الموضوع: شموع
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10-01-2025, 09:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شموع

شموع (22)



د. عبدالحكيم الأنيس



من أساء إلى من أحسن إليه فقد تعجل العقوبة.
أدهشني أن لدى الكثيرين قصصاً منغصة وتجارب ممضة عن أناس قابلوا الإحسان بالإساءة!
لا أريد منك أن ترد على الإحسان بمثله... حسبي منك ألا تؤذيني...
خشي رجل أن أشكره - على ما لم يصنع - فبادر إلي قائلاً: ليس لي يد فيما صار إليك من خير...

ما أجمل هذه الشفافية!
شكر إنسان محسناً على معروف سلف فتظاهر المحسن بنسيان ذلك... فازداد إحساناً وحسناً...

أشد المشاعر وأمرها انقلابها من الرجاء إلى الخوف، وقد أبدع شاعر بتصوير هذه الحالة فقال:
قد كنت أرجوك لنيل المنى ♦♦♦ فاليوم لا أطلب إلا الرضا!

أيها المحسنون حسبكم الإحسان.
أيها المسيؤون حسبكم الإساءة...

الإحسان والحياء أخوان.
والإساءة والحياء ضدان.

يجد المحسنون في الإحسان والمعروف والنبل متعة وسعادة.
فماذا يجد المسيؤون في الإساءة والنكران والأذى؟

ليت مسيئاً إلى من أحسن إليه يحدثنا عن مشاعره حين الإساءة...
المحسن دليل على وجود الملائكة، والمسيء دليل على وجود الشياطين.

أي غصة نجدها في قول القائل:
أعلمه الرماية كل يومٍ
فلما استد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافيةً هجاني؟


احذر ممن يتمسكن حتى يتمكن.
لا يفلح غادر.
ولا ينجح فاجر.
ولا ينصح عاثر.

قيل لمحسن قوبل بالإساءة: ألا تتوقف عن الإحسان؟
فقال: كيف يستمر المسيؤون في إساءتهم، ويتوقف المحسنون عن إحسانهم؟!

للحافظ أبي موسى المديني (المتوفى سنة ٥٨١) كتاب بعنوان: (تضييع العمر والأيام في اصطناع المعروف إلى اللئام).
ليتنا نعثر على نسخة منه...

يبدو أن الاعتقاد بالاستحقاق النفسي والتضخم الذاتي وراء تورط الناكرين بالنكران...
انصحوا المسيئين أن يجربوا الإحسان مرة لعلهم يحبون طعمه، ويجدون متعته، فيصبحوا من أهله!
لولا العمل لله سبحانه لبطل المعروف بين الناس.
إن الله كتب الإحسان على كل شيء، والمسيء شيء من الأشياء.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.55 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.88%)]