الاطمئنان بالحياة الدنيا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5072 - عددالزوار : 2300834 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4656 - عددالزوار : 1581707 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 12785 )           »          فهم السيدة عائشة لحديث الميت يعذب ببكاء اهله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          من أحكام النسخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          سياحة فى​ أحكام الشريعة​ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          مقاصد المكلف في التصرفات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الأمثلة عند جمهور الأصوليين واقعها وآفاقها​ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 22 )           »          خواطر سائح في أصول الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          المناقل​ (نقل الأسماء عن مسمياتها و معانيها) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-11-2025, 12:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,845
الدولة : Egypt
افتراضي الاطمئنان بالحياة الدنيا

الاطمئنان بالحياة الدنيا


أسند الإمام الطبري في تفسيره إلى قتادة -رحمه الله- في قوله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ} [يونس: ٧] ؛ قال: «إذا شئتَ رأيتَه صاحب دُنيا؛ لها يَفْرَح! ولها يَحْزَن! ولها يَرْضَى! ولها يَسْخَط!»[1].
في ثنايا هذا الأثر نجد تشخيصًا دقيقًا لأهمّ أدواء النفوس من اللَّهف على الدنيا، والرضا بها، والغفلة عن الآخرة. وهذا الاطمئنان للدنيا والركون إليها إنما يتأتَّى بعد زوال الوَجَل من الآخرة عن القلوب[2]، فبِقَدْر التوغُّل في الدنيا ينصرف المرء عن الاستعداد إلى الحياة الآخرة[3].
وهذه الطمأنينة بالدنيا لا يختصّ بها الكفار؛ كما قال ابن عطية [ت: 542] في شرح الأثر: «فكأن قتادة صوَّرها في العصاة» أيضًا[4]، فيظهر في الهداية توظيف دلالة العموم في انتزاع هداية الأثر، والمسلم الواعي يرى نفسه مقصودًا بكلّ خطاب في القرآن إن سمع أمرًا أو نهيًا؛ قدَّر أنه المنهيّ والمأمور، وإن سمع وعدًا أو وعيدًا فكذلك[5].
ومن أنوار هذا الأثر: بيان أعراض الطمأنينة بالدنيا؛ الفرح والحزن، والرضا والسخط لأجل أمور الدنيا فحسب، وكلها مشاعر قلبية لكنّها مؤشرات ودلالات على ما في القلب من أمراض وأدواء تُهْلِك المرء وتُفْسِد عليه دِينَه.
إنَّ المتمسك بالدنيا والمتلهِّف عليها يأتيه الموت عندما تعظم رغبته فيها، فيخسر الدنيا وقد أنفق فيها عمره، وخسارته للآخرة أعظم؛ لكونه مشغوفًا بالدنيا وقاصرًا عليها عمله[6].
إنها عظة تُحرِّك القلب وتُحْييه وتُوقِظه من سُباته، ولهذا أكثَرَ القرآن من التزهيد في الدنيا، والإخبار بخِسّتها وقلّتها وانقطاعها؛ لأن الفلاح مَنُوط بإيثار الباقي على الفاني والآجل على العاجل[7].
ولا ريب أن يكون الزهد بالدنيا من أعلى مراتب السالكين، وإليه ترجع سائر أدوية القلب مِن قِصَر الأمل في الدنيا، وعدم الاطمئنان والركون إليها، والتنافس على الدنيا الذي أوْدَى بأفراد الأمة إلى التنافس المذموم والمآل الفاسد.
ومن التذكير أن يُعْلَم أنّ الزهد بالدنيا ليس لمجرد أنها دنيا فحسب، وإنما الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة؛ كما يقول ابن تيمية [ت: 728][8]؛ فلا يعني الزهد في الدنيا: التقاعس عن المعالي، وترك التكسب والمعيشة؛ فالشريعة جاءت بالكمال والجلال، والوسطية والاعتدال.
[1]  تفسير الطبري (12/122).
[2]  تفسير الرازي (17/212).
[3]  تفسير ابن عاشور (11/99).
[4]  تفسير ابن عطية (3/107).
[5]  إحياء علوم الدين، الغزالي (1/285).
[6]  تفسير الرازي (17/237).
[7]  ينظر: مدارج السالكين، ابن القيم (2/12).
[8]  ينظر: المرجع نفسه (2/12).
_______________________________________________
الكاتب: د. عبدالكريم بن عبدالله الوائلي








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.70 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]