ما أحلى طــــــعـــــم المـــــوت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مقتطفات من سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          Free connections, find your partner with no obligations (اخر مشاركة : yelshamy - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هَمَسات .. في كلمات ... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 3697 )           »          أسباب دخول الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          {فكلي واشربي وقري عينا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الحذر من أئمة الضلال وشبهاتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من أهم الأدعية بصلاح القلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من أقوال السلف في غضّ البصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مواقف مشرفة لأطفال السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حسبنا الله ونعم الوكيل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-03-2007, 03:29 AM
الصورة الرمزية أمة_الله
أمة_الله أمة_الله غير متصل
هُـــدُوءُ رُوح ~
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: ღ تحت رحمة ربي ღ
الجنس :
المشاركات: 6,445
Lightbulb ما أحلى طــــــعـــــم المـــــوت

الســلام عليــكم ورحـمة الله تعالى وبركــاته
قرأت هذه القصة الواقعية
أثرت فيّ كثيرااااا وأدمع لها قلبي قبل عيني
لكن بعد ذلك أدركت أن هذا واقع إخواننا في فلسطين
منظر يتكرر مرارا وتكرارا من صغار وكبار...رجال ونساء
فما كان لي إلا أن أبدل شعورالأسى والحزن بإحساس الفخر والاعتزاز
نعم الفخر بكم إخواننا والاعتزاز بكل أم فلسطينية
كل شهيد (ة) فخـر لأمتنا الإسلامية جمعاء
فهنيئا لكم إخواننا وأمهاتنا الشهادة
وهنيئا لكم حلاوة طعم المـــوت
وإن شاء الله إن نصر الله قريب
>> إليــــكــــم القـــصـــة <<

بسم الله الرحمن الرحيم
عقارب الساعة تكاد تتجاوز الثانية ظهراً يلملم "عبد السلام" حاجياته مسرعًا؛ فلم يتبق على بدء حظر التجوال في مدينته القدس سوى ساعتين يجب أن يخرج من المكتب قبل أن تزدحم الشوارع بالعائدين إلى بيوتهم؛ فما زال أمامه المرور على طفليه لإحضارهما من المدرسة، ثم شراء مستلزمات البيت حتى الغد، ثم السير لأكثر من عشرين دقيقة فالحافلة لا تمر إلا بالشوارع الرئيسة.. إنها معاناة كل يوم
يخرج عبد السلام من المكتب متعجلاً؛ يتجاهل حتى رد السلام فربما يجره رد السلام إلى ثرثرةٍ لا طائل منها سوى التأخير وإضاعة الوقت الحمد لله، لم تتأخر الحافلة، سأصل إلى المدرسة قبل خروج الأطفال ما شاء الله.. مقعدان خاليان بالحافلة -
أعتقد أن الجلوس بجوار هذا الصبي الصغير سيكون أفضل من الجلوس بجوار السيدة تفحص عبد السلام الصبي سريعًا.. فلم ير إلا جسده النحيل، إنه لا يتجاوز الخامسة عشرة؛ ولكن لماذا يدور ببصره من خلال النافذة وكأنه يبحث عن شيء ما؟ إنه حتى لا يشعر بوجودي
بماذا يتمتم؟
لعله يهمس لنفسه بكلمات إحدى تلك الأغنيات الغريبة التي يسمعها الصبية هذه الأيام.. أفضل شيء أن أحاول الاسترخاء قليلاً، فما زال الطريق طويلاً، وأنا أشعر اليوم بأنني منهكٌ تماماً التفت الصبي إليه فجأة، وكأنه يتساءل: منذ متى وأنت هنا؟
بادله عبد السلام بنظرة ترحاب، تجاهلها الصبي ليعود إلى النافذة من الواضح أن هذا الصبي غريب الأطوار ربما يمر بأزمة عاطفية، أو ربما هي أعراض الحب الأول..

وقبل أن يهمَّ عبد السلام بالضحك في أعماقه.. التفت إليه الصبي فجأة هل ذقت طعم الموت يا سيدي؟ -ماذا؟.. طعم ماذا؟ -
قالها عبد السلام متعجبًا فزعًا من هذا السؤال المفاجئ
الموت يا سيدي -
شعر عبد السلام بأن كلمة "غريب الأطوار" كانت مجحفة لشخصية هذا الصبي.. ولكن لا بأس؛ فالحوار يقتل دقائق الانتظار للوصول إلى المدرسة
- وماذا يعرف صبيٌ في مثل عمرك عن الموت؟
- ليس أكثر مما تعرفه أنت يا سيدي، وليس أقل
- فماذا تعرف أنت عن الموت؟
- الموت يا بني.. الموت هو الموت -
- هل رأيت يا سيدي؟ نحن لا نعرف شيئًا عن الموت، فمن منا يستطيع أن يصف ملامح الموت؟ وكذلك الموت.. لا يعرفنا؛ فهو لا يميز صغيرنا من كبيرنا، ولا ضعيفنا من قويِّنا، ولا فقيرنا من غنيِّنا يا سيدي نحن والموت كمسافرين في قطارين متعاكسين؛ لا نلتقي إلا للحظاتٍ معدودة؛ لا تكفي للتعارف
- صدقت يا بني؛ ولكن من في مثل عمرك يتحدث عن الموت
- ولماذا يا سيدي؟.. الموت سلعة بائرة لا يشتريها الكبار عندما يجب عليهم ذلك.. لذا يجدها الصغار في الأسواق بأبخس الأثمان
- ربما - قالها مفضلاً قطع هذا الحوار السخيف، ومتعجبًا من هذه الفلسفة الغريبة التي تورط في الإنصات إليها
أعاد الصبي النظر من النافذة، ثم ما لبث أن التفت ثانيةً إلى عبد السلام
- لم تجبني يا سيدي؟
- بماذا يا بني؟
- هل ذقت طعم الموت؟
- يا بني: الموتى فقط هم من يذوقون طعم الموت، أما الأحياء فلا
- يا سيدي: الموتى لا يتذوقون.. إنهم موتى؛ ألا تفهم؟! إنهم موتى
- يا بني: إذا كان الموتى لا يذوقون طعم الموت؛ فكيف تدَّعي أن الأحياء يذوقونه؟
- لأن الأحياء هم من أنعم الله عليهم بالإدراك.. لذا فهم يتذوقون
- ولكن.. ألم تقل يا بني إننا لا نعرف شيئًا عن الموت؟
- صحيح يا سيدي.. ولكننا نستطيع أن نشم رائحته، أن نذوق طعمه
- كيف ونحن لا نعرفه؟
- يا سيدي، عندما تخرج من بيتك كل صباحٍ تتلمَّس الموت.. تذوق طعمه
عندما تجوب الشوارع والطرقات.. تفتش عن الموت.. تذوق طعمه
عندما تطارده بجسدك الضعيف غير مبالٍ.. تذوق طعمه
عندما تشعر به يفر من أمامك مذعورًا.. تذوق طعمه
عندما تجده أجبن من أن يحصدك.. تذوق طعمه
عندما تعود إلى دارك آخر النهار مهمومًا؛ لأنك لم تمسك بالموت تذوق طعمه
يا سيدي، عندما تخرج لسانك للموت.. تذوق طعم الموت

نظر عبد السلام إلى الصبي مرتابًا، وقد سرت بأطرافه قشعريرة باردة "ربما يكون به مسّ"
نفض الفكرة عن ذهنه سريعًا.. ربما الحديث عن الموت هو ما يفزعه، ولم لا ؟ فالنفس البشرية تجزع من الموت ولكن ما بال هذا الصبي يتحدث عن الموت وكأنه صديقٌ حميم يعرفه جيدًا؟ هل يكون روحًا؟!!

ما هذا يا عبد السلام؟ هل تفقدك عباراتٍ بلهاء- يهذي بها صبيٌّ مخبولٌ صوابك
تمنى عبد السلام لو يعاود الصبي حديثه، فربما قطعت الكلمات هذا السيل من الأفكار البلهاء التي تحاصره
وكأن الصبي يتعمد أن يدعه لأفكاره تعبث به مكتفيًا بالنظر من خلال نافذته
حاول عبد السلام مجاذبة الصبي أطراف الحديث مرة أخرى..
- إلى أين أنت ذاهبٌ يا بني؟
- إلى داري
- هل كنت في المدرسة؟
- لا
- هل تعمل؟

نظر إليه الصبي بحزن وقال ..
- أبي لا يجد عملاً، وكذلك أخي الأكبر
- إذًا مِن أين قدمت؟
- من بيتي
- ألم تقل منذ لحظات إنك في طريقك إلى بيتك؟
- لا يا سيدي.. وإنما قلت أنا في طريقي إلى داري

تراقصت الحيرة في عينيَّ عبد السلام مغلفةً كلماته
- قادمٌ من بيتك.. وفي طريقك إلى دارك؟
- نعم يا سيدي.. قادمٌ من بيتي وفي طريقي إلى داري
- .. ما الغريب في هذا؟
- لا شيء يا بني.. لا شيء

شعر عبد السلام بالرغبة في النهوض سريعًا.. بالتأكيد هذا الصبي ليس طبيعيًّا تمنى لو تسرع الحافلة قليلاً لينهي هذا العبث.. تمنى لو لم يستقل هذه الحافلة، لم يرها..
أحس بالندم؛ لأنه لم يرد السلام على زميله أثناء خروجه.. لربما شغلهما الحديث حينها فيعمى عن رؤية هذه الحافلة اللعينة
وكأنما أدرك الصبي أنه قد نال من عبد السلام.. فتحركت ملامحه الجامدة ليمتلئ وجهه لأول مرة بابتسامة مود
- هل لديك أطفال يا سيدي؟
- نعم، لدي "نضال" عمره ثماني سنوات، و"جهاد" عمرها ست سنوات، و"صلاح الدين" عمره ثلاث سنوات
- قَــرَّ الله بهم عينك
- وأدامك الله لأهلك سالمًا يا بنيّ
- عندما يكبر أطفالك يا سيدي، عندما ينضجون، عندما يفهمون عندما يسألونك عن الموت.. قل لهم يا سيدي " ما أحلى طعم الموت "

لم يمهلني الوقت للتفكير في معنى كلماته، فقد صرخ فجأة مستوقفًا السائق، لينهض مهرولاً إلى الباب الأمامي حتى كاد أن يزيحني من مقعدي
وقبل أن يهبط من الحافلة.. توقف فجأة وكأنه تذكر أمرًا مهمًّا.. نظر إلى السيدة التي بجواري؛ عانقها بعينيه، قبَّــل يديها وسألها الدعاء أطالت النظر إليه وكأنها تحفر ملامحه في ذاكرتها؛ احتضنته بعينيها، خبأته في صدرها، طبعت على خديه قبلة عميقة رسم على شفتيه ابتسامة رضا وهبط مسرعًا..

أخذ يعدو في الطريق كالصاروخ المنطلق يخترق الزحام.. لا أدري لماذا؟ أو إلى أين ؟

إنه فعلاً صبيٌّ غريب.. حتى أفكاره وكلماته غريبة مثله
انطلقت الحافلة.. نظرت إلى السيدة أفتش في ملامحها عن سر هذا الصبي.. لقد تصلبت ملامحها حتى بدت كالموتى لم تمر سوى لحظات.. حتى دوى صوت انفجارٍ هائل.. توقفت الحافلة فجأة، نهض كل من بداخلها يتطلعون إلى الخلف لقد كانت سيارة عسكرية إسرائيلية تحترق ككومة من القش..
قطع صمت الجميع زغرودة طويلة أطلقتها تلك السيدة لقـد كانت أمّــه .
أبـت إلاّ أن تصحبـه إلى حفـل عرسـه
..............................
اللهم انصر إخواننا في فلسطين وفي كل بقاع المسلمين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين
__________________

()

{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}
[الأعراف: 156]


اللَّهُمَّ مَغْفِرَتِكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي وَرَحْمَتَكَ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلِي



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-03-2007, 12:24 PM
الصورة الرمزية فراشة المنتدى
فراشة المنتدى فراشة المنتدى غير متصل
قلم مميز ومشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
مكان الإقامة: -
الجنس :
المشاركات: 1,967
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اختى الغاليه امة _ الله
اللهــــم امـــين
فعلا ما احلى طعم الموت عندما يكون موت في سبيل تحرير الوطن والارض المغتصبه
ما احلى الموت عندما يكون شهادة في سبيل الله
بارك الله فيك على القصه التى اراها واقعية اكثر من اى واقع نعيشه
للاسف اصبحنا نذكر شهدائنا في فلسطيننا الحبيب في مجرد قصص ونحن مكتوفين الايدى
فلا نملك الا الدعاء لله تعالى ان يجعل على ايدي الجيل القادم نصرة الاسلام وتحرير الاقصى وحقن دماء اطفالنا في فلسطين الذين لا يعدون من الاطفال وانما رجالا بمعنى الكلمة يفتخر بهم
وحسبنا انهم احياء عند الله يرزقون
واسال الله تعالى ان يكون النصر قريبا ان شاء الله تعالى برجوعنا الحق الى ديننا وتعاليمة والاخذ باسباب النصر
بارك الله فيك غاليتى واسفه على الاطاله
ولكنها قصة يوميه نسمعها ونراها لذلك ننجرف رغما عنا في فضفضة علنيه على الورق ربما ولكنها الاساس في قلبنا
اسال الله في الختام ان يكون ما تقدميه في ميزان حسناتك
وان يكون النصر قريبا باذن الله تعالى
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.95 كيلو بايت... تم توفير 2.18 كيلو بايت...بمعدل (3.63%)]