اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم اسراء
تقبل الله من الجميع
لكن انا عندما أقبل رمضان حددت لنفسى كم عدد الختمات التى أريد أن أختم .
فأقوم بتكرار الجزء بعدد ما أريد يعنى نويت ختمتين أو ثلاثة أقرأ
الجزء نفسه مرتين أو ثلاثة فى اليوم أشعر بالنسبة لى أن هذه
الطريقة أفضل من حيث المراجعة والتركيز.
|
تقبل الله منك عزيزتي
ولكن
ما هكذا كان يفعل الصحابة والتابعين ، ولا نقل لنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام هكذا فعل .
ثم هناك فرق بين أن نقرأ وبين أن نحفظ ، إن كنتِ عزيزتي نويتِ الحفظ فطريقتكِ ممتازة لأجل هذا الهدف ، أما نحن هنا نتسابق على جمع أكبر عدد من الختمات قراءةً ، فالمفترض أن يكون لكل منا ختمة شهرية ، ولكن في رمضان الأجر مضاعف ونريد مضاعفة القراءة ، وعلى هذا السباق قائمٌ هنا .
لأنه يستحب للمسلم أن يكثر من قراءة القرآن في رمضان ويحرص على ختمه ، لكن لا يجب ذلك عليه ، بمعنى أنه إن لم يختم القرآن فلا يأثم ، لكنه فوت على نفسه أجوراً كثيرة .
والدليل على ذلك : ما رواه البخاري (4614) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : ( أن جبريل كان يعْرضُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً ، فَعرضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فيه )
قال ابن الأثير في"الجامع في غريب الحديث" (4/64) :
" أي كان يدارسه جميع ما نزل من القرآن " انتهى .
وقد كان من هدي السلف رضوان الله عليهم ، الحرص على ختم القرآن في رمضان ، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم .
فعن إبراهيم النخعي قال : كان الأسود يختم القرآن في رمضان كل ليلتين . "السير" (4/51) .
وكان قتادة يختم القرآن في سبع ، فإذا جاء رمضان ختم كل ثلاث ، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة . "السير" (5/276) .
وعن مجاهد أنه كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة . "التبيان" للنووي (ص/74) وقال : إسناده صحيح .
وعن مجاهد قال : كان علي الأزدي يختم القرآن في رمضان كل ليلة . "تهذيب الكمال" (2/983) .
وقال الربيع بن سليمان : كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة . "السير" (10/36) .
وقال القاسم ابن الحافظ ابن عساكر : كان أبي مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن ، يختم كل جمعة ، ويختم في رمضان كل يوم . "السير" (20/562) .
قال النووي رحمه الله معلقاً على مسألة قدر ختمات القرآن :
" والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر ، لطائف ومعارف ، فليقتصر على قدر يحصل له كمال فهم ما يقرؤه ، وكذا من كان مشغولا بنشر العلم ، أو غيره من مهمات الدين ، ومصالح المسلمين العامة ، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له .
وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة " انتهى .
"التبيان" (ص76) .
ومع هذا الاستحباب والتأكيد على قراءة القرآن وختمه في رمضان ، يبقى ذلك في دائرة المستحبات ، وليس من الضروريات الواجبات التي يأثم المسلم بتركها .
مما سبق يظهر لنا أن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يقرؤون كتاب الله كاملا ويختمونه مرارا وتكرارا من أوله إلى آخره ، ليس بتكرار جزء معين .
أتمنى أن تكون الصورة أصبحت واضحة لكِ عزيزتي 
وفقنا الله وإياكم لكل الخير
وتقبل منا ومنكم ومن المسلمين أجمعين الصيام والقيام والصالح من الأعمال يارب العالمين .