
21-05-2008, 09:03 AM
|
 |
عضو مشارك
|
|
تاريخ التسجيل: May 2008
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 55
|
|
ونترضى على جميع أصحاب النبي r الأنصار منهم
والمهاجرين، وغيرهم ممن أسلم بعد الفتح .. فنواليهم ونوالي
من والاهم وأَحبهم، ونعادي من عاداهم وأَبغضَهم، ونلعن من
لعنهم، ونكفِّر من كفرهم؛ لأن الطعن بهم هو طعن بالدين ..
وطعن بكتاب الله .. وطعن بسيد الأنبياء والمرسلين، فلا
يتجرأ على الطعن بهم ولا يغتاظ منهم إلا كل منافق كافر.
قال تعالى:) لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً
قَرِيباً (الفتح:18. والذين بايعوا النبي r تحت الشجرة كانوا
أكثر من ألف وأربعمائة صحابي .. والله تعالى إذ يرضى
عنهم فهو يرضى عنهم لدينهم وإيمانهم، وحسن جهادهم
ونصرتهم للنبي r.
وقال تعالى:) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ
رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ
وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ
فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً
عَظِيماً (الفتح:29. والذين معه هم أصحابه من المهاجرين
والأنصار .. كما أن الآية دلت أن أصحاب النبي r لا يغتاظ
منهم إلا الكفار، كما قال تعالى:) ليَغيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ (.
وقال تعالى:) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ
أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ
بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا
مُجْرِمِينَ (التوبة:65-66.
وهؤلاء الذين كفروا بعد إيمانهم لم يستهزئوا بالله وآياته
ورسوله تحديداً، وإنما استهزءوا بالصحابة، فقالوا عنهم: ما
رأينا مثل قرائنا هؤلاء ـ يعني أصحاب النبي r ـ أرغب
بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء!!
فعُد ذلك استهزاء بالله تعالى الذي زكى الصحابة وأثنى عليهم
خيراً، واستهزاء
بآياته التي ورد فيها رضى الله تعالى عن الصحابة،
واستهزاء برسوله r الذي أثني خيراً على أصحابه ..
فكفروا بذلك بعد إيمانهم.
ونعتقد أن جميع الصحابة عدول .. وهم خير خلق الله بعد
الأنبياء والمرسلين .. وأن قرنهم خير القرون .. وأنهم هم
الأفقه، والأعلم، والأحكم، والأسلم .. بالنسبة لمن جاء
بعدهم .. من سلك طريقهم ومنهجهم .. والتمس فهمهم .. فقد
رشد ونجا .. ومن يُشاقهم، ويتبع غير منهجهم وسبيلهم فقد
ضل وغوى، كما قال تعالى:) وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ
مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (النساء:115. وأولى الناس
دخولاً في ) سبيل المؤمنين ( هم أصحاب النبي r.
وأفضل الصحابة هم الذين أجمعت الأمة على فضلهم، وهم:
أبو بكر الصديق، ثم الفاروق عمر بن الخطاب، ثم عثمان
بن عفان، ثم علي بن أبي طالب .. رضي الله تعالى عنهم
أجمعين.
ونعتقد أن خير القرون بعد قرن النبي r وأصحابه .. قرن
التابعين لهم بإحسان؛ ثم القرن الثاني ثم الثالث .. ثم يفشوا
الكذب، وتضعف الأمانة حتى يُقال في بني فلانٍ رجلٌ
أمين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما الخلف ممن جاءوا بعد القرون الثلاثة الأولى المشهود لها
بالخير والفضل .. فقيمتهم تأتي من جهة التزامهم بغرس
وفهم من سلَف .. فمنهم المكثر، ومنهم المقل .. ولكل له
قَدْراً .. جعلنا الله تعالى وإياكم من المكثرين
وللحديث بقية ان شاء الله
|