عبودية السعي وعبودية التوكل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 199 - عددالزوار : 3851 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 75 - عددالزوار : 67114 )           »          برّ الوالدين بعد الوفاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حُكم التائب من التهاون في الصلاة والصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كيفية التغلب على الغضب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          لا يلزم مِن الزهد ترك البيع والشراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          النهي عن الفُحش في القول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          زكاة أموال القُصّر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          حكم أخذ العمولة دون علم المتعاقد معه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          زكاة الأسهم الخاسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-03-2019, 10:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,805
الدولة : Egypt
افتراضي عبودية السعي وعبودية التوكل

عبودية السعي وعبودية التوكل



العبودية لله تحتم على العباد السعي نحو تحقيق صلاح الدنيا والآخرة، فالمسلم الحق من يمشي في مناكب الأرض بجسده، وروحه معلقة في السماء، يغذي جانبه المادي مما خلق منه وهو الطين { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ } (ص:71)، وجانبه الروحي من الجانب العلوي بنور السماء { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} (الحجر: 29 )، وهذه هي التوازنية والوسطية في التعامل مع غذاء البدن والروح، وبهذا التوازن عبر التاريخ استطاع المسلمون أن يجدوا لهم مكانا في مسار الحضارات، وأجبروا العالم كله أن يقف وقفة المتعلم من الحضارة الإسلامية الباهرة، تلك الحضارة التي انطلقت من {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً }(البقرة:30).
ومعنى استخلاف الله للبشر، وخلافتهم عن الله في الأرض يتطلب إطاعة المستخلف إطاعة كاملة، ولأن السيطرة على الأرض بتمكين الله للبشر تقتضي استغلال كل أوجه الخير فيها، من استنبات الزرع، وإحياء الضرع، وتشجير الأشجار، واستخراج المعادن والزيوت، واستثمار المناجم والمحاجر والمقالع، وإقامة المساكن والمصانع والقرى والمدن، حتى يعرف بكل ذلك ونحوه عظمة الله وقدرته، لأنه هو مانح الحياة لكل الموجودات.
فالخلافة الحقيقية هي التي تجمع بين تعمير القلوب والأبدان وتعمير الأكوان، بمنهج الله وفق سننه التي لا تتغير ولا تتبدل، ومن تلك السنن المطردة التي تغافل عنها كثير من الأجيال، أن السعي في الأرض والأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله، بل إن السعي الباب الأول الذي يدخل منه البشر على التوكل، ولا توكل بدون أخذ بالأسباب عند التمكن منها، قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}(الم ائدة: 23)، وقوله سبحانه: { وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ}(يون س: 84)، فجعل الله التوكل على الله شرطا في الإيمان، وكلما قوي الإيمان قوي التوكل والعكس، فالتوكل أصل مراتب الدين، لأنه يشمل الإيمان والإسلام والإحسان.
وأما الآثار الظاهرة للتوكل فيأتي في مقدمتها صحة التعامل مع الأسباب دون الاعتماد عليها أو التعلق بها، فهي وسيلة من وسائل الامتثال والطاعة لرب العالمين ؛ وذلك لأن الله قدر مقدورات مربوطة بأسباب، وأمر عباده بتعاطي هذه الأسباب، ولم ينف عنهم التوكل عليه، قال تعالى: { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الجمعة: 10)، كما أن الأخذ بالأسباب من قدر الله، والإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، ولو نقص هذا الركن من أبجديات الإيمان لنقص مخزون الإيمان, ولو فقد لفقد الإنسان الإيمان كله. اتخاذ السبب عبادة بالطاعة وتحقق النتيجة قدر من الله مستقل عن السبب لا يقدر عليه إلا الله، وبذلك يتحرر شعور المؤمن من التعبد للأسباب والتعلق بهذا، وفي الوقت ذاته هو يستوفيها بقدر طاقته لينال ثواب طاعة الله في استيفائها.

د.خالد راتب

دكتوراه في الشريعة والقانون


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.22 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]