|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#35
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1268 الفرقان صفات الشاب المسلم من أهم الصفات التي ينبغي للشاب المسلم الاتصاف بها: أن يكون مُهذَّبًا في أقواله، حليمًا في أفعاله، ليس بفظٍّ ولا مُنفِّر، لقول الله -عزوجل- لنبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران:159). كما إنه يتجنب الغضب؛ وذلك عملاً بوصية النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَا تَغْضَب»، وهو متواضع؛ لأنه يعلم أن التواضُع من شِيَم الكِبار، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ»، وإذا تكلَّم لا يتكلم إلا بالحقِّ والصِّدْق؛ لقول الله -عز وجل-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق:18)، فلا يقابل السيئة بالسيئة؛ وإنما يقابلها بالحسنة؛ لأنه يريد أن يكون من ذوي الحظ العظيم؛ كما قال الله: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت)، ولا يرفع صوته على أبٍ أو أمٍّ؛ لقوله -تعالى-: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء:23)، ولا يرفع صوته على شيخ مُسِنٍّ، ولا ضعيف مسكين، ويعفو ويصفح، ويُسامح ويكرم، ويغفر ويرحم؛ لقوله -تعالى-: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (النور:22)، فهذه هي صفاته وتلك هي أخلاقه التي يتخلَّق بها، وآدابه التي يتأدَّبُ بها، اقتداءً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ عملا بقول الله -تعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} (الأحزاب:21). تأثير الصديق جاء في الأثر: «قل لي من تُصاحب أقل لك من أنت»؛ بعض الشباب قد يصاحب أصدقاء لا دين لهم ولا أخلاق، فيترتَّب على ذلك كثير مِن المفاسد؛ فالصديق السُّوء له أثرٌ سيِّئ على صاحبه؛ ولا شك أن مجالسة الأصدقاء الصالحين ومرافقتَهم هي خيرُ وسيلةٍ للتحلي بالأخلاق الفاضلة، إذا اقتدى بهم في أقوالهم وأفعالهم، فللأصدقاء تأثيرٌ كبير على أقرانهم؛ من أجل ذلك حثنا نبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - على حسن اختيار الصديق فقال: قال: «إنما مَثَل الجليس الصالح والجليس السَّوء، كحاملِ المسك، ونافخ الكِير، فحاملُ المسك، إما أن يُحذِيَك -أي: يعطيك مجانًا-، وإما أن تبتاع - أي: تشتري منه، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يُحرِقَ ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة». اقتداء الشباب بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الشابُّ المسلم يتأسى برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويتخلَّق بأخلاقه؛ لأنه القدوة الحسنة، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - خُلُقه عظيمًا بشهادة الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)، وكان - صلى الله عليه وسلم - خُلُقُه القرآن، كما قالت أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ». احذروا طَيْشَ النّفس! من أهم الأمور التي يجب على الشباب الحذر منها «الطيش»؛ فإن من يتصفون بهذه الصفة لا يُعملون عقولهم ولا ينظرون في العواقب؛ بل يندفعون اندفاعًا بلا تعقُّلٍ، فيوردهم ذلك المهالك؛ ولهذا شبهت النفس في طيشها بكُرة من فخار وُضعت على منحدر أملس؛ فلا تزال متدحرجةً ولا يُدرى في نهاية أمرها بأيِّ شيء ترتطم! وكم هي تلك المآلات المؤسفة والنهايات المحزنة التي يؤول إليها أمر الطائشين ممن لا يتأملون في العواقب ولا ينظرون في المآلات! أيها الشاب: أنت حسيب نفسك ![]() المرء بأصْغَريه.. ![]() لماذا نحبّ الصحابة؟ محبة الصحابة -رضوان الله عليهم- من محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنهم خير القرون في جميع الأمم؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُ الناس قرْني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، وهم الواسطة بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين أمَّته، فعنهم تلقَّت الأمةُ الشريعة، وعلى أيديهم تمت الفتوحات الواسعة العظيمة، وهم من نشروا الفضائل بين الأمة؛ من الصِّدْق والنُّصْح والأخلاق والآداب، التي لا توجد عند غيرهم، قال -تعالى مُثنيًا عليهم-: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة:100)، وقال -تعالى-: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا} (الفتح:29). من أفضل الأعمال إن من أفضل الأعمال التي دعا إليها الشرع ورغَّب فيها: حسن الخلق؛ فهو من أعظم هبات الله لعباده؛ قال -تعالى-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)، وقال -تعالى-: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البقرة:83)، ومن الأخلاق الفاضلة: المروءة، والحياء، والصدق، والوفاء، والكرم، والشجاعة، وغيرها من الأخلاق الكريمة التي دعا إليها الإسلام ورغَّب فيها. أخلاق يبغضها الله -تعالى- من الأخلاق التي يبغضها الله -تعالى-: الْكِبْرُ، وَالْفَخْرُ، وَالْخُيَلَاءُ: فَالْكِبْرُ: هُوَ إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ؛ بِأَنْ يَرَى نَفْسَهُ أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِ، وَالْفَخْرُ: هُوَ الْمُبَاهَاةُ فِي الْأَشْيَاءِ الْخَارِجَةِ عَنِ الْإِنْسَانِ؛ كَالْمَالِ وَالْجَاهِ، وَالْخُيَلَاءُ: هِيَ التَّكَبُّرُ؛ بِأَنْ يَتَخَيَّلَ الْإِنْسَانُ فَضِيلَةً تَرَاءَتْ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ. وَالْخُيَلَاءُ وَالْمَخِيلَةُ مِنَ الْكَبَائِرِ الْمُحَرَّمَةِ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا بِقَوْلِهِ: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (لُقْمَانَ:18)؛ أَيْ: مُخْتَالٌ مُعْجَبٌ بِنَفْسِهِ، فَخُورٌ عَلَى غَيْرِهِ، فَهَذَا الصِّنْفُ مِنَ النَّاسِ لَا يُحِبُّهُمُ اللَّهُ، وَلَا يَرْضَى عَنْهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ مُتَكَبِّرُونَ عَلَى النَّاسِ؛ وَلِذَا يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ -تعالى-؛ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الِاخْتِيَالُ الَّذِي يُبْغِضُ اللَّهُ -عزوجل-: الْخُيَلَاءُ فِي الْبَاطِلِ»، وَهَذِهِ الصفات تَسْلُبُ صَاحِبَهَا الْفَضَائِلَ، وَتُكْسِبُهُ الرَّذَائِلَ، وَهِيَ مِنَ الْكَبَائِرِ. من أدب الحديث قال الشيخ عبدالرحمن السعدي -رحمه الله-: «ومن الآداب الطيبة إذا حدَّثك المحدِّث بأمر ديني أو دنيوي، ألا تنازعه الحديث إذا كنت تعرفه؛ بل تصغي إليه إصغاء من لا يعرفه ولم يَمُرَّ عليه، وتريه أنك استفدته منه، كما كان أَلِبَّاءُ الرجال يفعلونه، وفيه من الفوائد: تنشيطُ المحَدِّث، وإدخالُ السرور عليه، وسلامتك من العجب بنفسك، وسلامتك من سوء الأدب؛ فإن منازعة المحَدِّث في حديثه من سوء الأدب».
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |