|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الشاعر أحمد محرم .. رائد الشعر القصصي وصاحب “الإلياذة الإسلامية”
الشاعر أحمد محرم .. رائد الشعر القصصي وصاحب “الإلياذة الإسلامية” من الذين أجادوا صناعة الأفكار وهز الوجدان وأخلصوا الفكرة يأتي الشاعر أحمد محرم صاحب الموهبة العملاقة التي تضعه بإمتياز مع كبار شعراء العربية في كل عصورها والذي حرمته مزاياه وسجاياه العديدة (كالعكوف على فنه والإخلاص له) من شهرة نالها الكثير من الشعراء الذين لا يصلون لربع قامتة الشعرية الضخمة! لا أعرف من هو الذي كان يدعو الله أن لا يحول نعم الله عليه إلى نقمه، هل كان عالمًا أم شاعرًا أم وليًا من أولياء الله لكن الذي نعرفه أن هذا الدعاء هو الأنسب والأصلح في عالمنا العربي وفي الشرق بشكل عام حيث تتجمع عوامل عدة تجعل من النعمة نقمة ومن النبوغ مأساة ومن التفرد كارثة وكل ما يمكن أن يساهم به الفرد في تغيير المجتمع للإمام سببًا في توتر العلاقة بينه وبين المجتمع الذي يجيد الانتقام ممن يحاولون تغييره بأفكارهم ومواقفهم!! حدث هذا مع الكثيرين لكنه كان أكثر وضوحًا وتحديدًا مع قلة من أصحاب المواهب الكبرى الذين أجادوا صناعة الأفكار وهز الوجدان وأخلصوا الفكرةوهدف شغلتهم عن أشياء بالغة الأهمية في مجتمعنا العربي السعيد مثل الدعاية والعلاقات والإعلانات واستجلاب رضا من سوي ومن لا يستوي!! في القلب من هؤلاء يأتي الشاعر أحمد محرم صاحب الموهبة العملاقة التي تضعه بإمتياز مع كبار شعراء العربية في كل عصورها والذي حرمته مزاياه وسجاياه العديدة (كالعكوف على فنه والإخلاص له) من شهرة نالها الكثير من الشعراء الذين لا يصلون لربع قامتة الشعرية الضخمة! واثناء الاعداد لهذا الموضوع عن الشاعر أحمد محرم طارده سوء الحظ حتى بعد مماته أيضا فلم نجد له صورة واحدة فى ارشيفات الصحف والمجلات لنعرضها مع المووضوع لكننا وجدنا الكثير عن حياته وشعره وأرائه وكلها توضح مكانته واستحقاقه للالتفات له بعد طول تجاهل. من هو الشاعر أحمد محرم؟ ولد الشاعر أحمد محرم يوم السبت الخامس من محرم سنة 1294هـ، الموافق 20 من يناير سنة 1877م، وكانت ولادته في حي باب الوزير من أحياء القاهرة كان والديه تركيين، الأب تركي خالص النسب لم يختلط دمه بدم عربي أم الأم فاختلط نسبها بالدم المصري وتنسب لعائلة الدرملي بالقاهرة، وككثير من كبار الأدباء والمفكرين في مصر ممن امتزجت فيهم عدة أعراق فإن الشاعر أحمد محرم قد ورث خصائص الدم التركي والمصري حيث تكون مزاجة من مجموع هذه الخصائص. كان والده “حسن أفندي عبد الله” و رغم أصله التركي ـ رجلا شديد التعلق بالعروبة محبًا لآدابها وتاريخها متدينًا شديد التمسك بالأصول الإسلام وشعائره، وإلى جانب قراءات الموسعة فقد ورث الشاعر أحمد محرم من أبيه تدينه وإشادته بمجد الإسلام ودفاعه عنه. نشأته وتعليمه وشعره وفي طفولته ذهب الشاعر أحمد محرم مع والده الذي نقل إلى البحيرة وهناك ابتدأ حياة جديدة وتعرف فيها على الريف وعرف حياة البسطاء من الفلاحين ومدى توغل الشعور الديني لدى البسطاء وحينما أرسله والده للقاهرة لمدرسة داخلية بعث لأبيه بقصيدة يشكو له فيها حنقه من خشونة نظام التدريس وجفافه بالنسبة له وعدم قدرته على الاستمرار رفيه وعلى الفور أعاده أبوه إلى القرية وأحضر له بعض أستاذة الأزهر يلقنونه فقه اللغة وآدابها وفي دمنهور تعرف محرم على الشيخ “جاد علوان الذي كان شيخًا ذائع الصيت عالم باللغة وأسرارها وعنده حضر مجالس أدبية ودينية القي فيها بعض قصائده المبكرة وهي القائد التي لفتت إليه الأنظار بقوة حتى أن الكثير من رواده ندوه الشيخ جاد كانوا يحفظون هذه القصائد عن ظهر قلب، وفي هذه المرحلة الباكرة من حياته بدأت متابعه فهو بطبعه أميل للعكوف على القراءة والدرس بمفرده وأميل للعزلة والتفكير وبعد فترة ضاقت أمه برفضه أن يعمل أعمال كثيرة بعيدة عن الكتابة والتأليف، وقد صور محرمن موقف أمه في بعض قصائه فقال على لسان أمه:
أحمد محرم شاعر الإلياذة الإسلامية إلا أن أثاره الشعرية الكبرى تبقي الأثر الأهم الذي يحفظ له مكانه عالية لم يدانيه فيها حتى الآن أحد فشاعر الإلياذة الإسلامية هو الذي أصدر الجزء الأول من ديوانه سنة 1908 على حين ظهر الجزئ الثاني في 1920 و”ديوان مجد الإسلام” هو عمل هائل ونادر في أربعة أجزاء وسجل خلالها حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأشهر غزواته وسرياه في خمسة آلاف ومائتي بيت وقد كان هذا الإنتاج الشعري الغزير وفي ناحية لم يتطرق (ويتخصص) فيها شاعرا سببًا في أن يكتب النقاء والشعراء عن مكانته كشاعر كما لم يكتبوا عن أحد فض ما إذ شاعر الخلافة (السيد أبو النصر السلاوي) إن يجمع أثار البلغاء من شعراء عصره في كتابه “عكاظ الأدب” بدأ الجزء الأول سبع قصائد سماها “تعلقات” وإبان أنه أسماها معلقات لأنها مما يعلق في الصدور لنفاسته وقوة بيانه وعدة محرمًا من أصحاب هذه المعلقات حيث اختار قصيدته التي يمدح فيها عمر بن الخطاب والتي يبدأها بقوله:
أحمد زكي: “محرم مدرسة” أما الشاعر أحمد زكي أبي شادي فيري أن الشاعر أحمد محرم “مدرسة في ذاته جمعت بين مزايا المحافظين والمجددين على السواء وأنه يجمع بين أسلوب المحافظين في خلوصه ونصاعته وبين روح التجديد في إقباله على المعاني الوجدانية والصور الممثلة لروح العصر “. وأما رأي الشاعر حسن كامل الصيرفي فيتلخص في أنه يري محرمًا في شعره يمتاز بعدة خصائص منها الموسيقي العذبة الهادرة والقدرة على التصوير إضافة للديباجة العالية والجزالة السامية المحببة للنفس بغير تصعيب أو تقعر وربما لهذا كان الصيرفي يضع محرمًا في مكان يزاحم فيه شوقي ويقدمه بغير تحفظ على حافظ إبراهيم وربما لهذا أيضًا كانت جماعة أبو لو بكل شعراءها و نقادها تنتصر لمحرم وتطالب بإعطائه زعامة لواء الشعر بعد شوقي وبعد أن كان كثير من شعراء هذه المدرسة ينتصرون لمحرم على شوقي في حياة الأخير الذي استظل بسلطان ونفوذ لا مثيل لهما جلبًا له الشهرة والمال و انتشار قصائده بمجرد انتهائه منها بينما كان محرم يستظل بموهبته فقط وبإخلاصه للعروبة والإسلام وهؤلاء الذي كلفه الكثير في حياته و بعد مماته وحتى اليوم! محمود صالح
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |