معنى الحُرِّية
اشترى تاجر ببغاء هندياً جميلاً بريش بديع الألوان فأغرم به و كان يخاطبه من حين لآخر بحب و تعلق ، و لكن الطير كان يريد حريته و التاجر لا يمل متعة النظر إليه ، الى أن كان ذلك اليوم الذي أزمع فيه التاجر أن يقصد الهند لتجارته فقال له :
يا عزيزي الببغاء هل لك من حاجة أقضيها لك قبل أن أفارقك ؟ قال : حريتي يا سيدي التاجر .. قال له : تعلم مدى تعلقي بك و حرصي عليك و ما من سبيل لما تقول ، فهلا طلبت شيئا آخر ؟ قال : حسناً فإن لم تعطني حريتي فاذهب إلى أرض كذا و كذا فلسوف تجتمع بقومي فأخبرهم بخبري و أنني في الأسر عندك ، فإن أردت شيئاً تحب قضاءه لي فانقل لي خبرهم و انقل أخباري لهم .. قال : حسنا حاجتك مقضية .. ثم إن التاجر حزم حقائبه و ركب سفينةً نقلته إلى بلاد الهند ، فسأل عن موطن الببغاء الأخضر فدلوه عليه ، فلما وصل اجتمعت إليه الطيور تريد معرفة أخبار عجائب البلدان فقال لهم : إن أخاً لكم في ضيافتي و هو في قفص ذهبي في الأسر معززاً مكرماً و هو متعتي بالنظر إلى ريشه الجميل ، قالوا له : و متى كان المرء في السجن كريماً بعد أن سلب من أهم شيء و هو حريته ! فاسترسل بالحديث و قال: إنه أخبرني أن أنقل لكم أخباره .. و بينما هو يتحدث إذ سقط طيرٌ يشبهه من نفس العائلة على ما يبدو ، حزن التاجر لسقوط هذا الطائر ميتاً من الحزن فقال في نفسه : و ما يدريني لعلها زوجته انتظرته فلما أسقط في يدها أغشي عليها فماتت من الحزن و هي كظيمة ، و بعد أن قفل التاجر من بلاد الهند عائداً دخل بيته فاستقبله الببغاء بصوت عالي: ما أخبار تلك البلاد ؟ قال : صديقي الببغاء أخشى أنني لا أحمل لك هذه المرة أخباراً جيدةً ! قال: حسناً أخبرني بها و لو كانت سيئة فما يهمني هو معرفة أخبار الأحباب و الأصدقاء ، قال التاجر : أيها الببغاء الغالي لقد قصصت خبرك لقومك فهوى أحدهم ميتاً من الحزن فهو كظيم ، فلما سمع الببغاء الأخضر الخبر شهق شهقة و قال: ويلاه لقد علمت أن هذا سيحصل ..!! ثم سقط على الأرض لا حراك له .. بكى التاجر من جديد على موت الببغاء ،و قال: يا لهف نفسي عليك أيها الببغاء الوفي فلقد ذاب قلبك كمداً على الزوجة فمتَّ من أجل موتها .. ثم إنه أخرج جثمانه من القفص فلفه بخرقة طرية و توجه به إلى الحديقة فلم يعرف أين يضعه ، ثم قرر وضعه تحت شجرة مورقة و بدأ في تأمله .. و بينما هو كذلك إذ انتفض الببغاء الأخضر فجأة فقفز ثم طار فحلق و استقر على غصن الشجرة !، ثم التفت إلى التاجر و قال له : إنها لم تكن أخباراً سيئة يا صديقي بل كانت رسالة ًمن زوجتي كيف أنقذ نفسي من براثنك و من ذلك الحبس إلى الحرية و من ضيق القفص إلى سعة السماء ، و الجميل في الخبر أنك نقلته أنت بيدك و لسانك ، ثم ما لبث أن حلق في السماء و التاجر يحملق مذهولاً ..!! / / / منقول عندما تُحتجزُ حريتنا ظلماً ، جسدياً كانت أم عقلية ، نستطيع التفكير في كيفية الإنتقال الى الحرية بكافة الوسائل و الطرق المشروعة ، و عندما نُريد رفع الظلم عن من نحب ، تخرج لنا أفكار كثيرة ، من المؤكد أن إحداها تحمل الطريقة المثلى لإنقاذ من نحب ، لأن الهام الله عز و جل للإنسان لا يتوقف و بنفس الوقت يجب على الإنسان أن يستغل ذكائه لتفعيل ذلك الإلهام بالطريقة الصحيحة. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير أخي الكريم فعلا ما اجمل الحريه قصه رائعه يعطيك العافيه على هذا الموضوع الرائع |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن أبشع احساس على وجه الأرض ان يفقد الإنسان حريته ويكون مقيد وسط الكثير من القيود التى تمنعه من التمتع بحريته وحتى لو كانت على الوجه المشروع اللهم حرر كل انسان فقد حريته وكل شعب مقيد فى أرضه اشكرك اخى الفاضل أبو سيف على تلك القصة المفيدة والرائعة شكرا لك وجزاك الله خير |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير أخي الكريم فعلا ما اجمل الحريه قصة جميلة |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ٫ حياك الله أخي king of love أشكر مرورك العطر |
[quote=وســـــــــام*;256333]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ٫ حياك الله أختي وسام بالفعل أختي لا يوجد شيء بعد الشعور بالحرية أشكر مرورك و بارك الله فيك |
[quote=moh01;256387]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ٫ حياك الله أختي moh01 و جزاك كل الخير أخي و أشكر مرورك العطر |
شكراً لمعنى - الحرية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أشكرك على القصة ، و أسعدتني نهايتها سبحان الله فعلا كل شيء مقيد يفقد قيمته و ماهيته بالنسبة لي منذ سنوات كنت أعيش فقط بحرية تفكيري متناسية حرية أخرى مهمة في حياتنا و لكن منذ تلك السنوات القليلة بالعدد التي أحسبها طويلة بما عرفت فيها شعرت بحرية أكرمنا الله بها و هي نعمة الإحساس بأمور لو بقينا نجهلها لما عرفنا روعتها حتى العقل بعض الأحيان يحجز المشاعر و التصرفات في قولبة معينة و كأن العقل عندما يسيطر وحده علينا في البداية نشعر بفخر أن تصرفاتنا تتبع عقولنا و لكن فجأة عندما نجد أمراً أو حرية مرافقة لحرية العقل ( ضمن الحدود) نعرف أن الله سبحانه و تعالى ( خلقنا فأحسن خلقنا ) قلباً و قالباً إن شاءالله و أعطانا عقلاً نفكر به و مشاعر نحس بها و نرتقي مع أنفسنا أعتذر أني أخذت منحاً آخر من الموضوع ، و لكن لأني بفكري إنتقلت لهذا المنحى فعلا أعتذر لإطالتي ، وفقك الله تعالى لما يحب و يرضيه عنا ان شاءالله في أمان الله و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله |
[quote=ملاك النور;263572]
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته، الحمدلله ان القصة أسعدتك و الحمدلله أن البارئ أحسن خلقنا قلباً و قالباً و جعل لنا العقل و الفؤاد ليعملا معاً في تناغم رائع ، لينتجا أجمل ما يمكن تصوره.. أسعدني مرورك و مداخلتك الرائعة |
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اخى الفاضل ابو سيف ما شاء الله عليك دائما تختار قصص رائعه فيه الكثير من القيم والفوائد التى تبنى اسس حياتنا بارك الله فيك ولعل اهم شيئ اراه في الحياه هى الحريه فعلا يمكن للانسان ان يتخلى عن اشياء يظن انها مهمه جدا فى حياته ولكن ان قورنت بفقدان الحريه فلا اظن ان احد ممكن ان يستبدل حريته وشعوره بكرامته باثمن المعادن ابدا فالموت افضل من فقدان الحريه وضياع الكرامه لذلك اسال الله تعالى ان يمنحاهل فلسطين الحبيب والعراق الشقيق القوة للتغلب على اسرهم وان يمنحهم الحريه التى طالما تمنوها ونتمناها نحن ايضا بارك الله فيك اخى الكريم واشكرك على جمال قصصك واختيارك الرائع ما شاء الله |
الساعة الآن : 06:29 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour