|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اشترى تاجر ببغاء هندياً جميلاً بريش بديع الألوان فأغرم به و كان يخاطبه من حين لآخر بحب و تعلق ، و لكن الطير كان يريد حريته و التاجر لا يمل متعة النظر إليه ، الى أن كان ذلك اليوم الذي أزمع فيه التاجر أن يقصد الهند لتجارته فقال له :
يا عزيزي الببغاء هل لك من حاجة أقضيها لك قبل أن أفارقك ؟ قال : حريتي يا سيدي التاجر .. قال له : تعلم مدى تعلقي بك و حرصي عليك و ما من سبيل لما تقول ، فهلا طلبت شيئا آخر ؟ قال : حسناً فإن لم تعطني حريتي فاذهب إلى أرض كذا و كذا فلسوف تجتمع بقومي فأخبرهم بخبري و أنني في الأسر عندك ، فإن أردت شيئاً تحب قضاءه لي فانقل لي خبرهم و انقل أخباري لهم .. قال : حسنا حاجتك مقضية .. ثم إن التاجر حزم حقائبه و ركب سفينةً نقلته إلى بلاد الهند ، فسأل عن موطن الببغاء الأخضر فدلوه عليه ، فلما وصل اجتمعت إليه الطيور تريد معرفة أخبار عجائب البلدان فقال لهم : إن أخاً لكم في ضيافتي و هو في قفص ذهبي في الأسر معززاً مكرماً و هو متعتي بالنظر إلى ريشه الجميل ، قالوا له : و متى كان المرء في السجن كريماً بعد أن سلب من أهم شيء و هو حريته ! فاسترسل بالحديث و قال: إنه أخبرني أن أنقل لكم أخباره .. و بينما هو يتحدث إذ سقط طيرٌ يشبهه من نفس العائلة على ما يبدو ، حزن التاجر لسقوط هذا الطائر ميتاً من الحزن فقال في نفسه : و ما يدريني لعلها زوجته انتظرته فلما أسقط في يدها أغشي عليها فماتت من الحزن و هي كظيمة ، و بعد أن قفل التاجر من بلاد الهند عائداً دخل بيته فاستقبله الببغاء بصوت عالي: ما أخبار تلك البلاد ؟ قال : صديقي الببغاء أخشى أنني لا أحمل لك هذه المرة أخباراً جيدةً ! قال: حسناً أخبرني بها و لو كانت سيئة فما يهمني هو معرفة أخبار الأحباب و الأصدقاء ، قال التاجر : أيها الببغاء الغالي لقد قصصت خبرك لقومك فهوى أحدهم ميتاً من الحزن فهو كظيم ، فلما سمع الببغاء الأخضر الخبر شهق شهقة و قال: ويلاه لقد علمت أن هذا سيحصل ..!! ثم سقط على الأرض لا حراك له .. بكى التاجر من جديد على موت الببغاء ،و قال: يا لهف نفسي عليك أيها الببغاء الوفي فلقد ذاب قلبك كمداً على الزوجة فمتَّ من أجل موتها .. ثم إنه أخرج جثمانه من القفص فلفه بخرقة طرية و توجه به إلى الحديقة فلم يعرف أين يضعه ، ثم قرر وضعه تحت شجرة مورقة و بدأ في تأمله .. و بينما هو كذلك إذ انتفض الببغاء الأخضر فجأة فقفز ثم طار فحلق و استقر على غصن الشجرة !، ثم التفت إلى التاجر و قال له : إنها لم تكن أخباراً سيئة يا صديقي بل كانت رسالة ًمن زوجتي كيف أنقذ نفسي من براثنك و من ذلك الحبس إلى الحرية و من ضيق القفص إلى سعة السماء ، و الجميل في الخبر أنك نقلته أنت بيدك و لسانك ، ثم ما لبث أن حلق في السماء و التاجر يحملق مذهولاً ..!! / / / منقول عندما تُحتجزُ حريتنا ظلماً ، جسدياً كانت أم عقلية ، نستطيع التفكير في كيفية الإنتقال الى الحرية بكافة الوسائل و الطرق المشروعة ، و عندما نُريد رفع الظلم عن من نحب ، تخرج لنا أفكار كثيرة ، من المؤكد أن إحداها تحمل الطريقة المثلى لإنقاذ من نحب ، لأن الهام الله عز و جل للإنسان لا يتوقف و بنفس الوقت يجب على الإنسان أن يستغل ذكائه لتفعيل ذلك الإلهام بالطريقة الصحيحة. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كلمات لها معنى | قافلة الداعيات | ملتقى الشعر والخواطر | 19 | 08-04-2011 12:43 PM |
(أغني في حبك ) | الريحــانة | ملتقى القصة والعبرة | 11 | 15-02-2007 06:31 PM |
معنى كلمة(باي) | هدايه | الملتقى العام | 10 | 03-12-2006 07:49 PM |
كلمات ذات معنى | بسمة شهيد | الملتقى العام | 1 | 05-11-2006 12:48 AM |
ما معنى.. | اهداف | الملتقى العام | 0 | 21-04-2006 08:18 PM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |