منهج ابن كثير في دعوة المشركين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح النووي لحديث: افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          شرح النووي على مسلم: دعاء النبي لابن سلول على قبره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الخطوات الأربع للتدبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          قيام الليل يجعلك من الصالحين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حكمة بعض الابتلاءات والأقدار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          "إنا لله" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الشباب وفساد المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          غيرة هدهد أطاحت بمملكة كفران فحولتها إلى عرش توحيد وإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          بناء العقيدة في النفوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2021, 01:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,635
الدولة : Egypt
افتراضي منهج ابن كثير في دعوة المشركين






منهج ابن كثير في دعوة المشركين












مبارك بن حمد الحامد الشريف




معنى الشِّرك:



الشِّركُ كالشريك، والجمع: أشراك وشُرَكاء، وطريق مشترَك: يستوي فيه الناس، واسم مشترَك: يشترك فيه معانٍ كثيرةٌ، وأشرَكَ بالله: جعل له شريكًا في مُلكِه، والاسم: الشرك، والشِّرك: الكفر، وقد أشرَكَ فلان بالله، فهو مُشركٌ ومُشْرِكِيٌّ[1].







وفي الاصطلاح: هو أن يصرف العبد شيئًا من أنواع العبادة لغير لله تعالى من أصنام أو أوثان، أو أشجار أو أحجار، أو إنس أو جن، أو قبور، أو أجرام سماوية، أو قوى طبيعية، أو غير ذلك[2].







والشرك كما قال ابن كثير: "فَزِعتْ منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق، إلا الثقلينِ، فكادت أن تزول منه لعظَمةِ الله"[3].







ولذلك نجده رحمه الله استخدم المنهج العاطفيَّ، فاهتمَّ بموضوع الشرك والتحذير منه، وبيان آثاره وأضراره في الدنيا والآخرة، وكذلك المنهج العقلي بالردِّ على المشركين وخرافاتهم وأوهامهم، ودعوتهم إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة، وإقامة الحُجَج والبراهين العقلية على توحيد الله وعلى صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك الاحتجاج على المشركين باعترافهم بتوحيد الربوبية وإلزامهم بالإقرار بتوحيد الألوهية، وبالمنهج الحسي بتمثيله لمن يريد أن يصُدَّ عن الحق ويحاربه من المشركين كمَثَلِ الذي يريد أن يطفئ شعاعَ الشمس أو نور القمر بنفخة، وهذا لا سبيل له، ونحو ذلك مما ذكره ابن كثير رحمه الله، وهذا ما سنذكره في هذا المطلب من خلال النقاط التالية:



1- يؤكد ابن كثير رحمه الله على أن الشرك أعظمُ الذنوب على الإطلاق، فالله تعالى يغفر الذنوبَ جميعًا إلا الشركَ، كما قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، يقول ابن كثير: "أخبر أنه لا يغفر أن يُشرَك به؛ أي: لا يغفر لعبد لقيه وهو مشركٌ، ﴿ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾أي: من الذنوب لمن يشاء من عباده"[4].







كما أن الشرك محبطٌ لجميع الأعمال؛ يقول تعالى: ﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88]، يقول ابن كثير في تفسير الآية: "تشديد لأمر الشرك، وتغليظ لشأنه، وتعظيم لملابسته"[5].







والشرك أعظم الذنوب؛ لأن الله حرَّم دخول الجنة على المشرك، فهو خالد مخلَّد في النار، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ﴾ [المائدة: 72]، قال ابن كثير: "أي فقد أوجَبَ له النار، وحرَّم عليه الجنة"[6].







2- بيَّن ابن كثير رحمه الله جهل المشركين وضلالهم، وقلة عقولهم، واتِّباعَهم لأهوائهم وآرائهم الفاسدة، يقول رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴾ [يونس: 29]: "في هذا تبكيتٌ عظيم للمشركين الذين عبَدوا مع الله غيرَه مما لا يسمع ولا يُبصِر ولا يُغني عنهم شيئًا، ولم يأمرهم بذلك، ولا رضِي به ولا أراده، بل تبرَّأ منهم في وقت أحوج ما يكونون إليه، وقد ترَكوا عبادة الحي القيوم السميع البصير، القادرِ على كل شيء، العليمِ بكل شيء، وقد أرسل رسله وأنزل كتبه آمرًا بعبادته وحده لا شريك له، ناهيًا عن عبادة ما سواه"[7].







ويقول عند تفسير الآية: ﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ﴾ [النحل: 101]: "يُخبِر تعالى عن ضعف عقول المشركين، وقلة ثباتهم وإيقانهم، وأنه لا يُتصوَّر منهم الإيمان، وقد كتب عليهم الشقاوة؛ وذلك أنهم إذا رأوا تغيير الأحكام ناسخها بمنسوخها، قالوا للرسول: إنما أنت مُفْتَرٍ؛ أي: كذَّاب، وإنما هو الرب يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد"[8].







ويشير رحمه الله إلى أمر مهم، وهو أن الذي يقود الكفار والمشركين في أقوالهم وأفعالهم هو تقليدُ الآباء والأسلاف، واتِّباع ما يُمليهِ عليه شياطينهم من الجن والإنس، فيقول رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [المؤمنون: 90]: "فالمشركون لا يفعلون ذلك عن دليلٍ قادَهم إلى ما هم فيه من الإفك والضلال؛ وإنما يفعلون ذلك اتِّباعًا لآبائهم وأسلافهم الحيارى والجهال"[9].







وقال عند تفسير الآية: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾ [الشورى: 21]: "أي هم لا يتَّبِعون ما شرَع الله من الدِّين القويم، بل يتَّبِعون ما شرَع لهم شياطينُهم من الجن والإنس، من تحريم ما حرَّموا عليهم من البَحيرة والسائبة والوَصيلة والحام، وتحليل الميْتة والدم والقمار، إلى نحو ذلك من الضلالات والجهالة الباطلة التي كانوا قد اخترعوها في جاهليتهم من التحليل والتحريم، والعادات الباطلة، والأقوال الفاسدة"[10]، فالكفار والمشركون "يعملون أعمالًا سيئة وهم في ذلك يعتقدون أنهم يُحسِنون صُنعًا"[11]، كما أنهم "لا يبالون بما يأتُون من منكَرِ القول والعمل؛ لأنهم لا يخافون حسابًا ولا عقابًا، فهم شر الناس أعمالًا وأقوالًا"[12].







3- أشار ابن كثير إلى موقف المشركين والكفار من الخير وأهله، وأنهم ينفِقون أموالهم لِيصُدُّوا عن اتِّباع طريق الحق، فسيفعلون ذلك ثم تذهب أموالهم ﴿ ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ﴾ [الأنفال: 36]؛ أي ندامة حيث لم تُجْدِ شيئًا؛ لأنهم أرادوا إطفاء نور الله وظهورَ كلمتِهم على كلمة الحق، والله متمٌّ نورَه ولو كره الكافرون، وناصرٌ دينَه، ومُعْلٍ كلمتَه، ومُظهِرٌ دينَه على كلِّ دين"[13].







فالمشركون والكفار "كفروا في أنفسهم فلم يتَّبِعوا الحق، وسَعَوْا في صدِّ الناس عن اتباعه والاقتداء به"[14]؛ وما ذلك إلا لأنهم يوَدُّون "ويحبُّون أن تكون سبيل الله عِوَجًا مائلة، وهي مستقيمة في نفسها، لا يضرُّها مَن خالَفَها ولا من خذَلَها، فهم في ابتغائهم ذلك في جهل وضلال بعيد عن الحق، لا يُرجى لهم - والحالة هذه - صلاحٌ"[15].







فهم كما قال سبحانه: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32] "أي يريد هؤلاء الكفار من المشركين وأهل الكتاب ﴿ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ ﴾ أي: ما بعَثَ الله به رسولَه من الهدى ودين الحق، بمجرد جدالهم وافترائهم، فمَثَلُهم في ذلك كمَثَلِ مَن يريد أن يطفئ شعاعَ الشمس أو نور القمر بنفخة، وهذا لا سبيل إليه، فكذلك ما أرسَلَ الله به رسوله لا بد أن يَتِمَّ ويظهر"[16].







وقد عاقَب الله سبحانه وتعالى دعاةَ الكفار والضلال "أنهم يوم القيامة يَحمِلون أوزارَ أنفسهم وأوزارًا أُخَرَ بسبب ما أضَلُّوا من الناس، من غير أن ينقص من أوزار أولئك شيئًا"[17].







ولذلك فابن كثير رحمه الله يُحذِّر المؤمنين من موالاة المشركين والكفار، فقال عند تفسير الآية: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران: 28]: "نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين، أو يتخذوهم أولياء يُسِرُّون إليهم بالمودة من دون المؤمنين، ثم توعَّدَهم على ذلك فقال: ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ ﴾؛ أي: ومن يرتكبْ نَهْيَ الله في هذا فقد برئ من الله، ﴿ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ﴾؛ أي: إلا من خاف في بعض البلدان أو الأوقات من شرِّهم، فله أن يتقيَهم بظاهره لا بباطنه ونيته"[18].







كما بيَّن رحمه الله الأثر المترتِّب على عدم موالاة المؤمنين ومجانبة المشركين، فقال: "إن لم تجانِبوا المشركين وتوالُوا المؤمنين، وإلا وقعت الفتنة في الناس، وهو الْتباسُ الأمر، واختلاط المؤمن بالكافر، فيقع بين الناس فسادٌ وشر طويل عريض"[19].







4- من الأساليب التي بيَّنها ابن كثير لدعوة المشركين إلى الله وتوحيده وعبادته دون سواه: دعْوتُهم لتفهُّم القرآن كما قال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [المؤمنون: 68]، يقول ابن كثير: "يقول تعالى منكِرًا على المشركين عدمَ تفهُّمِهم للقرآن العظيم وتدبُّرِهم له، وإعراضَهم عنه، مع أنهم قد خُصُّوا بهذا الكتاب الذي لم يُنزِل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم أكمل منه ولا أشرف، لا سيما آباؤهم الذين ماتوا في الجاهلية حيث لم يَبلُغْهم كتاب، ولا أتاهم نذير، فكان اللائق بهؤلاء أن يقابِلوا النعمة التي أسداها الله إليهم بقَبولها، والقيام بشكرها، وتفهُّمها والعمل بمقتضاها آناء الليل وأطراف النهار، كما فعله النجباء منهم ممن أسلَم واتبَعَ الرسول صلوات الله وسلامه عليه ورضي عنهم"[20].







وكذلك دعوتهم إلى الرجوع إلى سيرة حياة محمد صلى الله عليه وسلم، ومعرفة حياته وأخلاقه وصدقه وأمانته، كما قال تعالى: ﴿ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 69]، يقول ابن كثير: "أي أفهمْ لا يعرفون محمدًا وصِدقَه وأمانته وصيانته التي نشأ بها فيهم؟ أفيقدرون على إنكار ذلك، والمباهتة فيه؟"[21]، وهو صلى الله عليه وسلم "قد نشأ بين أظهُرِهم، يَعرِفون مدخله ومخرجه، وصدقه وبِرَّه وأمانته، ونزاهته من الكذب والفجور وسائر الأخلاق الرذيلة، حتى إنهم لم يكونوا يسمُّونه في صغره إلى أنْ بُعث إلا الأمين؛ لما يعلمون من صدقه وبرِّه، فلما أكرَمَه الله بما أكرمه، نصَبوا له العداوة، ورمَوْه بهذه الأقوال التي يعلم كلُّ عاقل براءته منها"[22].







ومن الأساليب في دعوة المشركين إلى توحيد الله وعدم الإشراك به: الاحتجاج عليهم باعترافهم بتوحيد الربوبية وأن الله سبحانه الخالق الرازق المحيي المميت، وإلزامهم بالإقرار بتوحيد الألوهية، كما قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [الزخرف: 87]، وقال عز وجل: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [العنكبوت: 63]، قال ابن كثير: "أي هم يعترفون بأنه الفاعل لجميع ذلك وحده لا شريك له، ثم هم يعبُدون معه غيره مما يعترفون أنه لا يخلُقُ ولا يرزُقُ، وإنما يستحق أن يُفرَدَ بالعبادة من هو المتفرِّد بالخلق والرزق"[23].







ومن الأساليب في دعوة المشركين: دعوتُهم إلى الاعتبار بالسابقين وما حلَّ بهم من النَّكال والعذاب بسبب كفرهم وتكذيبهم لرسلهم، كما قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾ [فاطر: 44]، يقول ابن كثير: "قل يا محمد لهؤلاء المكذِّبين بما جئتَهم من الرسالة: سِيرُوا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين كذَّبوا الرسل، كيف دمَّر الله عليهم، وللكافرين أمثالُها، فخليت منهم منازلهم، وسُلِبُوا ما كانوا فيه من النِّعم بعد كمال القوة وكثرة العَدَد والعُدَد، وكثرة الأموال والأولاد، فما أغنى ذلك شيئًا، ولا دفع عنهم من عذاب الله من شيء لمَّا جاء أمرُ ربِّك؛ لأنه تعالى لا يُعجِزُه شيءٌ"[24].







فمنهج ابن كثير رحمه الله في دعوة الناس، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وسواء كانوا علماء أو ولاة أو عامة الناس، اشتمل على مختلف المناهج الدعوية، سواء كانت عاطفية أو عقلية أو حسية أو غيرها، مما يتيعن على الدعاة أن يستفيدوا من منهجه في دعوة المشركين، وذلك حسب طبيعة المدعوِّين منه، وحسب الظروف والأحوال المصاحبة لذلك.







[1] انظر لسان اللسان (تهذيب لسان العرب) تم تهذيبه بعناية المكتب الثقافي لتحقيق الكتب، إشراف الأستاذ عبد علي مهنا، 1/ 668، طبعة دار الكتب العربية، ط1 1413هـ.




[2] أصناف المدعوين وكيفية دعوتهم، د. حمود الرحيلي، ص100، طبعة دار العلوم والحكم بدمشق، ط2، 1424هـ.




[3] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 176، عند تفسير الآية: 90 من سورة مريم.




[4] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 621.




[5] المرجع نفسه 2/ 198.




[6] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 105.




[7] المرجع نفسه 2/ 512.




[8] المرجع نفسه 2/ 724.




[9] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 318.




[10] المرجع نفسه 4/ 131.




[11] المرجع نفسه 3/ 672، عند تفسير الآية: 8 من سورة فاطر.




[12] المرجع نفسه 2/ 274، عند تفسير الآية: 45 من سورة الأعراف.




[13] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 384، عند تفسير الآية: 36 من سورة الأنفال.




[14] المرجع نفسه 1/ 719، عند تفسير الآية: 167 من سورة النساء.




[15] المرجع نفسه 2/ 644، عند تفسير الآية: 3 من سورة إبراهيم.




[16] المرجع نفسه 2/ 432.




[17] المرجع نفسه 3/ 501، عند تفسير الآية: 13 من سورة العنكبوت.




[18] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 439.




[19] المرجع نفسه 2/ 410




[20] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 314.




[21] المرجع نفسه 3/ 314.




[22] المرجع نفسه 3/ 385.




[23] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 457، 458.




[24] المرجع نفسه 3/ 689.














__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.17 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]