أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 190 - عددالزوار : 65189 )           »          قيام الليل يفك عقد الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 103 )           »          تخريج حديث: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أتى كظامة قوم بالطائف فتوضأ ومسح على قدم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          حديث: يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أختان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          الرد على من ينكرون السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 78 )           »          نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم "وينطق الرويبضة" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          مقام الحديث الشريف عندك هو نتيجة مقام الرسول صلى الله عليه وسلم عندك، قطعا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 114 )           »          القول المستطاب بفوائد حديث "إنك تأتي قوما أهل كتاب" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 107 )           »          تخريج حديث: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم، وأدخل يده في الإناء، فمضمض واستنشق مرة واح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 98 )           »          حديث: خيرت بريرة على زوجها حين عتقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 108 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-04-2024, 06:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,255
الدولة : Egypt
افتراضي أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي




أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي(1)



إن التفكير في الطفل والعمل على رعايته والعناية به، لهو مؤشر من المؤشرات الأساسية والرئيسة لكل تقدم ورقي وازدهار.
فالشعوب المتقدمة لم تبلغ ما بلغته إلا عن طريق رجالها ونسائها الذين كانوا يوما ما أطفالا صغارا معتنى بهم. والحقيقة أن الأطفال في الدول المتقدمة، عبارة عن ملوك غير متوجين؛ لما يحيطهم به مجتمعهم من اهتمام وعناية، باعتبارهم الورثة الشرعيين لهذا التقدم الهائل، والمسؤولين الوحيدين عن تطور هذه المكتسبات واستمرارها. ويكفي أن أعطي مثالا واحدا على ذلك، وهو ما قاله أحد خبراء التربية في الاتحاد السوفيتي سابقا، يقول: «لقد ألغت الثورة الاشتراكية كل الألقاب والامتيازات، ولم يعد لدينا أباطرة أو قياصرة، لكننا نؤكد دوما، أن في الاتحاد السوفيتي قيصرا واحدا يتمتع بكل الامتيازات، ذلك هو الطفل».
ولقد أكدت الدراسات والبحوث الكثيرة المتنوعة، على أن اللعب هو مدخل وظيفي لعالم الطفولة، ووسيط تربوي فعال لتشكيل شخصية الفرد في سنوات طفولته. والحقيقة أن أهمية اللعب في حياة الأطفال وتحقيقه لدوره التربوي في بناء شخصية الطفل، تتحدد أساسا بوعي الكبار عامة والآباء والمعلمين خصوصاً، ومدى إتاحتهم الفرصة أمام الطفل لتحقيق الذات في أنشطة اللعب ومواقفه المتنوعة.
أو لم يتفق علماء النفس على أن السنوات الأولى من حياة الشخص هي السنوات التي تتكون فيها الدعامات الأساسية لشخصيته؟ وهذه السنوات الأولى هي التي يحتاج فيها الطفل إلى اللعب لإبراز ميوله وبلورتها وصقلها وتنميتها.
إلى هنا يمكن أن نطرح السؤال التالي: ما وظائف اللعب في حياة الأطفال؟
هناك وظائف كثيرة، نقتصر على ذكر 3 أساسية منها:
1. الوظيفة البنائية أو التكوينية، أي إن اللعب نمو.
2. الوظيفة التربوية، أي إن اللعب تعلم.
3. الوظيفة الإكلينيكية، أي إن اللعب علاج.
1. فبالنسبة للوظيفة البنائية أو التكوينية، نجد أنه من الناحية الجسمية الفسيولوجية، يؤدي اللعب دورا ضروريا في تنمية عضلاته على نحو سليم، ويدرب كل أعضاء جسمه بشكل فعال. ويستخدم نشاط اللعب أيضا متنفساً للطاقة الزائدة التي إذا احتبست، تجعل الطفل متوترا، وعصبيا وغير مستقر.
وفيما يتعلق بالنواحي العقلية المعرفية في بنية الشخصية، تؤدي اللعب دورا كبيرا في نمط النشاط العقلي المعرفي، وفي نمو الوظائف العقلية العليا، كالإدراك والتفكير والذاكرة والكلام والتخيل والإبداع عند الطفل.
أما فيما يتعلق بالنواحي الاجتماعية والانفعالية في بنية الشخصية، فيؤدي اللعب دورا بناء في نضج الطفل اجتماعيا واتزانه انفعاليا، فبدون اللعب، ولاسيما اللعب مع الأطفال الآخرين -وليس مع الكبار- يصبح الطفل أنانيا، مسيطرا، ضعيف الأفق، وغير محبوب. ففي الأسرة، يساعد اللعب الخيالي أو الإيمائي على تخفيف العداوات بين الإخوة، ومن خلال اللعب مع الأطفال الآخرين يتعلم الطفل كيف يعقد علاقات اجتماعية وعاطفية مع الغرباء، ويوسع دائرة اتصالاته بالآخرين، وكيف يواجه ويحل المشكلات التي تجلبها مثل تلك العلاقات، ومن خلال الألعاب التعاونية يتعلم الطفل كيف يبرم علاقات اجتماعية مرغوبة، كالأخذ والعطاء المتبادلين، وأن يتعاون مع الآخرين، وكيف يتبادل معهم المسؤوليات والالتزامات، مما يهيئه للأدوار الاجتماعية في المستقبل عندما يكون راشدا.
2. ننتقل إلى الوظيفة الثانية، أي الوظيفة التربوية لكون اللعب تعلماً.
إن اللعب في حد ذاته لا ينطوي بدرجة كبيرة على قيمة تربوية، ولكنه يكتسب هذه القيمة إذا ما أمكن تنظيمه وتوجيهه تربويا، فلا يمكن أن نترك عملية نمو الأطفال للصدفة أو للخبرة العرضية، فالتربية العفوية أو الطبيعية التي ذهب إليها روسو، لا تضمن تحقيق الوظيفة البنائية للعب التي تكلمنا عنها، وإنما يتحقق النمو السليم للطفل بتأثير تربية واعية، تضع في الاعتبار خصائص نمو الطفل ومقومات تشكيل شخصيته في سياق نشاط تربوي منظم هادف.
3. أما بالنسبة للوظيفة الثالثة التي هي وظيفة إكلينيكية لكون اللعب علاجاً، فالطفل بحاجة إلى التخفيف من المخاوف والتوترات، التي تخلقها الضغوط المفروضة عليه من بيئته، ومن الأساليب غير الرشيدة في تربية الأبناء. ومن الطرق الفعالة للعلاج النفسي في هذا المجال، ومع الأطفال خاصة، ما يعرف بطريقة العلاج باللعب أو باللعب العلاجي، فاللعب يساعد الطفل على التعبير عن انفعالاته، حيث يستخدم اللعب الخيالي كمخرج للتغلب على القلق والتوتر، فكثير من الحاجات والرغبات التي لا يتحقق لها الإشباع في حياة الطفل اليومية، يمكن أن تلقى إشباعا في اللعب، وبالتالي التخلص من الإحباطات التي يخبرها الطفل في المواقف المختلفة، فمثلا نراه أحيانا ينهر دميته بعنف أو يعاقبها بلهجة درامية مؤثرة، وربما يحطمها بلا هوادة.
وتعد أساليب اللعب بالأدوار والتمثيليات الاجتماعية (السوسيودراما، مسرح الطفل..) ذات فعالية في ترشيد العلاقات، بين جماعات الأطفال والتلاميذ في أقسامهم عن مخاوفهم وإحباطاتهم، ويؤدي اشتراك الأطفال في المسرحيات النفسية إلى تحسين تكيفهم مع أنفسهم ومع الآخرين. ولا تعني القيمة الإكلينيكية للعب أنها مجرد طريقة للعلاج، ولكنها أيضا مدخل للتشخيص، وطريقة لدراسة شخصية الطفل، ومعرفة عالم الطفولة، قصد اكتشاف مصدر العلة في بعض اضطرابات الطفل الانفعالية، كالعدوان أو الكذب مثلا.
وانطلاقا من تحديد وظائف اللعب بإيجاز، يمكن أن نحدد بعجالة أنواع اللعب عند الأطفال.
إن أنشطة اللعب في الطفولة متنوعة في شكلها ومضمونها وطريقتها، ويتفق هذا الاختلاف مع مستويات وخصائص نمو الأطفال في الأعمار المختلفة، استجابة لمطالب النمو واحتياجات الطفولة في كل مرحلة من مراحل النمو، ويعكس هذا النوع أيضا الظروف البيئية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية في الوسط المحيط بالطفل.
وبإيجاز يمكن تصنيف، أشكال أو نماذج اللعب عند الأطفال في الفئات التالية:
- الألعاب التلقائية: حرة، تلقائية، انفرادية.
- الألعاب التمثيلية: تقمص الأدوار، خيالية، إبداعية.
- الألعاب التركيبية: عقلية تؤدي إلى التمييز بين الواقع والخيال.
- الألعاب الفنية: إبداعية: رسم.
- الألعاب الترويحية والرياضية: خصوصا عند المراهق.
- الألعاب الثقافية: لذة القراءة والكتابة.
هذا دون أن ننسى أنواع اللعب الأخرى ذات الشهرة الواسعة، مثل:
- لعب التكرار (المسمى أيضا لعب الوظيفية): حيث يسبر الطفل وضع اللعب (بتشديد اللام وفتحها وكسر العين) أو اللعب (بتشديد اللام وضمه وفتح العين) ويتفحصها.
وقد يعالج الأجسام أيضا بيده، والميزة الأساسية هنا هي المظهر التكراري للحركة.
- لعب التقليد(المسمى لعب التوهم أو الوهم أو التخيل أو الدور): يقلد الطفل هنا أنشطة أو أوضاعا بإعطاء حركاته معنى، فالميزة الأساسية هنا أن الطفل يستعمل اللعب لتقليد أشخاص أو إعادة تكوين أحداث.
- لعب البناء: حيث يبني الطفل شيئا ذا دلالة، انطلاقا من مكعبات أو معجونات مثلا. والميزة الجوهرية هنا هي الرغبة في تركيب كل ذي دلالة من عناصر لا دلالة لها.
- لعب التجميع(المسمى أحيانا كثيرة لعب تمثل البيئة): حيث يجمع الطفل لعبا تمثيلية بسيطة(بيوتا، حيوانات، أشجارا..) وينظمها كما في عالم الواقع أو بصورة مختلفة، وتتمثل الميزات الأساسية هنا بالانتقاء والترتيب والتنظيم للعب جاهزة.
وهكذا نجد على العموم، أن اللعب سلوك ينطوي على تناقض ظاهري، فهو استكشاف لما هو مألوف، ومران على ما أصبح تحت سيطرتنا بالفعل، وعدوان ودي، واهتياج للاشيء، وسلوك اجتماعي، وادعاء لا يقصد به الخداع.. هذا هو اللعب عند الأطفال.
من هنا يمكن أن نستنتج خاصيتين أساسيتين يتميز بهما سلوك الطفل الصغير بالمقارنة مع سلوك الراشد:
بالنسبة للخاصية الأولى: أن سلوك الطفل في الغالب سلوك عفوي تلقائي ساذج، غير منظم، بعكس سلوك الراشد، وكل ما يفكر فيه الطفل هو اللعب واللهو، ومن الواضح أن لعب الراشد الذي هو نوع من الاستجمام والاسترخاء والبعد عن العمل، قصد الراحة، شيء يختلف عن دوافع اللهو واللعب، التي تتملك الطفل وتملأ عليه كل أوقاته، بحيث يصبح اللعب عنده غاية في حد ذاته، بخلاف اللعب عند الراشد الذي هو وسيلة فقط.



اعداد: المستشارة التربوية: شيماء ناصر




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.82 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]