من اختراقات الحداثة للنص القرآني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الأنف وتوحيد لون البشرة.. هتحسى بفرق كبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 120 )           »          7 قطع لتزيين الحمام بأقل تكاليف.. أبرزها الشموع العطرية والنباتات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 115 )           »          طريقة عمل الكريب في البيت بنصف كوب دقيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 103 )           »          6 نصائح لاختيار الستائر المثالية للصيف.. تمنح الخصوصية وتساعد في التبريد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 90 )           »          مستحضرات العناية بالبشرة مش كفاية.. 4 أسرار لوجه نضر ومشرق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 100 )           »          عصائر طبيعية تعتبر كبسولة النجاح لطلاب الثانوية العامة 2024 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 116 )           »          طريقة عمل البيض باللحم المفرومة.. طبق شهي بأقل المكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 111 )           »          4 أشكال لغرف أطفال تناسب جميع الأعمار هتساعدك على الاختيار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 80 )           »          زيت جوز الهند والعسل.. 3 وصفات طبيعية لشفاه نضرة ووردية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          طريقة عمل الدجاج بصلصة الليمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-03-2020, 02:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,297
الدولة : Egypt
افتراضي من اختراقات الحداثة للنص القرآني

من اختراقات الحداثة للنص القرآني














د. وليد قصاب






حملت الحداثة العربية ضروبًا كثيرة من الانحرافات، حتى كان - من قَبيل حرصها على ما سمته الخروج على ما سلف - تبنِّي كل شاذ أو هجين من التراث ومن المعاصرة.





حملت آراء هجينة عن اللغة والفكر والشعر والأدب والأخلاق والدِّين، وبدا الهدم ومخالفة العرف وُكْدها الأول، سواءٌ أكان المخروج عليه حقًّا أم باطلاً، جميلاً أم قبيحًا، صار مخالفة المألوف أو المعروف شعارًا مميزًا يرفعه أصحاب هذه النزعة.





لم تدَعِ الحداثة العربية المعاصرة - القادمة من عباءة فكر غربي سقيم - شيئًا في ثقافتنا العربية الإسلامية إلا شككَتْ فيه، حتى لم يعد لشيء - سواء أكان مصدره بشريًّا أم سماويًّا - قداسة أو خصوصية ترحمه من مِبضَعِ النقد الهدَّام.





وقد طالت الجرأةُ والتطاولُ الأديانَ، والعقائد، والأنبياء، والذات الإلهية نفسها، ثم بدت جميع النصوص المكتوبة الموجودة بين أيدينا - بشرية كانت أم وحيًا ربانيًّا - سواءً في المقاربة.





طال ذلك كتابَ المسلمين الأول "القرآن الكريم"، فتم اختراقه من وجوه متعددة، يصعب استيفاؤها جميعًا في مقام مثل هذا؛ ولذلك أشير إلى بعض منها:





تحدث بعضهم عما سماه: "أنسنة النص القرآني"؛ أي: ربطه بالإنتاج البشري، ونفي القداسة والربانية عنه.





يقول واحد مثل أدونيس عن القرآن الكريم: "إنه عمل إلهي إنساني"[1]؛ وذلك أن "الله أوحى ولم يكتب، الإنسان هو الذي كتب.. ومنذ أن دخل الوحي في الزمن وفي التاريخ، منذ أن أصبح الوحي موجودًا في لغة، منذ أن تحول إلى نص مكتوب، صار بوصفه كتابًا هو المتكلم؛ أي: صارت اللغة هي الذاتَ المتكلمة"[2].





وكان مثلُ هذا الكلام وكثيرٌ من مثله عند هؤلاء القوم تمهيدًا للدعوة إلى قراءة النص القرآني كما تقرأ النصوص البشرية، وأن يُتعامل معه كما يُتعامل مع هذه النصوص، وأن يُنزع عنه التقديس الأسطوري، الذي حجبه - كما يقول أدونيس - عن القراءة العلمية[3].





وانطلقت هذه الأنسنة للقرآن الكريم من التشكيك في أن القرآن الكريم هو كلام الله لفظًا ومعنًى؛ إذ زعم بعضهم - مستندًا إلى أقوال شاذة في التراث الإسلامي - أن المعاني لله تعالى، وأما الصياغة أو الألفاظ فهي لمحمد صلى الله عليه وسلم، أو لجبريل عليه السلام.





نقل الزركشي أن بعضهم زعم أن جبريل عليه السلام نقل إلى محمد عليه السلام المعانيَ، وعبَّر عنها بلغة العرب، أو أن المعاني أُلقيت عليه وعبَّر عنها هو بلغة العرب، أو نزل بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم..[4].





وهي آراء شاذة هجينة، مخالفة لإجماع الأمة في القديم والحديث، ولكن أصحاب الحداثة الثوار على الثوابت، الساعين وراء خرق المألوف، تُصادِف مثلُ هذه الآراء هوًى في نفوسهم، فيتبنَّوْنَها، ويتحمسون لها، بل يعدونها الأصل الذي ينبغي أن يُبتَنى عليه.





يقول أحدهم: "يجب أن نقف قليلاً عند القول السابق، وهو أن جبريل نزل على النبي محمد بالمعاني، وأن النبي محمدًا عبر عنها بلغة العرب، ونمعن التفكير فيما يعنيه هذا الكلام، والذي يسمح لقارئه بإعادة التفكير فيما اعتاد أن يقرأه ويسمعه، خاصة وأن هذا القول ورد في مراجع معترف بها عند أمة الإسلام، قام على تأليفها رجال يوصفون بـ: "شيوخ الإسلام"، ويعاد طبعها عامًا بعد عام، من دون أن يتهمهم أحد بالكفر، ولا بالزندقة والخروج على الدين.."[5].





وبصرف النظر عما ينطوي عليه الكلام السابق من سخريَّة بالعلماء وبأمة الإسلام، لا أحسب أن ما فيه من تهافت يخفى على أي قارئ، هل أصبح ذلك الكلام الذي نقله الزركشي وغيره - من باب الأمانة في العلم والنقل - ونقده العلماء، وبينوا شذوذه وانحرافه عن إجماع الأمة، هو الحجةَ عند هؤلاء الحداثيين؟ وهل يُترك - في التعامل مع أية ظاهرة - الإجماعُ إلى الانفراد، والإطباقُ إلى رأي الواحد؟





وهذه الجرأة على القرآن الكريم، ومحاولة "أنسنته" لنفي القداسة والتعظيم عنه، ومساواته بالنصوص البشرية - تتخذ عند بعض الحداثيين أحيانًا منحًى آخر، تتمثل في أن تحرف بعض المصطلحات، وتستبدل بها مصطلحات أخرى ذات دلالة معينة.





وذلك من مثل: المصحف، أو الكتاب، أو النص القرآني، أو الظاهرة القرآنية، أو الكتابة القرآنية، أو غير ذلك من تسميات تحاول نزع صفة الربانية والقداسة عن كتاب الله تعالى، وتقريبه من النصوص البشرية، أو إزالة الحواجز بينه وبينها.





يستخدم محمد أركون مصطلح "الظاهرة القرآنية" بدلاً من "القرآن"، وهو يبين أنه يفعل ذلك عن عمدٍ لنفي صفة القدسية عنه، وجعله خاضعًا للنقد والمراجعة الجذرية، وإعادة فهمه واستكشافه.





يقول: "استخدمت هنا مصطلح "الظاهرة القرآنية" ولم أستخدم مصطلح "القرآن" عن قصد، لماذا؟ لأن كلمة "قرآن" مثقلة بالشحنات والمضامين اللاهوتية، وبالتالي فلا يمكن استخدامها كمصطلح فعالٍ من أجل القيام بمراجعة نقدية جذرية لكل التراث الإسلامي، وإعادة تحديده وفهمه بطريقة مستقبلية استكشافية.."[6].





ويَعدِل محمد أركون في موضع آخر عن تسمية كتاب الله "القرآن" - كما هو معروف عند جميع المسلمين - ليسميه في هذه المرة "المصحف"، وهو يتبنى هذه التسمية عن عمد - كما تبنى قبل قليل مصطلح "الظاهرة القرآنية" - ويقول معللاً ذلك: "قلتُ: المصحف، ولم أقل: القرآن؛ لأنه يدل على الشيء المادي الذي نمسكه بأيدينا يوميًّا.."[7].





إنه إذًا تعامل مادي مع القرآن الكريم، وليس تعاملاً معه على أنه كلام الله المقدس، المعصوم الموحى به.





ويستعمل أدونيس مصطلح "الكتابة القرآنية"، وينص صراحة على أنه يتعامل معها كما يتعامل مع النصوص الأخرى.





يقول: "إنني أتكلم على الكتابة القرآنية بوصفها نصًّا لغويًّا، خارج كل بُعد ديني: نظرًا وممارسة، نصًّا نقرؤه كما نقرأ نصًّا أدبيًّا.."[8].





ذلك غيض من فيض مما يقوله هؤلاء القوم عن كتاب الله، ولعلي أبسط في مرة أخرى أقوالاً أخرى.







[1] النص القرآني وآفاق الكتابة: ص33.


[2] السابق: ص42.


[3] السابق: ص40.


[4] انظر: "البرهان في علوم القرآن" 1/230.


[5] نضال صالح، المأزق في الفكر الديني.


[6] انظر كتابه: "الفكر الأصولي واستحالة التأصيل" ترجمة هاشم صالح ك ص199.


[7] انظر كتابه: "الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد" ترجمة هاشم صالح: ص77.



[8] انظر كتابه: "النص القرآني وآفاق الكتابة" ص 19.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.44 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]