قيام له إلا الله. فإذا استفرغ المرء جهوده في أداء واجبه ثم أخفق بعد ذلك فإن الله لا يلومه على هزيمة بلي بها، وقلما يحدث ذلك إلا عت قدر قاهر يعذر المرء فيه، وكثيرا ما يرتب الإنسان مقدمات النصر ترتيبا حسنا، ثم يجيء عون الله عون أعلى يحمل هذا النصر مضاعف الثمار، كالسفينة التي يشق غياب الماء بها ربان ماهر، فإذا التيار يساعدها والريح تهب إلى وجهتها، فلا تمكث غير بعيد حتى تنتهي إلى غايتها في أقصر من وقتها المقرر، وهجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة جرت على هذا الغرار.
9 – وقال الشيخ الخصري – رحمه اله -:
وبهذه الهجرة تمت لرسولنا – صلى الله عليه وسلم – سنة إخوانه من الأنبياء من قبله فما من نبي منهم إلا نبتبه بلاد نشأته فهاجر عنها، من إبراهيم أبي الأنبياء وخليل الله إلى عيسى روح الله ولكمته، كلهم على عظيم درجاتهم ورفعة مقامهم أهينوا من عشائرهم فصبروا ليكونوا مثالا لما يأتي بعدهم من متبعيهم في الثبات والصبر على المكاره ما دام ذلك في ذات الله.
قلت وذلك قال الله تعالى﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ﴾ إبراهيم 13.

10 – قال الغزالي: يا عجبا لنقائض الحياة واختلاف الناس ، إن الذي شهرت مكة سلاحها لتقتله ولم ترجع ولم ترجع عنه إلا مقهورة استقبلته المدينة وهي جزلاة طروب، وتنافس رجالها يعرضون عليه المنعة والعدة والعدد.
11- وقال محمد سعيد رمضان:
قد يخطر في بال المسلم أن بقارن بين هجرة عمر بن الخطاب وهجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – ويتسائل، لماذا هاجر عمر علانية متحديا المشركين دون أي خوف ووجل، على حين هاجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مستخفيا محاطا لنفس، أيكون عمر بن الخطاب أشد جرأة من النبي – صلى الله عليه وسلم - ؟ والجواب أن عمر بن الخطاب أو أي مسلم غبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يعتبر تصرفه تصرفا شخصيا لا حجة تشريعية فيه فله أن يتخير من الطرق والوسائل والأساليب ما يحلو له، وما يتفق مع قوة جرأته وإيمانه بالله تعالى، أما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهو مشرع، أي أن جميع تصرفاته المتعلقة بالدين تعتبر تشريعا لنا، ولذلك كانت سنته هب المصدر الثاني من مصادر للتشريع مجموع أقواله وأفعاله وصفاته وتقريره، فلوا أنه فعل كما فعل عمر لحسب الناس أن هذا هو الواجب، وأنه لا يجوز أخذ الحيطة والحذر والتخفي عند الخوف، مع أن الله عز وجل أقام شريعته في هذه الدنيا على مقتضى الأسباب ومسبباتها، وإن كان الواقع الذي لا شك فيه أن ذلك بتسبب الله تعالى وإرادته لأجل ذلك، استعمل الرسول – صلى الله عليه وسلم – كل الأسباب والوسائل المادية التي يهتدي إليها، العقل البشري في مثل هذا العمل حتى لم يترك وسيلة من هذه الوسائل إلا اعتد بها واستعملها، فترك علي بن أبي طالب ينام في فراشه ويتغطى ببرده، واستعان بأحد المشركين – بعد أن أمنه – ليدله على الطرق الفرعية التي قد لا تخطر في بال الأعداء، وأقام في الغار ثلاثة أيام متخفيا إلى آخر ما عبأه م الاحتياطات المادية التي قد يفكر بها العقل، ليوضح بذلك أن الإيمان بالله لا ينافي استعمال بالأسباب المادية التي أرادت حكم اله أن تكون أسبابا.
12 – وقال أيضا : وتكشف لنا الصورة التي استقبلت بها المدين سول الله – صلى الله عله وسلم – عن مدى المحبة التي كانت تفيض بها أفئدة الأنصار من أهل المدينة رجالا ونساءا وأطفالا، لقد كانوا يخرجون كل يوم إلى ظاهر المدينة ينتظرون تحت فح الشمس وول رول الله – صلى الله عليه وسلم – إليهم حتى إذا هب النهار ليدبر عادوا أدبارهم ليعودوا إلى الانتظار صباح اليوم التالي ، فلما طلع الرسول صلي الله عليه وسلم عليهم جاشت العواطف في صدورهم ،وانطلقت ألسنتهم تهتف بالقصائد والأهازيج فرحا لمرآه صلي الله عليه وسلم ومقدمه عليهم ،ولقد بادلهم رسول الله صلي الله عليه وسلم نفس المحبة حتي إنه جعل ينظر إلي ولائد بني النجار من حوله وهم ينشدن ويتغنين بمقدمه قائلا : أتحببنني ؟ والله إن قلبي ليحبكن.
13 – وقال العلامة محب الدين الخطيب :
لو أننا فهمنا الحكمة التي انطوت عليها حادثة الهجرة ،وعلمنا أن كتاب الله الذي نتلوه قد أنحي باللائمة علي جماعة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم كانوا في مكة يصلون ويصومون ، ولم يهاجروا إلى قلعة الإسلام ليكونوا من جنوده المتحفزين لتغيير تلك الأنظمة ،لعلمنا أن الإسلام لا يكتفي من أهله بالصلاة والصوم ،بل يريد منهم مع ذلك أن يقيموا أنظمته وآدابه في بيوتهم وأسواقهم وأنديتهم , ومجامعهم ودواوين حكمهم ,وأن عليهم أن يتوسلوا بجميع الوسائل لتحقيق هذا الغرض الإسلامي بادئين به من البيت وملاحظين ذلك في تربية من تحت أمانتهم من بنات وبنين ,ومتعاونين عليه مع من ينشد للإسلام الرفعة والازدهار من إحزانهم، حتى إذا عم هذا الإصلاح أرجاء واسعة، تلاشت تحت أشعته ظلمات الباطل، فكان لهذا الأسلوب من أساليب الهجرة مثل الآثار التي كانت لهجرة النبي وأصحابه الأولين.
روى مسلم في كتاب الإمارة في صحيحه عن أبي عثمان النهدي أن مجاشع بن مسعود السلمي قال: جئت بأخي أبي معبد إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت: يا رسول الله بايعه على الهجرة فقال – صلى الله عليه وسلم -: " قد مضت الهجرة بأهلها قال مجاشع: فأي شيء تبايعه؟ قال: "على الإسلام والجهاد والخير". قال أبو عثمان النهدي: فلقيت أبا معبد فأخبرته بقول مجاشع فقال: صدق.
وفي كتب السنة وبعضه في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص ومقالة بن عبيد بن ناقد الأنصاري أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: المهاجر من هجر السيئات”. فإلى الهجرة يا مسلمون.
إلى هجر الخطايا والذنوب.
إلى هجر ما يخالف أنظمة الإسلام في بيوتنا، وما نقوم به من أعمالنا، إلى أجر الضعف والبطالة والإهمال والترف والكذب والرياء ووضع الأشياء في غير موضعها.
14 – قال الدكتور محمد أبو فارس:
إن الهجرة أهم حدث في الدعوة الإسلامية إذ بالهجرة تكون الكيان السياسي للأمة الإسلامية لنشر الإسلام والدفاع عن حرماته. ولأهميتها كان التأريخ بالهجرة ولم يكن بغيرها من الأحداث الهامة كالميلاد والبعثة أو وقعة بدر أو ما شبهه.
ولم يؤرخ المسلمون بتأريخ غيرهم حفاظا على استقلالية الأمة وتميزها. تعلمنا الهجرة كيف أن على الدعاة أن يبحثوا دائما عن أماكن خصبة للدعوة تكون مركز انطلاق ونواة وتأسيس.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20-01-2007, 01:09 AM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
63 63 منطق الهجرة يهدم النظريات المادية من أساسها

منطق الهجرة يهدم النظريات المادية من أساسها
بقلم فضيلة الشيخ/ محمد عبدالله الخطيب
ذكرى الهجرة منارة على الطريق لمن أراد العزة والنصر من المسلمين، وهي درس عظيم، وأمل كبير لأصحاب الدعــوات، وهي في الوقت نفسه هدم لنظريات الماديين من أساسها.
﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ﴾ (النحل: 41).
الهجرة معناها الترك والاجتناب، أو التحول والانتقال، فهي اجتناب لكل ألوان الجاهلية من قيم وتصورات ومفاهيم وعادات، وبهذا أمر الرسول- صلى الله عليه وسلم- من أول لحظة: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ (المدثر:1-5)، وهجر المألوف وتركه من أشق التكاليف على النفس، لكن الأبرار من أصحاب محمد- صلى الله عليه وسلم- انتصروا في تنفيذ أمر الله، وتحرروا من العبودية لغيره، وحين نطقوا بلا إله إلا الله محمد رسول الله، واتبعوا ما أنزل إليهم من ربهم، هجروا حياة الآثام والتدلي إلى الشهوات، وانتقلوا من محيط الجاهلية الآسن إلى فيض الربانية السمح الكريم، وهذه النقلة أهلتهم لهجرة الأوطان والصالح والتضحية بكل شيء لإقامة دار الإسلام وقاعدته الربانية في المدينة.
نظرة خاطئة:
إن محاولات تفسير أحداث التاريخ ودوافع السعي البشري وبواعثه على أساس مادي بحت أمر خطير، يقوم على نظرة سطحية تدور حول الهيكل الخارجي للإنسان، وتتجاهل المحرك الأساس له؛ وهو العقيدة والإيمان، لقد قالوا: "إن الإنسان حيوان سياسي"، بمعنى أن السياسة هي العامل الذي يشكل حياة الإنسان، وقالوا: "إن الإنسان حيوان اقتصادي"؛ أي إن العامل الاقتصادي هو الأساس في حركته، ثم أسرفوا في النظريات فقالوا: "إن عامل البيئة أو الوراثة هو العامل الأوحد والأهم".
وأحداث الهجرة ووقائعها الثابتة والظروف التاريخية التي أحاطت بها تثبت فشل هذه النظريات المادية.. ذلك أن الإسلام لا يأخذ بجانب واحد من هذه العوامل؛ لأنه مفهوم شامل جامع عميق، يستمد وجهته من الترابط الوثيق بين الدنيا والآخرة، وبين المادة ومتطلباتها، والروح وأشواقها، وصدق الله العظيم: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (القصص: 77).
لماذا هاجروا؟
ونتساءل: لماذا هاجر الصحابة هذه الهجرة العجيبة الفذة في عالم الأسفار والرحلات؟ ولأي غاية كانت هجرتهم؟ هل هاجروا طلبًا للثراء؟ أو سعيًا وراء اللذائذ والشهوات؟ أو طلبًا للراحة وللنجاة من المتاعب؟ وهل كانت المسافة بين مكة والمدينة سهلة ميسرة، فأغراهم هذا للقيام برحلة للترويح عن النفس؟
ويجيبنا التاريخ الثابت الذي لا مجال لإنكاره بأن شيئًا من ذلك لم يكن لقد، عرضوا على النبي- صلى الله عليه وسلم- في مكة السلطان والملك والقيادة والسيادة والجاه والمال حتى يصير من أغناهم، ورفض- صلى الله عليه وسلم- هذا كله، ورد على من بعثوا إليه بهذه الإغراءات قائلاً: "ما جئت به لأطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل عليَّ كتابًا ، وأمرني أن أكون بشيرًا ونذيرًا، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم".
والثابت أيضًا: أن أبا بكر- رضي الله عنه- أخذ معه يوم الهجرة ستة آلاف هي بقية عشرات آلاف كان يملكها، أنفقها على الدعوة بمكة، كما أن مصعب بن عمير- رضي الله عنه- ترك الجاه والمال، وحياة الترف بسبب اتباعه النبي- صلى الله عليه وسلم- وعاش راضيًا بالحياة الخشنة، حتى كان يرقع قميصه بفروة غنم، وكان- صلى الله عليه وسلم- إذا رآه يقول: "هذا من نور الله قلبه بالإيمان"، واستشهد ولم يجدوا له ثوبًا فكفنوه في قميصه القصير، وغطوا رجليه بورق الشجر- رضي الله عنه- والثابت أيضًا أن صهيبًا- رضي الله عنه- حين أراد الهجرة منعته قريش حتى يترك لهم ما معه من مال فتجرد منه، وانطلق إلى المدينة، وفيه نزل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ (البقرة: 207).
ولم تكن المسافة بين مكة والمدينة مغرية برحلة؛ لأن الثابت أن المسافر يستغرق عشرة أيام وعشر ليال في طريق شاق بين جبال ووهاد تموج بالأعراب الرحل، لا يحكمهم قانون، وكل همهم السلب والنهب مع حب الصحابة لمهبط الوحي مكة، وتعلقهم بالبيت، فتركوها وهي من أحب بلاد الله إليهم، فلم يكونوا من الصنف الذي لا يحترم وطنه أو يفرط في بلده، وهذا بلال- رضي الله عنه- في مهجره كثيرًا ما حَنَّ إلى مكة، ولم ينكر عليه أحد.
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يومًا مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل
وبماذا يفسر الماديون موقف أبي سلمة- رضي الله عنه- حين خرج مهاجرًا معه زوجه وولده الصغير، فلما رأته قبيلته قاموا إليه فقالوا:
هذه نفسك قد غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد؟ وأخذوها منه، وأخذ بنو عبد الأسد ولده الصغير، ومضى هو بمفرده إلى المدينة!
وما قولهم في الصحابي المسن المريض الذي لا يستطيع الحركة، الذي استمع إلى قول الله- عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً﴾ (النساء: 97- 98)، فقال لأولاده: والله ما لي من عذر، جهزوني للهجرة، فقالوا له: إنك مريض وممن عذر الله، فقال: والله ما لي من عذر، احملوني، فحملوه على محفة فوق بعير، وفي التنعيم فاضت روحه، فقال أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم: لو بلغ إلينا لتم أجره، وجاء بنوه إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- وأخبروه فأنزل الله- عز وجل: ﴿وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ (النساء: 99).
دافع الهجرة هو الإسلام:
هذه بعض بواعث الهجرة، وإن المذاهب المادية لتعجز عجزًا تامًّا عن تفسير بواعثها؛ لأنها لا تؤمن إلا بالمحسوس، فليس للهجرة من تعليل إذن سوى عوالم أخرى غير مادية، ولا نجد شيئًا اقترن بالهجرة غير الإسلام، فهو الدافع والباعث الأساس الذي حررهم من العبودية للوثن، أو للقيصر، أو للفرعون، أو للأرض أو للمال، وأخرجهم من عماية الهوى وحظ الشهوات، وبدأت الرسالة الخاتمة ترسم وجهتهم، وتقرر منهجهم، وتبعث عزائمهم، وتصنع تاريخهم وأخلاقهم وسائر روابطهم.
فالقيمة الكبرى التي تحرك الإنسان هي قيمة الإيمان بالله واليوم الآخر، ولن يستقيم تفسير الهجرة إلا على ضوء هذه النظرة الإيمانية، أما الماديون فقد جهلوا أسرار الحياة وقدر الإنسان.
ثم ماذا كانت النتيجة؟ لو كان مقياس الهجرة ماديًّا لانتهى الأمر بالمهاجرين إلى الفقر والمسغبة وسؤال الناس، وضياع الأهل والمال والولد، أما والمهاجرون قد هاجروا لما فوق المادة بما لا حدَّ له، فقد كان جزاء تضحيتهم بكل شيء؛ كان جزاؤهم أمنًا وأمانًا واستقرارًا ومالاً ومنعة وقوة ودولة، وهكذا من كان كما يريد الله منه كان له من الله ما يريد: ﴿إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج:40).
وإذا كان المسلمون اليوم تنتابهم محن شداد، فإن عليهم- لصيانة بلادهم وحفظ حاضرهم وضمان مستقبلهم- أن يسلكوا الطريق الذي سار فيه أسلافهم، وأن يأخذوا هذه الرسالة بحقها بتنفيذ أحكامها والنزول على أمرها، وأن يهجروا كل ألوان الجاهليات الحديثة والقديمة، إن ذكرى الهجرة منارة على الطريق لمن أراد العز والنصر، وهي درس عظيم وأمل كبير لأصحاب الدعوات.
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ (الحج: 40- 41).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محاضرات رمضانية مهمة جدا وادخل وحمّل وشوف بنفسك وانشرها .. محاضرات عملية جدا جدا جمعية حضن الاسلام ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية 11 21-08-2009 05:59 PM
نفسكم تتعلموا فوتوشوب(دروس فيديو صوت وصورة لتعلم الفوتوشوب)كل يوم خمسة دروس مسلم اون لاين قسم الفوتوشوب 20 25-01-2009 09:51 AM
موسوعة السنة النبوية المباركة أبــ«alyemen»ــن ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث 3 11-11-2006 12:33 PM
الدماغ هو الشجرة المباركة : يانورالنور الملتقى الاسلامي العام 4 09-01-2006 01:29 PM


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 146.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 140.89 كيلو بايت... تم توفير 5.82 كيلو بايت...بمعدل (3.97%)]