|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إن عجائب القرآن أطرن نومي بقلم / د. خلدون عبد العزيز مخلوطة كوكبة من آيات متلألأة تؤسس لمنهج رباني ، متبوع بمراقبة ومتابعة ، وبشارة لنتيجة حتمية لمن استنار بهديها ، عندما تقرأ الآيات بتدبر وتمعن ، وإذا بخيوط نورانية شفافة تربط بينها برباط محكم ، فتجد نفسك أمام عقد من درر منظوم ، فتنبهر بترتيبها ، وتأخذ الألباب نظمها، وليس بغريب أن تسمع ذاك الذي يقرأ القرآن بقلب وهو شهيد حيث يقول : ( إن عجائب القرآن أطرن نومي وما أخرج من أعجوبة إلا وقعت في أخرى.) وها نحن أمام آيات آخاذة جذابة من سورة يونس ، تبدأ أولا بالمنهج عبر موعظة ربانية تربي الإنسان تربية بديعة ، فيتحقق له شفاء الصدر من كل الأدواء ، ثم يوجهه للهداية إلى الحق، وبعدها تتحق له الرحمة فقال الحق سبحانه: ( يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ 57) ، ثم إعلان عن فرحة إيمانية تغمر القلوب بهذا الخير المستفيض: (قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ 58)، ولأن القلوب تتقلب ، والنفوس تحتاج لتقويم مستمر ، وتعديل متواصل ، احتاجت لمراقبة دائمة ، ومتابعة دؤوبة عبر استحضار معية الله تعالى ، وتمكين الخشية منه في السر والعلن ، جاءت آية لتنبه المؤمن إلى أهمية هذا الأمر ليكون تطبيق المنهج تطبيقا يرافقه يقظة وإخلاص ، ومحاسبة وتدبير ، فجاء قول الحق سبحانه: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلاۤ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ 61 ). ثم آيات بعدها ببشارة ويا لها من بشارة ، تتشوق النفوس وتتشوف للوصول إليها ، وثمرة عظيمة ناتجة عن التطبيق المحكم لهذا المنهج الرباني ، المصاحب بمراقبة شفافة ، المتبوعة بمحاسبة دقيقة ، وتقويم مستمر، فتتبن لها جزاء تجده في دنياها قبل آخرتها، فتجد في طريق السير إلى الله ، وتطمئن إلى وعد الله، إنها الوصول إلى مقام الولاية: ولاية فيها تقريب للمؤمن من ربه ، فيحاط بنصرة الله وعونه ، فقال سبحانه : (أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 62 ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ 63 لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ 64)، وتنوعت البشرى لهذا جاءت مطلقة : فتارة في الرؤيا صالحة تُرى للمؤمن أو يراها ، وتارة في حب الله لهم ، متبوع بقبول يضعه الله في قلوب عباده تجاه هؤلاء الأولياء ، فينتشر عبير هدايتهم ، وأثر تقواهم وصلاحهم، " فيقول الله سبحانه وتعالى لجبريل عليه السلام: " إني أحب فلاناً فأحِبَّهُ. قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء فيقول: إن الله يَحب فلاناً فأحِبُّوه، فيحبه أهل السماء. قال: ثم يُوضع له القبول في الأرض " وتارة ببشرى تأتي لحظة أن يأتي مَلَكُ الموت، فيُلْقي عليه السلام، ويشعر أن الموت مسألة طبيعية، مصداقاً لقول الحق سبحانه: { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }[النحل: 32] ، وتارة ببشرى ساعة يبيضُّ الوجه حين يأخذ الإنسان من هؤلاء كتابه بيمينه، وهذه بشرى في الدنيا وفي الآخرة. { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا.. }[فصلت: 30-31].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |