السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ الشِّنْقِيطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 571 - عددالزوار : 22309 )           »          المعجزات العلمية في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          قيام الليل يرفعك إلى درجة القانتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حديث: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المُحلل والمُحلل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث «كل أمتي يدخلون الجنة» الجزء الأول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          حديث: إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          تخريج حديث: هذا وضوئي ووضوء المرسلين قبلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          ثلاث آيات قرآنية تبين بطلان حديث: (اعرضوا الحديث على القرآن فما وافق القرآن فاقبلوه، (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          علم الحديث: رواية ودراية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أحكام تتعلق بالهدي وبالذبح والنحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-10-2020, 05:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,244
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة

هكذا علمنا السلف
يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم21



قواطع الطريق:
تابع شبهة المتقاعدين والمتقاعسين:
فهذه خمسة أوجه تستفاد من الآية لمن هو مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيها المعنى الآخر، وهو :

(السادس): إقبال المرء على مصلحة نفسه علماً وعملاً، وإعراضه عما لا يعنيه، كما قال صاحب الشريعة: « من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» ولا سيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء إليه حاجة من أمر دين غيره ودنياه، ولاسيما إن كان التكلم لحسد أو رئاسة.

وكذلك العمل فصاحبه إما معتد ظالم، وإما سفيه عابث، وما أكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله ويكون من باب الظلم والعدوان.

فتأمل الآية في هذه الأمور من أنفع الأشياء للمرء، وأنت إذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين هذه الأمة علماؤها وعبادها وأمراؤها ورؤساؤها وجدت أكثره من هذا الضرب الذي هو البغي بتأويل أو بغير تأويل، كما بغت الجهمية على المستنة في محنة الصفات والقرآن، محنة أحمد وغيره، وكما بغت الرافضة على المستنة مرات متعددة، وكما بغت الناصبة على علي وأهل بيته، وكما قد تبغي المشبهة على المنزهة، وكما يبغي بعض المستنة إما على بعضهم وإما على نوع من المبتدعة بزيادة على ما أمر الله به، وهو الإسراف المذكور في قولهم: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا .

وإزاء هذا العدوان تقصير آخرين فيما أمروا به من الحق، أو فيما أمروا به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الأمور كلها، فما أحسن ما قال بعض السلف: (( ما أمر الله بأمر إلا اعترض الشيطان فيه بأمرين: لا يبالي بأيهما ظفر: غلو أو تقصير)).

فالمعين على الإثم والعدوان بإزائه تارك الإعانة على البر والتقوى، وفاعل المأمور به وزيادة منهي عنها بإزائه تارك المنهي عنه وبعض المأمور به، والله يهدينا الصراط المستقيم ولا حول ولا قوة إلا بالله))

والى لقاء قادم ان شاء الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-12-2020, 10:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,244
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم26



السهام القاضية:



هناك سهام فتاكة قد لا يشعر بها السائر إلى الله إن لم يتفقد نفسه، ويعرضها على الطبيب المختص، ويكن صريحاً مع نفسه في معرفة عيوبها، فإن بداية كل علاج الوضوح والصراحة في إبداء العيوب ومعرفة أوجه النقص، حتى يتم التشخيص بصورة سليمة، كما أن بداية التوبة معرفة الذنب، ثم يتلو ذلك برنامج العلاج، وهو ما يسميه العلماء بالمشارطة والتي تعني وضع برنامج زمني للتخلص من العيوب. وسنشير هنا إلى أشد السهام فتكاً بقلب المسلم المتميز.

أولا: العجب:
علامة العجب بالنفس:
قال بشر بن الحارث الحافي: «أن تستكثر عملك، وتستقل عمل غيرك».

العجب من أهم مطالب الشيطان:
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: «إذا ظفر إبليس من ابن آدم بإحدى ثلاث خصال قال: لا أطلب غيرها: إعجابه بنفسه، واستكثاره عمله، ونسيانه ذنوبه».

قال الفضيل بن عياض: «إن من علامة المنافق أن يحب المدح بما ليس فيه، ويكره الذم بما فيه، ويبغض من يبصره بعيوبه».

محاسبة النفس على العجب:
قال سفيان الثوري:«إعجابك بنفسك حتى يخيل إليك أنك أفضل من أخ لك، وعسى أن لا تصيب من العمل مثل الذي يصيب، ولعله أن يكون هو أورع منك عما حرم الله، وأزكى منك عملاً».

تتبع إرشادات السلامة تسلم:
أرسل أبو بكر الصديق إلى خالد بن الوليد رسالة بعد انتصاره في العراق فقال: «ليهنك أبا سليمان النية والحظوة، فأتمم يتمم الله لك، ولا يدخلنك عجب فتخسر وتخذل، وإياك أن تدل بعمل، فإن الله له المنَّ، وهو ولي الجزاء».

ليس أحد بمنأى عن العجب:
فقد كان عمر بن الخطاب يخشاه على صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيشفق عليهم ويغلق عنهم منفذ الشيطان، تحدث عن أبي موسى الأشعري مع أنس بن مالك ثم قال لأنس يصف أبا موسى: «أما إنه كيس ولا تسمعها إياه».

هذا أنت يا ابن آدم فلماذا تفخر:
قال الحسن البصري: «مسكين ابن آدم... محتوم الأجل، مكتوم الأمل، أسير جوعه، صريع شبعه، تؤذيه البقة، وتقتله الشرقة».

عجب من معجب بصـــورته *** وكان بالأمــس نطفة مذرة
وفي غد بعد حسن صورته *** يصير في اللحد جيفة قذرة
وهو على تيهه ونخــــــوته *** ما بين ثوبيــه يحمل العذرة

وإلى لقاء قادم إن شاء الله






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-01-2021, 03:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,244
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة



هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم29



السهم الخامس: ذم النفس في الملأ:

قال الحسن البصري: «من ذم نفسه في الملأ فقد مدحها، وذلك من علامات الرياء».



المهم أن الله يعرفك:


لا تجلس تذم نفسك عند الناس فالله أعلم بك منهم، وأنت أعلم بنفسك من غيرك، ولا يغرنكم جهل غيرك بك علمك بنفسك.

قال مدرك بن عوف الأحمسي: «بينا أنا عند عمر - رضي الله تعالى عنه - إذ أتاه رسول النعمان بن مقرن، فجعل عمر يسأله عن الناس، فجعل الرجل يذكر من أصيب من الناس بنهاوند، فيقول: فلان بن فلان وفلان بن فلان، ثم قال الرسول: وآخرون لا نعرفهم، فقال عمر: لكن الله يعرفهم»، وفي لفظ آخر: قال عمر : «ولكن الذي أكرمهم بالشهادة يعرف وجوههم وأنسابهم»(1).

إن في الطاعة شغلاً عن المعصية . ولذتها منسية غيرها:
جرت مسألة في محبة الله في مكة فسئل الجنيد فقال: «عبدٌ ذهب عن نفسه، متصل بذكر ربه، قائم بأداء حقوقه، ناظر إليه بقلبه... فإن تكلم فبالله، وإن نطق فعن الله، وإن تحرك فبأمر الله، وإن سكن فمع الله، فهو بالله، ولله، ومع الله»(2) فليس هدفه أن يذكر، أو يعرف.

------------------------------------------------------
(1) الخراج لآبي يوسف ص35 العوائق لمحمد الراشد/54.
(2) مدارج السالكين 3/16.



وإلى لقاء قادم إن شاء الله




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-02-2021, 12:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,244
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم30



السهم السادس: التطلع للرياسة:


من خصائصها فرارها ممن طلبها وبقاء وزرها:
قال سفيان الثوري: «من طلب الرياسة قبل مجيئها: فرت منه»(1).

من إفرازاتها تنقص الناس وعيبهم:
قال الفضيل بن عياض: «ما أحب أحد الرياسة إلا أحب ذكر الناس بالنقائص والعيوب ليتميز هو بالكمال، ويكره أن يذكر الناس أحداً عنده بخير، ومن عشق الرياسة فقد تُودِّع من صلاحه»(2).

الانحراف وليد الرياسة:
قال شداد بن أوس - رضي الله عنه -: «يا بقايا العرب: إن أخوف ما أخاف عليكم: الرياء، والشهوة الخفية».
قيل لأبي داود السجستاني: «ما الشهوة الخفية؟ قال: حب الرياسة».
فقال ابن تيمية معقباً: «فهي خفية، تخفي عن الناس، وكثيراً ما تخفي على صاحبها»(3).
قال أبو العتاهية:
أُخيً من عشق الرئاسة خفت أن *** يطغى ويحدث بدعة وضلالاً

الرئاسة تورث خفة العقل والتذبذب:
قال ابن تيمية: «يجتذبه الشرف والرياسة، فترضيه الكلمة، وتغضبه الكلمة، ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل، ويعادي من يذمه ولو بالحق»(4).

البعد عن حلقات التعليم والاستفادة من الآخرين من أبرز معالمها:
قال عمر - رضي الله عنه -: «تفقهوا قبل أن تسوّدوا»(5).
وقال الإمام الشافعي: «إذا تصدر الحدث: فاته علم كثير»(6).

لا يدرك ضررها إلا الربانيون:
قال سفيان الثوري: «إياك وحب الرياسة، فإن الرجل تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة، وهو باب غامض لا يبصره إلا البصير من العلماء السماسرة، فتفقد نفسك، واعمل بنية»(7).

أصعب أبواب الزهد يكمن في الرياسة:
قال سفيان الثوري: «ما رأيت الزهد في شيء أقل منه في الرياسة»(8).

التحذير من التطلع إليها أو طلبها:
روى البخاري عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه و سلم -: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ لا تَسْأَلِ الإمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُوتِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا».

كره السلف لها:
قال عبيد الله بن الحسن العنبري: «لأن أكون ذنباً في الحق أحب إلي من أن أكون رأساً في الباطل»(9)، قال ذلك حين رجع عن أقوال له خالفت السنة. بعد أن كان مصدراً في جماعته، أصبح تلميذاً. فقيل له في ذلك كنت رأساً وعلماً ووو. فقال تلك الكلمة.

كيف بمريدها للإصلاح:
قال أبو بكر الطرطوشي الأندلسي: «إن من حصل بين يدي ملك لا يعرف قدره، أو أمة لا يعرفون، فخاف على نفسه، أو أراد إبراز فضله: جاز له أن ينبههم عن مكانه وما يحسنه، دفعاً للشر عن نفسه، أو إظهاراً لفضله فيجعل في مكانه».

قال: «وفيه فائدة أخرى: وهو أنه إن رأى الأمور في يد الخونة واللصوص ومن لا يؤدي الأمانة، ويعلم من نفسه أداء الأمانة مع الكفاية: جاز له أن ينبه السلطان على أمانته وكفايته.
ولهذا قال بعض العلماء من أصحاب الشافعي: من كمل فيه الاجتهاد وشروط القضاء: جاز أن ينبه السلطان على مكانه، وخطبه خطبة القضاء.
وقال بعضهم: بل يجب ذلك عليه إذا كان الأمر في يدي من لا يقوم به(10).

قال ابن القيم: «والفرق بين حب الرياسة وحب الإمارة للدعوة إلى الله هو الفرق بين تعظيم أمر الله والنصح له، وتعظيم النفس والسعي في حظها، فإن الناصح لله المعظم له المحب له يحب أن يطاع ربه فلا يعصى، وأن تكون كلمته هي العليا، وأن يكون الدين كله لله، وأن يكون العباد ممتثلين أوامره مجتنبين نواهيه، فقد ناصح الله في عبوديته، وناصح خلقه في الدعوة إلى الله، فهو يحب الإمامة في الدين، بل يسأل ربه أن يجعله للمتقين إماماً، يقتدي به المتقون، كما اقتدى هو بالمتقين.

فإذا أحب هذا العبد الداعي إلى الله أن يكون في أعينهم جليلاً، وفي قلوبهم مهيباً، وإليهم حبيباً، وأن يكون فيهم مطاعاً لكي يأتموا به ويقتفوا أثر الرسول على يده: لم يضره ذلك، بل يحمد عليه لأنه داع إلى الله يحب أن يطاع ويعبد ويوحد، فهو يحب ما يكون عوناً على ذلك موصلاً إليه، ولهذا ذكر - سبحانه - عباده الذين اختصهم لنفسه وأثنى عليهم في تنزيله وأحسن جزاءهم يوم لقائه، فذكرهم بأحسن أعمالهم وأوصافهم ثم قال: الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً، فسألوه أن يقر أعينهم بطاعة أزواجهم وذرياتهم له – سبحانه -، وأن يسر قلوبهم بإتباع المتقين لهم على طاعته وعبوديته، فإن الإمام والمؤتم متعاونان على الطاعة فإنما سألوه ما يعينون به المتقين على مرضاته وطاعته، وهو دعوتهم إلى الله بالإمامة في الدين...».

ثم قال: «وهذا بخلاف طلب الرياسة، فإن طلابها يسعون في تحصيلها لينالوا بها أغراضهم من العلو في الأرض، وتعب القلوب لهم، وميلها إليهم، ومساعدتهم لهم على جميع أغراضهم، مع كونهم عالين عليهم قاهرين لهم، فترتب على هذا المطلب من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله من البغي والحسد والطغيان والحقد والظلم والفتنة، والحمية للنفس دون حق الله وتعظيم من حقَره الله، واحتقار من أكرمه الله، ولا تتم الرياسة الدنيوية إلا بذلك ولا تنال إلا به وبأضعافه من المفاسد، والرؤساء في عمى عن هذا، فإذا كشف الغطاء تبين لهم فساد ما كانوا عليه، ولا سيما إذا حشروا في صور الذر يطؤهم أهل الموقف بأرجلهم، إهانة لهم وتحقيراً وتصغيراً، كما صغروا أمر الله وحقروا عباده»(11).

----------------------------------------------------------
(1) العوائق لمحمد الراشد/88.
(2) العوائق لمحمد الراشد/88.
(3) مجموع فتاوى ابن تيمية 16/346.
(4) المصدر السابق.
(5) صحيح البخاري 1/28.
(6) فتح الباري 1/175.
(7)العوائق لمحمد الراشد 87.
(8)العوائق لمحمد الراشد 87.
(9) تهذيب التهذيب 7/7.
(10) سراج الملوك 79.
(11) الروح، لابن القيم 340-241.

وإلى لقاء قادم إن شاء الله




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24-02-2021, 09:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,244
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم31


جاهد نفسك في الصبر:


الصبر من أعظم النعم على العبد المؤمن فإنه «ما أعطي أحد عطاء خيراً ولا أوسع من الصبر» رواه البخاري. فالصبر يعطيك الرؤية الواضحة للحدث، والعلاج السليم للمشكلة. والثناء الذي وقع على الصبر ودلت عليه عموم الأدلة ليس الصبر السلبي والذي يتمثل في الركود والجمود على الحال الذي هو فيها وإغلاق منافذ التفكير، وعدم النظر في الحلول، وإنما المقصود الصبر الإيجابي الذي يعطيك الرؤية الشاملة للحال التي أنت فيها، والنظر إليها من جميع الجوانب، والتأني في اتخاذ القرارات حيالها. ألا ترى لو كان صاحبك يقود سيارة مسرعاً بها وأمامه حاجز صخري ألا تبادره بأن تقول: اصبر اصبر، ومعنى هذه الكلمة (أن الصبر يعطيك النظرة السليمة للذي أمامك) وهكذا لو قام صغير يقصد حمل إبريق الشاي الحار لقلت له مستعجلاً: اصبر اصبر، يعني أنك بتأنيك وصبرك تعرف أن الإبريق حار، ويحتاج عند حمله قطعة قماش تعزل الحرارة. فالصبر يعطيك الروية باتخاذ الأساليب الناجحة لقضيتك.

إلا أن الشائع عند الناس هو الصبر السلبي والذي يعني الرضا بالحال التي أنت عليها دون التفكير في التغيير والتصحيح. ألا ترى ما أكثر ما يقال للزوجات المظلومات من أزواجهن اصبري واحتسبي، فتفهم من ذلك أن الظلم سيبقى عليها ما بقيت في الحياة، ويقطع هذا المفهوم القاصر للصبر أيّ تفكير في وسيلة لتغيير للحال.

اصبر على الحق تستعذب مغبته *** والصبر للحق أحياناً له مضض
وما استربت فكن وقافة حــــــــذراً *** قد يبرم الأمر أحيــاناً فينتقض
والى لقاء قادم ان شاء الله



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17-05-2021, 11:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,244
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم34

أبواب الوقاية من الفتن:



الباب الأول: الاعتصام بالله والاستعاذة به منها، ولزوم الاستغفار مع محاسبة النفس:

هكذا المناجاة لله - تعالى - والخشية والخشوع:
عن ميمون بن حيان قال: «ما رأيت مسلم بن يسار ملتفتاً في صلاته قط خفيفة ولا طويلة، ولقد انهدمت ناحية من المسجد، فزع أهل السوق لهدته وأنه لفي المسجد في صلاته فما التفت»(1).

عن زيد عن بعض البصريين: «أن مسلماً كان يصلي في المسجد قال: فوقع بعض المسجد ففزع بعض أهل المسجد قال: ومسلم في بعض المسجد ما تحرك»(2).

عن معتمر قال: بلغني أن مسلماً كان يقول لأهله: «إذا كانت لكم حاجة فتكلموا وأنا أصلي»(3).

عن مسلم بن يسار: «أن أهل الشام لما دخلوا هزموا أهل البصرة زمن ابن الأشعث، فصوت أهل دار مسلم بن يسار فقالت له أم ولده: أما سمعت الصوت؟ قال: ما سمعته»(4).

عن عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال: «كان مسلم إذا دخل المنـزل سكت أهل البيت، فلا يسمع لهم كلام، وإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا»(5). ولهذا لم يسمع أن مسلم بن يسار دخل في فتنة، فقد اكتسب البصيرة من العبادة.

الباب الثاني: تنقية النية من الشوائب.
قال ابن الجوزي: «والصدق في الطلب منار أين وجد، يدل على الجادة، وإنما يتعثر من لم يخلص... ومن الصفوة أقوام مذ تيقظوا ما ناموا، ومذ سلكوا ما وقفوا، فهمهم صعود وترق، كلما عبروا مقاماً رأوا نقص ما كانوا فيه فاستغفروا»(6).

وقال الجيلاني: «يا غلام: فقه اللسان بلا عمل القلب لا يخطيك إلى الحق خطوة، السير سير القلب»(7).

قال الربيع بن خيثم: «كل ما لا يراد به وجه الله: يضمحل»(8).

الباب الثالث: الالتزام بالسنة والحرص عليها بعد فهمها وفقهها:
عن إبراهيم قال: قال عبد الله: «اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم»(9).

عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه سمعه يقول: خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه، ثم يقول على إثر ذلك وقد علا صوته واشتد غضبه واحمرت وجنتاه كأنه منذر جيش يقول: «صبحكم أو مساكم»، ثم قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين» وأشار بإصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام، ثم قال: «إن أفضل الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة»(10).

تشبث أبي بكر بعمل الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن عائشة - رضي الله عنها - أن أبا بكر - رضي الله عنه - قال: «لست تاركاً شيئاً كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به إلا عملت به، وإني لأخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ»(11).

