|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() آية المحنة نورة سليمان عبدالله إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شُرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد: فأقول وبالله التوفيق: قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]. هذه الآية فيها وجوبُ محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها، فلا يكفي فيها مجرد الدعوى، بل لا بد من الصدق فيها، وعلامةُ الصدقِ اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله: في أقواله وأفعاله، في أصول الدين وفروعه، في الظاهر والباطن، وبهذه الآية يُوزَن جميع الخلق، فعلى حسب حظِّهم من اتباع الرسول يكون إيمانهم وحبهم لله، وما نقص من ذلك نقَص. قال ابن تيمية رحمه الله: "﴿ فَاتَّبِعُونِي ﴾ [آل عمران: 31]؛ لأن الرسول هو الذي يدعو إلى ما يحبه الله، وليس شيء يُحِبُّه الله إلا والرسول يدعو إليه، وليس شيءٌ يدعو إليه الرسول إلا والله يحبه؛ فصار محبوبَ الربِّ، ومدعوَّ الرسول متلازمين". قال الحسن البصري وغيره من السلف: "زعم قوم أنهم يحبون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية". فعلى قدر هذا الاتباع من العبد تكون المحبة، وكلما زاد الاتباع، زادت المحبة. فليس الشأن أن تُحِبَّ، إنما الشأن أن يحبك الله، وحين يحبك، يملأ قلبك بحبِّه فلا تنشغل بغيره. ومن سمات محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم: 1. الاتباع والتمسك بهديِ النبي صلى الله عليه وسلم. 2. العناية بالقرآن تفهمًا وتدبرًا وتأدبًا؛ قال ابن مسعود رضي الله عنه: "لا يسأل أحد عن نفسه إلا القرآن"، فإن كان يحب القرآن، فإن الله يحبه. 3. محبة ما يحبه الله، ومن يحبهم الله. 4. تجنُّب البدع – لأن العامل بالبدع بعيدٌ عن الاتباع – والإقبال على السنة النبوية. 5. تجنب الغلوِّ في الدين وفي الرسول صلى الله عليه وسلم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والغلوَّ))، وقال النووي في (المجموع شرح المهذب): "ولا يغتر بمخالفة كثيرين من العوام، وفِعلهم ذلك؛ فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بالأحاديث وأقوال العلماء، ولا يُلتفت إلى محدثات العوام وغيرهم وجهالاتهم". وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ)). وفي رواية لمسلم: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رد)). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تجعلوا قبري عيدًا، وصلوا عليَّ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم)). وحقيقة الطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم: 1. طاعته فيما أمر به. 2. اجتناب ما نهى عنه. 3. تصديقه فيما أخبر. قال الشافعي رحمه الله: تعصي الإله وأنت تُظهر حبَّه ![]() هذا محال في القياس بديعُ ![]() لو كان حبُّك صادقًا لأطعتَه ![]() إن المحبَّ لمن يُحب مطيعُ ![]() اللهم إنا نسألك حبَّك، وحبَّ عملٍ يُقربنا إلى حبك، اللهم ارزقنا حسن الاتباع لسُنَّةِ نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |