|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المقاربة الديداكتيكية لتعليم وتعلم القراءة: البنية المقطعية نموذجا
المقاربة الديداكتيكية لتعليم وتعلم القراءة: البنية المقطعية نموذجا عبداللطيف عبايل {1} تمثل اللغة إحدى أهم الخصائص التي وهبها الله للإنسان، فهي الوعاء للفكر وذاكرة لثقافة الأمة التي تنتمي إليها، ووسيلة للتواصل السهل، ولعل الحديث عن أهمية اللغة يقودنا إلى الحديث عن مهاراتها الأربع (استماع، محادثة، قراءة، كتابة)، ولا شك أن تعلم أي لغة من اللغات، سواء كانت اللغة الأم أم لغة أجنبية، إنما هدفها هو أن يكتسب المتعلم القدرة على سماع اللغة والتحدث بها، والتعرف على إطارها الصوتي الخاص بها. فالقراءة هي إحدى المهارات اللغوية الأساسية، فالتمكن منها يعتبر مؤشرًا على النجاح، فالتلميذ الذي يتعثر في القراءة يجد صعوبة كبيرة في تعلُّم باقي المواد التي تدرس بتلك اللغة. من خلال اطلاعنا على التقرير الموضوعاتي لسنة 2009، حول نتائج البرنامج الوطني لتقويم التحصيل الدراسي 2008 - وقَّفنا عند ما يلي[2]: • غالبية المتعلمين في السلك الابتدائي غير متمكنين من المهارات القرائية. • نتيجة الضعف المسجل في التحصيل اللغوي بالابتدائي، فإن المتعلمين في السلك الإعدادي أظهروا مشاكل على مستوى الرصيد المعجمي، وعلى مستوى فَهم المقروء واستثماره، وعلى مستوى الإنتاج الكتابي. ونستنتج من خلال ما ورد في التقرير أن هناك ضعفًا كبيرًا في القدرات القرائية لدى المتعلمين في المرحلة الابتدائية؛ حيث إن "أكثر من نصف تلاميذ السنة السادسة ابتدائي لا يملكون القدرة على القراءة... ولعل السبب في ذلك هي المقاربات والتقنيات المعتمدة في التعليم الابتدائي لتدريس وتعلم اللغة العربية"[3]. وهذا ما يستدعي الحاجة إلى إجراء علاجي لتجاوز هذه الوضعية، وإلا ستشكل عائقًا أمام بناء تعلمات جديدة، خاصة في السنوات المقبلة. استنادًا إلى بعض مبادئ المقاربة بالكفايات، فإن عملية تدريس اللغة أصبحت تركز على التمهير بدل التحفيظ، فتعليم اللغة يجب أن يكون وسيلة لبناء الكفاية يسميها تشومسكي بالكفاية اللغوية أو الإبداعية اللغوية، وعليه فإن مفهوم القرائية يتجاوز فك شفرة المقروء؛ "إذ يتم التركيز بشكل متزايد على تطبيق مهارات القرائية في الحياة اليومية، أو على كيفية استغلال الكبار للمعلومات المطبوعة والمكتوبة؛ (مثل مقالات الأخبار وكلمات المحررين، وقصائد الشعر والكتب والخرائط، والجداول الزمنية لوسائل المواصلات، واستمارات الترشيح لشغل الوظائف)، للتعامل مع المجتمع"[4]، ونشير في هذا الصدد إلى أن لدراسة المقطع أهميةً كبيرة في تعلُّم القراءة لدى المتعلمين، وتنمية الوعي الصوتي لديهم. وعليه فإن عملية النقل الديداكتيكي للبنية المقطعية، تنطلق مِن جعْل المتعلم قادرًا على تقسيم الكلمة إلى مقاطع، والربط بين مجموع القطع المكونة للكلمة، ويوضح الجدول التالي التقسيم المقطعي للكلمة على الشكل التالي: التقسيم المقطعي الكلمة ع ــــَــ ل ــــِــ م ــــَــ التقطيع الصوتي س ح س ح س ح عدد المقاطع مقطع 1 مقطع 2 مقطع 3 وتجدر الإشارة إلى أن فَهم واستيعاب هذه البنية المقطعية رهينة بالتمكن من الوعي الصوتي للحروف والحركات المكونة للوحدات المقطعية، ويمكن برمجة أنشطة مختلفة لتنمية الوعي الصوتي وترسيخ البنية المقطعية لدى المتعلم؛ كاستخدام تقنية التقطيع والعزل، والتركيب والتصنيف والتقليب، مع اعتماد بعض المؤثرات الصوتية؛ كالصوت، واستخدام الألوان للتمييز بين المقاطع، ونظرًا لبعض التعقيد الذي قد يبدو في تناول المقاطع أثناء تقديمها للمتعلم، يجدر في البداية أن نعمل على تبسيط المفاهيم والمصطلحات لتتناسب مع مستوى المتعلمين، أخذًا بعين الاعتبار مبدأ الاقتصاد الذي يجعل من المعرفة العلمية مجردَ وسيلةٍ لتحقيق المعرفة الأدائية وبناء الكفاية، وهنا نستحضر بعض مقتضيات النقل الديداكتيكي. أولهما: التغير السياقي الذي يقضي بتحويل المعطيات العلمية والسياقية المرتبطة بالاتجاهات اللسانية ومدارسها - إلى معرفة ذاتِ سياق تربوي، مع الأخذ بعين الاعتبار مبدأ الانتقاء الذي يسمح باختيار المعارف الأساسية، وتجاوز كل ما ليس له علاقة بالجانب الأدائي. ثانيهما: تغييب الملامح التنظيرية وتحويلها إلى معرفة لغوية ذات ممارسة واقعية؛ أي: الانتقال مما هو تنظيري تجريدي إلى ما هو تعليمي مرتبط بما هو أدائي [5]. إن اعتماد طريقة البنية المقطعية ذات أهمية كبرى في تنمية وتطوير مهارة القراءة لدى المتعلمين، وعلى الرغم من أهمية مهارة القراءة في اكتساب اللغة وتنمية الوعي اللغوي، فقد تبيَّن أن هناك قصورًا لدى التلاميذ بشكل عام في امتلاكها، ولعل مرد هذا الضَّعف يعود إلى طرائق التدريس التقليدية المستخدمة في تدريس القراءة، وعليه يجب على المدرس أن يختار الطريقة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة بما يخدم القدرة اللغوية، وينمي المهارة التواصلية، وأهم ما نقترحه في هذا الصدد هو اعتماد الكتابة الصوتية كبديل للكتابة العادية، من خلال نهج خطية الكتابة؛ حيث ترسم الحروف والحركات بطريقة خطية لا بطريقة تنضيدية كما هو الشأن في الكتابة العادية. d ; مراجع: • تقرير اليونسكو، القرائية من أجل الحياة، فرنسا،2006. • النهيبي، ماجدولين (2017)، تدريس اللغة العربية وجديد النقل الديداكتيكي، صوت ـــ صرف ــ معجم، منشورات كلية علوم التربية، الرباط. [1] عبداللطيف عبايل: أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي وباحث في ديداكتيك اللغة العربية. [2]المجلس الأعلى للتعليم، التقرير الموضوعاتي حول نتائجالبرنامج الوطني لتقويم التحصيل الدراسي2008، ص: 49. [3] نفسه، ص: 34. [4] تقرير اليونسكو، القرائية من أجل الحياة، فرنسا،2006، ص: 180. [5] ماجدولين النهيبي (2017)، ص: 50.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |