|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#121
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1274 الفرقان المسؤولية الفردية والاعتماد على النفس لقد حثنا ديننا على علو الهمة، وعلى الاعتماد على النفس، ونهانا عن سفاسف الأمور وسقطاتها، وعن الاعتماد على الآخرين؛ لأن المسؤولية يوم القيامة فردية، وسيقف كل إنسان وحده يسأل عما اقترفته يداه، ولا يسأل أحد سواه عن أعماله التي قام بها، قال -تعالى-: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (المدثر:38)، فكل فرد يحمل هم نفسه وتبعتها، ويضع نفسه حيث شاء أن يضعها، يتقدم بها أو يتأخر، ويكرمها أو يهينها. وتعد قيمة المسؤولية الفردية والاعتماد على النفس وعدم الاتكال على الآخر من أهم القيم التي يجب على الشباب الاتصاف بها، فهي من أهم وسائل الفوز والنجاح؛ فالنجاح في هذه الحياة له سُنن، ومن أبرزها هاتان الصفتان؛ ولذلك لا ترى ناجحًا إلا وتكون هذه الصفات بارزة فيهم. فعلى الشباب أن يرْسُخ في أذهانهم أنهم المسؤولون عن أعمالهم وعن الواجبات الملقاة عليهم، سواء كانت دينية أو دنيوية، وأن نجاحهم في هذه الحياة مرتبط بأدائهم هذه الواجبات، وأنَّ الاعتماد على الآخر سبيل للخيبة والإخفاق، ولا سيما في هذا العصر، وما نجاح المسلمين في العصر الذهبي (عصر النبوة) إلا بعملهم بذلك المبدأ، وما إخفاقهم الآن في مواقع كثيرة أفرادًا وجماعات إلا بتركهم لذلك المبدأ واعتمادهم على غيرهم؛ فالذي يحيا معتمدًا على نفسه يحيا حياة عز واستقلال، وسيسلم من كل إهانة واحتقار، كالنخلة تعيش بكبرياء باعتمادها على نفسها واستقامتها على جذعها، بعكس الذي يعيش متكلاً على غيره فيعيش معيشة ذل وانكسار. إيجابية نملة قال الله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُون}(النمل:18)، سليمان -عليه السلام- نبي الله هو وجيشه يمشون في الطريق وأمامهم مجموعة من النمل يسعون لطلب الرزق، فتحملت نملة واحدة مسؤولية الإنذار والتحذير وصاحت في النمل: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ} واعتذرت عن سليمان وجنوده فقالت: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُون}، «قالت نملة» نملة نكرة ليست معرفة، ومن ثم فأي واحد منا يتحمل المسؤولية يكون موضع تقدير واحترام؛ لأنه يصبح إيجابيا. بين التوكل والتواكل التوكل هو الاعتماد على الله مع الأخذ بالأسباب، يعني أن الشخص يقوم بما عليه من واجبات ويسعى لتحقيق أهدافه، ثم يضع ثقته في الله ويتوكل عليه في النتائج، والتوكل يتضمن الإيمان بأن النتائج النهائية بتقدير الله -عز وجل-، ولكن الشخص يبذل جهده ويعمل بجد، أما التواكل، فيعني الاعتماد على الله دون اتخاذ أي خطوات فعلية؛ فالشخص المتواكل يتوقع أن تأتي النتائج دون أن يبذل أي جهد أو عمل، وهذا السلوك يعد سلبيا؛ لأنه يتجاهل أهمية العمل والسعي لتحقيق الأهداف. الإيجابية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ![]() حب النبي صلى الله عليه وسلم من مُقتضى الإيمان قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: إن حب النبي - صلى الله عليه وسلم - من مُقتضى الإيمان به وبرسالته، وهو من حقوقه - صلى الله عليه وسلم - علينا، قال الله -تعالى-: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواَ} (المائدة: 55)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولدهِ ووالدهِ والناسِ أجمعين»، وفي حديث آخر لابد أن يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحب إلى المؤمن من نفسه، كما في حديث عمر - رضي الله عنه -. ابتغاء الرِّزق ![]()
أهمية الإيجابية في حياة الشباب تعد السلبية أخطر آفة يصاب بها الشباب، بينما الإيجابية هي أهم صفة ممكن أن يتصفوا بها؛ بل هي أهم وسيلة من وسائل نهضة الأمة؛ فمن الحقائق المسلَّم بها أن نهضة الأمم تقوم على أفراد إيجابيين مميزين بالأفكار الطموحة والإرادة الكبيرة، كما أنها نجاة من هلاك الأمم والشعوب قال -تعالى-: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (هود:117)، ولم يقل: صالحون، إنما قال: مصلحون، وهناك فارق بين صالح ومصلح فالصالح صلاحه بينه وبين ربه، أما المصلح فإنه يقوم بإصلاح نفسه ودعوة غيره. طريقك إلى الإيجابية وهناك الكثير من العوامل التي تساعد على تنمية الإيجابية وتسهم بطريقة كبيرة في خلق شخصية إيجابية لدى الشباب، أهمها: الوعي والعلم والمعرفة، والثقة بالنفس؛ فالكثير من الشباب يُضَيِّع على نفسه فرصًا للانطلاق وفعل الخير؛ نتيجة لتشككهم في قدراتهم وتقليلاً من شأنهم الإيجابي، لكن عليهم بالمبادرة والإقدام دون اندفاع وتهوّر، مع تقدير الأمور بمقاديرها، وهذه الرغبة في المبادرة تدفع الفرد إلى اكتشاف آفاق جديدة للحياة، وتسهم في إنماء حصيلةِ الفرد من الحلول، فلا يقف عند عائق متعثرًا ساخطًا؛ ولكنه يمتلك حلولاً بديلةً؛ نتيجة لاحتكاكه المستمر، وخوضِه الكثير من التجارب.
__________________
|
#122
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1275 الفرقان حاجة الشباب إلى القوة والأمانة يحتاج الشباب إلى القوة والأمانة لبناء مجتمعاتهم وتحقيق طموحاتهم، والقوة تشمل القوةَ البدنية، والشجاعةَ القلبية، والفصاحة اللِّسانية، والحصيلة العلمية، والمكانة الاجتماعية المتمثلة في الشُّهرة والمال والأتباع، وكذلك الهمّة العالية، والعزيمة الماضية، والمبادرة الفاعلة، فكل واحدة من هذه الصفات تمثل مظهرًا من مظاهر القوة، وهي متفاوتة بين البشر، بينما تعبر الأمانة عن تحمل المسؤولية الأخلاقية وحسن التدبير، وكلاهما ضروري لكي يصبح الشباب عماد الحضارات وقوة دافعة للتقدم في مختلف المجالات. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن القويّ خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، في هذا التوجيه النبوي إشارة إلى أن القوة صفة مطلوبة في الشاب المسلم، والقوة ليست فقط قوة الجسد؛ بل تشمل القوة الفكرية والعلمية والإيمانية، قال -تعالى-: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} (الأنفال: 60)؛ مما يدل على أهمية إعداد القوة في مختلف المجالات؛ فالشاب المسلم مطالب بالاهتمام بصحته البدنية وأن يكون قويًّا في عمله ودراسته، ليكون مؤثرًا في مجتمعه. وأما الأمانة فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها: «لا إيمان لمن لا أمانة له»، وهذا تأكيد على أن الأمانة أساس النجاح في الحياة؛ فالشاب الذي يعمل في شركة مطالب بالحفاظ على أسرار العمل بها، وألا يستغل موقعه لتحقيق مكاسب شخصية، والطالب المسلم في دراسته يرفض الغش ولا يستسيغه ويعتمد على مجهوده ومثابرته في النجاح والتفوق الدراسي. مظاهر الأمانة في حياة الشباب
![]() مظاهر القوة في حياة الشباب
«الشباب» مرحلة عمرية مليئة بالتحديات يعيش الشباب في مرحلة عمرية مليئة بالتحديات والآمال والفرص، وحتى يكونوا عناصر فاعلة ومؤثرة في محيطهم، لابد أن يتحلوا بصفات تجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية وتحقيق النجاح، ومن أهم هذه الصفات القوة والأمانة؛ لأن القوة وحدها قد تؤدي إلى الظلم، والأمانة وحدها قد تؤدي إلى العجز، لكن عندما يجتمعان في شخصية الشاب، يصبح قادرًا على النجاح وخدمة مجتمعه بكفاءة ونزاهة. ![]() حُسن الظن بالله قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: الرجاء ينبغي أن يكون في محله؛ بحيث يكون الإنسان قد عمل عملًا يرجو الثواب عليه، أما الرجاء من دون عمل فهو من التمني الذي لا ينفع العبد، وفي الحديث الصحيح: «أنا عند ظن عبدي بي»، وكل هذه النصوص إنما تكون فيمن يعمل ما يمكن أن يرجو به ذلك، وأن يحسن به الظن.. ![]() من علامات السعادة قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: من علامات سعادة العبد: تيسير الطاعة عليه، وموافقة السنة في أفعاله، وصحبته لأهل الصلاح، وحسن أخلاقه مع الإخوان، وبذل معروفه للخلق واهتمامه للمسلمين، ومراعاته لأوقاته. ![]() نماذج مضيئة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والسلف
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ مع كثرة التحديات التي يواجهها الشباب في العصر الحديث، من مغريات الحياة وضغوطات العمل والدراسة، يحتاجون إلى وسائل تعينهم على التمسك بالأخلاق الإسلامية والقيم الإيجابية، ومن أهم هذه الوسائل نجد الصبر والصلاة، فقد أمرنا الله -تعالى- بالاستعانة بهما؛ لأنهما يعينان الإنسان على مواجهة الصعوبات بثبات وإيمان، قال -تعالى-: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (البقرة: 45)؛ فالصبر بما أنه القدرة على التحمل والثبات أمام العقبات دون يأس أو تراجع، يساعد الشباب على الاجتهاد والمثابرة لتحقيق التفوق والنجاح، والصلاة: تزود الشاب بالقوة والطاقة الإيمانية التي تعينهم على مواجهة الشدائد، ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه «كان إذا حزبه أمرٌ صلَّى»، أي أنه كان يلجأ إلى الصلاة عند الشدائد؛ فالصلاة تمنح الشباب الطمأنينة والثقة، وتدربهم على التركيز والانضباط؛ مما يساعدهم على اتخاذ قرارات صائبة بعيدًا عن التوتر والاندفاع، والشاب الذي يلجأ إلى الصلاة والدعاء يشعر بالراحة ويتخذ قراره بحكمة، ويكون قادر على الإبداع والتفكير العميق. أنتم من تصنعون الفارق الشباب الذين يجمعون بين القوة في الأداء، والأمانة في السلوك، هم من يصنعون الفارق في مجتمعاتهم، والتاريخ مليء بأمثلة لشباب نجحوا لالتزامهم بهذه القيم، ولكي يسير الشباب على هذه الطريق، يحتاجون إلى الاستعانة بالصبر والصلاة؛ فهما المفتاح الذي يعينهم على تحمل المسؤوليات وتحقيق النجاح والريادة في مختلف المجالات.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |