القلوب أوعية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سعد بن عبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الدرة المصونة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أسرار اللغة في الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          دليل المعلم المجيد في علوم القرآن والتجويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          رمضانيات المرأة التقية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          وصية الأهل لعروسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف نستمر في اصلاح نفوسنا بعد الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          خواطر شاردة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ما سلم حتى ودع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الفتن والنجاة منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-05-2024, 09:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,214
الدولة : Egypt
افتراضي القلوب أوعية

القلوب أوعية






كتبه/ إبراهيم بركات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال الله -تعالى-: (‌لَوْ ‌كَانَ ‌فِيهِمَا ‌آلِهَةٌ ‌إِلَّا ‌اللَّهُ ‌لَفَسَدَتَا) (الأنبياء: 22)، وكذلك لو كان في قلب العبد إله غير الله لفسد ومرض، ومِن ثَمَّ تفسد الجوارح وتمرض، ولا تؤدي ما يجب عليها من واجبات العبودية.

يقول الله -تعالى-: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى ‌لِمَنْ ‌كَانَ ‌لَهُ ‌قَلْبٌ ‌أَوْ ‌أَلْقَى ‌السَّمْعَ ‌وَهُوَ ‌شَهِيدٌ) (ق: 37)، فالناس كلهم لهم قلوب، وللقلوب وظائف وأعمال، فالإيمان: قول وعمل؛ قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح.

وعدم قيام القلب بوظيفته كعدمه حسيًّا؛ وذلك لموته وضعفه، فيثمر ضعفًا في وظيفته وما يتبع ذلك من الأعمال والإرادات من ضعف وخلل.

ومرض القلوب نوعان: فساد الحس وفساد الوظيفة والحركة الطبيعية، ويترتب عليهما فساد العمل وعدم قبوله.

ثمرة الطاعة:

اللذة والمنفعة والنعمة تحصل مع صحة الجارحة وصحة الأداء، والألم والغم نتيجة لفساد القلب وضعف الإرادة والأداء (‌وَيَشْفِ ‌صُدُورَ ‌قَوْمٍ ‌مُؤْمِنِينَ . وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ) (التوبة: 14، 15).

وقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌اسْتَجِيبُوا ‌لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال: 24)، فحياة الروح وحياة القلب وحياة الجوارح بالاستجابة لله وللرسول، وحدوث الاستنارة والفرقان بين الحق والباطل، (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) (الأنعام: 122).

وعدم الاستجابة نتيجة لفقدان السيطرة على القلب لمرضٍ، فلا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه، والمرض يزيد ويتفاقم بزيادة أسبابه، ويقل ويضعف بضدها.

ومريض القلب -إن لم يعالج- تدفعه النفس لأسباب مرضه، كمن يعشق امرأة، ويتألم لبعدها عنه فإن حدث لهما لقاء يسعد لحظات، فإن شفي من مرضه يندم ويتحسر لبعض سلامة في قلبه، فهو حزين مغموم إن لم يحصل له لذة حرام لمرضه، نادم تائب بعد استيلاء الشيطان عليه ووقوعه في الحرام، والندم أشد والحسرة أعظم بعد فوات الأوان حين لقاء الرحمن؛ فضلًا عن الندم عما فاته من أعمال قلبه في حب ربه ومولاه، وسعادته في طاعته ومناجاته.

أمراض القلوب: فساد الاعتقاد (الشبهات)، وفساد الإرادات والأعمال (الشهوات)؛ قال الله -تعالى-: (‌مَا ‌ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) (النجم: 2)، فالضلال: بسبب الشبهات وتعالج بالعلم النافع، والغواية: بسبب الشهوات وتعالج بالعمل الصالح، والعلم النافع ينمو ويثمر اليقين ويدفع الشبهات، والعمل الصالح ينمو ويثمر الصبر ويدفع الشهوات.

وكان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- سؤال الثبات في الأمر (صحة الاعتقاد واليقين)، والعزيمة على الرشد (صحة العمل والصبر)، ولا بد من جهد مع النفس وعزيمة؛ للوقوف بصدق على حال القلب، ومعاينة الخلل ومن أين يؤتى.

والإيمان ثمرته متجددة يانعة، طعمها حلو ومذاقها طيب، شجرته تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وكلما غاص الغواص في الأعماق فاز بالدرر والأصداف، وكلما عمقت جذر إيمانك مع الصحب الكرام ازداد حصيد زرعك ويحلو لك السير مع مَن وصلوا وفازوا، ورضي الله عنهم ورضوا عنه.

والعبد إذا لم يسمع ولم يبصر، ولم يعلم بقلبه الحق من الباطل، ولم يفرِّق بين الخير والشر، والغي والرشاد كان ذلك من أعظم أمراض قلبه وألمه؛ وذلك لما يفوته من مصالح ومنافع، وما يحصل له من مضار، فمن فاته ربه فاته كل شيء، وفي الحديث: (إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ ‌فِي ‌جَوْفِ ‌أَحَدِكُمْ ‌كَمَا ‌يَخْلَقُ ‌الثَّوْبُ الْخَلِقُ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني).


فاللهم احفظنا بحفظك، واشملنا برعايتك وفضلك ورحمتك، وثبتنا على الحق ما حيينا، وأصلح فساد قلوبنا وأعمالنا. آمين.

وصلى الله وسلم على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.16 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]