|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أفلام الكرتون تسلية محفوفة بالمخاطر
أفلام الكرتون تسلية محفوفة بالمخاطر إن نظرة واحدة لأسماء الشركات المنتجة تضع أمامنا حقيقة مهمة وهي انها شركات غربية هدفها الأساسي زعزعة الأمة الإسلامية عن مبادئها يقول أحد علماء النفس: «إذا كان السجن هو جامعة الجريمة، فإن التلفاز هو المدرسة الإعدادية لانحراف الأحداث».. إن هذه المقولة على قلة ما تحويها من كلمات إلا أن فيها الكثير من المعاني. فلا يكاد بيت أو ربما غرفة تخلو من هذا الجهاز الذي زحف إلينا دون سابق استئذان وأصبح في عصر الفضائيات يعرض الغث والسمين، بينما الأعين تتعلق به وتتلهف لما تراه، وكثيرا ما تحدث الكتاب عن أضرار التلفاز من مختلف النواحي الصحية والاجتماعية والنفسية وغيرها، ولكننا في تحقيقنا هذا الأسبوع نتحدث عن أثر مسلسلات الأطفال أو كما يسمى «أفلام الكرتون» على الطفل نفسه. فطفل اليوم هو شاب الغد، ونشأته مهمة جدا، وقد يستغرب بعضهم أن لتلك النوعية من الأفلام أضرارا جسيمة على الطفل، ولكنها الحقيقة التي نضعها بين أيديكم لعدد من المختصين الذين أبدوا رأيهم بحياد شديد وموضوعية، مع ذكرنا لنماذج من أبرز أفلام الكرتون وأكثرها إقبالا من الأطفال وما بها من مغالطات تمس اللغة والعقيدة اللتين هما الأساس في تربية الأبناء وتوجيههم للصواب. يقول الباحث الاجتماعي بدر البحري: إن الأفلام الكرتونية التي كانت تعرض في السابق كانت ذات هدف معين وواضح، وكانت موافقة لعقلية الطفل الصغير، أما الآن فإنه نظرا للنضج الثقافي والانفتاح الإعلامي أصبحت تلك المسلسلات أبعد ما تكون عن الواقع، فقد أقحم فيها الخيال بشكل كبير وأصبحت بها معان بارزة تمس نشأة الطفل بل تؤثر على معتقداته الدينية، كيف لا وهو يرى تلك الشخصية الكرتونية وقد خلقت شخصية جديدة مع إننا نغرس في عقول أبنائنا أن الخلق بيد الله عز وجل وحده وأنه ليس بمقدور أي إنسان أن يخلق شيئا مهما بلغ من التقدم، هذا علاوة على تلك الحوادث التي أصبحنا نسمع عنها ونرى من أطفال قضوا نحبهم نتيجة متابعتهم لبعض برامج الكرتون، فكم من طفل ألقى بنفسه من علو وارتفاع كبيرين أسوة بفعل شخصيته الكرتونية التي تعلق بها، هذا عدا استخدام أساليب كلامية نابية من المفروض أن نبعد عنها الأطفال مثل «وقح، غبي، حقير.... وغيرها»، والحقيقة أن المرء يكاد يستغرب وجود قنوات فضائية تعرض مسلسلات الأطفال على مدار الساعة، فيلجأ إليها الطفل نظرا لعدم وجود البديل الذي من المفروض أن يهتم به، علما أن هنالك العديد من أشرطة الفيديو القيمة التي تهدف إلى تعليم الطفل أصول اللغة والحساب تباع في مختلف المحلات التي من المفروض أن يستخدمها الآباء والأمهات في تعليم أطفالهم، بل الأهم هو أن يتم عرض تلك الأشرطة في القنوات الفضائية كي تستفيد منها أكبر شريحة ممكنة من الصغار. ويضيف: أن أفلام الكرتون الحالية والحديثة بالذات تؤثر بشكل كبير جدا على لغة الطفل؛حيث إن عملية التعريب لها تكون ركيكة جدا وضعيفة ومحشوة بالعديد من الألفاظ العامية؛ مما يجعل المرء يتيقن تمام اليقين أن هنالك محاربة حقيقية للغة العربية الفصحى وبشكل واضح وصريح، وأبرز دليل على ذلك مسلسل «تيمون وبومبا» الذي يشتت عقلية الطفل ما بين اللغة الفصحى واللهجة العامية. وأعتقد أنه إما أن يتم التعريب بشكل صحيح وباللغة السليمة أو ألا يتم ذلك حفاظا على لغتنا العربية التي نستقيها من القرآن الكريم، وهنا أود التنويه إلى تجربة دول مجلس التعاون في عرض برامج هادفة وباللغة العربية الصحيحة، وأبرزها برنامج «افتح يا سمسم» التعليمي الترفيهي، وبرنامج «سلامتك» التثقيفي، مما يدل على وجود طاقات بشرية كبيرة يقابلها وفرة مادية متميزة؛ لذا فليس من الصعوبة بمكان تكوين لجنة تضم مؤسسات اعلامية ومختصين من علماء نفس واجتماع وتربويين وعلماء دين لبحث إنتاج برامج كرتونية هادفة للأطفال. صناعة الوهم وفي السياق ذاته تتحدث الباحثة النفسية زليخة عبيد فتقول: إنه إذا ما كان المسلسل ذا مضمون اجتماعي وديني ونفسي جيد فإن التأثير لا بد أن يكون بالإيجاب، شريطة جلوس الأهل مع الطفل لإفهامه الناحية الإيجابية والدروس المستفادة، وأكبر مثال على مثل تلك النوعية من البرامج هو برنامج «أطفال الغد» الذي يحث الطفل على القيام بكل ما هو إيجابي من خلال سرد لنماذج من الواقع يستفيد منها الطفل في ممارساته وحياته، ومما لا شك فيه أن للرسوم المتحركة تأثيرا قويا في سلوك الطفل اليومي، ويبدأ التغيير في كلام الطفل من خلال استخداماته للألفاظ والأساليب التي يسمعها، كما أن الطفل حين يتعلق ببطل معين فإنه يرغب في أن تكون جميع مقتنياته وأدواته مرسوما عليها شخصيته المحببة، وهكذا نلاحظ أنه بدلا من أن نعلّم الطفل الانضباط في سلوكه نراه يتوجه للمدرسة وهو محاط بالشخصية التي تعلق بها، كما أن كثرة جلوس الطفل أمام شاشة التلفاز تخلق منه شخصا غير مبال وكسولا حتى عن تأدية الصلاة، وتتسم شخصيته بالبلادة والخمول علاوة على ما نلاحظه عليهم من السمنة نتيجة تناول الأطعمة أمام التلفاز وقلة الحركة، ومن خلال ملاحظة بسيطة نلاحظ أن أغلب ما يعرض على الأطفال هو مسلسلات تعتمد على الخيال البحت، مثلما نلاحظ في برنامج «عالم الديجيتال»، وهكذا يعيش الطفل وسط صراع بين الواقع والخيال، بل ينمو بداخله الخيال المريض نظرا لما يراه أمام عينيه من حروب وقتل، كما أن معاملاته اليومية ستتسم بالعنف ويظهر ذلك في تصرفاته مع أقرب المقربين إليه في البيت، وبالإضافة لذلك فإننا نلاحظ جيدا أن أفلام الكرتون تلك تظهر الذكاء على أنه الخبث، والطيبة على أنها السذاجة وقلة الحيلة، مما ينعكس بصورة أو بأخرى في عقلية الطفل ويجعله يستخدم ذكاءه في أمور ضارة به وبمن حوله. يجب الانتقاء وتستطرد الباحثة النفسية: إن نظرة واحدة لأسماء الشركات المنتجة تضع أمامنا حقيقة مهمة وهي أنها شركات غربية هدفها الأساسي زعزعة الأمة الاسلامية عن مبادئها الإسلامية، وإلهاء الطفل بكل ما من شأنه أن يزرع بداخله سلوكيات غير بريئة وصفات غير أخلاقية كالكذب والخيانة، وحتى لو تمت ترجمة تلك الأفلام إلى العربية فإن تغيير اللغة للعربية لن يغير شيئا من المضمون، وهنا لا نكاد نستغرب عناد الأطفال وتمردهم في تعاملاتهم وتصرفاتهم التي تشربوها من مشاهدتهم غير المراقبة لتلك الأفلام، والحقيقة أنني أود أن أركز على «قناة اقرأ» التي تعد من القنوات الإيجابية في تعاطيها لمختلف المواضيع، لماذا؟ لأنه يجب علينا أن نحذو حذو هذه القناة في بث كل ما يتناسب مع قيمنا ويرتقي بها ونبذ المخالف منها، وهكذا فإننا نشجع على التطور الإعلامي إذا ما داخله تطور في الثقافة والعقيدة، كما أن أبناءنا بدؤوا يتعلمون الثقافة الغربية التي تشبعوا بها جراء متابعتهم لبرامجهم الكرتونية الهدامة، وهكذا ضاع وقت الأطفال وعقلهم وتفكيرهم وضاعت معها هويتهم العربية الإسلامية، وإن الخطر الحقيقي المحدق بهم هو أن هذا التأثير يأتي إلينا بطريقة غير مرئية، ويظهر على المدى البعيد من خلال النشأة على نمط حياتي معين، مثل قصات الشعر الدخيلة، وقلة التركيز على المعاملات الإنسانية والاجتماعية وقلة الصبر وملاحظة التوتر عليهم، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على عدم احترام عقلية الطفل وتفكيره وتركيبة شخصيته، ومن هنا يبرز الصراع في أعماق الطفل بين ما يشاهده على الشاشة الفضية وبين ما يراه على أرض الواقع من أحداث؛ لذا فإن الهدف يبرز بروزاً أكبر على المدى البعيد، ولنأخذ مثالاً على ذلك برنامج الكرتون: «تيمون وبومبا» الذي يدور حول أكل الحشرات والديدان وهي أمور مقززة في الواقع، ولكن استخدم في سبيل الترويج لها الألوان اللافتة والخلفيات الباهرة والمؤثرات الصوتية القوية والجذابة، دون الأخذ بعين الاعتبار المضمون وتأثير مثل هذه الأفلام على تكوين جوانب مهمة في شخصية الطفل. اعداد: المستشارة التربوية: شيماء ناصر
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |