الخالق البارئ المصور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 780 - عددالزوار : 145274 )           »          نصيحة حول قضاء الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          إمامة من يقضي ما فات من الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          سترة المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى جمع له في الوحي مراتب عديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 470 - عددالزوار : 152833 )           »          إطعام الطعام من أفضل الأعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          { لا تكونوا كالذين كفروا.. } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 02:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,787
الدولة : Egypt
افتراضي الخالق البارئ المصور

الخالق البارئ المصور


في لقاء رتبه أحد رواد مسجدنا بمجموعة ديوان عائلته في منطقة (الزهراء) وهي إحدى المناطق الجديدة التي غالب سكانها من الطبقة المتوسطة، سألني أحدهم:
- لماذا لم تذكر الأسماء الحسنى التي جاءت في أواخر سورة الحشر؟! أو التي جاءت في أوائل سورة الجمعة؟ أو أوائل سورة الحديد؟! في كتابك الذي ذكرت فيه الأسماء الحسنى في القرآن الكريم؟ بدا لي أن السائل قد أعد سؤاله، منذ علم اسم الضيف وموضوع اللقاء.
- سؤال جميل، وسوف أذكر لهذه الأسماء الحسنى في الجزء الثاني من الكتاب؛ لأن الهدف من الجزء الأول كان ذكر الأسماء الحسنى التي وردت في خواتيم الآيات، وهو الغالب في كتاب الله، ولكن دعني أذكر جانبا من هذه الأسماء، وأبيّن العلاقة بينها باختصار.
كان السؤال بعد عرض للأسماء الحسنى المقترنة في خواتيم آي القرآن امتد لأربعين دقيقة.
- دعنا نذكر الأسماء الحسنى من أواخر سورة الحشر: (الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر... الخالق الباري المصور)، هذه الأسماء يمكن أن نضعها في مجموعات متقاربة، الملك القدوس، السلام المؤمن، المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ المصور.
- هل بالإمكان أن تذكر سبب هذا التقسيم، ثم نتحدث عن آخر ثلاثة أسماء (الخالق البارئ المصور)؟
- نعم، (الملك القدوس) ورد الاسمان مقترنين في حديث ذكر صلاة الوتر.
(السلام المؤمن المهيمن) قريبة في المعنى متكاملة.
(العزيز الجبار المتكبر) متتالية وتقتضي بعضها، (الخالق البارئ المصور) متعلقة بمراحل خلق الله للأشياء.
- أما (الخالق) سبحانه، ففي اللغة (الخلق) إيجاد الشيء من غير سابق، وإيجاد الشيء من الشيء، وخلاصة أقوال العلماء أن (الخالق) في حق الله هو التقدير والعلم السابق والقدرة على الإيجاد، وإذا أراد الله شيئا فإنما يقول له (كن).
و(البارئ)، هو واهب الحياة، فكل مبروء مخلوق وليس كل مخلوق مبروءاً، فخلق الإنسان يبدأ بالنطفة ثم العلقة ثم المضغة، فإذا كمل أربعة أشهر تقريبا، ينفخ فيه الروح فيصبح مبروءا.
و(المصور) -سبحانه- هو الذي يخرج ما برأه من المخلوقات على الصورة التي يريدها عزّ وجلّ، من أنواع الصور الجلية والخفية والحسية والعقلية، وجعل الله من الآيات الدالة على قدرته اختلاف ألوان البشر ولغاته: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} (الروم: 22).
فتدبر هذه الآية، جعل اختلاف الألسنة والألوان آية كما خلق السموات والأرض آية.. سبحانه.
ويذكر الله ذلك في آية أخرى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿6﴾الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿7﴾فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ } (الإنفطار:6-8)، فهذه مراحل الخلق عموما والإنسان خصوصا، ويراها أحدنا رأي العين، وفي سورة السجدة يقول الله تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ} (السجدة:7-9)، هكذا في آيات كثيرة من كتاب الله، يبين مراحل المخلوقات بأنها الخلق -الحياة- التصوير، وهكذا جاءت أسماء الله الحسنى مرتبة (الخالق، البارئ المصور)، ولا ينبغي ذكرها بغير هذا الترتيب.
دخل أحدهم بأكياس وأوان لتجهيز العشاء، فقد طال الحوار على غير العادة.
- دعوني أختم بأن من معاني إحصاء هذه الأسماء لله عز وجل، أن نعرفها، ونؤمن بها، ونعرف معانيها، ونتعبد الله بها، وهذه الأسماء فيها تحقيق الربوبية لله، فيشعر المرء بنعمة الله عليه أن خلقه، وسواه، وصوره في أحسن صورة، بل وكرمه في خلقه على كثير مما خلق في هيئته ومشيته وكافة احتياجات حياته، وقوله {أحسن الخالقين}، ليس لأن هناك خالقين آخرين، بل لو كان هناك خالق ولو بالاسم غير الله فالله هو الخالق الذي ليس مثله خالق، كما قال تعالى: {أرحم الراحمين}، فهو سبحانه له كمال الرحمة التي لا تشبه رحمة المخلوقين وكمال الخلق الذي لا يشبه خلقه أحد، ويثبت الله ذلك: {يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (فاطر:3).



اعداد: د. أمير الحداد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.00 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]