|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الحكمة في شعر الموت عند عبدالرحمن العشماوي
الحكمة في شعر الموت عند عبدالرحمن العشماوي محمد عباس محمد عرابي يتناول هذا المقال الحكمة في شعر الموت عند عبدالرحمن العشماوي، ومن هذه الحكم التي وردت في هذا الديوان: الموت طريق وكل الناس في الدرب سائر: يقول العشماوي في قصيدة "لمن تشتكي يا قلب": وربِّك ما أخشى من الموتِ إنَّه *** طريقٌ وكلُّ الناس في الدَّرب سائرُ [1] كل حي إلى فناء: يقول العشماوي في قصيدة "عندما يركض الزمن": كلُّ حي إلى الفناء ولكن *** يتحرَّى للإنسان منَّا أوانه [2] إلى الله المنتهى والمآب: ختم العشماوي قصيدة "نقوش على واجهة القرن الخامس عشر" بالمقطع التالي الذي اشتمل على عدة حكم؛ مثل: (ليس كل الأصحاب أهل وفاء، كم حاضر طواه الغياب، إلى الله ينتهي كل شيء)، وفي هذا يقول العشماوي: إن تَعِشْ فالبناءُ للكون والعد ل وإن تَقضِ فالرضا والثواب كم فتى غائبٍ عن العين موج ودٍ وكم حاضر طَواه الغياب ليس كلُّ الأصحاب أهلَ وفاء رُبَّما يُمطر العذابَ السحاب هذه الدارُ مَركبٌ ينقل الناس وفي غيرها يكون الحساب وإلى الله ينتهي كلُّ شيءٍ جلَّ مِن حاكمٍ إليه المآب[3] العمرُ مَركبٌ يطلب الناس عليه المنى: وفي هذا يقول العشماوي في قصيدة (لوحة): تتوالى الأيام تحصُد أجيا لا وتَفنى معاقل وحصون نحن نسعى إلى الرغائب سعيًا وبنا للفناء تَجري السنين إنما العمرُ مركبٌ يطلُب النا س عليه المنى وفيه المنون[4] العمر صفحة سوف تنطوي: ختم العشماوي قصيدة (غرابٌ وبلبلٌ) بمقطع اشتمل على عدة حكم ختمها بقوله: إن العمر صفحة سوف تنطوي والمرء زهرة سوف تذبل، وفي هذا يقول: وما كلُّ مَن صاغ القصائد شاعرًا ولا كلُّ مَن يدعو إلى الخير يعمَل وكم من كريم يجحَد الناس فضلَه يعود إلى طبعِ اللئيم ويبخَل
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: الحكمة في شعر الموت عند عبدالرحمن العشماوي
يعود إلى طبعِ اللئيم ويبخَل تأمَّلت في الدنيا وما زال حبُّها عنيفًا وفي أعماقنا يتغلغَل فأدركتُ منها بعضَ ما كنتُ غافًلا بآمال قلبي عنه والمرءُ يغفل تعادَى بها الناس ازديادًا من الغنى فما بلغوا الآمال حتى ترحَلوا وما العمرُ إلا صفحة سوف تنطوي غربة الموت أقسى ما نكابده: وما المرءُ إلا زهرة سوف تَذبُل[5] ختم العشماوي قصيدة (ذمار ماذا جرى) بمقطع اشتمل على عدة حكم؛ منها: (غربة الموت أقسى ما نكابده - لا اليأس ينفع ولا البكاء،..)؛ حيث يقول: يَهونُ كلُّ اغترابٍ في الحياة فكم ذي غربةٍ عاد محفوفًا بإجلال وغربةُ الموت أقسى ما نُكابده كم فرَّقت بيننا من غير إمهالِ من ذا الذي نال في دنياه غايته؟ من ذا الذي عاش فيها ناعمَ البال يَفنى الفتى وعلى عينيه أشرعةٌ من الذهول تواري دمعه الغالي يَضيق بالمرء عمرٌ لو أفاق له لَما قضاه بتفريطٍ وإهمال آمنتُ بالله لا يأسي سينفعني ولا بكائي فإن الله أبقى لي[6]
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: الحكمة في شعر الموت عند عبدالرحمن العشماوي
فناء النفوس أمر واقع: ورد قصيدة (في غمرة الأحداث) مقطع بيَّن فيه أن فناء النفوس أمر واقع، وأن فناء كرامة النفس أمر يُخشى، وفي هذا يقول العشماوي: فلرُبما تَشدو البلابلُ غدوةً وتَروح تَندُبُ في الأسى شاديها تَفنى النفوس وذاك أمرٌ واقع فالنفسُ راجعةٌ إلى باريها ما الخوفُ أن تفنى النفوس وكل ما نخشاه أن تَفنى الكرامة فيها[7] لا راد لقضاء الله: يقول العشماوي في قصيدة "قضي الأمر": ويَجيء القضاءُ حتمًا فلا يَقـ *** ـدِرُ ردًّا له ولا فيه حكمَا [8] [1] عبدالرحمن العشماوي، ديوان (يا أمة الإسلام)، ص 58. [2] عبدالرحمن العشماوي، ديوان (يا أمة الإسلام)، ص 115. [3] ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر)، ص 81. [4] عبد الرحمن العشماوي :ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر )، ص5 [5] عبدالرحمن العشماوي، ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر)، ص 39. [6] ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر)، ص 25. [7] نفسه، ص 29. [8] عبدالرحمن العشماوي، ديوان (يا أمة الإسلام)، ص 18.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |