|
|||||||
| ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
رفضتُ طلبه فتركني أ. زينب مصطفى السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة مُلتزِمة، أحفَظُ القرآنَ، وكثيرًا مِن الأحاديث، وأهتمُّ بعلاقتي برَبِّي جدًّا، أحافِظ على الصلاةِ. لَمْ يَعُدْ عندي ثقةٌ في أحدٍ، وأصبحتُ لا أستطيع التعامُل مع الناس؛ فلا أعرف الصادقَ ممن يَتَلاعَب ببنات الناس؟! تعرَّفتُ إلى شابٍّ، وكان كلامنا مُؤَدبًا محْتَرَمًا في بِدايَتِه، لم يَتَعَدَّ حدودَه، وإذا تجاوَز حدودَه أصُده، فكان يتعجَّب مني، كيف لا أرضى بالكلام معه فيما يتكلَّم فيه؟! توطَّدتْ صداقتنا جدًّا، فبدأ يحكي لي عنْ كلِّ ما حدَث له في حياته، وأخبرني أنه يرتاح لي، فصُعِقْتُ لما سمعتُ، فنَصَحْتُه وأرسَلتُ له أدعيةً، وكنتُ أحثه على الصلاة والصيام. ومع مرور الأيام والحديث تعلَّقتُ به، ثم علمتُ أنه زنا وشرِب الخمر! مع أني أرى أنه إنسان نظيف مِن داخله، ويخاف الله، لكنه لا يُصَلِّي، وعصبيٌّ جدًّا، وأناني! كلما تكلَّمنا حاول أن يأخذَ الحديث لأمور أخرى، فأخبره أنه لا يجوز الكلام في مثل هذا الأمر، فيغضب ويغلق الهاتف ولا يكلِّمني! حاولت أن أجذبَه للطريق الصحيح، ولكنه كان يبعد، ثم في النهاية لما رفضتُ مُقابلته، ورفضتُ طلبَه بالحديث معي في بعض الأمور؛ ترَكني! طلَب مُقابلة أهلي، فحدَّدتُ له موعدًا، ولكنه لم يأتِ! فأخبرتُ أهلي بكلِّ شيءٍ دار بيننا، وبكلِّ شيء عنه! فأخبرتْني أمِّي بأنَّ مثلَ هذا لن يتغيَّر طيلة حياته. أشعر بالضِّيق والأَلَم والذنبِ، وكانتْ سذاجة مني أني صدَّقتُه، فكنتُ بالنسبة له مجرَّد شيء جديدٍ، يُريد تَجربته، فإذا سِرتُ على هواه، أكمل معي، وإذا لم أَسِر، ترَكني وبحث عنْ أخرى! أنا تعِبت؛ فأخبروني ماذا أفعل؟! الجواب: أختي الحبيبة، نشكر لكِ ثقتكِ في شبكتنا، وقلوبُنا مفتوحة لكِ ولأمثالكِ الذين يُعانون، ولا يجدون مَن يُشير عليهم، أو يُرشدهم إلى طريق الهداية الذي فيه رضا الله والنجاة في الدنيا والآخرة. فلتَعلمي أختي أنَّ ما بُني على باطلٍ فهو باطلٌ، فأنتِ تعلمين أنَّ حديثَكِ معه مِن البداية خطأ، فمِثْلُ تلك النماذج تَرغب في أن تُجَرِّبَ كلَّ أنواع العلاقات، ومنها العلاقة بالإنسانة الملتَزِمة؛ فاحْمَدي اللهَ تعالى أن نجَّاكِ مِن غِوايتِه، ومِن الوقوع في الحَرام معه. حتى وإن كان هذا الشابُّ به خيرٌ كثيرٌ، فكلُّ مسلمٍ به مثل هذا الخير باختلاف درجاته، وإن كان صادقًا في رغبَتِه في التوبة، لكان قد لَجأ إلى الأساليب الصحيحة؛ ليُصلحَ مِن نفسِه، ويتوبَ مِن أفعاله وجَرائمِه، ثم تقدَّم لكِ بأسلوب صادقٍ يُرضي الله تعالى ويُرضيكِ. الزواجُ أختي الكريمة ليس تجربةً، بل هو واقعٌ ستكونين فيه، وإن عاد لمثْل أفعالِه بعد الزواج، فماذا ستفعلين؟! لا تنسَي قولَه تعالى: ﴿ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾} [النور: 26]. ومَن مثلكِ يتمتَّع بمِثْلِ هذا الخُلُق العالي، والالتِزام الجميل، والقرب مِن اللهِ؛ فالزواجُ يَهدِف عندكِ إلى بناء أسرة مُسلمةٍ تقوم على رضا الله وطاعته، فكيف بمِثْل هذا الشابِّ - الذي أشد ما يكون بُعدًا عن الله، وتركًا للصلاة التي هي عمود الإسلام - أن يُرَبِّيَ لكِ أولادكِ؟ أو أن تثقي في حِفْظِه لبَيْتِكِ؟! وإن كان قد تهاوَن في حقِّ الله، فكيف سيُعاملكِ؟! الإنسانُ المسلم الذي يخاف الله تعالى، هو مَن سيَرْعاكِ ويَحفظكِ ويحتويكِ، فتَثقين به وتحبِّينه. فاستغفري اللهَ تعالى مِن الذنوب التي اقترَفتِها معه في كلامكما، ولا تعودي لمثْلِ هذا أبدًا، واحمَدي الله تعالى أن نجَّاكِ مِن غِوايتِه، وتذكَّري دائمًا: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56]، فهي نهايةٌ طبيعيَّةٌ لعلاقةٍ لم تُبْنَ على رضا الله - عز وجلَّ، وادعي الله تعالى أن يَرزقَكِ زوجًا صالحًا يصونكِ ويتَّقي الله تعالى فيكِ. وفَّقكِ الله وهداكِ لكلِّ ما فيه الخير، وصرَف عنكِ شياطين الإنس والجنِّ
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |