|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#131
|
||||
|
||||
![]() الحكمــــة ضالـــة المؤمـــــن(132) - { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} استحضار الآخرة وما فيها من نعيم مقيم، أو عذاب أليم يجعل المسلم يسعى بما وسعه من جهد ومال ليبلغ مرضاة ربه، فينجو من عذابه، ويفوز بجنته، إلا أن السابقين في الخيرات لهم وراء ذلك مقاصد وغايات، فيطمعون برحمة الله تعالى وأن ينالوا من الجنة أعلى الدرجات، وأن يصاحبوا أفضل الخلائق من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يجاوروا رب العالمين في الفردوس الأعلى، وأن ينعموا برؤيته، ويتلذذوا بمشاهدته. فتلك الغاية كما يقول ابن القيم: «التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون.إذا ناله أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعيم، وحرمانه والحجاب عنه لأهل الجحيم أشد عليهم من عذاب الجحيم، اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، وجميع الصحابة والتابعون، وأئمة الإسلام على تتابع القرون، وأنكرها أهل البدع المارقون، والجهمية المتهوكون، والفرعونية المعطلون». وهذه المسألة العقدية مما وقع فيها خلاف بين أهل السنة ومخالفيهم كما قال النووي: «اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلاً، وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين، وزعمت طائفة من أهل البدع ـ المعتزلة والخوارج وبعض المرجئةـ أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلاً، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ومن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو من عشرين صحابياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة «وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «أجمع سلف الأمة وأئمتها على أن المؤمنين يرون الله بأبصارهم في الآخرة ».فمن الأدلة على ذلك قال تعالى:{ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس:26). قال ابن كثير:«يخبر تعالى أن لمن أحسن العمل في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح أبدله الحسنى في الدار الآخرة كما قال تعالى:{هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ}(الرحمن:60). وقوله ![]() وقد روي تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم عن أبي بكر الصديق، وحذيفة ابن اليمان، وعبد الله بن عباس وأبو موسى وعبادة بن الصامت، وسعيد بن المسيب، ومجاهد، وعكرمة، وعطاء، والضحاك، والحسن، وقتادة، وغيرهم من السلف والخلف . وعن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:{ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}. قال:«النظر إلى وجه الرحمن عز وجل». وعن أبي بن كعب أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل:{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: «الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله عز وجل». وقال تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}(ق:35). قال الطبري: «قال علي بن أبي طالب، وأنس: هو النظر إلى وجه الله عز وجل». وقال ابن كثير: «قوله:{ولدينا مزيد}كقوله تعالى:{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}. وفي صحيح مسلم عن صهيب: أنها النظر إلى وجه الله الكريم. وعن أنس قال:« يظهر لهم الرب، عز وجل في كل جمعة». وقال تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة}. قال ابن كثير: «من النضارة، أي: حسنة بهية مشرقة مسرورة، {إلى ربها ناظرة} أي: تراه عيانا، كما رواه البخاري:«إنكم سترون ربكم عيانا». وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح، من طرق متواترة عند أئمة الحديث ، لا يمكن دفعها ولا منعها.وهذا بحمد الله مجمع عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة، كما هو متفق عليه بين أئمة الإسلام. وهداة الأنام ». ونقل الطبري عن عكرمة أنه قال: «تنظر إلى ربها نظرا». وذكرعن الحسن في قوله :{وجوه يومئذ ناضرة} قال: حسنة {إلى ربها ناظرة} قال: «تنظر إلى الخالق، وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق». وقال تعالى:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}. قال الربيع بن سليمان: حضرت الشافعي وقد جاءته رقعة فيها: ما تقول في قوله تعالى:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}؟ فقال الشافعي: «لما أن حجب هؤلاء في السخط، كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا». ونقل الطبري عن الحسن في قوله:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} قال:«يكشف الحجاب فينظر إليه المؤمنون كل يوم غدوة وعشية». ثم قال الطبري: «فالصواب أن يقال: هم محجوبون عن رؤيته، وعن كرامته، إذ كان الخبر عاما، لا دلالة على خصوصه». وعن أبي هريرة أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟« قالوا: لا، يا رسول الله، قال: «هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟«قالوا: لا، يا رسول الله، قال: « فإنكم ترونه كذلك» رواه مسلم . ومعنى «تضارون» أي لا يزاحم بعضكم بعضا، أو يلحق بعضكم الضرر ببعض بسبب الرؤية، وتشبية رؤية الباري برؤية الشمس والقمر، ليس تشبيها للمرئي بالمرئي، وإنما تشبيه الرؤية في وضوحها وجلائها برؤية العباد الشمس والقمر إذ يرونهما من غير مزاحمة ولا ضرر وعن جرير قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:«إنكم سترون ربكم عيانا» رواه البخاري . وعن صهيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} رواه مسلم . وسبيل تحقيق هذه الغاية الشريفة إنما يكون بالإحسان كما قال تعالى:{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}، فبسبب إحسانهم في الدنيا أكرمهم الله تعالى في الآخرة بالجنة ورؤية وجهه الكريم. ومن الإحسان المحافظة على الصلاة في أوقاتها، لاسيما صلاتي الفجر والعصر كما جاء في الصحيحين عن جرير قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر ليلة البدر فقال:«إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا». نسأل الله تعالى أن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه العظيم، في جنات النعيم، ورفقة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. اعداد: د.وليد خالد الربيع
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |