الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة - الصفحة 13 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4839 - عددالزوار : 1722606 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4405 - عددالزوار : 1140826 )           »          قاعدة الحياة في القرآن: كيف يحدد عملك مصيرك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          “غربة الإسلام” في عصر التقنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          نحو مجتمع معلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          طريقك إلى الجنة يبدأ بمحبة الخير للغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          لا بأس طهور إن شاء الله: أثر زيارة المريض في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          خطورة الابتعاد عن المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          الحكمة من عدة الأرملة أو المطلقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #121  
قديم 09-03-2025, 10:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,455
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة

الحكمــــة ضالـــة المؤمـــــن(122)

- لا خلافة إلا عن مشورة


عند اختيار الإمام من قبل أهل الحل والعقد لابد من المشورة، ولا ينفرد بعضهم بالاختيار دون الآخرين
الخلافة منصب عظيم، تتوق له نفوس المسلمين؛ حيث ساد قرونا طويلة، وكان رمزا لوحدة المسلمين على اختلاف أماكنهم، واجتماع رايتهم تحت قيادة واحدة، ثم أسقطت الخلافة العثمانية، وقسم العالم الإسلامي إلى دويلات عديدة، عانت من ويلات الاستعمار ما لايخفى على مطلع.
والخلافة أو الإمامة كما يسميها الجويني: «رياسة تامة، وزعامة عامة، تتعلق بالخاصة والعامة، في مهمات الدين والدنيا، متضمنها: حفظ الحوزة، ورعاية الرعية، وإقامة الدعوة بالحجة والسيف، وكف الجنف والحيف، والانتصاف للمظلومين من الظالمين، واستيفاء الحقوق من الممتنعين، وإيفاؤها على المستحقين».
وقال الماوردي: «الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع، وإن شذ عنهم الأصم».
وهذا الوجوب على الكفاية وليس متعينا على كل مسلم كما قال الماوردي: «فإذا ثبت وجوب الإمامة ففرضها على الكفاية».
وكسائر الأحكام الشرعية، باب الإمامة له شروط شرعية وطرائق مشروعة يجب مراعاتها والإتيان بها ليصح ذلك الحكم، فبعض الناس لفرط عاطفته الدينية، وجهله بالأحكام الشرعية، يريد إقامة الأحكام الشرعيةـ ومنها الخلافة دون نظر في شروطها ولا في طرائق انعقادها، ويتعاطف مع من ينادي بها، دون أن يحكم ذلك بالضوابط الشرعية أو الرجوع إلى أهل العلم الراسخين الذين هم أكثر علما، وأعظم حرصا على الدين، وأشد نصحا لسائر المسلمين.

وطرائق عقد الإمامة ثلاثة باتفاق أهل السنة كما جاء في الموسوعة الفقهية:
الأولى: بيعة أهل الحل والعقد، وهم علماء المسلمين ورؤساؤهم، ووجوه الناس، الذين يتيسر اجتماعهم حالة البيعة بلا كلفة، ويشترط فيهم: العدالة بشروطها، والعلم بشروط الإمامة، والرأي والحكمة المؤديان إلى اختيار من هو للإمامة أصلح، وبتدبير المصالح أقوم وأعرف.
ويبين الجويني أن عقد الإمامة لا مدخل فيه للنساء، ولا للعبيد، ولا للعوام الذين لا يعدون من العلماء وذوي الأحلام، قال: «فخروج هؤلاء عن منصب الحل والعقد ليس به خفاء».
الثانية: ولاية العهد(الاستخلاف)، وهي عهد الإمام الخلافة إلى من يصح إليه العهد يكون إماما بعده، قال الماوردي: «انعقاد الإمامة بعهد من قبله مما انعقد الإجماع على جوازه، ووقع الاتفاق على صحته، لأمرين عمل المسلمون بهما ولم يتناكروهما:
- أحدهما: أن أبا بكر عهد بها إلى عمر، فأثبت المسلمون إمامته بعهده.
- والثاني: أن عمرعهد بها إلى أهل الشورى، فقبلت الجماعة دخولهم فيها.
الثالثة: الاستيلاء بالقوة: قال الدسوقي في حاشيته في طرائق ثبوت الإمامة: «وإما بالتغلب على الناس؛ لأن من اشتدت وطأته بالتغلب، وجبت طاعته، ولا يراعى في هذا شروط الإمامة؛ إذ المدار على درء المفاسد، وارتكاب أخف الضررين».
وكان ابن عمر امتنع أن يبايع ابن الزبير أو عبد الملك بن مروان فلما غلب عبد الملك بايعه، كما أخرج البخاري عن عبد الله بن دينار قال: «شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال: كتب إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت، وإن بنيّ قد أقروا بمثل ذلك»، قال ابن حجر: «والمراد بالاجتماع اجتماع الكلمة وكانت قبل ذلك مفرقة».
وقال الإمام الشافعي: «كل من غلب على الخلافة بالسيف، حتى يسمى خليفة ويجمع الناس عليه، فهو خليفة».
وعند اختيار الإمام من قبل أهل الحل والعقد لابد من المشورة، ولا ينفرد بعضهم بالاختيار دون الآخرين، فقد غضب عمر رضي الله عنه من هذا الأمر وحذر منه أشد التحذير، ولك فيما أخرجه البخاري عن ابن عباس قال: «كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها؛ إذ رجع إليّ عبد الرحمن فقال: لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول: لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا، فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت». فغضب عمر ثم قال: «إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم»، في حديث طويل فلما قدم عمر المدينة خطب الناس خطبة طويلة وقال فيها: «إنه بلغني أن قائلا منكم يقول: «والله لو قد مات عمر بايعت فلانا»، فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت، ألا وإنها قد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرها، وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر، من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا» وقال في آخر الحديث: «فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا».
وجاء في رواية: «إنه لا خلافة إلا عن مشورة» رواه النسائي في الكبرى - كتاب الرجم - باب تثبيت الرجم - أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف.
قال ابن حجر: «في رواية معمر من وجه آخر عن عمر: «من دعي إلى إمارة من غير مشورة فلا يحل له أن يقبل».
قال ابن حجر: «قوله: «تغرة أن يقتلا» أي حذرا من القتل، والمعنى أن من فعل ذلك فقد غرر بنفسه وبصاحبه وعرضهما للقتل».
وقال أيضا: «والذي يظهر من سياق القصة أن إنكار عمر إنما هو على من أراد مبايعة شخص من غير مشورة من المسلمين».
- والخلاصة: أن ظهور ادعاء الخلافة من بعض الناس، لا يعني بالضرورة صدق تلك الدعوى، أو ثبوتها شرعا، بل لابد من توافر شروطها، والنظر في طريق انعقادها، وهذا النظر لا يصلح لآحاد الناس، بل إن الأمور العامة، والمسائل الجسيمة يرجع فيها لأهل العلم الراسخين، من علماء الأمة وفقهائها، وهم متوافرون -بحمد الله- في كل بلد وقطر،يمكن بسهولة الرجوع إليهم وسؤالهم كما أمرنا الله -تعالى- بقوله: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ }(النساء:83) يقول الشيخ ابن سعدي: «هذا تأديب من الله لعباده، وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة، والمصالح العامة، ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم؛ أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها». نٍسأل الله تعالى الهداية والتوفيق والسلامة من الفتن والزلل.



اعداد: د.وليد خالد الربيع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #122  
قديم 13-04-2025, 08:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,455
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة

الحكمــــة ضالـــة المؤمـــــن (123)

«إن أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون»


شاع لدى بعض الناس -وللأسف- البحث عن السلبيات وتضخيمها، والحديث عن المصائب وتسليط الضوء عليها، فما تكاد تجلس مجلسا إلا وتبدأ أحاديث الضجر والتسخط تتقاذف من كل جانب، ويتبارى القوم في ذكر أسوأ ما يعلمون، وتخرج من المجلس محبطا كأن البلد يعيش على حافة الفقر، والناس تكافح من أجل رغيف العيش الذي لا تجده في أي مكان، ونحو ذلك من مبالغات وإرجافات بعيدة عن الحقيقة، فمن يتأمل حال الناس هنا وحال غيرهم في بلاد الله الواسعة يجد أننا نتقلب في نعم كثيرة، وآلاء عظيمة يتمنى غيرنا عشرها بل أقل من ذلك.
وجحود النعم والغفلة عنها شيء مذموم، حذرنا الله -تعالى- منه، وأمرنا بضده من الحمد والشكر وتذكر النعم العظيمة والمنن الكثيرة التي حبانا الله بها لنقوم بحقها. والجحود هو الإنكار مع العلم، يقال: جحده حقه: إذا أنكره، كما يطلق الجحد على قلة الخير، يقال: عام جحد أي: قليل المطر، ويقال: رجل جحد شحيح: قليل الخير يظهر الفقر.
ويبين الغزالي -رحمه الله- سبب التقصير في الشكر فيقول: «لم يقصر بالخلق عن شكر النعم إلا الجهل والغفلة، فإنهم منعوا بالجهل والغفلة عن معرفة النعم، ولا يتصور شكر النعمة إلا بعد معرفة كونها نعمة، ثم إنهم إن عرفوا نعمة ظنوا أن الشكر عليها أن يقول اللسان: الحمد لله والشكر لله، ولم يعرفوا أن معنى الشكر أن يستعمل النعمة في إتمام الحكمة التي أريدت بها وهي طاعة الله عز وجل، فلا يمنع من الشكر بعد حصول هاتين المعرفتين إلا غلبة الشهوة واستيلاء الشيطان.
وأما الغفلة عن النعم فلها أسباب، وأحد أسبابها أن الناس بجهلهم لا يعدون ما يعم الخلق ويسلم لهم في جميع أحوالهم (نعمة)، فلذلك لا يشكرون على ما عمّ الله به الخلق من شتى النعم في الكون والنفس.
وهذا الجاهل الذي لم يقدر نعمة الله عليه مثل العبد السوء، حقه أن يضرب دائما، حتى إذا ترك ضربه ساعة تقلد به (منة)، فإن ترك ضربه على الدوام غلبه البطر وترك الشكر، فصار الناس لا يشكرون إلا المال الذي يتطرق إليه الاختصاص من حيث الكثرة والقلة، وينسون جميع نعم الله -تعالى- عليهم، ولو أمعن الإنسان النظر في أحواله رأى من الله نعما كثيرة تخصه لا يشاركه فيها الناس».
وقد ذم الله تعالى الجحود في مواضع كثيرة من الكتاب منها قوله سبحانه: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}(العاديات:6). قال الحسن: «هو الذي يعد المصائب وينسى نعم الله عليه». وأخبرنا بأن الجاحدين ظالمون فقال سبحانه: {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}(الأنعام:33)، قال ابن عشور: «ذما لهم وإعلاما بأن شأن الظالم الجحد بالحجة، وتسجيلا عليهم بأن الظلم سجيتهم».
وقال تعالى: {وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ}(العنكبوت:49). قال ابن عاشور: «وشأن الظالمين جحد الحق، يحملهم على جحده هوى نفوسهم للظلم، كما قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}(النمل:14). فهم متوغلون في الظلم».
ولأن الجحود صفة بعض النساء استحققن الوعيد كما قال صلى الله عليه وسلم : «أريت النار، فإذا أكثر أهلها النساء؛ يكفرن» قيل: أيكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط» متفق عليه.
ويحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على تذكر النعم وشكرها مهما قلت فيقول: «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب» أخرجه أحمد وصححه الألباني.
ويحذر ابن الأثير من اعتياد التسخط حتى لا يفضي إلى ما هو أخطر وأكبر فيقول: «من كان عادته وطبعه كفران نعمة الناس، وترك شكره لهم، كان من عادته كفر نعمة الله عزوجل، وترك الشكر له».
فالحمد: هو الثناء على الجميل من جهة التعظيم من نعمة وغيرها، وهو إخبار عن محاسن المحمود وإجلاله وتعظيمه، فحمد لله تعالى هو الثناء عليه بالفضيلة.
والحمد أنواع:
- الحمد القولي: هو حمد اللسان وثناؤه على الحق بما أثنى به على نفسه على لسان أنبيائه.
- الحمد الفعلي: هو الإتيان بالأعمال البدنية ابتغاء وجه الله تعالى.
- الحمد الحالي: هو فعل يشعر بتعظيم المنعم كالتخلق بالأخلاق الدينية. فقوله تعالى في سورة الفاتحة: {الحمد لله رب العالمين}(الفتاحة:2) هو إخبار عن حمد الله تعالى لنفسه، وهو أمر للمكلفين بحمده والثناء عليه سبحانه وتعالى.
والحمد هو كلام المؤمنين إذا دخلوا الجنة كما أخبر تعالى عنهم فقال: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}(الزمر:74).
وقال سبحانه: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} (الأعراف:43).
وأرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الحمد من أفضل الكلام فقال: «أحب الكلام إلى الله أربع؛ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر لايضرك بأيهن بدأت» رواه مسلم.
والحمد ولو على أقل النعم سبب لرضى الله -تعالى- كما قال صلى الله عليه وسلم : «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها،أو يشرب الشربة فيحمده عليها» رواه مسلم، وقال أيضا: «من أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه» أخرجه أبو داود
وكان النبي صلى الله عليه وسلم دائم التذكر لنعم الله -تعالى- والثناء عليه سبحانه، فعن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي» رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم : «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - تملأ - ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها» رواه مسلم.
قال النووي: «هذا حديث عظيم أصل من أصول الاسلام، قد اشتمل على مهمات من قواعد الاسلام. وقوله صلى الله عليه وسلم : «والحمد لله تملأ الميزان»: فمعناه عظم أجرها، وأنه يملأ الميزان».
ولعظم منزلة الحمد فإن أصحابه في منزلة رفيعة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون» أخرجه أحمد وصححه الألباني، والحمادون هم من يكثر من قول الحمد لله في السراء والضراء.
وقال أبو العالية: «إني لأرجو ألا يهلك عبد بين اثنتين؛ نعمة يحمد الله عليها، وذنب يستغفر منه».
وقال الفضيل: «من عرف نعمة الله بقلبه، وحمده بلسانه لم يستتم حتى يرى الزيادة، لقوله تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } (إبراهيم:7).
فنحن ننعم بفضل الله -تعالى- بكثير من الخيرات والمسرات، ووقانا الله -تعالى- كثيرا مما ابتلى به كثيرا من عباده، وأعلى ذلك سلامة الدين من الفتن، وسلامة الدنيا من الخوف، فأحدنا يعبد ربه دون فتن، ويمشي في الأرض دون خوف ولا وجل، فكفى بذلك نعمة لو كانوا يعلمون كما قال صلى الله عليه وسلم : «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا» وأخرجه الترمذي وحسنه الألباني.



اعداد: د.وليد خالد الربيع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #123  
قديم 13-04-2025, 11:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,455
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة

الحكمــــة ضالـــة المؤمـــــن (124)

- {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} (الأنعام: 149)



« إن الله لم يترك للعبد سببا في الاعتذار يتمسك به، والحاصل أنه لا يعاقب إلا بعد حجة». فلله الحمد على نعمته، وله الحمد على رحمته
ربنا -تبارك وتعالى- له الأسماء الحسنى والصفات العليا، فهو -سبحانه -عليم ورحيم وحكيم، قوله صدق، وخبره حق، وحكمه عدل، وفعله حكمة، لا يسأل عما يفعل، لا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، قال الشيخ ابن سعدي: «فلا يخلق شيئاً عبثا، ولا يشرع شيئاً سدى، الذي له الحكم في الأولى، والآخرة، وله الأحكام الثلاثة لا يشاركه فيها مشارك، فيحكم بين عباده في شرعه، وفي قدره، وجزائه».
ومن حكمته سبحانه ورحمته بعباده أنه يقيم الحجة عليهم قبل أن يحاسبهم ويعاقبهم، فيقطع عذرهم، ويمنع حجتهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب وإقامة البراهين الساطعة والبينات الباهرة، فقال تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}(النساء: 165).
قال البغوي: «وفيه دليل على أن الله -تعالى- لا يعذب الخلق قبل بعثه الرسول». وقال الطبري: «يقول: أرسلت رسلي إلى عبادي مبشرين ومنذرين، لئلا يحتج من كفر بي وعبد الأنداد من دوني، أو ضل عن سبيلي بأن يقول إن أردت عقابه: {لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى}(طه: 134). فقطع حجة كل مبطل ألحد في توحيده وخالف أمره، بجميع معاني الحجج القاطعة عذره، إعذارا منه بذلك إليهم، لتكون لله الحجة البالغة عليهم وعلى جميع خلقه».
وقال سبحانه: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا }(الإسراء: 15). قال الطبري: «يقول تعالى ذكره: وما كنا مهلكي قوماً إلا بعد الإعذار إليهم بالرسل، وإقامة الحجة عليهم بالآيات التي تقطع عذرهم».
ونقل عن قتادة أنه قال: «إن الله تبارك وتعالى ليس يعذب أحدا حتى يسبق إليه من الله خبرا، أو يأتيه من الله بينة، وليس معذبا أحدا إلا بذنبه».
وقال ابن كثير: «قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} إخبار عن عدله تعالى، وأنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه، كما قال تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ}(الملك: 8 - 9)، وكذا قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ }(الزمر: 71)، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الله تعالى لا يدخل أحدا النار إلا بعد إرسال الرسول إليه».
وأما من لم تقم عليه الحجة فإن الله -تعالى- يختبرهم في الآخرة، ودليله ما رواه الإمام أحمد عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربعة (يحتجون) يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئاً ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما». قال شعيب الأرناؤوط: حديث حسن.
وقال سبحانه:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(التوبة: 115).
قال الطاهر: «ومعنى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا} أن ليس من شأنه وعادة جلاله أن يكتب الضلال لقوم بعد إذ هداهم بإرسال الرسل إليهم وإرشادهم إلى الحق حتى يبين لهم الأشياء التي يريد منهم أن يتقوها، أي: يتجنبوها، فهنالك يبلغ رسله أن أولئك من أهل الضلال حتى يتركوا طلب المغفرة لهم كما قال لنوح - عليه السلام -: {ﭝفَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}(هود: 46)، ولا كان من شأنه - تعالى - أن يكتب الضلال لقوم بعد إذ هداهم للإيمان واهتدوا إليه لعمل عملوه حتى يبين لهم أنه لا يرضى بذلك العمل».
وقال ابن كثير: «يقول تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة وحكمه العادل: إنه لا يضل قوما بعد بلاغ الرسالة إليهم، حتى يكونوا قد قامت عليهم الحجة، كما قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ}(فصلت: 17). وقال تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ}(الأنعام: 149).
قال القرطبي: «الحجة البالغة أي: التي تقطع عذر المحجوج، وتزيل الشك عمن نظر فيها، فحجته البالغة على هذا تبيينه أنه الواحد، وإرساله الرسل والأنبياء; فبين التوحيد بالنظر في المخلوقات، وأيد الرسل بالمعجزات، ولزم أمره كل مكلف».
وقال ابن كثير: «يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : (قل) لهم - يا محمد: (فلله الحجة البالغة) أي: له الحكمة التامة، والحجة البالغة في هداية من هدى، وإضلال من أضل، ( فلو شاء لهداكم أجمعين)،وكل ذلك بقدرته ومشيئته واختياره، وهو مع ذلك يرضى عن المؤمنين ويبغض الكافرين، كما قال تعالى:{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ}(الأنعام: 35)، وقال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا}(يونس: 99)، وقوله: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿118﴾إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }(هود: 118 - 119).
قال الضحاك: «لا حجة لأحد عصى الله، ولكن لله الحجة البالغة على عباده».
ولأن الله -تعالى- رحيم فهو يحب الإعذار كما قال صلى الله عليه وسلم : «ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المنذرين والمبشرين» متفق عليه، وفي رواية مسلم: «بعث المرسلين مبشرين ومنذرين»، وله من حديث ابن مسعود «ولذلك أنزل الكتب والرسل» أي: وأرسل الرسل.
قال القاضي عياض: «المعنى بعث المرسلين للإعذار والإنذار لخلقه قبل أخذهم بالعقوبة، وهو كقوله تعالى:{لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}(النساء: 165).
وقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلَّغه ستين سنة».
قال ابن حجر: «قوله: «أعذر الله» الإعذار إزالة العذر، والمعنى أنه لم يبق له اعتذار كأن يقول: لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به، يقال: أعذر إليه إذا بلغه أقصى الغاية في العذر ومكنه منه، وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكنه منها بالعمر الذي حصل له فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار والطاعة والإقبال على الآخرة بالكلية، والمعنى أن الله لم يترك للعبد سببا في الاعتذار يتمسك به، والحاصل أنه لا يعاقب إلا بعد حجة».
فلله الحمد على نعمته، وله الحمد على رحمته، ونسأله تعالى التوفيق والسداد، والإخلاص والقبول.



اعداد: د.وليد خالد الربيع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #124  
قديم 19-04-2025, 12:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,455
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة

الحكمــــة ضالـــة المؤمـــــن(125)

- تعوذوا بالله من جهد البلاء


يحرص الدين على أن يكون المسلم معافى في بدنه، سليما في عقله، مطمئن القلب، مرتاح البال؛ لأجل أن يعبد الله -تعالى- بلا مؤثرات تشوش عليه صفو العبادة وجمال الإخلاص؛ لأن المريض والخائف والفقير والمضطرب مشغول الفكر بما أهمه وأغمه، فلا تصفو عبادته، ولا يتلذذ بمناجاة ربه، لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يديم سؤال الله -تعالى- العافية وهي السلامة في الدين والبدن والمال والأهل.
كما قال ابن عمر: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هؤلاء الدعوات حين يُمسي وحين يُصبح: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة, اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودُنْياي, وأهلي, ومالي, اللهم استر عوراتي -وفي رواية: عورتي- وآمِنْ روْعاتي, اللهم احفظني من بين يديَّ, ومِنْ خَلْفي, وعن يميني، وعن شمالي, ومن فوقي, وأعوذ بعظمتك أن أُغْتال من تحتي». أخرجه أبو داود
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من سوء القضاء، ومن درك الشقاء، ومن شماتة الأعداء، ومن جهد البلاء .
وفي رواية للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَعَوَّذُوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء». فيُشرع للمسلم أن يتعوّذ بالله من هذه الأشياء، بل هو مما يُستحبّ له، فقد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه أن يمتثل أمره صلى الله عليه وسلم، وقد بين العلماء رحمهم الله معنى هذه الأربع:
فجهد البلاء: بفتح الجيم: بمعنى المشقة، وهي الحالة التي يمتحن بها الإنسان ويشق عليه؛ بحيث يتمنى فيها الموت ويختاره عليها.
وقال ابن بطال وغيره: جهد البلاء كل ما أصاب المرء من شدة مشقة وما لا طاقة له بحمله ولا يقدر على دفعه.وقيل: المراد بجهد البلاء قلة المال وكثرة العيال كذا جاء عن ابن عمر. قال ابن حجر: «والحق أن ذلك فرد من أفراد جهد البلاء . وقيل: هو ما يختار الموت عليه». وقال الشيخ ابن عثيمين: «جهد البلاء: أي من البلاء الذي يبلو الجهد أي الطاقة، والبلاء نوعان: بلاء جسمي كالأمراض .
وبلاء معنوي بأن يبتلى الإنسان بمن يتسلط عليه بلسانه فينشر معايبه ويخفي محاسنه وما أشبه ذلك، هذا من البلاء الذي يشق على الإنسان، وربما يكون مشقة هذا على الإنسان أبلغ من مشقة جهد البدن فيتعوذ الإنسان بالله من جهد البلاء.
وقسم ثالث: وهو ما يبتلي الله به العبد من المصائب العظيمة الكبيرة، فمن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه، وإذا أصابه خير وراحة وطمأنينة اطمأن، وإذا أصابه فتنة دينية أو دنيوية انقلب على وجهه، تجد إيمانه متزعزعاً أدنى شبهة ترد عليه تصرفه عن الحق تجده لا يصبر، أدنى بلاء يصيبه يصرفه عن الحق، فيتسخط على قضاء الله وقدره وربما يقع في قلبه أشياء لا تليق بالله -عز وجل- من أجل هذا البلاء».
وأما درك الشقاء: الدرك اسم من الإدراك وهو اللحاق والوصول، كما قال تعالى: { فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ}(طه: 77).
وقيل الدرك: واحد دركات جهنم.
والشقاء بمعنى الشقاوة، فيكون المعنى: ونعوذ بك من موضع أهل الشقاوة وهو جهنم، أو من موضع يحصل لنا فيه شقاء.
قال الحافظ ابن حجر: قوله: «ودرك الشقاء» بفتح الدال والراء المهملتين ويجوز سكون الراء وهو الإدراك واللحاق، والشقاء :هو الهلاك ويطلق على السبب المؤدي إلى الهلاك.
قال: ودرك الشقاء يكون في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة.
قال الشيخ ابن عثيمين: «ومن درك الشقاء أي: ومن أن يدركك الشقاء. والشقاء ضد السعادة، والسعادة سببها العمل الصالح، والشقاء سببه العمل السيئ، فإذا استعذت بالله من درك الشقاء فهذا يتضمن الدعاء بألا تعمل عمل الأشقياء». وأما سوء القضاء: فهو مثل قوله: «وقنا شر ما قضيت».
قال ابن بطال: «وكذلك سوء القضاء عام في النفس والمال والأهل والولد والخاتمة والمعاد. والمراد بالقضاء هنا المقضي; لأن حكم الله كله حسن لا سوء فيه». قال الشيخ ابن عثيمين: «سوء القضاء يحتمل معنيين:
المعنى الأول: أن أقضي قضاء سيئا .
والمعنى الثاني: أن الله يقضي على الإنسان قضاء يسوؤه .
والقضاء يعني الحكم، فالإنسان ربما يحكم بالهوى، ويتعجل الأمور ولا يتأنى ويضطرب، هذا سوء قضاء، كذلك القضاء من الله قد يقضي الله -عز وجل- على الإنسان قضاء يسوؤه ويحزنه، فتستعيذ بالله -عز وجل- من سوء القضاء».
وأما شماتة الأعداء: فهي فرح العدو ببلية تنزل بمن يعاديه، أي: نعوذ بك من أن تلحقنا مصيبة في ديننا أو دنيانا يفرح بها أعداؤنا. قال ابن بطال: وشماتة الأعداء ما ينكأ القلب ويبلغ من النفس أشد مبلغ.
قال الشيخ ابن عثيمين: «الأعداء جمع عدو، وقد ذكر الفقهاء ضابطا للعدو فقالوا: من سره ما ساء في شخص أو غمه فرحه فهو عدوه، كل إنسان يسره ما ساءك أو يغمه فرحك فهو عدو لك، وشماتة الأعداء أن الأعداء يفرحون بما أصابك، والعدو لا شك أنه يفرح في كل ما أصاب الإنسان من بلاء، ويحزن في كل ما أصابه من خير، فأنت تستعيذ بالله -عز وجل- من شماتة الأعداء».
وقال ابن حجر: «كل واحدة من الثلاثة مستقلة فإن كل أمر يكره يلاحظ فيه جهة المبدأ وهو سوء القضاء، وجهة المعاد وهو درك الشقاء؛ لأن شقاء الآخرة هو الشقاء الحقيقي، وجهة المعاش وهو جهد البلاء، وأما شماتة الأعداء فتقع لكل من وقع له كل من الخصال الثلاثة».
قال ابن بطال: وإنما تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك تعليما لأمته فإن الله -تعالى- كان آمنه من جميع ذلك وبذلك جزم عياض.
قال ابن حجر: ولا يتعين ذلك بل يحتمل أن يكون استعاذ بربه من وقوع ذلك بأمته، ويؤيده رواية مسدد المذكورة بصيغة الأمر كما قدمته وهي قوله: «تعوذوا بالله من جهد البلاء».
قال ابن الجوزي: «وفيه مشروعية الاستعاذة، ولا يعارض ذلك كون ما سبق في القدر لا يرد لاحتمال أن يكون مما قضى، فقد يقضى على المرء مثلا بالبلاء، ويقضى أنه إن دعا كشف، فالقضاء محتمل للدفاع والمدفوع، وفائدة الاستعاذة والدعاء إظهار العبد فاقته لربه وتضرعه إليه».
قال الشيخ ابن باز: «فالمؤمن يتحرى العافية من هذه الأشياء، ويستعيذ بالله من جهد البلاء، ومن درك الشقاء ومن سوء القضاء ومن شماتة الأعداء، يعني يحذر كل هذه الأسباب، فلا يتعرض للبلاء الذي يوقعه في المعاصي والشرور، ولا يتعرض للأشياء التي تشمت به الأعداء، ولا يتعرض أيضاً لشيءٍ مما حرم الله عليه، فإن هذا يكون من سوء القضاء الذي ابتلي به، فإن الله يقضي الخير والشر -جل وعلا-، فالمعاصي بقدر، والطاعات بقدر، يسأل ربه أن الله يقيه شر القضاء الذي فيه المعاصي والشرور والشركيات ونحو ذلك، نسأل الله العافية».



اعداد: د.وليد خالد الربيع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #125  
قديم 20-04-2025, 05:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,455
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة

الحكمــــة ضالـــة المؤمـــــن (126)

– قلما أدبر شيء فأقبل


من سنن الله تعالى الكونية التي يراها الإنسان في الدنيا، ويقرؤها في أخبار الناس السابقة والمعاصرة، أن من كان في نعمة من الله وفضل ثم لم يقم بشكرها، وسعى في تغييرها أو أنه أهملها ولم يرع حقها، فإنه غالبا يحرمها ولا تعود إليه إلا ما شاء الله.
قال ابن القيم: النعم ثلاثة:نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها، ونعمة هو فيها لا يشعر بها، فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرّفه نعمته الحاضرة، وأعطاه من شكره قيدا يقيّدها به حتى لا تشرد، فإنها تشرد بالمعصية, وتقيّد بالشكر، ووفقه لعمل يستجلب به النعمة المنتظرة, وبصّره بالطرق التي تسدها وتقطع طريقها، ووفقه لاجتنابها، وإذا بها قد وافت إليه على أتم الوجوه، وعرّفه النعم التي هو فيها ولا يشعر بها.
ويحكى أن أعرابيا دخل على الرشيد, فقال: يا أمير المؤمنين ثبّت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها، وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته، وعرّفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها فأعجبه ذلك منه، وقال: ما أحسن تقسيمه».
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ».أخرجه مسلم وأبو داود
قال في عون المعبود: «من زوال نعمتك»: أي نعمة الإسلام والإيمان ومنحة الإحسان، «وتحول عافيتك»: بضم الواو المشددة أي انتقالها من السمع والبصر وسائر الأعضاء .
فإن قلت: ما الفرق بين الزوال والتحول؟ قلت : الزوال يقال في شيء كان ثابتا في شيء ثم فارقه، والتحول تغير الشيء وانفصاله عن غيره، فمعنى زوال النعمة ذهابها من غير بدل، وتحول العافية: إبدال الصحة بالمرض، والغنى بالفقر.
«وفجاءة نقمتك»: بضم الفاء والمد، بمعنى البغتة، والنقمة بكسر النون وبفتح مع سكون القاف: المكافأة بالعقوبة والانتقام بالغضب والعذاب، وخصها بالذكر؛ لأنها أشد .
(وجميع سخطك): أي ما يؤدي إليه أو جميع آثار غضبك.
ويبين ابن الجوزي سبب تحول النعم فيقول: وإذا رأيت تكدراً في حالٍ من الأحوال، يعني: إذا رأيت تحول العافية أو تكدر الأحوال على الإنسان فإنه بسبب أمرين: إما نعمةً ما شكرت؛ أي: أعطاك الله نِعماً لكن ما شكرته وما أديت حق هذه النعم، أو ما صرفتها في طاعة الله، يقول الله جل وعلا:{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}(إبراهيم:7).
والأمر الثاني: وإما زلةً فعلت، يعني: اِقترفت معصية، فالله سبحانه و تعالى بدأ يغير من حالك، كما قال الله تعالى:{إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوْا مَا بِأَنفُسِهِمْ}(الرعد:11)؛ لأن المعاصي و الذنوب هي سبب كل بلاء و شقاء و نكد في الدنيا و الآخرة».
ولهذا جاء عن عمر وعلي رضي الله عنهما: «قلما أدبر شيء فأقبل».
قال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب: أنها تزيل النعم ، وتحل النقم ، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب ، ولا حلت به نقمة إلا بذنب ، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا رفع إلا بتوبة».
وقد قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى: 30).
وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} (الأنفال: 53).
ومن الأمثلة التي ضربها لنا القرآن في تحول النعم وتبدل الأحوال قوله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}(سبأ: 15 - 16).
قال الطاهر: كان أولئك مثلا لسلب النعمة عن الكافرين، وفيهم موعظة للمشركين؛ إذ كانوا في بحبوحة من النعمة فلما جاءهم رسول من المنعم عليهم يذكرهم بربهم ويوقظهم بأنهم خاطئون؛ إذ عبدوا غيره، كذبوه وأعرضوا عن النظر في دلالة تلك النعمة على المنعم المتفرد بالإلهية .
والآية هنا: الأمارة والدلالة بتبدل الأحوال وتقلب الأزمان، فهي آية على تصرف الله ونعمته عليهم، فلم يهتدوا بتلك الآية فأشركوا به وقد كان في إنعامه عليهم ما هو دليل على وجوده ثم على وحدانيته.
وقال تعالى:{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(112) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ }(النحل: 112- 113).
وقال سبحانه:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ }(القصص: 58).
يقول الشيخ عبد المحسن العباد موضحا معنى(تقييد النعم بالشكر): تقييدها معناه: الإبقاء عليها حتى لا تذهب وحتى لا تزول إنما يكون بالشكر، كما يقول بعض السلف: «النعم إذا شُكرَت قرّت، وإذا كُفرَت فرّت»، إذا شكرت حصل استقرارها وبقاؤها، وإذا كفرت فرت يعني: زالت وذهبت ولم يبق منها شيء، ويقولون: «لا بقاء للنعم مع الكفر، ولا زوال للنعم مع الشكر».
ويقول بعض السلف: «النعمة وحشية فقيدوها بالشكر» معنى كونها (وحشية) يعني: غير مستأنِسة حتى تُشكَر، فإذا عُمل الشيء الذي يكون به بقاؤها استقرت واستأنست، وإلا فإنها تنفر وتذهب وتزول عن صاحبها، ولهذا جاء عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه قال: «قيدوا نعم الله بشكر الله عزّ وجلّ»؛ فإن النعم إذا شُكرت فإنها تبقى وتستقر، وإذا كُفرت فإنها تزول وتضمحل وتذهب عن أصحابها، ولا يكون لها قرار ولا يكون لها بقاء».
وقال الحسن البصري: «إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا، ولهذا كانوا يسمون الشكر: الحافظ؛لأنه يحفظ النعم الموجودة، والجالب؛ لأنه يجلب النعم المفقودة».
وقالوا: من لم يشكر النعمة فقد تعرّض لزوالها، ومن شكرها فقد قيّدها بعقالها.
وفي كلام بعض المتقدمين: «أن كُفران النعم بوار، وقلما أقشعت نافرة فرجعت في نصابها فاستدع شاردها بالشكر، واستدم راهنَها بكرم الجوار».
فالعاقل من اعتبر، والسعيد من اتعظ بغيره كما قال الشاعر الحارث بن كلدة:
إن السعيد له في غيره عِظَةٌ وفي الحوادث تحكيم ومُعْتبرُ



اعداد: د.وليد خالد الربيع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 105.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 101.63 كيلو بايت... تم توفير 3.55 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]