حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) - الصفحة 23 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 649 - عددالزوار : 72281 )           »          من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 5145 )           »          علة حديث: ((يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصر بهما وأذنان يسمع بهما)) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الهمزة في قراءة { ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار } بين التحقيق والتسهيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تفسير قوله تعالى: { أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          معرفة الصحابة لمنزلة القرآن وإدراكهم لمقاصده ومراميه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تحريم تشبيه الله تبارك وتعالى بخلقه وضرب الأمثال له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مناظرة رائعة بين عالم مسلم وملحد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آية الكرسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تعظيم الله وتقديره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #221  
قديم 04-10-2025, 12:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,653
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(221)


آثار العمل الإيجابي على النفس والمجتمع (7-7)
سابعًا: العمل الإيجابي علاج للأمراض:
إن من سنن الله تعالى في عباده أنه جعل لبعض أعمالهم الإيجابية التي يبتغون بها وجهه جل وعلا سببًا لتفادي الأمراض أو علاجًا لها، سواء النفسية أو العضوية، فمن تلك الأعمال قراءة القرآن الكريم وحفظه وتدارسه وتعليمه والاستماع عليه، يقول تبارك وتعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}(1)، وهذا الشفاء مطلق وعام لجميع الأمراض، تقول عائشة رضي الله عنها: «كان الرسول ﷺ إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلتُ أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي«(2).
وأخبر النبي ﷺ أن الإنفاق في وجوه الخير المختلفة علاج ودواء للأمراض حيث يقول: «داووا مرضاكم بالصدقة«(3).
كما علّم النبي عليه الصلاة والسلام الأمة مجموعة من الأعمال الإيجابية الصالحة لتفادي كثير من الشرور والأمراض، فقال: «فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يُكفّرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر«(4).
ويقول عليه الصلاة والسلام: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر«(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1)
[الإسراء: 82]

(2)
أخرجه مسلم (ص973، رقم 2192) كتاب السلام، باب رقية المريض بالمعوذات.

(3)
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/382، رقم 6832). والطبراني في المعجم الكبير (8/464، رقم 10044). وفي الأوسط (2/274، رقم 1963). والطبراني في الدعاء (1/32، رقم 34). وهو حديث ضعيف لإرساله، ولكن معناه صحيح.

(4)
أخرجه البخاري (ص89، رقم 525) كتاب الصلاة، باب الصلاة كفارة. ومسلم (ص74، رقم 145) كتاب الإسلام، باب الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ.

(5)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/200، رقم 7939). والحاكم (1/124، رقم 429) نحوه عن أنس بلفظ: «المعروف إلى الناس يقي صاحبها مصارع السوء والآفات، والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا، هم أهل المعروف في الآخرة».



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #222  
قديم 04-10-2025, 12:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,653
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(222)


القسم الثاني: المعالجة
والـمراد بهذا القسم: أن يذكر بعض العوارض النفسية وأسبابها، والآثار المترتبة عليها، ومن ثم وضع قواعد علاجيةلها من خلال أسس البناء النفسي أولاً، ثم بالرقية الشرعيةالصحيحة المستقاة من الكتاب والسنة النبوية، وذلك منأجل الوصول إلى نتائج إيجابية مع هذه العوارض، إمابالشفاء والعافية والخروج من الأزمات النفسيةبشكل كامل، أو بالتخفيف من أثرها علىنفس الإنسان وجوارحه، حتى يصبحعنصرًا إيجابيًا فاعلاً، يقومبواجباته فـي الحياةبصورة مقبولة.
وفيما يلي بعض هذه العوارض النفسية، والوصفات العلاجية فـي ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #223  
قديم 04-10-2025, 12:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,653
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(223)


من أسباب الأمراض النفسية
حقيقة المرض:
المرض قدر من الله تعالى يبتلي به بعض عباده، وهي سنة كونية تجري على الناس جميعًا، منذ أن خلق الله الخليقة، فلا يوجد إنسان إلا ويُبتلى بهذا الابتلاء، ما بين شدة وخفة، فقد ابتلي به الأنبياء والرسل والصالحون، فهذا نبي الله أيوب عليه السلام يقعده المرض عن الحركة سنوات طويلة إلى أن شفاه الله تعالى وعافاه بعد صبر وشكر ودعاء وذكر، يقول تبارك وتعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ}(1). وقال عنه تبارك وتعالى: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ}(2).
وكذلك فإن النبي ﷺ مرض في حياته وقبل وفاته، وتسمم بالطعام، كما أصابه السحر عليه الصلاة والسلام.
ولا أحد يملك الشفاء غير الله تعالى الذي خلق المرض ونزّله بين الناس، سواء كان هذا المرض نفسيًا أو عضويًا، يقول تبارك وتعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1)
[الأنبياء:: 83-84]

(2)
[ص: 44]

(3)
[الشعراء: 80]



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #224  
قديم 04-10-2025, 12:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,653
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(224)


أنـواع المـرض (1-2)
يصيب المرض الإنسان في جانبيه النفسي والبدني، ولكل جانب حالاته وآثاره على المريض، وبذلك يمكن تصنيف المرض إلى نوعين:
النوع الأول: المرض العضوي:
وهو ما يصيب عضوًا أو جزءًا من بدن الإنسان وجسمه، فيتألم منه ويؤثر في حركة جوارحه من غير أن يؤثر على الجانب السلوكي أو المعنوي في حياته، وأنواعها كثيرة ما بين خفيف ووسط وثقيل.
والوسيلة المتبعة في علاج مثل هذه الأمراض بعد التوكل على الله تعالى واللجوء إليه مباشرة الأسباب الحسية من العقاقير والأدوية التي تتناسب مع طبيعة الجراثيم والميكروبات المسببة للمرض، ولم تصل هذه العلاجات إلى حلول نهائية في التعامل مع الأمراض العضوية، لأن كثيرًا من هذه الأمراض لا تزال تتحدى الإنسان وتستعصي على العقاقير، ليستمر الإنسان ببحثه ويكتشف عجزه حتى يوفقه الله تعالى ويهديه إلى ما يناسبها من الأدوية.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #225  
قديم 04-10-2025, 12:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,653
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(225)


أنـواع المـرض (2-2)
النوع الثاني: المرض النفسي
وهو الذي يصيب الجانب النفسي في الإنسان، حيث يؤثر على أشواقه ومشاعره وتطلعاته الداخلية، فيفقد المصاب نفسيًا في هذه الحالة كثيرًا من نشاطه وتوازنه مما يؤثر ذلك على سلوكه وتعامله مع المحيط الخارجي، ومن أهم هذه الأمراض: الهمّ والاكتئاب والحزن والقلق والخوف واليأس والشك وغيرها، وهو الذي يعنينا في هذا المقام.
وخطر المرض النفسي يفوق كثيرًا المرض العضوي، لأنه يؤثر بصورة مباشرة على سلوك الإنسان، فيفقد الإنسان السيطرة على كثير تصرفاته، الأمر الذي بالمريض أحيانًا الإقبال على أفعال غير سوية أو يؤدي به أحيانًا أخرى إلى إيذاء الآخرين أو إيذاء نفسه بالقتل أو الانتحار.
وأما طبيعة النفس ومعرفة كنهها وما تحتويه من الرغبات الإيجابية والسلبية، فإن العلم لم يصل إلى الآن إلا إلى نزر يسير منها، من خلال بعض التجارب الجزئية هنا وهناك، وصدق الله القائل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}(1).
وبالتالي فإن عدم المعرفة الكاملة لحقيقة النفس من قبل المختصين فإنه إشارة إلى أن التعاطي معها والتعامل مع ما يعتريها من الأمراض سيكون غير متكامل، وإن نسب الفشل تفوق نسب النجاح في كثير من الأحيان.
فكان لا بد – والأمر هكذا – أن يتوجه الناس إلى المعين الأصيل الذي ينبع منه التصور الصحيح عن حقيقة النفس وما يؤثر فيها ويضطربها، أو ما تهدئها وتطمئنها، ألا وهو الله تعالى الذي خلق النفس ويعلم حوائجها، ويعلم ما يسعدها وما يحزنها، يقول تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}(2). فلا يجوز أن يتجاوز أحدٌ من المختصين وعلماء النفس هذه الحقيقة، فكل تشخيص أو علاج بعيد عن التفسير الرباني للنفس ومشكلاتها لن يجدي ولن يحقق الشفاء الكامل، لأنه يعتمد على الدلائل المادية فحسب، والأمر ليس هكذا، بل إنه أكبر وأعمق من هذا التصور الساذج عن النفس الإنسانية وأشواقها.
أما حقيقة النفس وما هيتها فلا يمكن معرفتها إذا قلنا أن النفس هي الروح، ولكننا نرى آثارها ماثلة أمام أعيننا وفي حياتنا وواقعنا البشري، من أشواق ورغبات وتطلعات، أما معرفة كنها ستبقى معجزة تتحدى الإنسان إلى يوم الدين، ليدرك عجزه وضعفه أمام خَلق الله تعالى وشأنه، يقول تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}(3).
وقد أشار الله تعالى في كتابه المبين إلى بعض أنواع النفس وحالاتها، وهي ثلاثة:
1-النفس الأمارة بالسوء: وهي النفس العدوانية التي استولى عليها الشيطان من كل جانب حتى أصبحت أسيرة لوساوسه ونفثاته كما في قوله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(4).
2-النفس اللوامة: وهي التي تقع في الأخطاء وترتكب المعاصي ثم تعود إلى رشدها وتتوب إلى بارئها بالاستغفار والندم، كما في قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}(5).
3-النفس المطمئنة: وهي النفس التي ملئت بالإيمان واليقين، وخلت من وساوس الشياطين وهمزاتهم، فأصبحت طائعة وخاشعة لأمر ربها قال الله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً . فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي}(6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1)
[الإسراء: 85]

(2)
[ق: 16]

(3)
[الإسراء: 85]

(4)
[ يوسف: 53]

(5)
[القيامة: 1-2]

(6)
[الفجر: 27-30]



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #226  
قديم 14-10-2025, 05:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,653
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(226)


أسباب الأمراض النفسية
لا يمكن حصر الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ظهور المرض النفسي، لأنها في كثير من الأحيان تكون مجهولة، إلا أنه يمكن الإشارة إلى أهم هذه الأسباب والتي تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الأسباب اللاإرادية:
وهي الأسباب التي تكون خارجة عن إرادة الإنسان، كبعض الأسباب الخَلقية التي تظهر مع الولادة مثل الشلل الذي يصيب بعض خلايا الرأس أو بعض الأعصاب التي من شأنها السيطرة على سلوك الإنسان وحركته، أو ظهور المرض نتيجة حادث سيارة أو سقوط على الأرض أو ضربة قوية على الرأس وغيرها. وهي جميعًا من الأسباب اللاإرادية التي تسبب أحيانًا المرض النفسي أو تؤدي إلى ظهور ملامحه على الإنسان.
القسم الثاني: الأسباب الإرادية:
وهي العوامل التي تكون بفعل الإنسان وإرادته، أي أنه كان باستطاعته أن يتفاداها ويمنع حدوثها، ولكنه استسلم لوساوس الشياطين وهمزاتهم حتى وقع في المحظور الشرعي، لذا؛ فإنه محاسب عليها عند الله تعالى. وهي التي تعنينا في هذه الدراسة. ونذكر منها جملة ظاهرة على سبيل المثال مفصلين فيها بعض الشيء.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #227  
قديم 14-10-2025, 05:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,653
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(227)


أولاً: الغضب (1-2)
الغضب: هو غليان دم القلب لطلب الانتقام.
وعند الغضب تتغير حالة الإنسان وتظهر آثار متعددة عليه، مثل تسرع ضربات القلب وانتفاخ الأوداج واحمرار العين واتساعها، وارتعاد الأطراف وتعلجم اللسان وتداخل الكلمات، وفقدان السيطرة على الجوارح أحيانًا، وغيرها من الأمور التي تدل بشكل مباشر أو غير مباشر على حدوث انفعال داخلي عند الإنسان أثناء الغضب.
يقول عليه الصلاة والسلام: «ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشيء فليلصق بالأرض«(1).
وينشأ الغضب في النفس بفعل الشيطان ووسوته للإنسان، لأنه قريب منه ويجري من ابن مجرى الدم، كما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام: «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم«(2).
وأما التفاعلات الكيميائية التي تحدث عند الغضب من ازدياد نسبة «الأدرينالين» التي تفرزها الغدة الكظرية في الدم، والتي تؤدي إلى زيادة نبضات القلب، ما ذلك إلا أثر من آثار الغضب الذي ينشئه الشيطان في نفس الإنسان من خلال الوسوسة إليه عند أي حدث أو موقف مزعج، ليقوم بأعمال غير مألوفة ومخالفة لحالته الطبيعية.
ويؤيد هذه الحقيقة أحاديث أخرى مثل قوله ﷺ: «إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ«(3).
ولعل التفسير الخاطئ عند بعض المختصين لحالة الغضب، أو الرؤية المادية التي يبنون عليها مثل هذه الانفعالات هي السبب في الوصول إلى نتائج غير مرضية في عملية العلاج، لا سيما أنهم يركّزون على تناول الأدوية والمهدئات، الأمر الذي يزيد في كثير من الأحيان من المرض وتفاقم آثاره على المريض، فالتشخيص الصحيح هو مقدمة لنجاح العلاج وتحقيق الشفاء.
أضرار الغضب:
يقول أبو العتاهية:
ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم *** عـدو العقـل أعـدى مـن الغضـب
من شدة ما له من آثار سيئة ونتائج وخيمة على نفس الإنسان وأسرته ومجتمعه، ومن أهم هذه الأضرار والنتائج:
1- الغضب يولد العداوة والبغضاء بين الناس، لأن الغاضب عند الانفعال لا يتحكم في أقواله وأفعاله التي تخرج غالبًا عن الآداب العامة، فيثير الطرف الآخر ويقابله بالمثل، مما يؤدي في النهاية إلى حقد دائم ونزاع مستمر بين الناس، فضلاً عن قطع الأرحام الذي يفكك الأسر ويمزقها. بالإضافة إلى كثرة حالات الطلاق وتشتت الأولاد بعدها وضياعهم.
2- يتسبب الغضب في حدوث الجلطات والذبحات الصدرية، والإصابة بمرض السكر، واضطرابات في عمل الكلى، والقولون العصبي وغيرها من الأمراض التي ترهق الإنسان لفترات طويلة من عمره.
3- يحدث الغضب في النفس القلق والتوتر بصورة مستمرة في حالة اليقظة، أما في حالة النوم فتكثر عليه الكوابيس والأحلام المزعجة التي تؤدي إلى الأرق والتعب النفسي.
4- عدم القدرة على إنجاز الأعمال لعدم القدرة على التركيز، والشعور بالتعب بسرعة، وكذا الشعور بالملل دائمًا.
5- عدم إدراك الأشياء على حقيقتها، فتختلط معه الحقيقة بالخيال، والواقع بالأحلام، فربما يتخيل شيئًا ويظنه حقيقة يسعى إليها.
6- قصور في التفكير الصحيح، فالغاضب قد ينصاع لأتفه فكرة، أو يقتنع بأسوأ عقيدة.
7- انشغال الفكر بأشياء تافهة أو غير مهمة والبعد عن الأشياء المهمة فينشغل مثلاً بأن فلان عمل معي كذا وكذا، وفلان وقف مني كذا.. وكلها أوهام لا حقيقة لها.
8- يرتب الغضبان على الأشياء التافهة مواقف ضخمة قد تؤدي به إلى نتائج خطيرة فيصوّر له الشيطان أن هذه الصغائر كبائر فيتعامل معها كذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
أخرجه الترمذي (ص504، رقم 2191) كتاب الفتن، باب ما جاء في خبر النبي ﷺ. وأحمد (3/19، رقم 11195). والحاكم (4/551، رقم 8543). والحديث حسَّنه الذهبي في تعليقه على المستدرك.

(2)
أخرجه البخاري (ص327، رقم 2038) كتاب الاعتكاف، باب زيارة المرأة زوجها في الاعتكاف.

(3)
أخرجه أبوداود (ص678، رقم4784) كتاب الأدب، باب ما يقال عند الغضب. وأحمد (4/226، رقم1814). والحديث ضعيف لكن معناه صحيح



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #228  
قديم 14-10-2025, 05:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,653
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(228)


أولاً: الغضب (2-2)
علاج الغضب:
لتفادي الغضب أو تفادي أخطاره حين وقوعه لا بد من اتباع بعض الخطوات التي تعدّ وقاية وعلاجًا في آن واحد، ومن أهم هذه الخطوات:
1- أن يتجنب الإنسان أسباب الغضب ودواعيه، وهذا معنى قوله ﷺ للذي سأله قائلاً: يا رسول الله علمني كلمات أعيش بهن ولا تكثر علي فأنسى فقال رسول الله ﷺ: «لا تغضب»(1). وقد فسر علماء الحديث قوله عليه الصلاة والسلام «لا تغضب» بالابتعاد عن أسباب الغضب ودوافعه.
2- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وشروره وهمزاته، لقوله تبارك وتعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(2). وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}(3).
وفي الصحيح أنه «استب رجلان عند النبي ﷺ فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه، قال رسول الله ﷺ: إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقال الرجل وهل ترى بي من جنون»(4).
3-الوضوء: وهي وصفة نبوية تخفف من وطأة الغضب على الإنسان وتحد من ثورته، وتهدئ نفس الغاضب، وتخفض من حرارة جسمه المتوهجة نتيجة الانفعال، يقول عليه الصلاة والسلام: «إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ»(5).
وقال عليه الصلاة والسلام في خطبة له: «ألا إن الغضب جمرة تتوقد في قلب ابن آدم»(6). ومثل الوضوء؛ بل قد يكون أعظم وأجدى الغسل.
4- الالتصاق بالأرض: أي أن يبقى الإنسان الغاضب في مكانه، فإن كان جالسًا فلا يقوم، لأن الحركة قد تثيره أكثر، يقول الرسول ﷺ: «ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشيء فليلصق بالأرض»(7).
5-تغيير وضعية الغاضب أثناء غضبه، إن كان واقفًا يجلس أو يضطجع، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع»(8).
وهو علاج لتهدئة النفس وإخماد نار غضبها، لأن الإنسان في حالة الوقوف يكون مهيئًا للانتقام أكثر منها في حالة الجلوس، وفي حالة الجلوس منها في حالة الاضطجاع.
6-كظم الغيظ أثناء الغضب بالعفو وعدم الانتقام، لأن ذلك يقضي على بذور الفتن، ويفتح أبواب المحبة والتسامح بين الناس، ويسد أبواب الشيطان التي يمكن من خلالها أن يدخل بين المسلمين فيثير الفتن بينهم، يقول الله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(9).
ويقول عليه الصلاة والسلام: «من كظم غيظًا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيِّره أي الحور شاء»(10).
7- السكوت وضبط اللسان عن الكلام أثناء الغضب، لقوله عليه الصلاة والسلام: «علِّموا ويسِّروا ولا تعسّروا وإذا غضب أحدكم فليسكت» قالها ثلاثًا(11). لأن إطلاق اللسان أثناء الغضب قد يجعل الإنسان يتلفظ بكلمات سيئة وبذيئة، تكون لها آثارٌ ضارة عليه وعلى الآخرين.
8- الإحسان إلى المسيء وهو أعلى درجات الإحسان، وهو امتثال حقيقي لأخلاق النبي ﷺ، فعن أنس رضي الله عنه قال: «كنت أمشي مع رسول الله ﷺ وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي ﷺ قد أثّرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: «يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء»(12).
ويقول ﷺ في حديث آخر: «اتق الله حيثما ما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن»(13).
9-الحلم والتحلي بكل مكارم الأخلاق عند الغضب، وعدم الحكم على شيء إلا بعد التحقق منه، درءًا للمفاسد التي قد تترتب على الاندفاع والانتقام، والحلم من صفات المؤمنين، وهو سبب لعلاج كثير من المشكلات النفسية ومنها الغضب، لقول النبي ﷺ: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه»(14).
10– أن يمتلك الغاضب نفسه أثناء الغضب، ويتحكم بها ولا يطلقها للانتقام أو الكلام، لقوله ﷺ: «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»(15).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
أخرجه البخاري (ص1066، رقم 6116) كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب. ومسلم (ص1076، رقم 2449) كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة. ومالك في الموطأ (ص569) كتاب حسن الخُلق، باب ما جاء في الغضب.

(2)
[الأعراف: 159]

(3)
[الأعراف: 201]

(4)
أخرجه البخاري (ص1066، رقم 6113) كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب. ومسلم (ص1139، رقم 2610) كتاب البر والصلة، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب.

(5)
سبق تخريجه.

(6)
سبق تخريجه.

(7)
سبق تخريجه.

(8)
سبق تخريجه.

(9)
[آل عمران: 134]

(10)
أخرجه أبوداود (ص677، رقم4777) كتاب الأدب، باب كظم الغيظ. والترمذي (ص416، رقم 2021) كتاب البر والصلة، باب كظم الغيظ. وابن ماجه (ص610، رقم 4186) كتاب البر والصلة، باب في كظم الغيظ. والحديث حسن.

(11)
أخرجه أحمد (1/239، رقم 2136) مسند بني هاشم، باب بداية مسند عبدالله بن العباس. والحديث حسن لغيره.

(12)
أخرجه البخاري (ص523-524، رقم 3149) كتاب الأدب، باب التبسم والضحك. ومسلم (ص424، قم 2429) كتاب الزكاة باب إعطاء من سأل بفحش وغلظة.

(13)
أخرجه الترمذي (ص460، رقم 1987) كتاب البر والصلة، باب ما جاء في المعاشرة.

(14)
أخرجه مسلم (ص1133، قم 6602) كتاب البر والصلة، باب فضل الرفق.

(15)
أخرجه البخاري (ص1066، رقم 6114) كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب. ومسلم (ص1138، رقم 26089) كتاب البر والصلة، باب من يملك نفسه عند الغضب.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #229  
قديم 14-10-2025, 05:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,653
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(229)


ثانيًا: الحسد (1-2)
هو تمني زوال النعمة من الغير.
والفرق بين الحسد والغبطة، أن الحسد هو تمني زوال نعمة الغير، أما الغبطة فهي تمني بقاء النعمة عند الغير وتمني أن يكون عنده مثلها.
والحسد من الشيطان، ليورث العداوة بين الناس ويرفع بينهم أسباب الألفة والتعاون والصلاح.
والحسد في حقيقته اعتراض على حكم الله تعالى في قسمه وعطاياه بين الناس، وصدق الشاعر القائل:
ألا قل لمن ظل لي حاسدًا *** أتدري على من أسأتَ الأدب
أسأت على الله في حكمه *** لأنك لم ترضَ لي ما وهب
فأخزاك ربي بأن زادني *** وسدَّ عليك وجوهَ الطلب
أضرار الحسد:
للحسد أضرار وسلبيات كثيرة، فمن أهمها:
1- أنه يحرّق قلب الحاسد حسرة على ما عند الناس، فيراقب الناس ويتحسس ما عندهم من النعم والآلاء، ليست النعم المادية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى الصحة والعافية التي يتمتع بها الناس، والقوة والشباب، والعقل والذكاء، والعلم والمعرفة، فلا يزيده ذلك إلا احتراقًا وغيظًا في نفسه.
2- أن الحسد سبب لتراكم الذنوب والخطايا، وانتقاص الحسنات والأجور، لقوله ﷺ: «إياكم والحسد، فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب«(1).
3- فيه هدر للطاقات والقدرات والأوقات والأعمار، حين يسخّر الحاسد جلّ قدراته وأوقاته في مراقبة الناس وشؤونهم، وما يَرد إليهم وما يخرج من عندهم.
4- الحسد يورث العداوة والبغضاء بين الناس، ويمزق الصف الواحد، ويفكك الأسر ويفرّق الإخوة والأحباب، لأنه وليد الكراهية والحقد، والمجتمع الذي يسوده الحسد تندر فيه معالم المحبة والوئام التي هي أساس التعامل بين الناس.
5- الحسد سبب لجهل المجتمع وتخلفه وفقره، لأنه مبني في الأصل على زوال النعم من المجتمع، سواء كانت مادية كالأموال والممتلكات أو معنوية كالصحة والقوة، وإذا فُقدتْ هذه المقوّمات من أي مجتمع فإنه سيبقى غارقًا في ظلمات الجهل والفقر والتخلف.
6- الحسد يورث في النفس الأرق والحسرة، لأن الحاسد دائم التفكير في غيره بصورة سلبية، فلا يقر له قرار ولا يهدأ له بال، ومثل هذه الحالات تؤدي بالشخص إلى اكتئاب وسواس، لا سيما إذا عرف أن الذين من حوله عرفوا حسده وحقده عليهم، فإن ينحسر على نفسه ويتقوقع فيها الأمر الذي يؤدي الإصابة بالأمراض النفسية المتنوعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1)
أخرجه أبو داود (ص691، رقم 4903) كتاب الأدب، باب الحسد. وابن ماجه (ص613، رقم 4210) كتاب الزهد، باب الحسد. والحديث ضعيف لكن معناه صحيح.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #230  
قديم 14-10-2025, 05:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,653
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(230)


ثانيًا: الحسد (2-2)
علاج الحسد:
إن مثل هذه الصفات المذمومة تحتاج دائمًا إلى مجموعة من الخطوات والإجراءات بمثابة وقاية من الوقوع فيها أو العلاج منها بعد الإصابة بها، ومن أهمها:
1- معرفة أن الله تعالى نهى عن هذا الخُلق الذميم، وهذه الجبلة المنحرفة، وأمر عباده الاستعاذة منها، فقال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ . مِن شَرِّ مَا خَلَقَ . وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ . وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ . وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}(1).
ويقول عليه الصلاة والسلام: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا، ولا تناجشوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا«(2).
ويقول ﷺ: «دبّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابو، أفلا أنبئكم بما يثَبَّتُ ذلك لكم، أفشوا السلام بينكم«(3).
2- تدريب النفس على محبة الآخرين وحب الخير لهم، وتدريبها على العمل والسعي من أجل قضاء حوائج الناس واحتساب الأجر والثواب من عند الله تعالى، لما في ذلك من أثر كبير في دفع الكراهية والحسد عن النفس وإحلال المودة والمحبة فيها، امتثالا لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(4).
3- العلم الشرعي، الذي يبين حقيقة الحسد، وأنه من الشيطان، وأن فيه آثار وأضرار على النفس وعلى المجتمع، فضلاً عن العقاب والعذاب المترتب عليه.
4- العلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته، حيث يفيد ذلك أن الكون كله بيد الله تعالى ويسير وفق إرادته، وأن النعم والأرزاق بيده سبحانه وتعالى وهو الذي جعل هذه القسمة بين الناس، لأن في الحسد اعتراض على قسمة الله وحكمه وقدره.
5- الاعتقاد بأن الحياة دار ابتلاء واختبار، والناس جميعًا محاسبون على ما هم فيه، فيُبتلى الغني في ماله، هل يشكر الله تعالى ويخرج حق الله منه، أم أنه يجحد هذه النعمة ويهدرها في المعاصي والمنكرات؟ وكذلك يُبتلى الفقير بحرمانه، هل يصبر ويحتسب، أم أنه يتضجر ويعترض؟ وهكذا جميع أصناف البشر.
6– الدعاء إلى الله تعالى واللجوء إليه أن يعافيه من الحسد والحقد ويزرع في نفسه حب الآخرين وتمني الخير لهم، وكذلك الدعاء للمحسود أن يزيده الله من النعيم ويبارك له فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1)
سورة الفلق.

(2)
أخرجه البخاري (ص1059، رقم 6066) كتاب الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد. ومسلم (ص1122، رقم 2558) كتاب البر والصلة، باب تحريم التحاسد والتباغض.

(3)
أخرجه مسلم (ص44، رقم 54) كتاب الإيمان، باب لا يدخل الجنة إلا مؤمن.

(4)
[المائدة: 2]



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 211.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 205.94 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]