تفقد عمر لأهل العلم والفضل وتعظيمهم والشد من أزرهم:
خرج عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - مع رجل إلى أرض الروم، فنظر الناس وهم يتبايعون كسرة الذهب بالدنانير وكسرة الفضة بالدراهم، فقال: «يا أيها الناس إنكم تأكلون الربا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تبايعوا الذهب إلا مثلاً بمثل لا زيادة بينهما ولا نظرة»، فقال رجل: لا أرى الربا يكون في هذا إلا ما كان من نظرة، فقال عبادة: أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحدثني عن رأيك، لئن أخرجني الله لا أساكنك بأرض لك عليّ إمرة، فلما قفل لحق بالمدينة فقال له عمر: ما أقدمك يا أبا الوليد فقص عليه القصة، فقال: ارجع إلى أرضك وبلدك ولا إمرة له عليك، فقبح الله أرضاً لست فيها وأمثالك»(12).

_________________________
(1) كتاب الزهد للإمام أحمد 357.
(2) كتاب الزهد للإمام أحمد / 359.
(3) كتاب الزهد للإمام أحمد / 355.
(4) كتاب الزهد للإمام أحمد / 358.
(5) كتاب الزهد للإمام أحمد / 359.
(6) صيد الخاطر ص355.
(7) الفتح الرباني ص29.
(8) طبقات ابن سعد 6 / 186..
(9) الإبانة 1 / 327.
(10) رواه مسلم من طريق خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال به، كتاب الجمعة رقم 43؛ ورواه ابن أبي عاصم من طريق سفيان، عن جعفر به، وصححه الألباني، رقم 24؛ ورواه ابن ماجه، رقم 45؛ والبيهقي في السنن الكبرى 3 /214؛ وأحمد 3 / 371؛ والخطيب في تاريخ بغداد 4 / 440. ( الإبانة 312 - 313 ).
(11) الإبانة 1 / 246.
(12) وهذا إسناد جيد. ( الإبانة 1 / 256 - 257 ).
وإلى لقاء قادم إن شاء الله




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-06-2021, 04:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,244
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم35


الفتن آثارها والوقاية منها:
شراك الفتنة في مخالفة السنة:
سمي الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - ردّ الشيء الواحد من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيغاً، فقال: «نظرت في المصحف، فوجدت طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ثلاث وثلاثين موضعاً»، ثم جعل يتلو: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ، وجعل يكررها ويقول: «وما الفتنة؟: الشرك، لعله إذا ردّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ، فيزيغ قلبه فيهلكه، وجعل يتلو هذه الآية: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ»(1).

معنى الفتنة:
قال ابن بطة - رحمه الله -: «فإذا سمع أحدكم حديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواه العلماء واحتج به الأئمة العقلاء، فلا يعارضه برأيه وهوى نفسه فيصيبه ما توعده الله - عز وجل - به، فإنه قال – تعالى -: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.

وهل تدري ما الفتنة هاهنا؟ هي والله الشرك بالله العظيم، الكفر بعد الإيمان، فإن الله - عز وجل - قال: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ (البقرة: الآية 193). يقول: «حتى لا يكون شرك، فإنه قال – تعالى -: وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ (البقرة: الآية 190).
يقول: «الشرك بالله أشد من قتلكم لهم، ثم قال: قال - عز وجل -:وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَّنَمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (النساء: الآية 151)(2).

الحذر من التعرض للنسافات:
قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: «إياكم والفتن، لا يشخص إليها أحد، فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته، كما ينسف السيل الدمن».

كم من موقد للفتنة وهو لا يشعر:
قيل للحسن البصري: «يا أبا سعيد: أخبرني عن رجل لم يشهد فتنة ابن المهلب، إلا أنه عاون بلسانه ورضي بقلبه؟ قال: يا ابن أخي: كم يداً عقرت الناقة؟ قلت: يد واحدة، قال: أليس قد هلك القوم جميعاً برضاهم وتماليهم»(3).

ما أحسن الحلم والأناة وترك العجلة:
قال قتادة بن دعامة السدوسي: «قد رأينا والله أقواماً يسرعون إلى الفتن وينـزعون فيها، وأمسك أقوام عن ذلك هيبة لله ومخافة منه، فلما انكشفت، إذا الذين أمسكوا أطيب نفساً، وأثلج صدوراً، وأخف ظهوراً من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها، وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها، وأيم الله! لو أن الناس كانوا يعرفون منها إذ أقبلت ما عرفوا منها إذ أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير».

الفتن إذا أقبلت لا يعرفها إلا الخبراء، فكن حذراً من الوقوع في الفخ:
قال الحسن البصري: «الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل»(4).

صاحب القلب المريض ينكشف عند الغبرة:
في وقت الرخاء والأمن تختلط الصفوف، ويصعب التمييز، فإذا وقعت الشدائد ونزلت الفتن اتضح الناس على حقيقتهم، كمثل المصدور عند صفاء الجو يختلط مع الأصحاء ولا ينكشف أمره إلا عند الغبرة، قال تعالى: مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَا يَشَاءُ.

وفي الحديث الصحيح «تعرض الفتن على القلوب كالحصير، عوداً عوداً، فأي قلبٍ أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباداً، كالكوز مُجَخِّياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه»(5).

الفتن جرافة ينجو منها السيد:
قال حذيفة - رضي الله عنه -: «إن الفتنة وكلت بثلاثة: بإلحاد النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه بالسيف، وبالخطيب الذي يدعو إليها، وبالسيد، فأما هذان فتبطحهما وجوههما، وأما السيد فتبحثه، حتى تبلو ما عنده».

من أساليب الوقاية من الفتن الحجر على السفيه:
عن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا - يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ الْمُدْهِنِ فِي حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا مَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا سَفِينَةً فَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَسْفَلِهَا وَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَعْلاهَا، فَكَانَ الَّذِين فِي أَسْفَلِهَا يَمُرُّونَ بِالْمَاءِ عَلَى الَّذِينَ فِي أَعْلاهَا فَتَأَذَّوْا بِهِ، فَأَخَذَ فَأْسًا فَجَعَلَ يَنْقُرُ أَسْفَلَ السَّفِينَةِ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا: مَا لَكَ؟ قَالَ: تَأَذَّيْتُمْ بِي وَلا بُدَّ لِي مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَنْجَوْهُ وَنَجَّوْا أَنْفُسَهُمْ، وَإِنْ تَرَكُوهُ أَهْلَكُوهُ وَأَهْلَكُوا أَنْفُسَهُمْ»(6).

وكان النعمان بن بشير يقول: «خذوا على أيدي سفهائكم قبل أن تهلكوا»(7).

-------------------------------------------------------------
(1) الصارم المسلول على شاتم الرسول /56.
(2) الإبانة 1 / 268 - 269.
(3) الزهد للإمام أحمد 289.
(4) تاريخ البخاري الكبير ج 2 / ق 2 / 322.
(5) صحيح مسلم 1 / 89، وقوله: أسود مراداً، أي شدة البياض في سواد. وقوله: مجخياً، أي منكوساً. وفي زهد ابن المبارك 504 قول لعلي رضي الله عنه يقرب من هذا الحديث.
(6) صحيح البخاري / كتاب الشهادات.
(7) الزهد لابن المبارك 475.


وإلى لقاء قادم إن شاء الله





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-07-2021, 02:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,244
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم36

الحزم والجد في الالتزام بالسنة:
عن الأعرج قال: سمعت أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - يقول لرجل: «أتسمعني أحدّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا تبيعوا، الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم إلا مثلاً بمثل، ولا تبيعوا منها عاجلاً بآجل» ثم أنت تفتي بما تفتي، والله لا يؤويني وإياك ما عشت إلا المسجد»(1).

الغيرة على السنة والاستجابة التامة والتعظيم لأمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -:
عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخذف، وقال: «إنها لا تصطاد صيداً، ولا تنكأ عدواً، ولكنها تفقأ العين، وتكسر السن»، فقال رجل لعبد الله بن مغفل:وما بأس هذا؟ فقال: إني أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقول هذا، والله لا أكلمك أبداً»(2).

إياك أن تسقط في مهلكة بردك السنة:
قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: «من رد حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة»(3).

دقة المتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -:
عن حميد بن الأسود قال: قال رجل لمالك بن أنس: «أحرم من مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من ذي الحليفة؟ فقال له: بل من ذي الحليفة، فقال الرجل: فإني أحرمت أنا من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فقال مالك:فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»(4).

لا رأي لأحد مع السنة:
عن سودة بن زياد وعمر بن مهاجر عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى الناس: «لا رأي لأحد مع سُنة سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»(5).
عن مكحول قال: «السنة سنتان: سنة الأخذ بها فريضة وتركها كفر، وسنة الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غير حرج»(6).
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المتمسك بسنتي في الهرج له أجر مائة شهيد»(7).

لزوم الجماعة وخطر الوحدة:
عن عبد الرحمن بن عبد الله قال: قدم عمر الجابية، فقام فينا خطيباً فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كمقامي فيكم فقال: «أكرموا أصحابي، فإنهم خياركم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب حتى يحلف الرجل وإن لم يستحلف، ويشهد وإن لم يستشهد، ألا من أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلون رجل بامرأة، فإن معهما الشيطان، ومن ساءته خطيئته فهو مؤمن»(8).
الطريق ما كان على السنة:
عن ابن سيرين قال: «الرجل ما كان مع الأثر فهو على الطريق»(9).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) إسناده جيد. الإبانة 1/258.
(2) إسناده صحيح ورجاله ثقات. الإبانة 1/259.
(3) رجاله ثقات إلا عصمة فلم يتبين لي حاله. الإبانة 1/260.
(4) وأخرج ابن عبد البر في جامع بيان العلم بإسناده عن عبد الرحمن بن يزيد قصته في الحج قريبة من هذه في المعنى 1 / 189. (الإبانة 1/261-262).
(5) رواه الآجري في الشريعة من طريق عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي به 1/53. (الإبانة 262-263).
(6) رواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة مرفوعاً، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: تفرد به عبد الله بن الرومي، لم أر له من ترجمة 1/172؛ والآجري بإسناد المؤلف 1/53. وإسناد المؤلف فيه أحمد بن عبد الجبار الصوفي لم أعرف حاله، وبقية رجال الإسناد ثقات. (الإبانة 1/263).
(7) أخرج مسلم من حديث معقل بن يسار (العبادة في الهرج كهجرة إليّ)، كتاب الفتن رقم 130؛ والترمذي رقم 2201؛ وعبد بن حميد في مسنده (ق61/1)؛ والآجري في الشريعة ص45. (الإبانة 1/310).
(8) الإبانة 1/285.
(9) رواه الدارمي من طريق أزهر عن ابن عون 1/54؛ والآجري في الشريعة من طريق معاذ بن معاذ، ثنا ابن عون به ص 18؛ ورواه اللالكائي رقم 109 من طريق أزهر عن ابن عون؛ والهروي في ذم الكلام (ق 42/2)؛ وعزاه السيوطي للبيهقي في مفتاح الجنة، ص 34. (الإبانة 356).

وإلى لقاء قادم إن الله



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24-07-2021, 03:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,244
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم37


بركة العمل على السنة:
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة»(1).

قال عبد الله: «الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة، وكل بدعة ضلالة»(2).

عن مطر الوراق قال: «عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة، من عمل في سنّة قبل الله منه، ومن عمل في بدعة رد الله عليه بدعته»(3).

الفضيل بن عياض يقول: «عمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة»(4).

عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: «عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ما على الأرض عبد على السبيل والسنة وذكر الله في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله إلا كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها فهي كذلك حتى أصابتها ريح شديدة فتحاتّ ورقها إلا حطّ الله عنه خطاياه كما تحاتّ تلك الشجرة ورقها، وإن اقتصاداً في سبيل وسنّة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنّة، فانظروا أن يكون علمكم إن كان اجتهاداً واقتصاداً أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم»(5).

قال ابن بطة: «فقد ذكرت في هذا الباب ما قاله المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وما أمر به أصحابه والتابعون بعدهم بإحسان من لزوم السنّة واتباع الآثار ما فيه بلاغ وكفاية لمن شرح الله صدره ووفقه لقبوله، فإن الله - عز وجل - ضمن لمن أطاع الله ورسوله خير الدنيا والآخرة، فإنه قال: وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (سورة النساء: 69).

وتوعد من خالف ذلك وعدل عنه بما نستجير بالله منه ونعوذ به ممن كان موصوفاً به، فإنه قال: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (سورة النساء: 115).

رحم الله عبداً لزم الحذر واقتفى الأثر، ولزم الجادة الواضحة وعدل عن البدعة الفاضحة»(6).

عن عبد الرزاق قال: حدثنا إبراهيم بن ميمون الصنعاني، وكان يسمى قريش اليمن، وكان من العابدين المجتهدين قال: «خافه أبو جعفر فبعث إليه فأتي به فقدم به العراق، فلما دخل عليه قال: والله لقد أخبرنا ابن طاووس، عن أبيه قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يد الله على الجماعة»(7).

عن ابن عباس قال: «لا يأتي على الناس زمان إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن»(8).

النصر باتباع السنة:
قال عمر بن عبد العزيز: «سنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر من بعده سنناً الأخذ بها تصديق لكتاب الله - عز وجل - واستكمال لفرائض الله، وقوة على دين الله، من عمل بها مهتد، ومن استنصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى» وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (النساء: الآية 115)(9).

-----------------------------------------------------------
(1) الإبانة 1/ 357.
(2) الإبانة 1/ 329، 357 - 358.
(3) الإبانة 1/ 358 - 359.
(4) الإبانة 1/ 359.
(5) رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد رقم 11؛ ورواه ابن المبارك في الزهد 2/21؛ وأبو نعيم في الحلية 1/252، ( الإبانة 1/359 - 360 ).
(6) الإبانة 1/ 364 - 365.
(7) رواه الترمذي، حدثنا يحيى بن موسى، ثنا عبد الرزاق به، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، رقم 2166. ( الإبانة 1/ 347 - 348 ).
(8) رواه بن وضاح من طريق أسد بن موسى، قال نا عبد المؤمن به؛ ورواه من طريق آخر أيضاً، ص 38؛ والطبراني في الكبير، قال الهيثمي: ورجاله موثوقون 1/ 188. ( الإبانة1/349 - 350 ).
(9) رواه الآجري في الشريعة من طريق مطرف بن عبد الله، عن مالك به، 48؛ ورواه اللالكائي من طريق ابن شهاب عن عمر بن عبد العزيز، رقم 134. ( الإبانة 1/ 352 ).

وإلى لقاء قادم إن شاء الله



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08-08-2021, 02:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,244
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السلسلة التربوية (هكذا علمنا السلف) متجددة


هكذا علمنا السلف

يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم38

الباب الرابع: مصاحبة الأخيار وقبول نصحهم:
قال الحسن البصري: «لم يبق من العيش إلا ثلاث: أخ لك تصيب من عشرته خيراً، فإن زغت عن الطريق قومك، وكفاف من عيش ليس لأحد عليك فيه تبعة، وصلاة في جمع تُكفى سهوها، وتستوجب أجرها»(1).

حب الأخيار أوثق وأحب عمل عنده:
عن مسلم بن يسار قال: «مرضت مرضاً، فلم أجد شيئاً أوثق في نفسي من قوم كنت أحبهم لا أحبهم إلا لله - عز وجل -»(2).

منـزلة الحب في الله:
عن مسلم بن يسار قال: «ما من شيء من عملي إلا وأنا أخاف أن يكون قد دخله شيء أفسده إلا الحب في الله - عز وجل -»(3).

قال الحسن البصري عن المؤمن: «هو مرآة، إن رأى منه ما لا يعجبه: سدده وقومه ووجهه، وحاطه في السر والعلانية»(4).

فالعين تنظر منها ما دنا ونأى *** ولا ترى نفسها إلا بمرآة

قال عمر بن عبد العزيز: «من وصل أخاه بنصيحة له في دينه، ونظر له في صلاح دنياه، فقد أحسن صلته، وأدى واجب حقه»(5).

قال الشافعي - رحمه الله -: «ما نصحت أحداً فقبل مني إلا هبته واعتقدت مودته، ولا رد أحد علي النصح إلا سقط من عيني ورفضته».

وقد وصف الله أهل الزيغ بأنهم لا يرغبون في النصح ولا يحبون أهله قال – تعالى -: وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ.

أهمية مجالس الصالحين:
عن محمد بن واسع قال: «ما بقي في الدنيا شيء ألذ به إلا الصلاة جماعة ولُقى الإخوان»(6).

الإنفاق على الأخيار:
كان مورق العجلي يتجر فيصيب المال، فلا يأتي عليه جمعة وعنده منها شيء، كان يلقى الأخ فيعطيه أربعمائة، خمسمائة، ثلاثمائة، فيقول: ضعها لنا عندك حتى نحتاج إليها، ثم يلقاه بعد فيقول: شأنك بها، ويقول الآخر: لا حاجة فيها، فيقول: أما والله ما نحن بآخذيها أبداً فشأنك بها»(7).

دوام الألفة بزوال الكلفة:
كان للحسن بيت إذا فتح بابه فهو إذنه، فمن جاءه من أصحابه فرأى الباب مفتوحاً دخل، فجاء رجل فرأى الباب مفتوحاً فدخل فنظر فلم ير الحسن في البيت، قال: فنظر إلى سل تحت سريره فجره إليه فإذا فيه طعام فأقبل يأكل منه، قال: وأقبل الحسن من مخرج له، فلما رأى ما يصنع الرجل قام ينظر إليه، ثم جعلت عينه تدمع وجعل يبكي، فقال له الرجل: ما يبكيك يا أبا سعيد؟ قال: ذكرتني أخلاق قوم مضوا(8).

التأخر في زيارة الأصحاب لا تفسد الوداد:
عن جعفر قال: سمعت مالكاً يقول: «كم من رجل يحب أن يلقى أخاه وأن يزوره، فيمنعه من ذلك الشغل أو الأمر يعرض، عسى الله أن يجمع بينهما في دار لا فراق فيها، ثم يقول مالك: وأنا أسأل الله أن يجمع بيننا وبينكم في ظل طوبى ومستراح العابدين»(9).

من لا تستفيد منه خيراً فانبذ صحبته:
عن جعفر قال: سمعت مالكاً يقول للمغيرة بن حبيب: «يا مغيرة انظر كل جليس وصاحب لا تستفيد في دينك منه خيراً فانبذ عنك صحبته»(10).

الباب الخامس: اتخاذ مراقب ومحص من الناصحين:
قال عمر بن عبد العزيز لمولاه مزاحم: «إن الولاة جعلوا العيون على العوام، وأنا أجعلك عيني على نفسي، فإن سمعت مني كلمة تربأ بي عنها، أو فعلاً لا تحبه، فعظني عنده، وانهني عنه»(11).

قال بلال بن سعد لصاحبه: «بلغني أن المؤمن مرآة أخيه، فهل تستريب من أمري شيئاً؟»(12).

قال ميمون بن مهران: «قولوا لي ما أكره في وجهي، لأن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره».

------------------------------------------------------------------
(1) تاريخ بغداد 6/99.
(2) كتاب الزهد للإمام أحمد 354.
(3) كتاب الزهد للإمام أحمد 356.
(4) زهد ابن المبارك 232.
(5) تاريخ الطبري 6/572.
(6) كتاب الزهد للإمام أحمد 440.
(7) كتاب الزهد للإمام أحمد 440.
(8) كتاب الزهد للإمام أحمد 339.
(9) كتاب الزهد للإمام أحمد 448.
(10) كتاب الزهد للإمام أحمد 449.
(11) عيون الأخبار لابن قتيبة 2/18.
(12) زهد ابن المبارك 485.
وإلى لقاء قادم إن شاء الله

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 166.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 160.83 كيلو بايت... تم توفير 5.74 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]