عند البحث في أسباب الخشوع في الصلاة يتبين أنها تنقسم إلى قسمين ،
الأول : جلب ما يوجد الخشوع ويقويه .
والثاني: دفع ما يزيل الخشوع ويضعفه .
وهو ما عبّر عنه شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في بيانه لما يعين على الخشوع فقال :
- والذي يعين على ذلك شيئان :
قوة المقتضى و ضعف الشاغل .
أما الأول : قوة المقتضى :
فاجتهاد العبد في أن يعقل ما يقوله و ما يفعله ، ويتدبر القراءة والذكر والدعاء ،
ويستحضر أنه مناجٍ لله تعالى كأنه يراه . فإن المصلي إذا كان قائما فإنما يناجي ربه .
والإحسان : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) . ثم كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه إليها أوكد ، وهذا يكون بحسب قوة الإيمان .
والأسباب المقوية للإيمان كثيرة ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( حبب إليَّ من دنياكم : النساء والطيب ،وجعلت قرة عيني في الصلاة)
وفي حديث آخر قال ( أرحنا بالصلاة يا بلال ) ولم يقل : أرحنا منها .
أما الثاني : زوال العارض :
فهو الاجتهاد في دفع ما يشغل القلب من تفكر الإنسان فيما لا يعنيه ، و تدبر الجواذب التي تجذب القلب عن مقصود الصلاة ، وهذا في كل عبد بحسبه ،
فإن كثرة الوسواس بحسب كثرة الشبهات والشهوات ، وتعليق القلب بالمحبوبات التي ينصرف القلب إلى طلبها ،
والمكروهات التي ينصرف القلب إلى دفعها .
مجموع الفتاوى