دروس من قصص القرآن الكريم - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1369 - عددالزوار : 139911 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 23-07-2025, 05:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,143
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس من قصص القرآن الكريم

دروس من قصص القرآن الكريم ..

دروس من قصة يعقوب -عليه السلام-


  • كان يعقوب عليه السلام حريصًا على التوحيد وفيا في عبادته آخذاً نفسه فيها بالعزيمة
  • الرضا لا يَبطل بمجرد التألم أو الحزن فإن الإنسان قد يتألم بمقتضى بشريته وهو مع ذلك راض بما قدره الله وقضاه
إن يعقوب -عليه السلام- نبي من أنبياء الله، ذُكر اسمه في القرآن ستة عشر مرة في تسع سور، لكن أبرزها في التعريف به البقرة وآل عمران ويوسف، ففي البقرة بين الله -تعالى- مدى قوة إيمانه وتمسكه بعقيدته، وفي آل عمران بين لنا عبادته، ومدى التزامه الوفاء لله بما قطع على نفسه، وفي يوسف بين لنا جوانب من شخصيته، وقوة عاطفته، وغزارة علمه، وحكمته في التربية، وصبره، وهي كلها دروس نتعلمها؛ فقد كانت كل مسيرة حياته التي وردت في القرآن في كل حدث من أحداثها، عبرا وعظات ودروسا جمة.
يعقوب والتوحيد
إن تمسكه بدينه وعقيدته قد أبانت عنه وصيته لأبنائه، حين احتضاره، قال -تعالى-: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}، (البقرة: 133)، ففي ذلك الوقت الذي قد حضره الموت فيه؛ حيث لا تعبر إلى الذهن في تلك اللحظات العصيبة إلا أهم الأمور، وأشدها إلحاحاً على قلب الإنسان وعقله، إذا بيعقوب -عليه السلام- يجمع بنيه ليوصيهم وليطمئن على دينهم، فليس عنده شغل شاغل إلا ذلك، لا يريد أن يوزِّع عليهم شيئاً من الأموال، ولا يريد منهم أن يسددوا عنه دينًا، إنما يسألهم {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي}، هذا هو ما يشغله ويؤرقه ويحرص عليه وهو في سكرات الموت، قضية الإيمان بالله، فهي عنده القضية الأهم، والميراث الحقيقي الباقي بعد فناء كل شيء، عند ذلك يطمئنه أولاده أنهم على عهده وعهد آبائه باقون، وعلى التوحيد الخالص لله مقيمون.
يعقوب العابد
كما كان حريصًا -عليه السلام- على التوحيد فإنه كان وفيا في عبادته آخذاً نفسه فيها بالعزيمة، قال -تعالى-: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ} (آل عمران: 93)، إن إسرائيل هو يعقوب -عليه السلام-، قال الشوكاني -رحمه الله في فتح القدير-: «اتفق المفسرون على أن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام- ومعناه عبد الله؛ لأن إسرا في لغتهم: هو العبد وإيل هو الله»، وإنه قد كان نذر لله ألا يأكل من لحوم الإبل إذا شفاه الله من مرض شديد كان قد ألم به، فلما شفاه الله وفا بنذره، روى الطبري بسند صحيح عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن عصابة من اليهود حضرت رسولَ الله -[-، فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا أيّ الطعام حرَّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرضَ مرضًا شديدًا، فطال سقمه منه، فنذر لله نذرًا لئن عافاه الله من سقْمه ليُحرّمنّ أحبّ الطعام والشراب إليه، وكان أحبّ الطعام إليه لُحمان الإبل، وأحبّ الشراب إليه ألبانها؟ فقالوا: اللهم نعم. فكان هذا هو النذر الذي نذر ووفى به لله، حين حرم على نفسه أحب الطعام إليه إذا شفاه الله.
زواجه وإنجابه
لقد تزوج يعقوب -عليه السلام- من ابنتي خاله لابان، ليا وراحيل، قيل لم يكن الجمع بين الأختين في شريعته محرماً، وقيل إنه تزوج ليا أولاً فلما ماتت تزوج بأختها الصغرى راحيل، وقد رُزق منهما ومن جاريتين أخريين باثني عشر ولداً وبنت واحدة، وكان أصغر أولاده يوسف -عليه السلام- وأخوه بنيامين، وكانت أمهما راحيل قد توفيت عقب ولادتها لبنيامين، فكان يعقوب لذلك يعطف على ولديه الصغيرين أكثر من غيرهما، ويزيدهما عناية؛ بسبب صغرهما من جهة وموت أمهما من جهة أخرى، وكان يُفترض أن يشارك الأولادُ الكبارُ أبَاهم في ذلك الاهتمام، وتلك الرعاية، لو كانوا أسوياء النفس، لكن السياق القرآني يشير إلى أنهم لم يكونوا كذلك؛ إذ بدؤوا يلتفتون إلى أشياء أوْغَرت صدورهم على يوسف وأخيه، بل لقد وصفوا أباهم وهو رسول معصوم بأنه في ضلال مبين، وأنه يفضل يوسف وأخاه عليهم.
يعقوب نبيٌ عالم
إن الله -تعالى- قد قص لنا عن يعقوب -عليه السلام- وأبنائه في سورة يوسف -عليه السلام-، ما يبرز لنا العديد من المحاور في شخصيته، فهو كما وصفه الله -تعالى- فقال: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (يوسف: 68)، فقد برزت في سورة يوسف -عليه السلام- عديد من المواقف التي تُنبئ عن شأن يعقوب -عليه السلام-، ومدى ما كان عليه من علم وفهم وحكمة وصبر، فأما علمه فإنه قد ظهر في تأويله لرؤيا يوسف -عليهما السلام-، {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، (يوسف)، هكذا في كلمات قليلات موجزات، لخص يعقوب لابنه مسيرة حياته كلها، فذكر له أولاً: أن إخوته فيهم الحسد؛ لذلك ينبغي أن يكتم عنهم تلك الرؤيا؛ لما تحمله من بشارة عظيمة له، وذكر له ثانياً: أن إخوته فيهم الاستعداد النفسي للانحراف قال: {فيكيدوا لك كيدا}، وذكر له ثالثاً: أنه سيكون له شأن وأن الله سيختاره ويجعله نبيا ورسولا كأبويه إبراهيم وإسحاق.
فهمه وحكمته -عليه السلام-
فكما تميز يعقوب -عليه السلام- بقوة العلم فإنه تميز أيضاً بقوة الفهم؛ إذ لم تنطل عليه حيلة أولاده حين جاؤوا بقميص يوسف ملطخاً بالدماء سالما من التمزق، بل استدل بذلك على كذبهم، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: لما نظر إلي القميص قال كذبتم؛ لو كان الذئب أكله لخرق قميصه. كما تميز -عليه السلام- أيضاً بالحكمة، وتجلت تلك الحكمة حين نسب إثم كيد أولاده وضلالهم إلى الشيطان فقال: {فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، ومكمن الحكمة في ذلك: ألا يوغر صدر يوسف على إخوته، وأن يلتمس لهم بعض العذر حين يقومون بذلك الجرم في حقه، وأن يتعامل يعقوب نفسه مع الأمر حين حدوثه بعد ذلك بحكمة وانضباط، فإنه قد عرف من الرؤيا أن ذلك حادثٌ لا محالة، فلعلَّه قد وطَّأ بحكمته لرد فعله حين قَدَّم بين يديه معذرةَ { إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، وإن هذا هو عين ما حدث، فقد تعامل مع هذه المُصيبة المركبة، التي ابتُلي فيها ببلاءين في أولاده، بفقد واحد وانحراف تسعة، بمنتهى الحكمة وضبط النفس. فلقد علم أن الله لن يتخلى عن يوسف، وقد أتته البشارة بنبوته واجتبائه، فلا حكمة في أن يفضح أولاده بجرمهم ولا أن يشهر بهم، بل الحكمة أن يعكف على إصلاحهم، ويعالج مواطن الخلل في نفوسهم، ولعله قد أفلح في ذلك -عليه السلام- إلى حد ما؛ لأنهم كانوا قد صرحوا بأن نفوسهم مريضة من جهة يوسف وأخيه، {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} (يوسف: 8)، فكان المتوقع وقد سلكوا طريق الجريمة مع يوسف أن يُكْمِلوا جريمتهم مع بنيامين، لكن ذلك لم يحدث؛ وذلك لأن يعقوب -عليه السلام- كان قد اختار أن يستر عليهم مع الاستمرار في تبكيتهم وتذكيرهم بجريمتهم حتى يحصل لهم الندم عليها، فإنَّ وجهه لم يخل لهم يوماً كما أرادوا، وحين طلبوا أن يأخذوا أخاهم معهم لملاقاة عزيز مصر، ظل يعقوب يذكرهم بأنه لم ينس جريمتهم، وأنه رغم عدم ثقته فيهم، فإنه سيجعل بنيامين يذهب معهم لتمام توكله على الله {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (يوسف: 64)، فإننا نجد عند ذلك أنه قد ظهر من سلوكهم أن شيئاً ما قد اختلف في نفوسهم، فلم تعد لديهم تلك الجرأة على اقتحام الجرائم، وصار عندهم قدر أكبر من الحياء والشعور بالمسؤولية، حتى ما استطاع كبيرهم أن يعود إلى بلده مرة أخرى حين احتبس يوسف أخاه وضمه إليه، {قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} (يوسف: 80).
الرضا والحزن الكظيم
إن يعقوب -عليه السلام- حين أصيب في ثلاثة من أولاده بالفقد، اشتد الحزن على قلبه {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} (يوسف: 84)، أي يكتم ألماً شديداً في قلبه، وهنا نتعلم أن الرضا لا يَبطل بمجرد التألم أو الحزن، فإن الإنسان قد يتألم بمقتضى بشريته، وهو مع ذلك راض بما قدره الله وقضاه، ومن ثم فإن غلبة البكاء لتألم القلب بسبب حدث ما مهما بلغ ذلك البكاء كثرة، فإنه لا ينافي الرضا والتسليم، ما لم يكن معه قول مُحرَّمٌ أو فعلٌ منكر، وقد كان يعقوب -عليه السلام- متحلياً بالصبر والرضا واليقين دائماً أبداً، لم يفارق شيئاً من ذلك قلبه، فإنه في المرتين قال {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} (يوسف: آيتي: 18و 83)، وحين اشتد كربه وعظم مصابه تعلق بالله فقال: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (يوسف: 83).


اعداد: الشيخ: محمد محمود محمد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.04 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]